بريق عينيك...
نجوم سمائي الحالكة...
..................................................................................................................................
03:54am
بكاء فتاة صغيرة...كان أشبه بصراخ مرعب...كانت تبكي و تصرخ فقط...صوت بكائها كان يقطع القلب لشدة الرعب الذي يحمله...هي لم تكن تبحث عن الدماء...بل عن من تخلت عنها...
" اللعنة اللعنة اللعنة اللعنة!!!! إخرسي!! "
كانت تضرب رأسها بيديه بطريقة هستيرية و كأنها ترغب في نزع تلك الأفكار أو إبعاد ذاك الصوت... أجل صوت تلك الفتاة التي تلاحقها دوما...نسختها الصغيرة...تلك الطفلة البائسة كما تنعتها...لم تسلم منها حتى في أحلامها التي حولتها لكوابيس...
" لماذا تخليتي عني!! هذا ليس خطأي! "
نهضت بطريقة سريعة بعد أن قالت تلك الكلمات ببكاء...كانت سيليا تتحدث بتبادل الأدوار كمريض انفصام...تسأل ببكاء و ملامح ملومة...ثم تجيب نفسها بأسلوب همجي و مرعب..
" أنت أكبر خطأ!!! ابتعدي!! لا تعودي!!! ديڤل!! اين أنتِ أرجوك ! "
كانت تستنجد بتلك الروح الشريرة ، نفسها المجنونة التي تحثها على جميع الآثام التي تغضب الرب..
" ليس خطأي أني ولدت بطريقة سليمة! "
كانت تبكي و تتكور على نفسها في الزاوية تأكل أضافر يديها التي لا وجود لها من الأساس فقد بدأت نوبتها قبل ساعة و حتى الأن الساعة تشبر لثالثة فجرا...لذا أخذت تتنفس بقوة ، تدخل الهواء لرئتيها بشهيق هستيري ثم تزفر ببطئ....و هكذا بدأت تلك الأصوات تختفي من رأسها بشكل تدريجي و أخذ جسدها المنكمش في الإسترخاء..دموعها إنهمرت على وجنتيها بصمت دون أدنى ردت فعل...فقد عادت لوعيها بعدما خاضت حربا مع نفسها...
يوجد وحش بداخلها أيقضه المجتمع من حولها...ذاك المجتمع الظالم الذي يؤكد لها كل يوم أنها محقة في التحول إلى ما هي عليه الآن...كل شخص و كل فرد من المجتمع وضع بصمته عليها...يثبتون أنهم أعلى مكانة منها...
وهنا بدأت تعود بذكراياتها...
Flash Back
" لما قمتِ بوخز زميلتك! العنف منذ الصغر إنه لشيئ مخيف!! تحدثي!! "
كانت معلمة الفصل تصرخ عليها أمام الطلاب اللذين يتهامسون...و بتفكير فتاة تبلغ السابعة من عمرها فقط...هي ستقول الحقيقة!..
أعني ، لم تكن سيليا من النوع الذي يكذب فقد كان الكذب خطيئة...
" لم أقم بهذا...لقد كانتا صابرينا و ميليسا "
شخرت صابرينا بسخرية...هي تعلم أن معلمة فصلهم تكره سيليا لأنها متفوقة و تحظر الدروس في المنزل مما يجعلها تتجاوب معها بسرعة...و تعطيها وجهة نظرها أثناء الشرح كفتاة نجيبة و سعيدة متحمسة لدراسة...لكن خطيئة الحسد و الغيرة كانت تحملهما هذه المعلمة...لذا فقد أدى هذا لنتائج عكسية...فمن المفترض أن يسعد المعلم و يخبر التلاميذ أن يضاعفو مجهوداتهم للحصول على أعلى النقاط...كما تفعل سيليا...
YOU ARE READING
قديــسة الظلام
Romanceكيف لراهبة أن تتحدى الرب و كيف لفتى نهايته الجحيم أن يأخذ بيدها الى النعيم؟ الدماء التي عكست جروحها على ثوب أبيض ، إتهمها الناس أنها آثام...فارتدت ثوب أسود و أخرجت الشيطان الذي كان يسكنها...ولن يروض الشيطان إلا شيطان مثله.. فهل لفتاة تخشى الحب و تعت...
