عضّ خلف على شفايفه:تسلم رجلها ، هالحين تقعد تهدد بالبنت و هي جايه دموعها اربع ؟
عارف:ورع اقسم بالله بتفضح نفسك اركد
عضّ خلف على شفايفه بـ عصبيه يمشي و يرجع بـ توتر
عقد حجاجه فيحان من كلام عارف و شكّ بداخله و نطق:يفضح نفسه بويش ؟
التفت خلف يناظره ثم صدّ و كمل يمشي بتوتر
تنهد عارف يستغفر و جلس على العتبه ، استغرب فيحان لكنه سكت
» إرّديس «
دخلت الصالة بدون مقدمات و هي ترمي غشوتها و توقف تناظر لبدر اللي جالس على الكنبه و كوعه على ركبته و يده على راسه يفكر بحييره و غضب و التفت من شافها جايه و وقف يناظرها
التفتت إرّديس لوعد اللي جالسه على الكنب معها منديل و واضح توها باكيه ، رفعت انظارها وعد لها بـ حقد و قهر تناظرها
إرّديس ناظرتهم بـ عصبيه:عاجبك اللي سوته بنتك؟
بدر:وش اللي مسويته انتي يايمه
إرّديس ناظرته و ميّلت رأسها ببطء:تعال حاسبني؟ لا تعال عاقبني؟
اخذ نفس بدر بـ غضب يبلل شفايفه و رفع انظاره لها:وانا متى رضخت قدامك و قلت اني احتاج زوجه ؟ متى شكيت لكم الحال ؟
إرّديس ناظرته بـ غضب:هالحين انا جايه احاسبك على فعلة بنتك و تربيتك لها تجي تحاسبني بهرجٍ ثاني ؟
عضّ على أسنانه بـ غضب ينطق:يُمه استوعبي استوعبي اني ماني بحاجة مَرَه
ردّت إرّديس عليه بسرعه:وانت استوعب ان بنتك ماتربت و لازم تجيها حرمه تربيها، اجل قدام الحريم تقوم وتنفي كلامي و تطلع؟ هذي تربيه ؟
التفتت إرّديس تناظر وعد و أشّرت عليها:بنتك هذي تتطبع طبايع امها ، بنتك اذا مشت بدرب امها بتضييع هذي بنت محاسن يابدر ماينفع معها الا العين الحمرا
رفع راسه بدر للأعلى يحك راسه من الخلف بـ عصبيه يسمع كلام امه و التفت لها يأشر بسبابته:محاسن ماتت يايمه ، ماتت و راحت و راح شرها و خيرها لا تطرينها
ضحكت بسخريه إرّديس:ماودّك اطري فعايلها السودا ؟ ماودك اعلم بنتك منهي محاسن ؟
بدر عقد حجاجه:وش مسويه محاسن ؟ زوجتي و اعرفها ماضرتك بشيء يايمه الحرمه بقبرها اعتقيها لوجه الله
إرّديس:محد غيّر حالك و قلبك يابدر إلا الحيّه محاسن ، محد لعب بعقلك غيرها قبل اذكرك ولدي واغلى عيالي تسمع كلامي ولا تردني لكن ماقول الا حسبي الله عليك و على بنتك انك ماعرفتي تربين لابنتك ولا تتركين اثر طيب وراك
عضّ بدر على شفايفه و برزت عروقه من مدى غضبه ، هو مايحب احد يطري زوجته بهالشكل هو يحب زوجته و يغليها و يدري إنها طول حياتها ماضرت امه بالعكس امه اللي كانت واقفه بوجهها بكل شيء و كانت محاسن صابره و ساكته
بلعت ريقها وعد اللي ماتحملت و صرخت بصوت عالي و هي توقف و تأشر على جدتها:لا تطرين امي ! امي احسن من عشره من امثالك عمرها ماضرتك و عمرها ما آذتك بشيء
حبست دموعها قد ماتقدر و هي تستقوي قدامهم و تتكلم بـ رجفه و هي تصرخ عليها:طول عمرك تسبينها حتى و هي بقبرها ماعمرك ذكرتيها بالخير ، حتى و انا طفله اذكر شكثر امي تدخل الغرفه و تبكي و تبكي بسببك انتي !
بدر بلع ريقه:وعد !
ما اهتمت لأبوها و كملت و هي تبكي و بدر ماقدر يمنعها لإن قلبه قرصه بهاللحظه ، حسّ بشعور يكويه بداخله من دفاعها عن امها اللي ميته من سنين
نطقت وعد و هي تبكي:ترحمي عليها و اتترركييها اعتقيييها
مشت وعد من عندهم تدخل غرفتها و تسكر الباب وراها بقوّه و تقعد على السرير تحبس ماتبقى لها من دموع لإنها تكره لحظات البكاء ، ماتحب تطوّل فالبكاء ولا تحب تضعف قدامهم
إرّديس ناظرت بدر:ونعم التربيه يابدر
بدر جلس على الكنبه يصد و يناظر الارض و هو ماسك رأسه
إرّديس:هذي تربية محاسن اللي اقصدها ، شفت شلون طوّلت حسها علي ولا كان لي حشيمه و قدر؟ هذي تربيتك يابدر؟
بدر غمّض عيونه يسكت
نطقت إرّديس:عرفت ليه ابي ازوجك؟ ودي اريحك يابدر ، ودي اخليك ترتاح ودي اخلي لبنتك حرمه تمسكها تربيها تعلمها الغلط من الصح ، بنتك ساطيه ولازم وحده توقف فوق راسها تكسر سطاوتها و تطحن الحب اللي براسها
قاطعها بدر:ماتريحيني انتي كذا تسببين لي المشاكل و وجع الراس
إرّديس تنهدت تجلس جمبه:الخير بالجاي و الشر باللي راح ، غيرك كثير ماتو حريمهم و اخذو عليهم ثانيه و ثالثه و رابعه الدنيا ماتوقف على احد ، محاسن اللي عاندتني و اخذتها و هذاهي راحت و خلتك تشوف؟ يوم اني اقولك اني ادري بمصلحتك مير سويت اللي براسك ولا رديت على امك اللي تبي مصلحتك بكل شيء ، انا كنت بزوجك المره اللي تستاهلك وتصونك وتحفظك وباختياري انا يا امك لكنك عاندت واخذت اللي تبيها ومارديت علينا يابدر ، وهذي جزاة فعايلك
تنهد بدر:هالكلام حفظته من كثر ماعدتيه علي يايمه ، صار اللي صار و قدر الله و ماشاء فعل ، ماقدر اغير شيء الحين
إرّديس رفعت يدها على كتفه:الا تقدر ! تقدر تبدا حياه جديده مع وحده جديده بدون همّ و غم و وجع راس ، خديجه يابدر مافي مثلها
قاطعها بدر اللي يوقف و يبعد يدها:مستحيل ، انا بعد محاسن يحرمون علي بنات ادم كلهم
وقفت إرّديس تناظره:يحرمون عليك؟ ليه ومن انت ؟ و من هي هذي محاسن؟ يعني انها ماتت خلاص قضو الحريم؟ مافيه غيرها بهالدنيا؟
بلع ريقه بدر يبعد هالفكره من راسه:يُمه مستحيل اتزوج هالفكره شيليها من راسك مثل ما انا شايلها من راسي من زمان ، ماني بحاجة حرمه و هذا اخر كلامي
ردّت عليه إرّديس :بتردني؟ للمره الثانيه بتردني؟ رديتني لا ازوجك وحده غير محاسن و تزوجت محاسن يابدر ، وهالحين ودّك تردني مرةٍ ثانيه؟
بدر:يُمه انا قايلك هذا اخر كلام عندي ، زواج ماني بحاجته و بنتي اربيها بيدي
إرّديس:ماتعرف تربي انت ، هذي شغلة الحريم خديجه نعم المَرَه ، بترتاح لاشفتها
بدر حطّ عينه بعين امه:يُمّه !
ناظرته بـ حدّه نطقت:خطبتها يابدر و انتهى ، الحرمه موافقه و علمتهم انك موافق
وسّع عيونه بدر:ماتمت الخطوبه قالت لي وعد انها قامت و قالت إنهـ
قاطعته إرّديس:رقعت لفعلتها و قلت لهم إنك راضي و إنها شاشت بس عشان البنيات ولا هيّ ؟ راااضيييه
بلع ريقه يناظر امه:و بدر هو حرمه يوم انك تزوجينه على كيفك بدون لاتاخذين شوره ؟
إرّديس:لابالله انك رجال لكن ماتعرف مصلحتك ولا تدري وين الدرب الزين
بدر تنهد يستغفر:وهم وش قالو؟
إرّديس:وش قالو بعد ؟ وافقت خديجه
بدر:بدون مقدمات؟
إرّديس:انا قايله لهم كل شيء سريع مانبي لاشوفه شرعيه ولا غيره ، على ضمانتي انا شفتها لك بس اسمع يابدر
ناظرها و نطقت:لازم انك ترضى تخلي بناتها يعيشون معها
استغرب بدر:عندها بنات؟
إرّديس:ايه عندها حوالي اربعه كلهن كبار مهن صغار ، و البنات عيونهن قويه يبيلهن من يكسر عينهن
عقد حجاجه بدر:رايح اكسر عينهن انا ولا اتزوج امهن؟
إرّديس:تزوجها
بدر:تبين وجع الراس لي انتي ؟
إرّديس:لابالله ، سعد حظك يوم تصير خديجه الهديّه العاقله حرمةٍ لك ، ماعليك من بناتها مردّه الحب اللي براسهن ينطحن لكن المَرَه حليله و طيبه ، ماهي ملكّعه
تنهد بدر يصد و يجلس على الكنبه بتفكير:و وعد ؟
نطقت إرّديس:ايييه بسيط موضوعها وعد مهب شيء ، كلها يومين وترضى
بدر:اخذتيها معك بدون لا تدري عن شيء ؟ مثل الاطرش بالزفه
إرّديس:اي عادي ودي احطها بالامر الواقع ان ابوها متزوج متزوج الله لايعوق بشر ، احسن من انها تدري اخر الناس خلها تدري اولهم
تنهد بدر يسكت و نطقت إرّديس:سكوتك هذا علامة رضى
بدر:بناتها يجن معها ؟
إرّديس:على حسب اذا كانن هن راضيات يجن مع امهن زين ، وان بغن يقعدن مع اجدادهن بكيفهن ، مير انا اقول الاحسن يجن مع امهن منها يصيرون قريبات من بنتك وعد و يصرن بمثابة خواتها
تنهد بدر يسكت:وعد ماهي راضيه وانتي تعرفينها
إرّديس:ياعوونة الله ، مردّها ترضى انت صاحي تسمع كلام وعد؟ وعد عنيده و راسها يابس ماعليك فيها
بدر التفت يناظر امه:وعد بنتي
إرّديس:وانت ولدي ، مثل ماودّك مصلحتها حتى انا ودي مصلحتك ، وبنتك مصلحتها بزواجك
تنهد بدر:اشاورها و اشوف
ناظرته إرّديس بحدّه و نطقت بسرعه:انت ماتشوف شلون انهبلت و قامت ترمي علي كلام و تقوم؟ قم خلها تعتذر لي بدال ماتشاورها و من هي عشان تشاورها ؟
بدر:بنتي
إرّديس:مهو خافيني ادري انها بنتك لكن مالها راي دامك ابوها الراي لك انت ، انت اللي تزوج مهو هي
تنهد بدر:يصير خير
إرّديس:نبي كل شيء يتم بسرعه مانبي مماطله و علوم مالها سنع ، الزواج بيصير بالمزرعه و انت وياهم تعيش هناك ، بيتنا القديم نجدده و يصير لك و لخديجه و البنات
ناظرها بدر:يعني قوليها انك سويتي هاللي سويتيه عشان اردّ المزرعه
إرّديس:مهو عشان ترد المزرعه ، عشان تتعدّل يابدر و تعقل ، انت مايعقلك الا المَرَه
تنهد بدر:اي وش يمنع ان سكنتها عندي هنا ؟ بيتي قريب لاهلها و افضل من المزرعه ، بعدين على معرفتي لهم هذول ناس لهم مكانتهم و مايرضون بالقليل ، تهقينها ترضى تسكن بالمزرعه ؟
إرّديس:اي ليه ماتسكن بالمزرعه وش يقصرها عن غيرها؟ هذاهم حريم اخوانك كلهم بالمزرعه عايشين و مافيها شيء المزرعه هالحين غدت مثل الديره كل شيء بها موجود حتى الاسواق
بدر:الله المستعان الله يسهل
إرّديس:ماني رايحه انا بقعد هنا ببيتك ، ولا تبيني بعد اروح؟
بدر:البيت بيتك يا يُمه
إرّديس:بكره اروح لـ آل زيدان و اتمم الموضوع معهم و نتفق على المهر و كل شيء يتم
تنهد بدر:ان كانها بتسكن ببيتي هنا راضي لكن المزرعه لا
تنهدت إرّديس:يصير خير ان شاء الله
طلعت إرّديس برا تشوف خلف و فيحان و عارف واقفين و نطقت:روحو انا ممرحه هنا الليله
عقد حجاجه خلف و مسك عارف ذراع خلف و نطق:اي اي ان شاء الله خلاص ماشين
دخلت إرّديس تسكر الباب وراها
بلع ريقه خلف يناظر لعارف بتهديد و سحبه عارف بصمت يمشي و معه فيحان ، فيحان سبقهم:انا بسوق
ركب فيحان مكان السايق و وقفو خلف و عارف عند الباب
نطق خلف:ليه؟ وراك ماخليتني اتهرّج معها
عارف:حمار انت؟ تهرّج وش تبي تفضح نفسك على كثر مانت مفضوح؟
تنهد خلف:ياعارف ماعرفنا السالفه وشلون ابرقد ؟ ابك علي الحرام دمي فار
عارف:اذكر الله يارجال مافيه شيء كايد وكاد انها سالفه تافهه ماعليك
خلف ناظره بحدّه يفك ذراعه منه و ينطق:تعقب ، دمعتها ماتنزل على شيء تافه ياورع
مشى خلف يركب قدام و ضحك عارف يمشي للسياره و يدندن:ترا راعي الهوى مفضوووح
مشو بطريقهم متّجهين للمزرعه
» بدريه «
لبست عبايتها و شالها و أستغلت إن جدتها و العيال مو موجودين و أتفقت مع سلطانه و إبتهاج على خطّه ، و قررت هي اللي تسويها بحكم إن مافيه من العيال إلا بندر اخوها ، و سعود مو هنا بالديره للان ، و مشت بهدوء و سلطانه و ابتهاج وقفو عند الباب يراقبونها و يراقبون بوابة المزرعه
مشت بخطى ركيكه و هاديه لين وصلت عند المشب و سمعت أصوات عمانها يتكلمون مع جدها ، اخذت نفس بتدخل لكن قاطعها صوت السيارة اللي دخلت اسوار المزرعه و التفتت بـ رعب و ركضت بتروح لكن ما أمداها لإنها بتوضح لهم ، مالقت حل إلا إنها تدخل داخل بيت الشعر اللي كان قدام المشب
كانو مسكرين بيت الشعر و قاعدين بالمشب ، تلاقطت انفاسها ترفع الروّاق و تدخل داخل بيت الشعر بالظلام الدامس و تفتح بيت الشعر فتحه صغيره من فوق تراقب السياره ، وسّعت عيونها من شافت فيحان يسوق و جمبه خلف و وراهم عارف ، ابتعدت تاخذ نفس برعب و تحاول تهدّي و تدعي مايجون لـ بيت الشعر ، لين وقفو السياره قدام بيت الشعر بالضبط و سمعت خلف ينزل:ياعيال وراهم مزاولين بيت الشعر
استغربت ان إرّديس ماهي معهم و بلعت ريقها توقف بتوتر و ترجف
قاطع هدوئها و صمتها فيحان اللي نطق:افتحو بيت الشعر نبي شبّة نار على كيف مخك
رجف قلبها بخوف تهمس:الله ياخذ مخك يالحيوان
فركت اصابعها ببعضهم ترجع لاخر بيت الشعر و هي متوتره و مرتبكه و تدعي يدخلون المشب و يتركون بيت الشعر
نطق خلف:انا بريّح بروح للمشب و انتم حلوها بينكم
فيحان:عاد انا مالي خلق
عارف:يعني قولوها من الاخر قم ياعارف افتح بيت الشعر
ضحكو و نطق خلف:ابك شرّع الباب للضيفان افتحه يابو وافيّ
عارف:بيت الشعر صار باب
سمعت بدريه كلامهم بـ رعب تدعي و تترجى إنهم يكنسلون الفكره كلها
لين سمعت خطواتهم يدخلون المشب و ضنّت إنهم كلهم دخلوا
اخذت نفس ببطء بعد مرور ثواني و استعجلت إنها تمشي بخطوات هاديه بالظلام لكنها مدت ساقها بتكمل خطواتها و ضربت ساقها بزاوية الوجار و طاحت تطلع منها صرخه خفييييفه و انخرشت تحط يدها على فمها و تعض اسنانها من الالم ، تنفست بسرعه و بخوف تتأكد محد سمعها و وقفت ، ضلّت واقفه بـ خوف لثواني و ارتاحت ان مافيه احد سمعها أو مافيه أحد موجود و كلهم دخلو
مشت و هي تعرج بسبب الضربه اللي آلمتها و توجهت لعند الرواق و كانت بتطلع لكنها وقفت بخوف تبي تتأكد ، كانت تبي تتأكد إن مافيه أحد واقف أو يتسمع و فتحت بيت الشعر فتحه صغيره من فوق تظهر عيونها الثنتين بس و تشوف ، شهقت من شافت عيونه قدامها و مقابل عيونها و شهقت بصوت شوي عالي و تبعد و تطيح و هي تحط يدها على فمها و توقف بسرعه تتراجع للخلف
كان عارف واقف مامشى مع العيال كان ودّه يفتح الرواق لكن قاطعه صوت الوجار اللي صقع بأحد ، و استغرب و هو يتقدم لعند الرواق و يفتحه من فوق يتأكد و انصدم من انه قبل لا يفتحه سبقته اللي فتحته و شاف عيونها تناظره ، هي انخرشت و هو أنخرش و فزّ يرجع لورا بـ صدمه مو مستوعب ، تقدم مره ثانيه يرفع الرواق من تحت و يدخل جسده كله لداخل بيت الشعر و ناظرها بوسط الظلام ، ماكانت واضحه لكنه سمع صوتها تهمس بخوف:تكفى بطلع
كتم ضحكته من عرفها و ناظرها بصدمه و ضحك ، عصّبت بدريه ترجف و هي واقفه تشوفه داخل ببيت الشعر معاها
همس عارف:وشهو اللي جايبك انتي ؟
بدريه همست:اكسر الشر و طلعني من هنا لحد يدري
عارف همس:طيب وش اللي مدخلك لبيت الشعر ؟
بدريه:جيت ابهرّج جدي و درعمتو انتم
ضحك عارف و عصّبت من بروده و ضحكه ، هي بأعلى مراحل توترها و خوفها و رهبتها و هو يضحك بارد مبرّد
نطقت بـ هدوء و خوف:ابي اطلع
اخذ نفس ينطق بإستفزاز:دبري عمرك
التفت بيطلع و عصّبت بدريه اكثر من ردوده و بروده ، هو قاعد يحاول يستفزها و يرفع ضغطها و يدري إنها تتنرفز بسرعه ، تقدمت بدريه وراه تمشي ببطء ، لين التفت بكامل جسده يخوفها و شهقت تتراجع بخوف و تتكلم بصوت باكي:تكفى اظهرني منّا
ضحك يناظر خوفها و نزل انظاره لرجولها مالمح حذيان و نطق:جايه بدون حذيان؟
بدريه نزلت أنظارها لرجولها و بلعت ريقها ترفع انظارها له و تهز رأسها بالنفي:صقعت رجلي بالوجار و رميت النعال
التفت للارض يحاول يلاقط بعيونه النعال و من الظلام ماقدر ، تنهد يرفع انظاره لها بيتكلم لكن قاطعهم فيحان اللي جا:عارف انت للحين مافتحت بيت الشعر؟ وين انت ياولد
التفت عارف بخوف و بسرعه و شهقت بدريه بـ صوت خافت تحط يديها على فمها بـ رعب و تتراجع للخلف ، بلع ريقه عارف و تقدم بسرعه يطلع من بيت الشعر و شافه فيحان:بسم الله من وين طلعت انت؟
عارف:وش تسوي؟
فيحان:بفتح البيت مطوّل شكلك
ضحك عارف يمسكه مع ياقة ثوبه بهياط:لا شكلك تبي اخربها معك اليوم ابك بن وافيّ وش يقصره مايفتح بيت الشعر هاه؟ علمني
ضحك فيحان يفك يدين عارف منه:خلاص يالييل البلشه خلاص افتحها يبو وافي
ضحك عارف:قم ارجع للمشب و اناديك انا
فيحان:لا بقعد هنا
عارف:حلفت عليك ان ترجع
عقد حجاجه فيحان:وشو له ؟
عارف:كذا ودي تطلعون و الشبّه جاهزه و كلش جاهز
تنهد فيحان:يالله نحتريك يالامير
ضحك عارف يضرب كتف فيحان و مشى فيحان يدخل داخل المشب
اخذ نفس يرتاح و فتح الرواق فتحه صغيره من فوق:ياهيه
بدريه تقدمت:ترا لي اسم
تنهد:لا تمشين بدون حذيان الدوابي كثيره
بدريه ناظرته و نطق بتوتر:والشوك بالمزرعه واجد
بدريه بلعت ريقها تهمس:وش السواه؟
تنهد يرمي نعاله اللي كانو صندل رجالي و يرميهم قدامها:البسيهم و أعّدي من عند السياره روحي لبيت الحريم
اخذت نفس تهدي و نطقت:ابعد بطلع منّا
عارف هز رأسه بالنفي يأشر على اخر بيت الشعر:اطلعي منّاك عجلي
تقدمت تلبس حذيانه و مشت بخطوات سريعه تطلع مع آخر بيت الشعر ، راقبها لين طلعت و تطمن بداخله و رفع انظاره لها و هي حاطه الشال على نص وجهها و تقوله:دس نعالي لايشوفونها ترا مدري من نعاله و لبستها
هز رأسه يبتسم بـ ضحكه و راقبها لين بدأت تخطي خطوات تبعد عن بيت الشعر و مشى بسرعه يدخل المشب و يسكر الباب وراه عشان لايطلعون بهاللحظه و يشوفونها
استغرب ابوه و نطق:ليه سكرت الباب؟
تقدم عارف يجلس:المشب بارد من الهوى اللي برا قلت اسكره
تنهد وافيّ:بيكتم المشب الحين
عارف:لاكتم فتحته
فيحان نطق:بشر فتحت بيت الشعر؟
عارف ضحك:ابك البرد ذبحني خله بعد شوي أشوفه
فيحان:يعنني و ماتبيني انا افتحه
» بدريه «
دخلت بسرعه متّجهه للبيت و فتحت الباب تناظر سلطانه و ابتهاج اللي كانو واقفين جوا ينتظرونها على أعصابهم ، بلعت ريقها تدخل و تاخذ نفس
شهقت سلطانه من شافت حذيان اخوها على بدريه و رفعت انظارها لبدريه و هي تضحك:مستحييل
بدريه كتمت ضحكتها بخوف تلتفت وراها:محد شافني الحمدلله
اخذت نفس تتلاقط انفاسها بصعوبه و نطقت إبتهاج:حاولنا نناديك يالمربوشه من شفنا سيارتهم داخله بس ما امدانا
بدريه ضحكت بخفوت تنطق:قسم اني تروّعت والله قلت وفاتي الليله ، ماجو يدرعمون إلا وقت جيتي؟
سلطانه:وش صار معك؟
بدريه بلعت ريقها تنزل انظارها للحذيان ثم رفعت انظارها لهم و ضحكت ابتهاج من انتبهت اخيرا للحذيان:من حذياانه؟ تكفين ماقدر شكلك بالحذيان يصرع ضحك
ضحكت بدريه لإن الحذيان كبيرات على رجولها و سكتت تنطق و هي تناظر سلطانه بفشله:فزع لي اخوك
وسّعت عيونها ابتهاج و ضحكت سلطانه:داريه من شفت حذيانه عليك
قالت لهم بدريه السالفه و اعتلت ضحكاتهم بالمكان و تخيلهم لشكلها و سكتت بدريه بفشيله تكتم ضحكتها و دخلو للصاله يكملون سوالف
» العيال «
عتيق:وين رحتو انتم؟
نطق وافيّ:واخذتو جدتكم معكم صح ياعارف ؟
عارف:ايبالله ماعلمتكم جدتي عند عمي بدر
اعتلت الصدمه وجيه عمامهم و التفتو لعارف اللي كمل:مدري وش صاير لهم من علم و ماودها ترجع تقول الليله خلني عند بدر و بنته
عقد حجاجه ظافر:وش علمهم و وش عندهم؟
رفع أكتافه عارف:مدري والله لكن فيه علمٍ ماندري وشهو لانها خذت معها ااالبنت و راحت لأهل زيدان
عقد حجاجه ظافر:وش العلم ؟ و ليه تاخذها ؟
تنهد خلف يمسك شاربه و يهوجس هواجيسه اللانهائيه و هو يناظر للأرض
نطق عتيق:لا اله إلا الله استغفرالله و اتوب إليه بس ، وش تنوي عليه وش تبي تسوي ؟
تنهد ظافر:ماعليك يا ابوظافر ابدق على بدر هالحين و اعرف العلم كله
خلف رفع انظاره يناظر ظافر و كمّل ظافر:بسيطه الامور اكيد انها رايحه تقنعه يردّ للمزرعه
تنهد خلف يرجع يناظر الارض بتفكير
عتيق:تقنعه يرد للمزرعه ؟ طيب وش دخل اهل زيدان يوم انها تاخذ البنت لهم؟
تنهد وافيّ:يمكن يايبه ودّها تعرفهم على البنت لانهم ماشافوها
عتيق ضحك بسخريه:ياسلام وتوديها لهم عشان تقول هه هذي بنت بدر؟ وليه وش مغزاها لايكون ودها تجوّز البنيه
رفع انظاره خلف بسرعه يناظر عتيق و رجف قلبه بـ خوف إجتاحه ، بلع ريقه من هلّت عليه هالشكوك و التفت عارف لخلف و شاف توتره وحس بشعوره و ربكته اللي وضحت على وجهه كله
مترك:تروح هي تخطب الرجال؟ لا يايبه ذي ماصارت الله يهديك
تنهد عتيق يحاول يقوم:تعالو يارجال ودوني عند الحريم هناك وكاد انهن يعرفن العلم هذيل حريم مايخفاهن شيء
تقدم خلف بسرعه يمسك ذراعه و يساعده بالوقوف و مشى معه لين طلع ، تقدم عارف يطلع و ناظر وافيّ لفيحان:رح مع جدك شف هو يحتاج شيء ولا لا
هز رأسه فيحان بتفهم و مشى يتبعهم لين وصلو لعند بوابة الحريم و طق الباب خلف ، فتحت ناديه الباب و دخل عتيق و طلعو العيال برا ينتظرونه
مشى بعكازته و سلمت على راسه ناديه:ارحب يا ابو ظافر يامرحبا
عتيق:الله يحييك يابنتي ودي المجلس المجلس
نطقت:حياك حياك جيبي القهوه يابنت
دخلته للمجلس و جلس و نطق:نادي لي كل الحريم كلهن و البنات
استغربت ناديه:تبشر
و وقفت تناديهم لين جو كلهم مع البنات و تقدّمو يسلمون عليه و يحبون على راسه و يجلسون عنده
نطق:جدتكم وينهي رايحه ؟
استغربو كلهم لإنهم مايعرفون و كانت إجابتهم وحده:ماندري
عتيق عقد حجاجه:ولا تعرفون وشهي مدبره؟
هزو رؤوسهم بالنفي ينفون الكلام و تنهد ينطق:زين خلاص
تقدمت بدريه تصب له قهوه:تقهو ياجدي
شرب من القهوه و اكل تمره و قامو بعض البنات ينجزون أشغالهم و بقى بالمجلس عزيزه و سلطانه و بدريه
بلعت ريقها بدريه تهمس لجدها:ياجدي ابي اهرّجك بموضوع
نطق:وشهو اهرجي
التفتت تناظر عزيزه اللي تناظرها و تنهدت تهمس لجدها:ودياك لحالك
هز رأسه بتفهم و التفت لهم:ابي بدريه لحالها ابهرّجها
تأففت عزيزه بخفوت تقوم و تطلع و تتبعها سلطانه و تسكر الباب وراها
عزيزه ناظرت ان سلطانه سكرت الباب و نطقت:متفقات وكاد ولا وش يخليك تسكرين الباب خلينا نسمع وش تبي تقوله هالنسره
سلطانه تأففت:سرقة السمع مهيب زينه ذا اسمه تجِسس
عزيزه حطت يد على يد:وبعيني مؤدبات انتم ماشاءالله اخلاق من فوووقكم لتحتكم مااالت ، لو وحده غيرك قايلتها صدقت مير انتي سلطانه رفيقة بدريه و بنت بدر
مشت من عندها و استغفرت سلطانه بسخريه:الحمدلله والشكر على العقل
و جلست سلطانه بالصاله الخارجيه تتأكد محد يدخل المجلس
مدّت بدريه الفنجال لجدها و همست:ياجدي تكفى وعد
استغرب عتيق:ااخ ياوعد ياشمعة الدار الدار تفتقدها ايبالله تفتقدها
تنهدت بدريه:ياجدي دقينا عليها من جوال فيحان هكاليوم و والله ان البنت ضايقه
عقد حجاجه عتيق و كملت بدريه:والله انها تنفذ كلام ابوها من غير رضى ويش تسوي بالنهايه ذا ابوها مابتردّه ، لكنها مهيب راضيه عن فعايل ابوها ولا فيه احد بهالدنيا ياجدي يرضى ويتحمل ، ياجدي حابسها بالبيت لحالها بين اربع جدران ! والله العظيم هالشيء مايرضي لا الله ولا خلقه
تنهد عتيق بـ ضيق و نطق:هي شكت ؟
هزت رأسها بدريه بسرعه:ايوالله انها تقول ضايقه الدنيا فيها و مستوحشه المكان ماتنلام و محد يقدر يكسر كلمة ابوها ياجدي غيرك ، تكفى رجعها لو لحالها اهم شيء ماتقعد هناك و تخلينا كلنا هنا مسفهلين و مجتمعين بدونها
عتيق:لابالله ماعاش من يضيّق على شمعة الدار لابالله معصي
اخذ نفس بضيق بان على ملامح وجهه و بدريه لاحظت حزنه و نطقت:ماودي والله احزنك ياجدي او اضيق عليك لكن ماقدرت اسكت
نزلت دموعها و هي تحاول فيه و رفع انظاره لها يشوفها تمسح دمعتها ، بدريه اكثر شخص يتأثر ولا تعرف تمسك دموعها بأي لحظه من لحظات حياتها ماتعرف تكتم ماتعرف تسكت عن شيء مضيّقها ، دموعها تنتثر بسرعه على خدها سواءً تكلمت او سكتت
أبتسم عتيق بـ زعل و نطق:اقربي يابنتي ماعاش من يبكيكن و انا حيّ ، لابالله ان يرضخ هاللي يقاله بدر لابد من انه يعقل
قربت و مسح على راسها و قبّل رأسها و رجعت تجلس و مسحت دموعها و هي مبتسمه تناظره و اخذت فنجاله بتصب له قهوه و شافت الفنجال فيه قهوه:ليه ماشربت قهوتك ياجدي؟
نطق:هو الواحد يقدر يرتاح باله و يتقهوى بعد اللي سمعه ، مانيب شارب قهوه لين تعوّد شمعة الدار لدارها قولي لأخوك يجهز سيارته
فزّت بفرح تضحك و نزلت دموعها اكثر:امانه ياجدي؟ انت صادق؟ اسألك بالله؟
ابتسم يناظرها:وش اللي تقولينه يابنيّه هو انا قلت كلمه و تثنيّت عنها؟
بلعت ريقها تاخذ نفس بحماس و قامت تقبّل رأسه و يده:عسى عمرك طويل عسانا مانذوق حزنك ياجدي
ابتسم و فزّت تمشي مستعجله و طلعت بحماس ، شافتها سلطانه و تقدمت لها بسرعه:بسم الله ، بشري ؟
ضحكت بدريه بحماس:مابينام الا و وعد عندنا
وسّعت عيونها سلطانه:يعني ضبط اتفاقنا؟ يعني بترجع وعد؟
بدريه مسكت يدين سلطانه تهز رأسها بالموافقه وبحماس:ايييه ايييه
فرحت سلطانه بقوّه تضم بدريه:اقسم بالله سطاوه ب حفيدات عتيق ماشفتها بحياتي
ضحكت بدريه:بروح اقول لفيحان يجهز سيارته بيمشي هالحين
مشت بدريه مستعجله تنادي فيحان و تبلغه يجهز السيارة و تقدمت تعاون جدها و تطلعه عند الباب و مشى مع فيحان متّجه للديره
» خلف «
طلع من المشب يراقب ان جده مشى مع فيحان و حسّ أن الجد جاه علم و توجه للديره عندهم ، تنهد بـ ضيق و مشى متّجه للنياق و وقف عند الشبك يناظر لهم ، دخل يده بمخباته و طلع العطر و ناظر فيه بتمعّن و همس:بدريه ، اوصله لبدريه ؟
تأفف يحك شعره بيده و يقاوم صداع راسه ، ناظر نياقه و رفع انظاره للقمر و رفع العطر فوق يغطي نور القمر فيه و يشوفه ، اخذته اللقافه انه يمسك قزازة العطر و يفتحها و يستنشق ريحته ، غمّض عيونه بـ أسترخاء يشم و يستنشق مره ثانيه و ثالثه بدون ملل بعد ماعرف أن هذا عطرها اللي كان يشمّه من يوم عرفها لين اليوم ، عطرها اللي سلب عقله من اول لقى لهم لين اليوم ولا قدر حتى ينسى ريحته ، عطرها اللي من كثر ماريحته عاجبته يوم جته لغرفته قام بخر الغرفه بعدها عشان محد من العيال يشمّه و يعرفه ، يبي يسنثنيه يبي يكون الوحيد اللي يميّز عطرها و يعرفه و يتمتع بريحته الفاااارقه و نطق:ايباااااه ياوجد حاااالي
تنهد يعض على شفته و يبعد العطر اللي ودّه تكون ريحته ثاابته بعقله و بخشمه ولا تروح ، سكره بغطاه و ثبّته بيده و نطق:تعطيني اياه و تبين استغني عنه بالساهل؟ معصي و انا ابو محمد
رجعه بمخباة ثوبه و هو يتأمل النياق و همس أبياته:
ايوالله إني صعب و أصعب من الصعب
لكن ريحة عطرك تجيب راسي
-
» عتيق «
واقف قدام بيت بدر و بجمبه فيحان اللي يطق الباب و طلع بدر يفتحه ، بلع ريقه بدر بـ صدمه يناظر ابوه و تمالك نفسه يتقدّم و يقبّل راسه:ارحب يابوي
عتيق مارد و ناظره:عرفت ابوك الحين؟
بدر ضحك بـ توتر:افا يا ابوي وش هالكلام؟
عتيق:وين وعد
استغرب بدر:ليه ؟
عتيق:مالي هرج معك وعد وينهي؟
بلع ريقه بدر بـ خوف من فعايل ابوه يخاف ابوه يسوي اللي براسه و ياخذ بنته و نطق:العن الشيطان
عتيق صرخ بوجهه يأشر بالعكاز:العن الشيطان ااانت !
اخذ نفس بدر يناظر ابوه:لعنةٍ على الشيطان بس حياك ادخل اتفاهم معك
عتيق:عرفت التفاهم الحين؟ يوم انك مارديت على احد و كسرت كلمتي و كلمة امك عرفت التفاهم الحين؟
طلعت إرّديس على حسّهم و نطقت:ادخل يابو ظافر ماينفع تحاكى معه عند الله و خلقه
عتيق:وين وعد ؟
بدر:داخل وعد
مشى عتيق يرتكي بعكازته و تعدّا بدر و تعدّا إرّديس و دخل داخل و هو يناديها:ياوعد
بدر واقف و ناظر لفيحان:وش اللي خلاه يجي؟ انت؟
فيحان انخرش:لابالله انه فجأه قالي جهز الموتر بنمشي
تنهد بدر بخوف يعض على اسنانه و تقدم لامه:لاياخذها ، لايكسرني مرتين
تنهدت إرّديس:هذا اللي تبيه انت
بدر تقدم داخل بسرعه يتبع ابوه و دخل على غرفة وعد اللي شافها مو نايمه و كانت قاعده لوحدها تكتم أحزانها ، لقى جدها واقف يتكلم عليها و دخل بدر برعب:يبه
وعد التفتت ببرود تناظر ابوها و نطق عتيق:اكسر الشرّ يابدر ، اكسر الشر لاتموتني و انا حيّ
بلع ريقه بدر:بعيد الشر يا ابوي لكن وش اللي تباه ؟
عتيق:ودي اعلمك وشلون تعقل ، ودي اصحي عقلك المندمر
بدر:وش اللي تقوله يايبه ؟
عتيق:ودي اخذ وعد تقعد عند بنات عمامها ، يوم انك تحبسها بالبيت هو انت صاحي ؟ خَبَل؟ البلا اللي بك وش؟
رجف قلب بدر بخوف:يايبه وش اللي تقوله بنتي معي ماهي رايحه مكان
عتيق ناظره:ان كانك رجال وقف بوجه ابوك و خذ بنتك مني ، ان بك حيل يابدر
و التفت عتيق يأشر على وعد:قومي يابنتي الله يرضى عليك قومي البسي عبايتك و الحقيني
بلعت ريقها ولا ناظرت لأبوها ، هي تعرف لو رفعت انظارها له بيهز رأسه بالنفي و يرفض ، و هي متعوده اي شخص يلقي عليها أوامر و ابوها موجوده تناظر ابوها تنتظر منه اي اجابه عشان تنفذها سواءً نفي أو إيجاب
لكن هالمره ماعبّرت وجوده ، بعد مادخلت تبكي ولا جاها ولا برر ولا حتى قالها إنه مابيتزوج غير امها ، بالعكس كإنه راضي بالفكره و هذا اللي حرق قلبها و زعّلها على ابوها كثير
قامت تلبس عبايتها و انصدم بدر يناظرها و لبست طرحتها وبرقعها و مشت ورا جدها بعدم مبالاه بأبوها ، وسّع عيونه بدر و وقف قدام باب الغرفه ، تقدم قدامه عتيق:ابعد عن الدرب
بلع ريقه بدر:يبه
عتيق ضرب بعكازته الأرض:ان كانك رجال وقّف بوجهي و خذ بنتك ! سوها يابدر
تلاقط انفاسه برعب يبتعد عن الباب و يمشي ابوه و وراه وعد اللي مشت ورا جدها بعدم مبالاه بـ ابوها ولا حتى حطت عينها بعينه لإنها ماتبي تبكي ماتبي تنهار
ناظرها بدر و كان ودّه يمنعها وده بنته تبقى عنده لكن مابيده حيله قدام ابوه ، هو طول الايام اللي راحت تعمّد مايجي ابوه لإن يدري محد يقدر يكسر كلمته و طغيانه إلا ابوه و فعلًا ماسمح له هالمره يتصرف من عنده
إرّديس كانت واقفه عند باب الصاله و مرّو من قدامها و نطقت:بدر بيتزوج
عتيق:خليهن اربعه ، محد درا عنه
مشى عتيق و انصدمت إرّديس تسكت و تناظرهم يطلعون ، التفتت تستعجل لبدر و تطبطب عليه و تهدّيه لإنها تدري بحرقة قلبه من تروح عنه بنته
مشى الجد يركب السياره و وعد ورا اللي كانت تحبس دموعها قد ماتقدر ولا تفيض قدامهم بدمعها ، ابتسم عتيق يسكر الباب و يلتفت لها يمد يده و يمسك يدها:يامرحبا ياشمعة الدار ، الدار خااليه يابنتي الدار مظلللمه و انتي غايبه
ابتسمت بخجل وعد و بعيونها اللي كلها تلمع من الدموع اللي فيها و سكتت مانطقت شيء و رفعت يده تقبّلها
ابتسم يهز رأسه:الله يرضى عليك يابعدي
مشو متّجهين للمزرعه و بدخلتهم للمزرعه كانو خلف و عارف واقفين عند شبك النياق و التفتو على صوت السياره ، فزّ عارف ينطق:ابك من معهم؟
عقد حجاجه خلف يلتفت و يحاول يناظر:شكلها ام ظافر
عارف:تهقى؟
خلف هز رأسه و ضرب بيدينه التراب اللي كان عليه:يمكن ، امش نشوف
مشو و مرّ فيحان من عندهم و نطق عتيق:افتحو بيت الشعر بنقعد به
التفت خلف لورا و شافها ، شاف عيونها و رموشها الكثيفه اللي كانت صاده عنهم و تناظر الارض و عرفها ، وشلون ينساها ؟ نبض قلبه برجفه يخفي سعادته
هز رأسه عارف بتفهم و مشو من قدامه
التفت خلف لعارف بصدمه و عارف ضحك:ابك قلبك بيطير بشويش
ضحك خلف:علي الحرام انها هي !
ضحك عارف:ايبالله هي
خلف:طرت عليّ ابيات يابو وافي
عارف:وقققتها هات ماعندك
خلف اخذ نفس يناظر سيارتهم اللي توقفت عند باب الحريم و نزل الجد مع وعد ، نطق و نبضات قلبه يسمعها من فرط سعادته:
مرحبا و الدار دارك و المحبوب فداك .. تو ماجِرد المحاني تبسّم ريفها
حبّني يوم ان ما الله على ذبحي هداك .. لمّني يبقى من الشمس تالي طيفها
و اللذي خلّا الشياطين بكفوفك ملاك .. أسلمت في دين عطرك ماهو في كيفها
ماجذبني من هنيّا و خلاني هناك .. غير تلويحة رموشك يخرب بيتها
..
ضحك عارف بفرح يعزز له:صح والله لسااانك
تنهد خلف بـ فرحه تجتاح داخله يهمس:صح بدنك جعلني ماعدمك
و توجهو للمشب عند عمامهم ينكرون كل شيء شافوه بعيونهم
» البنات «
دخلت وعد ماسكه يد جدها تدخله و فزّو بدريه و إبتهاج و سلطانه اللي كانو جالسين يتقدمون لها و يهلّون و يرحبون فيها و يضمونها ، ابتسمت وعد تخفي البكيه و تبعدها و تبتسم و هي تضحك و تبادلهم الأحضان
ضحك جدها:اي خلونا ندخل طيب مهو كذا عند الباب
دخلو للمجلس و جلس جدّها و حريم عمامهم اللي دخلو يسلمون على وعد و يرحبون فيها مع البنات كلهم ، جلس الجد:افا يابديران
التفتت بدريه اللي كانت جالسه جمب وعد بخرشه:وش
عتيق:وين قهوتك انا ماقلت لك ماني ذايق القهوه إلا بجيّة وعد؟
ضحكت بدريه:مهب قهوتي ذي قهوة سلطانه اللي شربتها و خلصت ، بس تبشر بقهوتي هالحين اسويها
ضحكو و نطقت ابتهاج:خليها انا بسويها
بدريه:والله لا اسويها انا عاد حلفت
ضحك عتيق:الله يستر
قامت بدريه تجهز القهوه و قعدو البنات ياخذون اخبار وعد و يتطمنون عليها و يطمنونها إنهم بخير
بعد مرور عدة دقائق جت بدريه حاطه القهوه بالدلّه و بصينيه مع فناجيل و دخلت عندهم تسمع صوت تضاحيكهم
نطق عتيق:بهالسرعه قضيتي؟
سلطانه:الله وكيلك ياجدي بدريه ماتعرف الصبر القهوه لامن طبخت دقيقه شالتها
ضحكت بدريه:عاد ماتحبونها انتم
عتيق:افا الا بالله كل شيء من يدك زين يابنيتي
ابتسمت بدريه:الله يخليك لي ماغيرك اللي مجاملني فيها
ضحك عتيق:مهيب مجامله صبي صبي
ضحكت سلطانه بخبث:جدي اتحداك ماتكشر لو شربتها
ناظرتها بدريه و شمقت بعيونها تصب له:سم
اخذ الفنجال يشرب رشفه و لانت ملامحه يسيطر على نفسه و ضحكو البنات على تعابير وجهه اللي كان يخفي كشرته فيها:منهو علمك تسوين قهوه؟
ضحكو البنات و نطقت بدريه بزعل:ابوي
عتيق:عزالله انك طلعتي عليه ، ترا يابنيتي ابوك ماتعلم يسوي قهوه الا يوم صك عمره الثلاثين ولا قبل الاحقه ملاحق عشان يتعلم يضبطها
ضحكت ابتهاج:يعني في امل تتحسن مستقبلا
ضحك عتيق:ان شاء الله
التفت لوعد و نطق:قهوي وعد يابدريه قهويها دامها توها جايه تعتبر ضيفه
ابتسمت وعد بخفوت:افا صرت ضيفه الحين؟
عقد حجاجه عتيق:هالحين بس عقبها لا
ضحكت وعد:عاد الضيفه ماهي مشتهيه قهوه
عتيق:انا اقول تقهوي صبي يابدريه
قامت بدريه تصب لها و تهمس:ياويلك تكشرين
ضحكت وعد تاخذ الفنجال:ماني برادتك ياجدي
شربت و بلعت ريقها من مرارة القهوه و ناظرت بدريه بنظرات تهديد و ضحكت بدريه
كملو سوالف و ضحك يرفّهون عن أنفسهم مع جدهم و خصوصًا وعد اللي اسفهل خاطرها من السوالف و الضحك و الوناسه بينهم
لين مر الوقت و نطق عتيق:يالله قبل امشي ابيك ياوعد بكلمه
طلعو و جلست وعد:سم
عتيق تنهد:اقربي جمبي
هزت راسها بتفهم تمشي و تجلس جمبه و تناظره و مسك يدها ينطق:يمكن اني كبرت و يمكن اني اتسرع بهالامور ، يمكن انك يابنتي ودك تقعدين عند ابوك لكن ابيك تعرفين اني سويت هالسوات هذي لاني ادري ببدر ياوعد ، بدر دربه دربك انتي بنته و مايخليك و انا ماجبتك هنا إلا لاني ادريبه بيلحقنا و يعوّد للمزرعه ، لاتحسبيني احرمك من ابوك او اجيبك عشان تبعدين عنه له له يابنتي ، هذا ابوك و ادري ماتقدرين تثنين عن كلمته لكن جدك ادرى به و اعرف دواه و انا ابوك
تنهدت تبتسم:مايلحقني شك بك ياجدي و ادري بك الله لايحرمني منك
ابتسم يقبّل رأسها:هاه باقي شيء بخاطرك؟ ان كانك يابنتي تبين تردّين لابوك بالديره ماني قايلك لا ، حقك و انا ابوك
ابتسمت تهز رأسها بالنفي و تفهّم عتيق:اللي تشوفينه يابنتي لايردك الا لسانك
بلعت ريقها بغصّه تنطق:طيب و زواجه؟
عتيق:هو ذا اللي مضيّق عليك؟
تنهدت تناظر الارض و تفرك اصابعها ببعض:بيتزوج
عتيق:ليه هو اخر واحد يتزوج؟ مهب اخر واحد ولا اول واحد كم واحد عقب مرته تزوج
نطقت بغصّه:بس هذا ابوي ، و انت تخبر غلاته لامي مستحيل يفرط بها لاتجبره جدتي و هو ماودّه
تنهد عتيق:ليه هو مَرَه تجبره غصب عنه؟ هذا زواج مهب لعب ، ان كانه تزوج هذا بموافقته هو و ان كانه قعد هذا بموافقته هو ! اما جدتك مالها شغله الا انها تشيره و القرار بيده
تنهدت وعد بضيق بان على ملامحها و نطق عتيق:و ان تزوج؟ ماتعلمين ياوعد بالجاي يمكن زواجه خيره بيني و بينك يابنتي ترتاحين و يعقل ابوك يمسك الارض ، انتي انتي خابره ابوك مايوزي بمكان ولا يشغله شيء عنك ، خليه يتريح
سكتت وعد تخفي غصّتها لما تأكدت فعلًا أن ابوها بيتزوج:صدقت ياجدي الله يجيب الخير
ابتسم يقبّل رأسها بحنيه و ينطق:ان ناقصك شيء هذول بنات عمك مثل خواتك و انا موجود لايردك الا لسانك ياشمعة الدار
ضحكت ترتسم على شفتيها ابتسامتها و نطقت:جعل عمرك طويل
وقف تعاونه و مشى يطلع لمشب الرجال بعكّازه
» بنات خديجه «
البيت كان شايش بالحزن و كانو البنات بالمجلس اصواتهم عاليه بالرفض و الزعل و دخل عليهم خالهم سعود يهدّي الوضع:اصواتكم وصلت الشارع
ناظر مناير اللي تبكي و جمبها لمى تبكي معها و نوره اللي وجهها كله دموع بزعل و عصبيه ، و منيره اللي ساكته تخفي دموعها لانها جرّبت شعورهم لكن قبلهم كلهم
جلس خالهم سعود:سلامات ؟ عسى خير ؟
مناير شهقت من دموعها تتكلم:الحين انتم كلكم دارين بزواج امي و متفقين و انا يالكبيره اخر من يعلم؟
نطقت نوره:امي من متى تفرمت عقلها و تغيرت علينا؟ متى صارت تمد يدها علينا ؟
ناظر سعود لهم و التفت لخديجه اللي ماسكه راسها و مغمضه عيونها تناظر الارض بتعب
تنهد سعود ينطق:و انتم وش صايبكم ؟ كل هذا عشان زواج امكم ؟ وش عليكم انتم تقدرون تجلسون ببيت جدكم و جدتكم
و التفت سعود لمناير:و اذا على اننا سكتنا عنك خفنا من بعدك كل خواتك يدرون و حنا نبي وحده هديّه و مافي منكم هديّه و عاقله الا منيره و انتم تدرون
بلعت ريقها مناير بصدمه و التفتت لمنيره:كنتي تدرين؟ كنتي تدرين منيره؟ انا كنت شاااكه من اخذوك امس وربي كنت شاكه
سكتت منيره تغمض عيونها و تعض على اسنانها
نطقت لمى:منيره تستهبلين ؟ تدرين قبلنا كلنا و ساكته ؟
نطق سعود يقاطعهم:عشان كذا علمناها اول ، لإنها الوحيده المتفهمه و اللي فاهمه كل شيء ماهي مقروده
مناير:انا الكبيره
سعود رد عليها:الكبر مهب بالعمر ، الكبر بالعقل
بلعت ريقها مناير:يحق لي تعلموني قبل الكل
سعود تنهد:يامناير انتي تعرفين شخصيتك مايحتاج أعلمك فيها انتي متسرعه و عصبيه وش اللي يفهمك ؟
مناير بكت:طيب امي مابتتزوج
سعود استغفر يجلس على الكنبه و يناظرهم:و ليه ما تتزوج ؟ تمنعنون امكم من الزواج عشان انفسكم ؟ هذي مو انانيه يابنات ؟
مناير:مو انانيه بس امي مو بحاجة رجال
نوره نطقت:ولو تزوجت تتزوج الكل الا عيال العجوز هذي
عزّه ناظرتها:نوره وش علمك على ام ظافر؟ عيب هذي اعتبريها مثلي انا ياجدتك
سعود:و نعم ب أم ظافر و نعم بعيال ام ظافر ، بدر هذا يوميا اقابله بالمسجد بكل صلاه هذا رجال يخاف ربه ماهو جاهل
منيره نطقت بهدوء :متحجر ، متحجر يا يُمه
ناظروها و نطقت بغصّه:بيعقدك و يعقدنا
سعود:ماله كلمه عليكم هو متزوج امكم مو متزوجكم
منيره:بس لو سكنا مع امي؟
صرخت مناير:مستحيييل! ما راح اعيش مع رجال غريب و محد بيحل مكان ابوي
تنهدت لمى بحزن:ولا انا
نوره:مافكرت اعيش مع رجال من عيالها مستحيل
خديجه تنهدت:ماتبوني ؟
لمى:ماما نبيك بس مانبي اللي معك ، مالك شغل فيه مانتي بحاجته مانتي بحاجته ماما استوعبي
سعود:لمى ؟ تعلمين امك انتي ؟ امك مو خافيها شيء و هي ادرى بمصلحتها لا ترصّون عليها
التفت سعود لأمه عزّه و نطق:بشرو وش قلتو لهم و وش شورهم؟
عزّه:خديجه موافقه
سعود:زين يجينا بكره بدر و نتفق على الامور كلها
مناير بكت توقف:وقفو ! وقفو وقفو وش اللي تتفقو على الامور وش هالكلام؟ من جدكم؟
ناظرها سعود:مناير !
مناير مسحت دموعها بالمنديل تناظره:ماما مابتتزوج
خديجه ناظرها بإنكسار:يامناير
مناير هزت رأسها بالنفي:مابتتزوجين
و مشت من عندهم بـ عصبيه تروح لغرفتها
سعود ناظرها تمشي و تتّجه لـ غرفتها و تنهد يلتفت للبنات:عساكم اعقل ، حكّمو العقل و اتركوا التفكير السلبي ، يمكن حياتكم تتحسن بعدها
نوره:بتتحسن حياتي اذا رجعت الرياض لاني ماعاد اطيق الحياه هنا وع
مشت من عنده بعصبيه و ناظرها سعود و التفت لـ لمى و منيره اللي تعابيرهم كلها حزن و ساكتين يناظرون لأمهم ، لمى و منيره فعلًا شخصياتهم تميل للعاطفيه عكس مناير و نوره
كانو شايلين هم أمهم و حياتهم كيف بتصير و وش يحصل لهم بعد هذا كله
» وعد «
جلست عند سلطانه و بدريه اللي يتكلمون عليها بحماس بالصاله و تقدمت عزيزه تناظرهم جالسين و سكتوا من شافوها ، نطقت عزيزه:قلن انكن مدبراتها
فهمت سلطانه مقصدها و ردّت:تريحي يا خاله مب مننا
عزيزه ناظرت لبدريه:و وش يخليك يالسوسه تدخلين عنده المجلس و تطلعيننا كلنا ليه هو فيه اسرار ماندري عنها ؟
بدريه تأففت تشمق بعيونها:ماودي اغلط عليك احترمي نفسك و حشمي عمرك و روحي من عندنا
عزيزه ناظرتها:لااااه ؟ قضيتي من بنتي جا دوري امانه عليك قومي اصفقيني قومي ؟ قليلة ادب و تربيه
مشت عزيزه بـ عصبيه تدخل المقلط و اخذت نفس بدريه تعض على اسنانها:بنتفها بقطعههها
وعد ضحكت:خليك منها اقسم بالله مالي خلق حتى ارد
بدريه ناظرتها:وعد لايكون مب عاجبتك الجيه؟ لايكون سوينا شيء غلط؟
وعد:لا والله زين ماسويتو افتكيت من الحبسه هناك ، بس ابوي
بدريه استغربت:وش به؟
وعد سكتت تتنهد و تحتار مابين انها تقولهم أو تسكت و تكتمه بداخلها خصوصًا بعد كلام جدها و نطقت:مدري كسر خاطري واااجد
سكتو يواسونها و هم حاسين بمشاعرها الضايعه جاهلين اللي تخبيّه بقلبها
بعد مرور الوقت و بعد اذان الفجر بعد ما الكل تسحر و شربو مويه و توجهو ينامون
كانت منسدحه بفراشها ولا جاها النوم ، ضايعه مشتته بافكارها تتأمل الشباك و تنتظر وقت الشروق و لسماء الفجر الغامقه ، و يتردد بمسمعها كلام بنات خديجه و تتذكر أشكالهم و شكل أمهم ، هي تجهل شخصياتهم تجهل حياتهم كلها لكن كل اللي تعرفه إن مصير خديجه بتكون زوجه لـ أبوها ، حاولت تتذكر شكل خديجه و ملامحها و شخصيتها اللي ماقدرت تعرفها كويس
تقلّبت بفراشها بملل و عدم قدره على النوم و تنهّضت تقوم ولا تدري وين بتروح
» خلف «
واقف عند النياق بينما الرجال كانو رقّاد و نايمين بعد الفجر ، حتى فيحان و عارف كانو نايمين إلا هو ما أرتاح بداخله و مشى يسلي خاطره عند شبك النياق اللي واقف عنده يطلع العطر يناظره و طلّع سنسالها اللي لازال يخبيه و يحتفظ فيه ، هذا غير العطر اللي متردد يوصله ولا يخليه ، ماودّه يخيب ظنها فيه ولا ودّه إنه ينكسر من عينها بإنه ماصان الأمانه اللي عطتها إياه ، بلل شفايفه يتخذ قراره بصعوبه و ماودّه يفرط بالعطر دامه طاح بيدينه و قرّر اخيرًا يوديه على شباك المطبخ و يتركه لين تشوفه بنفسها و تعرف إنه صان الامانه
مشى بخطى هاديه و بخوف يتأكد محد شافه و توجه للبيت من الخلف و دخل يمشي متجه لشباك المطبخ و بلع ريقه وسط الظلام لان تو الصبح ما أشّرقت شمسه ، تنهد يدخل يده بمخباة ثوبه و ودّه يطلع العطر لكن قاطعه اللي دخلت المطبخ بحيره و شافته عند الشباك ، ناظرت بثواني له و رفع انظاره شافها و انخرش يترك العطر بمخباته ويصد يلتفت للارض و يعض على شفايفه
تفاجئت وعد بقدومه ، و رجعت بخطواتها بسرعه تلبس شالها و تنهد من شافها تطلع و عرف انها بتستر نفسها و همس و هو يقبض على يده:لا تجين لا تهرّجيني ، انا ضعيف حيله ما اردك ولا ودي أعصي الله بك
و ماهي إلا ثواني و رجعت بهدوء تسكر باب المطبخ و تتأكد محد لحقها و دخلت بهدوء تناظر له ، ابتسم بداخله من فرحته و حس بتناقض نفسه ، هو يخاف الله فيها ماودّه بحديثه معها و كلامه يكسب به اثم ، هيّ بالذات ماوده تكون من أسباب ذنوبه و اكبرها ، بالوقت نفسه يستانس و يسفهل خاطره بلقاها
صد و لمح وقوفها من بعيد و حسّ بترددها و بضعف منه همس:اقربي وش علمك
ابتسمت تتقدم و الشال الاسود على كتوفها و راسها و وقفت ورا الشباك تناظر لصدوده و وقوفه ، شكله التعبان و شماغه اللي ناسفها على راسه بدون عقاله ، و فكّه البارز ، نزلت انظارها لعروق يده و و اكمامه اللي رافعها ، ابتسمت تنطق:مشتغل انت ؟
نطق خلف:بغيت اعلف النياق اليوم سبعين مره
ضحكت:ليه ؟
خلف:مستانس و مروّق
استغربت وعد تبتسم:دايمه عليك يارب ، والله اني استانس لاشفتك مستانس
ابتسم بداخله من تعبيرها اللي ماتخبيه بداخلها و تقوله بحسن نيه ، و ضحك من حسّ بخفته و انه من كلام بسيط منها استانس بداخله ، بلع ريقه ينطق:عساك دايم مستانسه ياوعد ، الا ماقلتي لي ابوك ماردّ للمزرعه ما هوّن ؟
وعد:لابالله ماهوّن
و تنهدت تسكت و تهمس بهدوء:سمعت انه بيتزوج
وسّع عيونه خلف:اسسسلم ، هو صحيح هالعلم؟
وعد تكلمت بضيق بان على نبرة صوتها:بيتزوج وحده غير أمي
سكت من حسّ برجفة نبرتها و نطق:عساك موافقه ؟
وعد هزت رأسها بالنفي و سكتت بغصّه
خاف من سكوتها خاف إنها بكت و حسّ بغلاتها لإمها و نطق:انطقي
وعد بكذب:ماعندي مشكله
و كملت بنبره راجفه:مايهمني
حسّ برجفة نبرتها و حس بكذبها و سكت ينطق و يضيع الموضوع:ايه تبين تسمعين ابيات شاعر؟
ضحكت وسط ضيقتها من تهرّبه و تغييره للموضوع:هات ماعندك ، بس تذكر لي اسم الشاعر
خلف عقد حجاجه:مانيب احفظ اسامي الشعار يابنت بدر
ابتسمت:اسلم
تنهد ينطق ابياته اللي قاصدها هيّ فيها ، قاصدها بكل ماتعنيه الكلمه و كإنه يحسسها بمقصده و يوجّهه لها على أمل تحس بمعاركه بداخله اللي يصبّر قلبه عليها ، هو يحس انها لازالت بتأثير كلمته اللي قالها بالمستشفى لها "اعتبريني اخوك" و يخاف تضنه كذا طول وقتها ، هو خايف من هالشيء و متأكد منه ، متأكد ما آلفته و صارت تجيه و ماتتردد تحاكيه إلا لإنها تعتبره مثل اخوها يوم ان ماعندها أخوان
نطق:
خذني على قد حبي لك و داريني
الله ولا الكلمه اللي تكسر الخاطرشف كيف حبك على دربك يسريّني
ماقلت له غير تامر بالهوى و حاضرانا أصّدق الناس كانك صدق شاريني
وانا أطهّر العشق في سري وفي الظاهرو انا اللذي قلت لك ماعاد يمديني
اتجاهلك كيف ؟ و طحت بغلطة الشاطرلامر طيفك أضمّه حيل في عيني
ياكيف يقوى يسهرني و هو عابراسامره لين أحسك تلمس إيديني
و الاغرب اني اشوفك و انت مو حاضر
أنت تقرأ
عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانه
General Fictionحسابي في الأنستقرام ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .