صوت خزَّات المطر بعد يوم مغيم...
كصوت شهقاتها بعد كبت طويل.....................................................................................................................................
عندما نتعرض للخيانة...تختلف طريقة شعورنا حسب الخائن....
شعور الخيانة واحد....المختلف هو قمة اليأس و الإحباط و كذا الخذلان الذي يساور تفكيرنا...فمن طعنه زميل عمل ليس كصديق عزيز...و من طعنه الغريب ليس كالقريب..
لكن أنا....طعنت ذاتي....طعن الذات هو شعور مرارة...يبعث أحاسيس مرضية...و ليست سوى دعوة لمسامحة نفسك القديمة لأخطائها التي إنعكست آثارها عليك...
كل ما تفعله هو اللوم و اللوم و اللوم دون توقف....تجلد ذاتك التي كتب عليها الخطأ و أنها ليست معصومة منه...لأنها و باختصار ليست إلآه...تلك الآلهة التي تنبعث كمالا...
من الصعب أن نقنع أنفسنا بأننا كنا نطالب بالسلم و الأمان.... فالأبرياء هم دوما الأكثر عرضة للهلاكة على يد الطغات....
يتخلى الجسد عن تلك الروح البريئة...و يخبرها أنها علة...و ستثقل عليه في مسيرة القافلة...و أنها على الأرجح تجعله غريب أطوار...
فيخونها مغلقا عليها في آخر صفحات من حياته التي سمح لها فيها بالعيش...لآخر مرة...
..................................................................................................................................
بيت آل ميلتون - الأحد 11:30
" سويسرا؟!!! "
صدح صوت أنديلا المتفاجئ على طاولة الغذاء ، لقد مر بالفعل يومان على تلك الحادثة...لكن ما تخشاه أماندا هو انكشاف الأمر في الجامعة....
" أجل "
ردت أماندا بهدوء تأكل من صحنها بينما أنجيلا تتبادل النظر بين أمها و أختها الكبرى ، عكس والدهما السيد جوزيف و الذي لم يعجبه الخبر البتة و بات مقاطعا لمحادثة أنديلا....
" أبي إفعل شيئ....لقد أقسمت أنـ..."
إرتجفت أطرافها و أجفلت كما حدث مع أختها و أمها بعد أن ضرب جوزيف الطاولة بكلتا قبضتيه...و كأنه يقول لقد طفح الكيل...و هو كذلك...
حيث جحد زوجته أماندا بنظرات حارقة ملومة ثم نقل نظراته نحو أنديلا ليقول بصوت خافة و جارح...
" تعلمين...أنا لن أعاقبك...ليس لأنني أسامحك..أو أن ما فعلته قد مضى....بل كونك فتاة لو وضعت في أرض خضراء لصارت قاحلة..."
" جوزيف!! "
ندهت أماندا عليه بصوت عالي تطالبه بالتوقف...غير أنه التفت نحوها يكمل كلامه...
" عدم تطليقي لك...ليس ضعفا أو خوفا من أن تأخذي نصف ثروتي...بل لأني أحاول الحفاظ على صورتي أمام الناس بأكثر ما يمكن مجابهته لذلك....ما بدر عن أنديلا ، أنت الملومة فيه "
YOU ARE READING
قديــسة الظلام
Romanceكيف لراهبة أن تتحدى الرب و كيف لفتى نهايته الجحيم أن يأخذ بيدها الى النعيم؟ الدماء التي عكست جروحها على ثوب أبيض ، إتهمها الناس أنها آثام...فارتدت ثوب أسود و أخرجت الشيطان الذي كان يسكنها...ولن يروض الشيطان إلا شيطان مثله.. فهل لفتاة تخشى الحب و تعت...