أذكروا الله ' تقديرًا لتعبي نجمه و كومنت '
-
كانت تجلس بالملحق كعادتها و تطقطق بالجوال و تتابع مسلسلاتها ، قاطعها الأتصال و تأففت:ياليل ابتهاج
طلعت و هي تناظر ان البنات بالدّكه و ارديس جالسه بالصاله الخارجيه مع عزيزه و كوثر و ناديه ، تنهدت و هي ترجع تحط الجوال صامت و تتركه بالملحق و مشت متوجهه للدّكه و وقفت من التفتو لها البنات يناظرونها ، تأففت و هي تناظرهم و التفتت لابتهاج:تعالي
بدريه:شتبين فيها
سارا:شدخلك انتي ابيها بموضوع
التفتت وعد لابتهاج و مستغربين و نطقت بدريه:ماشاءالله من متى بينكم مواضيع
ابتهاج وقفت بتوتر من تذكرت مساعد و ابتسمت بربكه تمسك ذراع سارا:يلا امشي
مشت سارا مع ابتهاج و دخلو الملحق و التفتت سارا تناظرها:مو حاله تبيني كل شوي اجي اسحبك من عندهم عشان حضرة الزفت هذي تدق عليك ؟
ابتهاج:تتصل؟
تقدمت ابتهاج تاخذ الجوال و تشوف انه فيه مكالمتين فائته ، بلعت ريقها بتوتر و نطقت:طيب باخذه لغرفتنا و اتصل
سارا:مايحتاج اقعدي هنا و اخلصي ابي جوالي
ابتهاج:ماني مطوله
طلعت ابتهاج و هي تخبي الجوال بمخباة قميصها و توجهت تدخل البيت و تسكر كل باب وراها و دخلت الغرفه و سكرت الباب و هي تاخذ نفس ، فجأه عاود اتصاله عليها و فزّت من هزّ الجوال اللي كان صامت ، مسكت الجوال و ردت:هلا
-
تنهد فيحان:وين الوجهه
سعود بلع ريقه بتوتر:شوفو هي فكرةٍ زينه و بنستفيد
عارف:وشنهي
سعود:انتم معكم فلوس ولا مطفرين؟
فيحان:طفارى
سعود حك رأسه من الخلف:اجل امشو معي
مشو هم وياه و ركبو سيارته متجهين للمزارع و تحديدا مزرعة ابو غازي و ام غازي ، عقد حجاجة فيحان:ورع وش تبي بمزرعتهم
سعود:ااش
تقدّمو للمزرعه و كانت خاليه تماما، كان ابو غازي مو موجود و سيارته مو موجودة ، اعتلت ابتسامة سعود و نطق:بداية المطر قطره
و حرّك بالسياره لين وقف خلف بيت ام غازي ، بلع ريقه عارف:سعود ! سعود !
سعود مايرد عليه و التفت لهم:كل واحد ياخذ الشماغ اللي ورا و يتلطم فيها
فيحان.ورع! ليه
سعود:تبي نزنقل؟ سوها و امش
تنهد فيحان و التفت لعارف اللي رافض و يقول:سوو اللي تسوونه لكن ماني متحرك من هنا
سعود:بكيفك
نزل سعود و التفت يناظر فيحان ، بلع ريقه فيحان و اخذ الشماغ بتردد و لبسه و تلطم يمشي خلف خطوات سعود البطيئه ، التفت عارف لهم و حسّ بالضعف لما شافهم صاملين و هو متراجع ، بلع ريقه و مسك الشماغ و هو يتنهد و يستغفر و يمشي وراهم ، سعود التفت ناظر عارف اللي جاهم يتبع خطاويهم البطيئة و ابتسم ، و كمل يمشي لين وصل الباب الخلفي للبيت ، ابتسم سعود و هو يحفر عند التراب اللي قدام الباب و يطلع مفتاح و يفتح الباب بخفّه و ببطء ، بلع ريقه عارف اللي التفت لفيحان ونطق:ولد !
تقدم فيحان يمسك سعود مع كتفه ، التفت له سعود و هو يشد عيونه عليه و يقول:اش
فيحان بهدوء:ورع وش تسوي ؟ صاحي انت ؟
سعود:دام مشينا خلونا نكملها
دخل سعود للبيت المظلم ببطء و تبعوه يمشون خلفه لين وصل عند باب مستودع فتحه و دخل متوجه يدور بين الاغراض ، شد على عيونه عارف من عرف نيته و نطق:سسععود !
سعود التفت له:راقب عند الباب و تعال فيحان معي
بلع ريقه عارف بـ خوف و وقف عند الباب يتأكد محد موجود لإنهم وقعو بالفعله و مافيه اي مفر
تقدم فيحان بخطوات بطيئه و هو يحاول منع نفسه لكن فات الفوت
سعود بين الاكياس اللي يفتحها لمح صندوق تحت ، ماتردد اخذه و فتحه و حصل فيه ٥ الاف ريال مع سواره من ذهب ، وسّع عيونه من لقى اللي يدوره و اخذها بدون تردد و وقف ، تقدم فيحان اللي وسّع عيونه من شاف الفلوس و السواره اللي بيد سعود ، التفت لسعود يناظره و ابتسم سعود يأشر على السواره
همس فيحان بذهول:الفلوس !
التفت سعود يناظر الفلوس و التفت لفيحان:تبيها ؟
بلع ريقه فيحان بتردد و ما استجاب ، سعود ابتسم:سم
اخذ الفلوس و طلع و حصّل بوجهه عارف اللي يمشي مستعجل و مرتبك و همس:سيارة ابو غاازي
بلع ريقه سعود بـ ربكه:امششو
ركض فيحان تاركين خلفهم وسط الظلام باب المستودع و الحوسه و الصندوق المفتوح اللي مافيه شيء ، طلعو من الباب الخلفي و ركب سعود السياره و قاطعهم صراخ ام غازي ، دعس سعود الفرامل مما أدى لان ابو غازي سمع الصوت و طلع بسرعه من الباب الخلفي و ماشاف الا الغبره لكن لمح السياره من بعيد و حاول يميّزها لكن سعود كان سريع و نظر ابو غازي ضعيف ، تنهد وهو يمشي:حسبي الله و نعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل الله ينتقم منه الله ينتقم منه
بكت ام غازي اللي جالسه عند صندوقها:حسبي الله عليه جعل ربي لايوفقه لا بدنيته ولا بآخرته حسبي الله عليه حسبي الله عليه
دخل عندها ابو غازي:بقى شيء ؟
هزت رأسها ام غازي بالنفي:محصولك يابوغازي من مزايين الابل كله راح كله ضاااع
تنهد ابو غازي يجلس بقل حيله:لو انك لبستي السواره اللي جبت لك اياها كان احسن
ام غازي:قلت لك رجاليه و انا وشلون بلبس سواره رجاليه
ابو غازي:تدرين بكم سعرها هالرجاليه؟ شاريها لك ب٢٤ الف ريال ! كل محصولي طلعته عليها عشانك
بكت ام غازي:ياعسى ربي مايخليني منك لكني قلت لك قلت اني ماني راعية أساور لونك جايب مجاول احسن تعرف اني اموت عليهن
تنهد ابوغازي:قومي قومي يامره جهزي سحورك نصلي و نستخير وندبر الموضوع باتسر
-
طلعو الثلاثه من مزرعة ابو غازي مسرعين متجهين لمزرعتهم ، تنهد عارف صاد بإنظاره للطريق و فيحان اللي ورا يعد الفلوس و يتأكد انهم خمس الاف ، انتهى فيحان و نطق:ياعيال قسم خمس الاف
عارف ناظره بحدّه:مستانس انت و وجهك ؟
بلع ريقه فيحان نزلهم و تلاشت ابتسامته و سكت ، تنهد عارف يصد عنه يناظر الطريق و ابتسم سعود بخبث و هو يهدّي سرعته و يطلع السواره من مخباته و يلبسها:بالله كيف
عارف:مستانس على الحرام ؟
سعود تأفف و تلاشت ابتسامته:نكدي نكدي ماتغير
عارف:اذا قلت الصدق صرت نكدي يا سعود ؟ هذي تربية عمي ظافر ياحيف بس
بلع ريقه سعود يتذكر ابوه و حاول يضيّع الموضوع:بالله مافكرتو وش يجيب اسوارة رجال ذهب لبيت العجيز و زوجها ؟ هذول بيمىوتون و يجي غيرنا يسرقهم
عارف:حشّم بس لحالك السروق
سعود ضحك:تراك كنت تراقب
بلع ريقه عارف بـ توتر و نطق:على شحم
فيحان:المهم صارت يعني مابنقدر نغير شيء
عارف التفت له:انت تدري من سرق ؟ سرقتوا مزرعة ابو غازي يارخوم ابو غازي رفيق عمر جدي
رفع يده عارف يأشر بها و يلتفت بكامل جسده لفيحان اللي جالس و قامط ورا و كمل عارف:رفيق عمره رفييقه سنين و هو معه وش ردة فعله يوم يعرف ان احفاد رفيق عمره سرقوه ؟ له كم يبيع و يشري بنياقه و كم مره يفشل بمزايين الابل كم؟ سنه ؟ سنتين ؟ ثلاثه ؟ اررربعه اربع سنين و هو يشارك و يفشل و يرجع يعلم جدي و كلنا نسمعه ، و هالسنه شارك و ربح و سرقتو ربحه سرقتوا ملكه و جهده و تعبه ! وين تروحون من ظلم هالمسيكين و برمضان و شهر الدعوات فيه مستجابه بيلطك انت وياه بدعوه تعرفون ان الله حق
سعود تأفف يقاطعه:اسكت اسسكت عكرت جوي يانكدي ، انا جيت عشان الاسواره تدري بكم انت تدري؟ ب٢٤ الف واسوارة شباب تتوقع هالشيبه ياخذها يلبسها؟
ضحك سعود يضرب الدركسون:مو لايق ياعيياال
فيحان بلع ريقه:سعود جاني تأنيب ضمير خلنا نرجع حلال الرجال
سعود:الا يالرخوم ماصملتو
عارف بعصبيه:الرخمه والله انت اقسم بالله عمي مارباك
وقّف سعود السياره و هو يلتفت لعارف:من الرخمه؟
عارف:انت و اسمعها و اعلى مابخيلك اركبه
سعود رفع اكمام ثوبه و يثبت الاسواره بيده و يمسك عارف من ياقة ثوبه ، مسكه عارف و هو يبعده:تبيها ملعنه؟ ملعنه ياسعود
فيحان تقدم يفك بينهم:ياعيال استهدو بالله بلا ورعنه
عارف:الورعنه نعرفها اللي قدامك ماتربى و بربيه بنفسي
سعود:طالع منها؟ تراقب و انت اللي علمتنا بجيّة ابو غازي ولا نسيت انك تلطمت و دخلت معنا ؟ هالحين انا الورع ؟
بلع ريقه عارف:ماكانت نيتي نيتك يا الردي
سعود:ابو ظااافر انا ردي ؟ ولد عمك ردي ؟ قدها ياعارف ؟
عارف مدّ يده يمسك سعود من ياقة ثوبه:وقدود يالرخمه و قدود عمي لو درا لفعايلك تبرى منك و سمعك العن من اللي سمعته يالطقوع تدخل بيوت الناس اخر الليل عشان وش ؟ عشان وش يا الضفعه عشان وش ؟
سعود بـ عصبيه:الضفعه انت حشّم منطوقك !
شدّ على ياقة ثوب سعود و هو يقول: جااوب عشان وش ؟ فلوس ؟ هذا و ابوك مغنيك بيننا كلنا و مافيه شيء ينقصك و فوق ذا كله ماتشبع ولا تروى ؟ ياحيييف ياعمي ياحييف يا اكبر عيال عتيق ياحيف
سعود سكت بعصبيه و هو يبعد يدين عارف عنه بعنف و اخذ نفس و هو يشغل السياره بـ عصبيه و يمشي بسرعه لين دخلو المزرعه و وقف السياره عند المشب ، بينما عارف اللي صاد يناظر الطريق ، سعود و هو يفتح بابه و ينزل رجل بالارض و باقي جسده على المرتبه ، التفت لهم:انزل انت وياه
عارف التفت له:وين ننزل ؟ نعلم عمامي عن سواد الوجه اللي سويته
سعود:تقدر تعض شحمه و تسد حلقك ولا تقول لهم ولا صرت نقال علوم هالحين
عارف تقدّم يمسك سعود مع ياقة ثوبه و ينطق بـ عصبيه:اقسم بالله بربيك اعلمك من اللي يسد حلقه وينقل علوم
سعود مسك يد عارف يبعدها:سد حلقك و مرتين بعد سده
رفع كفه يبعد يد عارف و تقدم فيحان يفكهم من جديد:ياورع انت وياه بيطلعون الحين من المشب بسببكم
عارف:خلهم يطلعون يشوفون سواد وجهه و وش مسوي وقتها نعرف منهو اللي يسد حلقه يا الرخمه
سعود ابتسم بخبث:اي خلهم يطلعون يعرفون انكم مخاويني بها و ماني لحالي
عصّب عارف يمد يده يلّكم سعود على وجهه ، و ردّ اللكمه سعود و مسك يده عارف و بدون وعي من عارف تعلّقت ساعته على الاسواره اللي بيد سعود ، اللي كانت سوداء و بين كل خيط قطعة ذهب مزينتها ، تقريبًا ٥ قطع ذهب و بين مناقرتهم تعلّقت ساعة عارف باحد خيوط الاسواره و رجع عارف يده و استوعب ان الساعه متعلقه بالسواره ، و لما دفع يده بسرعه تسببت بقطع الاسواره و تنثّرت قطع الذهب بحضن سعود ، شهق سعود و التفت لعارف ، عارف عدّل ساعته يناظر للي على ثوب سعود و رفع انظاره لسعود اللي نطق:يااحييوااان ! انقطعت !
فيحان بلع ريقه:هذا اللي تبونه
سعود التفت لفيحان:انتم عارفين انها من براند عالمي مشهور معروف ؟ انتم عارفين و مقدّرين قيمتها ؟
قاطعهم عمه بدر اللي طلع:من وين جايين انتم
توتر سعود يغمض عيونه ياخذ نفس و يلتفت يلم القطع و يحطها بدرجه و يسكره و ينزل من السياره:ابد نتمشى هنا عند النياق
بدر عقد حجاجه و نطق:اي زين روحو جيبو السحور
طلع وافيّ:انا رايح اجيبه استريحو
عارف كان صاد عن ابوه و نزل بـ عصبيه و يحاول يخفي إنفعاله و عروقه اللي برزت من عصبيته ، و فيحان اللي نزل من السياره و يناظر الفلوس اللي ورا بتأنيب ضمير و نطق:لو انكم حلال كان ماخليتكم مير شنسوي هذا القدر
تنهد يسكر الباب و التفت عارف له:خليتهم ؟
هز رأسه فيحان:كلامك جاب لي تأنيب ضمير
تنهد عارف يسكر ياقة ثوبه:الكلب انا كنت داري مايجي الا بمصيبه قطع رزق هالضعيف
تنهد فيحان:يارجال سعود مقرود من يومه مافيه جديد بس ودي اعرف وش عرفه بمكان الاسواره ؟ ووش دراه
عارف:سوسه ذا يعرف كل شيء
تنهد عارف يدخل المشب و يصد عن سعود اللي جالس ، و دخل بعده فيحان يتوسط المجلس جمب جده عتيق بهدوء ، التفت عتيق له:ارحب يابو مترك
فيحان مارد كان سارح بهواجيسه ، عقد حجاجه عتيق يلتفت لعياله و يرجع يلتفت لفيحان:ابو مترك
التفت فيحان من حسّ بالأنظار اللي عليه والتفت لجده:سم ياجد
عتيق:عجيب ! انت تسكت يافيحان
ضحكو و نطق فيحان بضحكة مصطنعه:تعبان ياجدي
عقد حجاجه عتيق: ليه تعبان ؟
فيحان:كنا نتمشى برا المزرعه برجولنا عشان كذا تعبنا
سعود حط يده على جبينه و همس:حمااار
عارف اخذ نفس يغمض عيونه من غباء فيحان اللي مايعرف يصرّف لكن حمد ربه ان عمه بدر ماكان موجود ولا سمع كلام فيحان و تناقضهم لان سعود قبل شوي يقوله انهم كانو عند النياق ، بينما فيحان يقول كلام ثاني
-
انسدح بفراشه ينطق:هلا بك لا بس حبيت استفسر انتي الفستان تبين لونه احمر غامق ضيّق ؟
بلعت ريقها ابتهاج تلتفت تراقب الباب و تتكلم بهدوء:ايه
مساعد بـ ربكه:ممكن تسمعين شوري ؟
ابتهاج:سم
مساعد:البسي فوشي
عقدت حجاجها:شكلك انت اللي بتلبس مب انا
ضحك مساعد:افا
ابتسمت و هي تقول:ما احب الالوان الفاتحه اميّل للغامقه اكثر
مساعد:اكيد فيه اسباب وراء حبك لهذي الدرجة من الالوان
ابتهاج جلست على الارض تمسك خصلات شعرها ببطء:مافي سبب معيّن لكن هذا ذوقي
مساعد:ذوقك غريب ، قد سمعتي احد قالك كذا ؟
ابتهاج:دايم يقولون ذوقك غريب و مايحبون ذوقي
مساعد:مايحبون ذوقك من اي ناحيه ؟
إبتهاج:كل النواحي
مساعد بـ نبره هاديه:حتى بالحب ؟
عضّت شفتها:حتى بالحُبّ
ابتسم مساعد:وانتي وش رايك ؟
ابتهاج:ماعندهم سالفه
ضحك مساعد:تفهمين
ابتسمت ابتهاج بخفوت تخفي ضحكاتها و ضلّو ساكتين ، نطق مساعد:وين رحتي
ابتهاج:موجوده
مساعد: استغربت فقدت صوتك عبالي قفلتي الخط
ابتسمت ابتهاج بحياء: شدعوه
سمعت صوت الضجيج برا و بلعت ريقها بتوتر:طولنا احس ، يلا سلام
مساعد:تو الوقت ! حبيت اتعرف عليك اكثر
ابتهاج ابتسمت بخفوت ابتسامة توتر و نطقت:وقت ثاني يلا سلام
ما اعطته فرصه و قفلت الخط بوجهه و تأفف و هو يناظر الجوال و يوقف على اقدامه يتوقف قدام مرايته و يشد على كفّه:مردي اجيب راسك ، و احرق دم اخوك فيك
-
دخلو يركضون راجعين البيت يخفون ضحكاتهم و نطقت بدريه:شفتي ياسلطانه ؟ عادي و يونسون النياق
وعد شدّت على طرحتها:امشو ندخل لايجي احد من عمامي
دخلو الثلاثه من باب الحوش الخلفي اللي قدامه بالضبط باب المطبخ الخلفي و جمبه شباك المطبخ ، تقدمت سلطانه تناظر مع الشباك و مالقت احد بالمطبخ و اشرت لهم:محد فيه امشو ندخل
دخلو الثلاثه يتوسطون المطبخ بضحكهم و نطقت بدريه:انا مدري وشلون هالناقه تنحاش مننا و ماتجي الا وعد
ضحكت وعد:تحبني مايبيلها
سلطانه:الحمدلله محد درا لنا
وعد:ماتفرق ولو درو يعني
التفتو لإرديس اللي دخلت:وش صار على السحور
سلطانه رفعت اكتافها:مدري امي سوته
ارديس: لا اله الا الله يا كوثر يا كوثر
دخلت كوثر:خلص خلص اللحيين اغرفه
مسكت الطاسه تتوقّاها و تغرف الرز بصحنين للرجال و صحن للحريم و دخل وافيّ ياخذ الصحن يوديه
دخلت عليهم ابتهاج و بمخباتها الجوال و اخذت نفس من شافت عمها وافيّ ، طلعت من المطبخ و صدفت بوجهها سارا اللي نطقت:وينك ؟ اخذتي وقتك و زيادة
ابتهاج التفتت تتأكد محد منتبه لهم:امشي للملحق
مشت ابتهاج تتبعها خُطى سارا و دخلت ، نطقت ابتهاج:امسكي الجوال تراني سميتها غرام
سارا:اسمها غرام ؟
هزت رأسها ابتهاج:اي هي حاطه ذا لقبها
سارا:زين و متى نخلص من هالغرام
ابتهاج:شدراني لين يجهز تفصال ثوبي للعيد
سارا:تفصلين ثوب العيد من هالحين ؟
ابتهاج:اجل تبين اتأخر و اتجحفل نفس العيد اللي فات ؟
سارا تنهدت:ليلك طوييل و متى بيخلص فستانك ذا ؟
ابتهاج:معرف كل شوي اجدد فيه ماقدرنا نحدد
سارا:الله يعين
طلعو يتسحرون
-
بينما خلف اللي وصل ديرته و دخل بسيارته و هو يشوف انوارها و البيوت و الناس ، ابتسم يوسّع مبسمه و هو يناظر للمكان اللي لطالما عاش به طفولته و احلى ايام حياته ، هنا امه قبل لاتمىوت كان بين احضانها و هنا ابوه قبل لايمىوت كان يعلمه على تعليف النياق و يعلّمه و يفهمه ، لين صار يعلّف نياق ابوه حتى و هو اعمى و قدر يمشي خطى ابوه و يحقق مراده ، ابتسم و مشاعره فايضه بهاللحظه مشاعر الشوق و الحنين اللي آسرت قلبه ، هو اخر مره شافها قبل يفقد بصره قبل سنين و الحين يرجع يعقّم بصره بديرته و البيوت و يتمتع بالنظر ، وقف بنص الديره و هو ينزل من السيارة يسجد سجدة شكر لربه اللي انعّم عليه بنعمة البصر و ردّ له امنية حياته و خلّاه يتنعم زي باقي الخلق ، نعمة البصر اللي مايحسّ بنعمتها الا فاقدها اللي ضلّ بين كل صلاه و سجده يدعي ربه ينير بصيرته و يردّ له نظره
رجع لسيارته يمشي ببطء بين حواري ديرته اللي نشأ و ترعرع بها ، اللي يعشق ترابها و يعرفونه كل اللي فيها من سمعته الطيبه هو و ابوه الميت
كانت الحواري هاديه و الاطفال على غير عادتهم داخلين و التفت يشوف الساعه انها وصلت ٤ و عقد حجاجه و هو يوقف سيارته عند بيت جده و يدخل و هو يحط شماغه على كتفه و عقاله على راسه و يدخل مفتاح سيارته بجيبته و فتح الباب و هو يتنحنح:ياهل البيت
بنص سحورهم فزّو على الصوت و ابتسم عايد:قلت لك خلف رجال
وقفت حسنه تتجه جوا تغسل يديها و نطق عايد:أقلط أقلط مابه احد عمتك بس
دخل خلف يناظر جده و مبتسم ، ناظره عايد و التفت ينتظر يشوف احد دلّه على المكان كالعادة لكنه انصدم بإنه لحاله ، رفع راسه عايد و بلع لقمته بغصه و هو يشرب ماء و لازال يناظر خلف ، تقدّم خلف و ابتسامته تعلو وجهه يحب راس جده:جعلني فدا مواطي رجلينك عساك رضيت علي ؟
بلع ريقه عايد يناظر بخلف و يرجع يناظر للباب ثم يصد يناظر خلف:خلف
خلف ابتسم يهز رأسه:عوّد نظري ياجد عوّد
وسّع عيونه عايد و دموعة تجمعت بمحجر عيونه يضمّ خلف و ينطق:احلف احلف تكفى هو اللي تنطقه صحيح هو انا بحلم ولا بعلم ؟
ابتسم خلف يرفع كفه يمسح على ظهر جده:علم ياجد علم جعلني فداك
عايد ابتعد عنه يناظره ونطق:ياحسنه يا ام نادر ادخلي ادخلي مامعه احد
دخلت حسنه تناظر و تنزل طرحتها على اكتافها و هي عاقده حجاجها لما التفت لها خلف و وقف يسلم:حياك ياعمه
سلم عليها و هي ساهيه ولا ردت ، ناظرته من فوق لتحت لهيبته لرزانته و لوقوفه قدامها ، بكامل رجولته و عافيته و صحته حتى بصره اللي اكتشفت من المنظر اللي قدامها انه ردّ له و نطقت و هي ساهيه:ردّ نظرك ؟
هز رأسه خلف و نطق عايد:رد ياجعله مايفقده رد نظره
رفع شماغه عايد يمسح عيونه خوفًا من دموعه اللي تجمعت بمحجر عينه تنزل و تقدم عنده خلف يبوس راسه و يمسك كفّه:ياجدي لا تلوّي ذراعي دمعة الرجال شينه
ابتسم عايد و هو يمسك كف خلف يبي يبوسها و شال خلف يده بسرعه و هو يمسك كف جده يبوسها: علي الحرام اني مشتاق ياجدي الله لايحرمني وجودك
ابتسم عايد:الله يرضى عليك الله يرضى عليك
جلست حسنه تبتسم:نورت ديارك و الحمدلله على سلامتك و هنيالك ردّت نظرك
ابتسم خلف يجلس و يناظر الاكل اللي قدامهم:الله يسلمك ، كإني جيت بوقت ماهو بوقتي ؟ كملو سحوركم كان اشغلتكم عنه
عايد:شوفتك أشبعتنا ياولدي
ضحك خلف:جعلني ماخلا منك يا ابوي
ابتسم عايد:بشرنا عن ابو ظافر و الاهل عساهم طيبين
ابتسم خلف:ابد على خبرك و احسن
تنهد عايد:اييه الله يمدّ بأعمارهم يارب
خلف التفت لعمته حسنه:عسى خير ياعمه ؟ وين منير ؟
تنهدت تشبك اصابعها ببعض و تناظر الارض ، نطق عتيق:بعدين نتفاهم انت جاي من سفر و تعبان ارقد ياولدي و بالصباح رباح
-
' ثاني يوم قبل الآذان بـ دقايق '
طلع من البيت معه جدّه متوجه لمشب الديرة الكبير اللي بناه جدّه و لمّ فيه رجال الديره يفطرون فيه كل مغرب ، ابتسم من شاف الرجال يلتمون على جده و عليه و يبشرهم بنظره اللي رجع له و يسلمون و يباركون و يتحمدون له بسلامته ، جلسّه جده بمكانه بعد ما حلف عليه يتوسّط السفره بدال جده ، تنهد خلف و جلس و سمّو بالله ياكلون
' الساعه ٩ '
جالسين بالمشب و مدّ اللي يصب القهوه لخلف اللي اخذ الفنجال يشرب و التفت للرجال اللي نطق:ياخلف من فقدت نظرك و انت تسمعنا قصيد و تبهرنا و تعجبنا قصايدك نبي اول ابيات بعد ردّة نظرك
ابتسم خلف:سم
و نزّل أنظاره للأرض من تذكر أول أبيات خطرت بباله و ياخذ نفس يشرب رشفه من القهوه و ينزلها و يرفع انظاره لهم ينتظرون منه ابياته و اخذ نفس يتذكّرها يتذكر وعـد يتذكر اول مارجع نظره و اول بني ادم شافه بعد ما رجع نظره ، ابتسم و حاول يخفي إبتسامته اللي شقت وجهه نطق منطوقه:
عن نظـرتي للناس لك نـظرتي غير .. أشـوف بك ما شاف بالخل خـله
أنت تقرأ
عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانه
General Fictionحسابي في الأنستقرام ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .