P8 : للجحيم أهله

29 3 0
                                    

القلب و ما يهوى...
لكنك الهوى بحد ذاته...

..............................................................................................................

لم يكن أليكساندر يوما مهتما بمشاهدة المناظر عبر نافذة السيارة...لكن هذه المرة كان يعلو شفتيه ابتسامة حمقاء...ريكو حارسه و سائقه الشخصي الإسباني..كان يتناوب في النظر بينه عبر مرآة السيارة و بين الطريق التي يعيد بصره إليها بلمح البصر ..

"te veo rico "

تحدث أليكساندر بلغة إسبانية طليقة...يُعلم ريكو بأنه يعلم كونه ينظر نحوه...ليحمحم ريكو و كأنه يعتذر إن أزعج الأمر سيده...

مجرد لحظات حتى كانت السيارة تدخل ذاك الحي الفخم...الذي يملؤه ناس من مستوى عالي...فُتحت تلك البوابة الضخمة ما إن تعرف حراس الأمن على هويتها...و أنها تعود لسيد الصغير...ركن ريكو السيارة في مدخل الحديقة الأمامية لينزل و ينزل خلفه أليكساندر ، هو متعب لينتظره حتى يفتح الباب...

تقدم إلى الداخل تحت إنحناء الخادمة التي كانت تسقي زهور المدخل بكل اهتمام...كان هنالك شعور سيئ يخالجه...لكنه رمى بالأمر بعيدا ، فـأخيرا هو حبيب سيليا...لما عليه أن يشعر بعدم الارتياح الأن؟؟...

فتح باب القصر من قبل الحارس...ليدخل بينما يخلع حذائه و في تلك اللحظة رفع رأسه ليتجمد مكانه...

شعر برتقالي يميل إلى اللون البني يصل إلى كتفيها...بشرة بيضاء و عيون عسلية...فستان بلون أزرق ملكي ضيق...يفصل منحنيات جسمها يصل الى منتصف فخذيها..ذراعين عاريان و سلسال من أحدث صيحات الموضة في عالم المجوهرات لعلامة بلغاري...ابتسمت باتساع لتقول...

" Non ti sono mancato... mio caro fratello?

" ألم تشتق لي؟...أخي العزيز "

هنا فقط تأكد أنه لا يحلم...شقيقته الصغرى عادت من إيطاليا اليوم دون مقدمات...و هاهي تسأله بلكنة إيطالية صحيحة إن كان قد اشتاق لها...هو سيركل مؤخرتها إن لم يسبقه والده و يركله خارج سجلات العائلة طبعا...

" ر...ر..راسيل؟ متى عدتي "

استقامت لتتجه نحوه و تعانقه بنظرتها الخبيثة...و متى كانت راسيل فتاة لطيفة ؟ ها!

" أنت تجرحني أخي العزيز...لم تجب حتى على سؤالي الأول "

دفعها عنه ليقول بنبرة متقززة و خائفة في نفس الوقت كأنها قد تغتصبه في أي لحظة...

" إبتعدي عني..منذ متى كنت أخاك العزيز...هل هذا مقلب جديد!! و أين أمي و لما نحن وحدنا في البيت "

ضحكت راسيل على كلامه لتقول بينما توجه سبابتها و وساطها نحوه و ترفع إبهامها تشكل مسدسا...

" نحن وحدنا في المنزل...لكن سأعقد معك هدنة مؤقتة "

هل قالت هدنة مؤقتة؟ لم يصلي يوما لرب لكنها تجعله يرغب بفعل ذلك...يبدو أنه سيطلب من سيليا أن تعرفه على قس مبارك...و على الأرجح سيذهب إلى غرفة الإعتراف و يجهر بكل خطاياه ليمحوها القس و يطلب له المغفرة...

قديــسة الظلامWhere stories live. Discover now