كانت تجلس بالبيت لوحدها كالعادة و كلهم بصلاة التراويح ، تنهدت وهي تجلس بالصاله و فجأة طق الباب ! بلعت ريقها بخوف ، لبست طرحتها و هي توقف عند الباب:من
ابتهاج:افتحي انا
عقدت حجاجها وعد تفتح الباب:وش جايبك
ابتهاج:مالي خلق اصلي معهم الليله بقعد
استغربت وعد و تركتها و ارتاحت لإن احد بيقعد عندها ، هي طيلة الايام اللي راحت كانت تستأمن بوجود خلف لكن الحين خلف مسافر و محد عندها و فعلًا بدأ يستحل قلبها الخوف و تحس بوحشة المكان لحالها
جلست بالصاله:تعالي تقهوي توي مصلحه قهوه
ابتهاج:ما ابي مو مشتهيه
دخلت ابتهاج الملحق و صكت الباب وراها ، عقدت حجاجها وعد بأستغراب و نطقت:من الميانه صارت تدخل عند غرفة عزيزه و بنتها بدون استئذان
ضحكت بسخريه و تجاهلتها و شربت فنجال القهوه
ابتهاج دخلت الملحق تصك الباب وراها و تتقدم تدور الجوال ، ابتسمت من حصلته و فتحته شافته بدون رمز او كلمة سر ، ابتسمت و هي تروح للإتصال و تتصل عليه من جديد
كان بين أخوياه في الكوفي باحد المُدن اللي يسكنها و مسك جواله اللي يدق و تغيرت ملامحه من شاف اسمها ، تقدم يطلع من عندهم و يرد:لبيه
بلعت ريقها:هلا مساعد
مساعد استغرب من الوقت اللي تتصل فيه على غير عادتها و نطق:ابتهاج غريب وقتك
ابتهاج بتوتر:لايكون اتصلت بوقت مو مناسب ؟ ازعجتك ؟
مساعد: لالا بالعكس اهلًا و سهلًا فيك بكل وقت انا افرّغ اوقاتي كلها عشان..
سكتت تسمعه يكمل ، هو تعمد يفهمها انه يبي يقول "عشانك" و يبيها تفهم مقصده عشان يقدر يكسبها ، تنهد و نطق:عشان اللي يبي يكلمني
ابتسمت و نطقت:ليه شكل فيه غيري كثير يكلمونك
مساعد عقد حجاجه:اكيد يكلموني كثير ! انا صاحب تجاره
توترت و هي تتدارك وضعها من كلمتها اللي طلعت بعفويه و نطقت:ااها اي تمام تمام معليش
مساعد مسك الزيقاره يحطها بفمه و يرتكي على صدام السياره:انتي تتفرغين هالوقت دايم ؟
ابتهاج توترت:ايه دايم أتفرغ بهالوقت
مساعد:غريب هدوء عندك عكس اخر مكالمه كنت سامع شوية ازعاج
ابتهاج تلعثمت و تعذرت بالكذب و هي تدور اي عذر و مالقت الا انها تقول:اايه الحين البنات بالمسجد و انا اقعد هنا لحالي ما احب اروح لانه بعيد
ابتسم بـ خبث وهو يعتدل بوقوفه:لحالك ؟ بكل صلاة تراويح ؟
هزت رأسها بعفويه منها ولا هي عارفه نيته:ايه دايم
هي كانت تكذب عليه لان مالقت لها اعذار ، ولا ودها تقوله انها تكلمه بالسر و محد يدري و عندهم ممنوع هالشيء اكتفت بالكذب و مكمله
ابتسم مساعد و نطقت ابتهاج:ليه تسأل ؟
تدارك وضعه مساعد:لاني خفت عليك كيف تقعدين لحالك
ابتهاج بـ حيا:لاني احب الهدوء احب اقعد لحالي دايم
مساعد ابتسم بخبث مره ثانيه و رمى الزيقاره بالأرض و دعسها برجله و هو يطلع جواله الثاني يفتح على محادثة مشاري و يرسله ( خلك جاهز الحين بمرّك )
ابتهاج:وين رحت ؟
مساعد:معك معك ايوه حتى انا احب الهدوء ، معليش فيه زبون يتصل علي
عقدت حجاجها:تمام الله معك
هز راسه مساعد:انتبهي لنفسك
و سكر المكالمه ياخذ نفس و ابتسامته تعلو كامل وجهه بـ خبث ، ركب سيارته و حرّك لبيت مشاري
اخذت نفس ابتهاج و هي تحط الجوال على مكان قلبها و تقعد تناظر السقف بـ تأمل و تتخيل كلامه و عذوبة صوته ، ردوده الذربه و الركاده اللي فيه ، و احترامه لها بكل وقت رغم ان المكالمات بينهم قليلة ، ابتسمت بخفوت وقاطعت ابتسامتها وعد اللي دخلت عليها بلا سابق انذار ، شهقت تناظر وعد و وعد استغربت من شافتها تحتضن الجوال بصدرها ، بلعت ريقها ابتهاج ترجع الجوال مكانه و وقفت:ماتطقين الباب ؟
وعد:وش عندك ؟ جوال سارا هذا ؟
ابتهاج:يالييل وعد امشي امشي
وعد:ماني ماشيه ، وش تسوين بجوال سارا ؟ لايكون مطيحتك بمصيبه النسره ذي ؟ تدرين لو درا ابوك ان هالجوال تستعملينه نحرك تدرين ؟
تأففت ابتهاج:يع وعد يع انتي ليش تفكيرك كذا انا اتواصل مع منسقة لبس
تقدمت ابتهاج تاخذ الجوال تفتحه و تتوجه للمكالمات و تحطه بين عيون وعد:شوفي شوفي اسمها غرام من وين تجيبون هالتفكير المريض ؟
سكرت الجوال و رجعته مكانه و طلعت من المكان و هي مرتبكه و جلست بالصاله ، تنهدت وعد من حست ببشاعة موقفها و انها تملقفت و ضنّت بإبتهاج ظن سيء و تنهدت و هي تطلع تجلس عند ابتهاج اللي صاده عنها ، وعد:اسفه بس لاتفهميني غلط
ابتهاج:لاتعتذرين مسامحتك خلاص
وعد:تفكيري مب كذا بس استغربت يعني اعذريني
ابتسمت ابتهاج بخفوت تخفي توترها و هي اصلا تبي كذا تبي وعد ماتشك او تظن و تبي يجيها تأنيب ضمير ، و ماصدقت على الله بسرعه رضت عليها
-
طلع مشاري من بيته يركب بسيارة مساعد:وش فيك
مساعد:فاتتك يولد فاتتتك
مشاري:علمني طيب
مساعد:تذكر الضفعه اللي توطى ببطنك بالسوق ؟
مشاري تأفف من تذكر الموقف:ايه الله يقلعه و اذكر اننا لحقناه لبيته على اساس نعرف موقعه و طلع يعيش بمزرعه مع خواته
مساعد:ايييه تذكر يوم وقفنا و شفناهم يدخلون اسوار المزرعه ؟ وش قلت لك انا وقتها ؟
مشاري:قلت انك بتقهره في دمه و في شرفه بس ماشفت منك شيء للحين
ابتسم مساعد بـ خبث:و اذا قلت لك دبرتها ؟
وسع عيونه مشاري:اسألك بالله ؟
هز رأسه مساعد:جهز نفسك هالأسبوع انا قاعد اتسلى فيها لين اجيب راسها
ضحك مشاري:ماتوقعتهم خواريف لهالدرجه ، مايدرون انك خاطب
ضحك مساعد:مخفّااات يارجال
-
طلع خلف من المسجد معه جده متجهين لمجلس الرجال و استوقفه جده عايد:خلف ياولدي تعال للبيت ندبر موضوع عمتك
خلف:سم
توجهو يدخلون البيت و دخلو ، دخلت حسنه عليهم على حسهم و جلست تقهويهم و نطق خلف:وين منير يا عمه ؟
حسنه تنهدت:منير عند ابوه
عقد حجاجه خلف:اللي اذكره انه ياخذه يشوفه و يرده لك مايقعد ينام عنده
حسنه بـ قهر:اخذه اخخذه من بين يدي مثل ما اخذ مني كل عيالي
تنهد خلف و ناظرها:فايز ذا متى يعقل ؟
عايد:حتى بمجلس الرجال ماحضر ولا جا ، رغم انه بالديره
حسنه:جالس مع حرمته مو فاضي
خلف:منهيّ نسيتها ؟
حسنه:ماغيرها صالحه اللي تزوجها ولا جابت عيال وصارو عيالي عندها يخدمونها
تنهد عايد:مالك لوا ياحسنه ، المره حليله وماهي متعبتهم لكن البلا من رجلك ذا من الرخمه اللي ساحب عياله عنك
حسنه نزلت دموعها:يبه انا ادري انه كله من تحت راسها كله من تحت هالسوسه صالحه هي السبب هي السبب لا تدافع عنها الواطيه
خلف وقف:انا رايح له الحين
عايد:ولد عيّن خير عيّن خير ، اذكر ربك و انتبه بغفله تسوي لك مصيبه تندم عمرك كله عليها
خلف:لاتوصي حريص
وقفت حسنه:الله يعز شانك و يرفعه ايه تكفى سمعه وصخ اذانه خله يتأدب
و تقدم خلف يسألها:نادر و فيـ..
قاطعته بصراخ:يعقبون و يخسون هذول بريّه منهم ليوم الدين ! هذول لهم شهر ماجوني ولا يعرفون عن هواء داري جب لي منير بس ! منير بس بس ابيه هو بس ! البقيّه بريه منهم ليوم الدين و خله يعرف ان الله حق تكفى ورني فيه ماشفته بسببه تكفى ياخلف
بكت حسنه و هي تترجاه و مسك يدها خلف يحب راسها:اذكري ربك و لا تقولين تكفى علي الحرام انه بيتحاسب على كل دمعه نزلت منك بسبته و لاتنسين أنك بوجه خلف بن محمد نذر علي ياعمه ان اندمه عمره كله
طلع خلف من عندهم معصب و ماسك اعصابه و هو يتذكر ونينها و حرقة قلبها على عيالها ، و مشى متجاهل جده اللي يناديه ، بلعت ريقها حسنه بـ خوف و التفتت لابوها عايد:ياويلي ياويلي
عايد:هذا اللي تبينه شوشتيه طشّ راسه هذا اللي تبينه !
حسنه جلست تستغفر و تتطق:لا اله الا الله ياربي سترك و رحمتك
بينما خلف اللي طلع و ركب سيارته و حرك و هو كل مبتغاه يندّم فايز عمره ، طلع يمشي و سأل عن بيته و دخله و بعيونه نار و شرار ، لحسن حظ فايز انه ماكان موجود و دخل خلف الحوش و تقدم للباب يطقه و يتنحنح ، طلعت له صالحه اللي عقدت حجاجها:خلف ؟ يامرحبا الحمدلله على السلامه متى عودّت ؟
بلع ريقه خلف و هو صاد:اي نعم خلف وين فايز وينه ؟
تنهدت صالحه:مو هنا ليه بغيته ب شيء ياولدي ؟
تأفف خلف:وين راح وين رااح ؟
صالحه استغربت من عصبيته و خشونة صوته و عرفت إن حسنه هي لها راس بالموضوع و نطقت:استهد بالله و فوت للمجلس حياك نادر راقد لكن فيصل صاحي بالمجلس
تنهد خلف يهمس بينه و بين نفسه:صاحين ؟ و جالسين هنا ؟ ولا يعرفون امهم ولا جدهم ، الا والله من الرخامه و ضعف النفوس
صالحه:سم ياولدي ؟
خلف:سلامتك دليني درب المجلس
صالحه:انت دخلت مع بوابة الحريم رح للباب الثاني قدامك مشب الرجال
طلع خلف يدخل على المشب و يشوف فيصل جالس يلعب فيفا ، غمض عيونه ياخذ نفس و تقدم:ورع
التفت له فيصل و شهق:خلف ولد خالي محمد ؟ ااخخو العيال
نط فيصل يحضنه:ارحب ، انت تشوف ؟
ابتسم خلف ابتسامه خفيفه تخفي عصبيته و نطق:خلك مني تعال اتفاهم معك
عقد حجاجه فيصل:تتفاهم من اي ناحيه ؟ جاي تتفاهم اجلس يارجال تقهو و بصحي نادر اكيد انه متشفق لك و بينصدم من ان نظرك رد ، سمعت انا من عيال الديره لكن تثاقلت المسافه اجيك
عقد حجاجه خلف:و بلعنه ، لا تجيني ولا تشوفني و استثقل كل الدروب اللي تودي لي لكن امك ! جدك ! نذر علي لو مالرفاقه اللي بيننا و السنين و العلوم اللي انت خابرها من صغرنا كان خليتهم يحفرون قبرك انت وياه
فيصل:استهد بالله وراك طاش راسك
خلف بـ عصبيه: اذا تعلق الموضوع بعمتي و دموعها لا هنا العن شكلك انت و اخوانك
بلع ريقه فيصل يصد يناظر الارض:شكلك مانت فاهم الموضوع ياخلف جاي مطفي النور
خلف ناظره بحدّه:وش موضوعه ؟ بقيتو فيها مواضيع ؟ جالس هنا متكي تتقهوى و امك تبكي حسره عليك انت و اخوانك و اختك ،حتى منير الصغير الورع اخذه يربيه معكم و يبعده عنها
فيصل تنهد:انت من متى تستفزع بك امي ؟ طول عمرها تتشكى لجدي
خلف:وهذي اول مره بعد مارد لي البصر تجي تطلبني قالت لي تكفى ! طلبتني و دموعها اربع يا قليل الرابعه ما تحركت بك ذرة مشاعر ! ابك اامك امممك
دخل نادر و شاف النقاش الحار بينهم و وسع عيونه:ااخخو العيال خلف ؟
خلف التفت له و تأفف يغمض عيونه و ياخذ نفس يسكت و يسند ظهره على المسنده ، تقدم نادر:قم وراك جالس
وقف خلف يسلم عليه ببرود و جلس خلف ، عقد حجاجه نادر:وش علمك ؟ تراني سمعت بخبر رجوع نظرك لك الحمدلله على السلامه
ابتسم خلف بسخريه:كلكم عارفين ماشاءالله و محد منكم تصدّق و جا والله اللي اخبره اني من ادخل الديره اول ماينطحني اصواتكم و هالحين لا حس ولا خبر لين جيتكم برجليني ادوركم
تنهد نادر و صد بإنظاره للإرض ، فيصل التفت لنادر:انا عجزت انت تكلم معه معبيه راسه امي و جا بدون عقل قتّال
نادر اخذ نفس يناظر لخلف ، خلف بـ عصبيه: انطق !
نادر: محرّم علينا دخول بيت جدي
عقد حجاجه خلف:من ؟
نادر: انا و فيصل
خلف:منهو اللي محرم ؟
نادر:ابوي
ضحك خلف بسخريه ، نادر:لاتضحك ما الومه
خلف:وش به ماتلومه؟ وش به ؟ ماتلومه لإنه يحرم ام من ظناها ؟ يحرم عليكم جيّة امكم !
نادر:قبل شهر جيناها و كل شهر نجيها و ننطرد
عقد حجاجه خلف و كمل نادر:كل مادخلنا طردتنا روحو للساحره روحو لصالحه هذي امكم انا بريّه منكم و كل ماجينا نبي نمسك منير تسحبه و تقول لاتمسونه هذا ولدي
خلف تعجب من الكلام و كمل نادر:قبل شهر جيت لها انا و فيصل مع ابوي اللي واقف برا يحترينا ، من دخلنا عليها كانت بالمطبخ تطبخ و من شافتنا كل قدر بالمطبخ انطش علينا شف حاجبي شوفه
ناظر خلف لحاجب نادر اللي بإخره كان منتوف مافيه شعر بالحاجب بالمنتصف ، و كمل نادر:جيت امسكها اهديها و اقولها حنا عيالك و كل ماطردتينا جايينك و بنبّر بك ، ردت علي قالت روحو للساحره انتم من تربيتو عندها و انا ماني امكم ولا اعرفكم رح عني جعلك ، و قامت تدعي علي بكل الدعوات و انا احاول احب راسها رمت الكاسه على وجهي ، طلع دمي و دخل ابوي على الصوت وهو صاد عنها و سحبني شاف حالتي و رعب فيصل و حرّم علينا دخول بيتها ، طلعنا و مالنا حيله مالنا حيله ياخلف مالنا
تنهد خلف يستغفر و يحك جبينه بعدم فهم و ضياع ، رفع راسه لنادر اللي كمل:ومدري وش مكرهها بخالتي صالحه علي الحرام ياخلف ماودي اعق امي بهالكلام لكنها عوضتنا كلنا عنها ، كانت لنا عون و سند و وقفت معنا ، صح اني ماعرفتها الا ب اول ثانوي و من هنا بدت حياتي معها لكن ماعمرها كرهتني بها و جابت لي مضره ، عشت معها سنين عمري و شفت الفرق حتى يوم نجيب طاري امي تقول الله يهديها و ما تفور و ماتسوي اللي تسويه امي ، لا تسألني عن خالتي صالحه و تعلمني بها انا اعرفها انا ربيت نص عمري معها و مستحيل اظن بها سوء ، لكن امي الله يهديها
خلف بلع ريقه من صدمته و عدم أستيعابه و نطق:الهرج ذا صدق ؟
فيصل:جعلها ب حياتي و عيشتي ان قلنا لك كلمة كذب
تنهد خلف:واختك ؟
نادر:اللي مستغرب منه انا انها تخلي شوق تجيها وعادي لكن حنا لا
خلف:مخيبين ظنها
نادر:ب وش نخيب ظنها ب وييش فهّمني ؟
تنهد خلف:طيب الحين ليه ياخذ منير لايكون يبي يتربى هنا ؟
نادر:يارجال ابوي تزوج على امي متى ؟ يوم انا ورع بثالث متوسط و كنت عند امي عايش لين اخذني عنده اسبوع انام عند خالتي صالحه هو اخذني عشان اعيش عنده اسبوع بس وده يحس ان عنده ولد ويوم رجعني لامي طشّ راسها و رمتني عليه و كل ماجيتها انطردت متخيل ياخلف مر على هالكلام فوق ال١٠ سنين ! و للحين اجيها لين اخر مره قبل شهر جيتها و حرّم ابوي علي جيتها كل هالسنين نجي و ننطرد و ندعس على الكرامه لاجلها لجل امي و بالاخير مافيه اي تغير وفيصل نفس الحكايه من تخرج من الثانويه ابوي اخذه يجلس عنده يومين ينام عنده ومن بعدها رمته عليه و تبرت مننا كلنا
خلف:و شوق ؟ و منير ؟
فيصل:شوق يوم عند امي وعشره عند خالتي صالحه
خلف:يعني راضيه عليها ؟
فيصل هز راسه:اقولك مستغرب انها تعيش عند الثنتين وعادي امي ماتقولها شيء يمكن عشانها بنتها الوحيده
خلف:طيب منير ؟
فيصل:انا خايف على منير ، منير ابوي قالها بياخذه يومين يمشيه و يخليه عنده مع اختي شوق و بعدها يردّه لها ، هي قالت له لاتوديه مكان خذه بس ساعات و رده ينام عندي لكن ابوي مارد عليها و اخذه و هذا ثاني يوم منير عندنا
خلف:وينه ؟
فيصل:اخذه ابوي مع شوق يمشيهم بالديره
خلف: و مجلس الرجال ليش ماتجونه ؟ مجلس جدكم
فيصل:ابوي حلف علينا مانطبّه لان جدي الله يسامحه يدري لكل السوالف لكنه يسكت و ماله بالمشاكل و يمشّي و هذا اللي غاث كبد ابوي لان خالتي صالحه تتضرر من الحريم و سوالفهم بها و السبه امي اللي كل كلمه قالتها عنها عند الحريم و حطت بها الفين عذروب و مالقت احد يمسكها و يخليها تمسك لسانها الله يهديها بس
خلف:ياساااتر طيب و المسجد ليه ما اشوفكم به ؟
نادر:يارجال حتى مسجدنا ذا هجرناه ابوي حلف مانطب اي شيء قريب عندها و صرنا نروح للمسجد اللي باخر الديره
تنهد خلف:اقسم بالله حووسه يارجال راسي صدّع
وقف فيصل يصب قهوه:الكلام ماوراه فايده و امي ماهي متغيره
خلف مسك الفنجال و نزله: بشربه اذا تقوم انت وياه الحين و لحقتوني
وقف خلف يتوجه للباب و نطق نادر:عين خير و اشرب فنجالك و اذا بتودينا لامي ابقولك الاجابه من هالحين ماهي براضيه
خلف:ان كان تبون الوصل بيني و بينكم يبقى حيّ و اشرب فنجالكم تعالو معي
طلع خلف و تنهد فيصل يلتفت لنادر اللي نطق:عنيد مايتغير طبعه امش امش الحقه و انا بلبس شماغي و اجيكم
طلع فيصل ورا خلف وركب معه و توجه نادر يلحقهم بعد مالبس و ركب معه
نادر:اسمعني ياخلف دخله للبيت ماني بداخل ابوي محرّم ياخلف
خلف:داري
مشى خلف و وصل لبيت جده و وقف عند الباب ، عقد حجاجه نادر
جنب :ورع ! اقولك ابوي محرّم والله ما ادخله والله
خلف نزل: ومن قالك بتدخل
تنهد نادر يلتفت لفيصل اللي يناظر بصمت ، دخل خلف لعمته:عمه
طلعت حسنه:منير ؟ جبت منير ؟
تنهد خلف:البسي عبايتك و الحقيني
حسنه عقدت حجاجها:خلف ؟ وش اللي تقوله وين ولدي ؟
خلف:الحقيني
طلع خلف و تنهدت حسنه تلتفت لابوها اللي جالس بالمجلس ويهز رأسه لها بمعنى روحي معه ، لبست عباتها و طلعت برا و وسعت عيونها من شافتهم بسيارته و هو واقف عندهم ، شدّت على قبضة يدها و دخلت جوا تسكر الباب وراها بقوه ، خلف ناداها:عمه عمه
نادر:قلت لك مايفيد والله ماينفع
تنهد خلف و رفع ثوبه من تحت و هو يمشي يدخل البيت باستعجال و يتوجه للمجلس اللي دخلت عمته و جلست فيه و هي معصبه ، خلف:عمه
ناظرته بحدّه:قلت لك ابي ولدي ! منير
خلف:برقبتك ثلاث عيال ياعمه ماعندك منير بس
حسنه:وبقلعتهم انا متبريه منهم ليوم الدين
التفت خلف لجده:عاجبك هالكلام ياجدي ؟
تنهد عايد ينزل أنظاره للارض:لاحول ولا قوة إلا بالله ، انا ياولدي ضعف حيلي ولاني قادر
اخذ نفس خلف يمشي يجلس على ركبتيه قدام عمته:عمه
حسنه صاده عنه و هي حاطه يدها على خدها و تهز رجلها بـ غضب ، تنهد خلف:عمه اكسري الشر ، هذول عيالك و انا عطيتهم كلمه هم يبغونك ماشفتي وشلون يترجوني يبغون يشوفونك
بلعت ريقها:بريه منهم ليوم الدين ماهم عيال اللي يتركون امهم و يطلعون ماهم عيال ولا ينرفع بهم الراس
خلف:والله الندم ماكلهم اكل لكن يقولون مابيدهم حيله على ابوهم
خلف كان يكذب يبي يليّن قلبها على عيالها و رصّ على اسنانه و تقدم عندها:عمه اسمعي عيالك متلهفين لشوفتك متلهفين يسمعون صوتك انتي ماتدرين وشلون عيونهم تعبانه و اشكالهم مندمره والسبب بعدهم عنك كل هالسنين ليّني قلبك و اكسري الشر و لك مني وعد ان يقعدون هنا طول ماراسهم يشم الهواء
حسنه ماترد عليه و كمّل خلف:والله والله و بيتٍ بناه الله أن امسك كل واحد مع اذنه و اقعده هنا و من اليوم و رايح عيالك عندك ولا احد يكسر كلمتك عليهم لا فايز ولا غيره
نزلت دموعها:حرّم عليهم يدخلون بيتي حرّم عليهم
خلف:يكفر بيمينه عن حلفه
هزت رأسها بالنفي و هي تمسح دموعها:ماابيهم ماابيهم نفسي طابت منهم
التفت خلف لجده:قل شيء يبه قل شيء حاول بها تكفى انا ارجيك العيال برا متلهفين لامهم
تنهد عايد:ياحسنه فيه احد تطيب نفسه من عياله ؟ اكسري الشر و دخليهم لاقدر الله لو صار لأحدهم شيء بتندمين عمرك كله
بكت حسنه:قلبي مايطاوعني كنت اطردهم وانا ودي اياهم ابيهم لكن فعلتهم ماهي قليله فعلتهم مثل الجمره على قلببي
حبّ راسها خلف:يوم يجونك و يلتمون حواليك تنسين كل هالفعايل انتي بس اطلعي خليهم يعرفون برضاك عنهم و خليهم يجونك إكسري الشر
حسنه:بشرط واحد ياخلف
خلف:سمي
حسنه:يعيشون بقية عمرهم هنا عندي و حواليني
خلف حط اصبعه على خشمه:على خشمي و تم وش تبين اكثر ؟
حسنه:و منير يجيبه عندي ولا عاد ياخذه
تنهد خلف:على خشمي وش باقي بعد ؟
حسنه:بس خلهم يدخلون ولا عاد يطلعون
خلف:انتي ناديهم بنفسك صدقيني لو عرفوا انك تبين جيتهم يفزّون لك و يجونك
حسنه وقفت و بقلبها لهفه لعيالها اللي ظلمتهم و تعبتهم و هم يبغون وصلها و رضاها لكن قهرها و حرقة قلبها تخليها تقسي عليهم و تضرهم بدون وعي و ادراك منها ، تنهدت و هي تلبس عبايتها و تحط طرحتها على راسها و تتقدم للباب تشوفهم بالسياره ، نزلت دموعها على كبرهم و من نزلوا من السياره واقفين يناظرون لإمهم اللي لطالما كانت تطردهم كل ماجوّ يطلبون رضاها و برّها ، رفعت يدها تمسح دمعتها و هي تناظر لولدها نادر اللي من رمت عليه الكاسه و هي تحسّ بالتأنيب و تحس إنه فعلًا تضرر و آذته بدون وعي منها
' خلف '
ابتسم من شافها تطلع و التفت لجده و الابتسامه شاقه وجهه:ابشرك الصلح الصلح ياجدي
هز رأسه الجد بإبتسامه:جعل اللي مثلك يكثرون ياخلف وشلون خليتها ترضى
خلف:كانت تبي بس كلمتين و انت ماقدرت عليها يايبه عمتي حسنه بالكلام الليّن تمشي
هز رأسه الجد بـ هدوء و نطق:الحمدلله الحمدلله بس ياولدي ابوهم ، ابوهم مانضمنه هو محرّم دخولهم و عياله لو دخلو يعصونه
تنهد خلف:بسيطه ادبرها ازهلها يابوي
ابتسم الجد يهز رأسه بهدوء
' فيصل '
اللي واقف ولا هو مستوعب امه واقفه تناظره بأضعف حالاتها ، بلع ريقه ينتظر منها اي اشاره اي ردّة فعل ، هو على كثر ماجته مضرّه منها إلى إنه لازال يحنّ لها و من يشوف عينها يضعف و يبي بس يرجع لحضنها نفس ماكان متعوّد عليه و هو صغير لكنه ماشاف منها الا القسى من راح مع ابوه ، ناظر لعينها و قلبه يرجف و يده ترجف وده يخطي اي خطوه مستعد يخاطر بحلف ابوه اللي حرّم عليهم ، مستعد يسوي اي شيء لإن كانت امنية حياته امه يلين قلبها عليهم ولا هو عارف وشلون بدّل الله حالها بيوم و ليله بعد ماكان يدعي بكل صلاه و بكل سجده أن ربي يلين قلبها و ترأف بهم
رفعت يديها تأشر لهم بمعنى احضنوني تعالو
وسّع عيونه نادر و التفت لفيصل اللي كانت علامات الصدمه تعلّو كامل وجهه و بدون أي تردد ركض فيصل عند الباب و دخل رجل بالحوش و رجل لازالت برا و حضن امه يحب كتفها و يحب راسها و كانت تبكي و تمسح على رأسه:يايمه ياحبيبي
بلع ريقه نادر يرفع يده يحك رأسه من الخلف بعدم تصديق لاي شيء يصير حوله ، مو مستوعب هذي امه مو مستوعب هذي اللي ماكانت حنونه معه الا قبل سنين يوم كان صغير يوم كان طفل ! تقدم يسحب فيصل يرجعه و يتقدم لامه و يناظر بعينها و لدموعها و هي تقول:تعال يانادر تعال يايمه تعال اشبع منك قبل ينتهي عمري
ابتسم بـ ضيقه تأسر قلبه و مسك دموعه و هو يرجع لإحضانها مثل ماتعوّد و هو صغير و لازال صغير عند امه ، بكت و هي تحضنه:كبرت يانادر كببرت
تنهد نادر يحب كتفها و يحب راسها:الله يسامحك يايمه
بكت تمسح دموعها و تبتعد عنه:ادخلوا ادخلوا
دخل فيصل و لحقه نادر اللي غمّض عيونه من دخل الحوش و تذكر حلف ابوه ، التفت لصوت السيارة اللي وقفت عند الباب و التفت شافه ابوه ، بلع ريقه بصدمه لما فتح ابوه شباك السياره و ناظره ، هز راسه نادر بالنفي يحاول يفهم ابوه ، تنهد فايز و التفت لشوق اللي جالسه بالمرتبه اللي جمبه و بحضنها منير ، نطق فايز:انزلي لاخوانك و امك
عقدت حجاجها شوق:اخواني ؟
فايز هز راسه:ايه الواضح طاح اللي براس امك
شهقت شوق: انت صادق يبه ؟
فايز:انزلي انزلي يعني يوم حرّمت عليهم دخلتهم لهالبيت رضت ، لو دريت حرمت من زمان ، المهم قولي لهم عادي لو مايرجعون خلكم عندها هاليومين ماصدقنا ترضى و انا بروح اكفرعن يميني
تنهدت تنزل شوق و تمسك منير بيدها و يمشي معها لين دخلوا البيت ، دخلت تنزل طرحتها و نادر نطق:تغطي خلف داخل
عقدت حجاجها شوق:خلف ؟ متى رجع و انا اللي اذكره خلف اعمى
هز راسه نادر بالنفي:رجع له نظره
شوق بصدمه:احلف ؟ ابلش
نادر:تغطي بس
تنهدت تغطي شعرها بطرحتها و تغطي نص وجهها بالطرحه و تدخل البيت و تشوف فيصل اللي جالس قدام امها و ماسك يديها و تبكي و تحضنه ، و نادر اللي دخل يحب راس جده و يبتسم نص ابتسامه لخلف و جلس جمب جده ، و هي وقفت وراه و التفتت تناظر خلف اللي صاد عنها و التفتت لجدها و تقدمت تحب راسه و ترجع تجلس عند امها:يمه وش العلم
حسنه مسحت دموعها:مافيه شيء وين منير ؟
التفتت شوق لمنير اللي واقف بالحوش:منير تعال
دخل منير و هو يركض لامه و تحضنه:يامرحبا ياحبيبي اخر مره ياخذك مني
شوق تنهدت:يمه وشفيك ترا قالك ابوي انه بياخذه يومين و يرده لك
حسنه:اسكتي انتي
بلعت ريقها و تاففت شوق و قامت تدخل جوا تشرب مويه و رجعت تجلس جمب امها ، التفتت تناظر خلف و نطقت:شحالك ياخلف عساك بخير
خلف:بخير بخير الحمدلله
شوق:الحمدلله على سلامتك و مبروك ردّة نظرك لك
هز راسه خلف و هو صاد:الله يسلمك و يعز شانك
شوق:متى ردّ نظرك ؟
بلع ريقه نادر من طفاقتها و ما احترمت وجود اخوانها و غيرتهم عليها و شد على عيونه وهو يناظرها بمعنى امسكي لسانك ، بلعت ريقها و هي تهز رأسها له و تأشر له بـ أيش ؟
خلف رد عليها:والله قبل كم يوم توّه
شوق هزت رأسها بتفهم:زين الحمدلله
طلعت شوق و لحقها نادر:انتي ماتستحين ؟ ماتستحين ؟
شوق:وش انا قايله ؟ بعدين وطّ صوتك تراهم يسمعون
دخل نادر للغرفه يسحبها معه جوا و يسكر الباب:حشمي عمرك و امسكي لسانك استحي تهرجين الرجال و كأنه اعز الاخويا معك
شوق:وعسى خير ؟ تراه خلف اللي قبل يجي و هو اعمى و نسولف عنده
نادر:تخسين كنتي تسولفين بالاشاره و طول وقتك تطقطقين عليه و هو مايشوف و كان يسمع صوت تضاحيكك و طقطقتك عليه و يسكت و يدحم الزله رغم انك كنتي دفشه و قليلة ادب معه
تاففت شوق:وبعدين يعني وش غير هالكلام ؟
نادر:اللي ابيك تعرفينه ان ذا مو خلف اللي قبل سنه تعتبرينه شخص عادي و ماسكته طقطقه و استهبال ، هذا رجال و له كلمته و عاده يعرف عمره و تغير تغيير جذري ، إياني أشوفك جالسه تهرجين كذا ولا كنك طالعه من ظهر رجال
تكتفت شوق:اي انا ادري انه تغير و صاير ماشاءالله عليه يعني
نادر:عضي شحمه و اجلسي عند امي
شوق:بعض لحمه
نادر:تنكتين ؟
شوق:لايكثر
نادر:ماتحشمين لاكبير ولا صغير انتي ؟
شوق:وبعدين معك يعني حتى و انا هنا ناشب لي فكني يامسلم
نادر:الحمدلله والشكر يارب صبرك
طلع و هو ياخذ نفس يهدّي عصبيته اللي ثارت على اخته و طلع يجلس بينهم و تتبعه شوق اللي ما اهتمت لكلامه و جلست جمب امها
نطق عايد:الحمدلله يارب رجع لمّ الأسره و العايله ياعساها دايمه هاللّمه
ابتسم خلف:اللهم امين اتوقع شغلي انتهى ولا
نادر:وين ودك يارجال علي الطلاق ان تقعد ثلاث ايام !
خلف تنهد:تطلق من يارجال اهجد
نادر:طلاق و حرام ياخلف
خلف:ها خذلك اخذ طبايع ابوه
ضحك نادر و التفت لامه:الاهم رضى الغاليه
حسنه كانت تمسح على راس فيصل اللي جالس جمبها و راسه على كتفها و بحضنها منير و جمبها باليسار شوق ، و ابتسمت بخفوت و هي تبكي من جديد:كان هاليوم حلم من احلامي مدري وشلون تحقق ياربي لك الحمد
تنهد خلف:الشيطان ياعمه
تنهدت حسنه:اعوذبالله منه ، الله يسعدك ياخلف
عايد:الحمدلله يارب الله يديم هاللّمه و هالشمل و يالله تجهزو باتسر تجيبون اغراضكم تستقرون هنا هالحين انتم رجال و مانتم ورعان نفس قبل
تنهد نادر:ييجيب الله الخير ان شاء الله
فيصل عدّل جلسته بعد صمته اللي طال و نطق:انا رايح اجيب اغراضي الحين
ضحكت حسنه بـ هدوء وسط دموعها و هي تمسك يده:الله لايحرمني منكم يارب
شوق عقدت حجاجها و همزت كتف امها و التفتت حسنه لها ، نطقت شوق:اخليها ؟
هزت رأسها حسنه بالنفي:لا انتي كملي شغلك بس بعدين اقعدي هاليومين ارقدي عندي
تنهدت شوق:طيب
،
' الساعه ١٠ بـ الليل في مزرعة إرديس '
كانو جالسين بالدّكة البنات و مبسوطين و تضاحيكهم تملي المكان
أثير:يلا عاد وقت الشعر
ابتسمت سلطانه و التفتت لوعد اللي تأففت و نطقت:شوفو بسمع بيتين بعدها بقوم
عقدت بدريه حجاجها:انتي وعد حقتنا ؟ تسمعين بيتين ؟ ابيات شعر ترا قصدها اذا كنتي فاهمه غلط
ضحكت وعد:طيب ادري و ابي اسمع بيتين بس لاتكثرون
بدريه وسعت عيونها على وسعها و التفتت لسلطانه اللي تحك جبهتها بعدم تصديق:وعد اللي ماتطيق الشعر ولا طاريه صارت تبي تسمع بيتين الله اكبر
بلعت ريقها وعد من ادركت وضعها ، بعد ماقال لها الأبيات بدأ قلبها تدريجيا يميل للشعر ، هزت رأسها بالنفي و هي تكابر بينهم:ريحو ريحو ماتغيرت و مابي اسمع ولا حتى بيت يعني يوم قررت أعطيكم فرصة اسمع للاشياء الغريبه اللي تسمعونها خليتوني متغيره
ضحكت سلطانه:اني والله داريه مستحيل قلتيها من قلبك
بدريه:حيواانه تسلكين لنا انا طرت من الفرحة من قلتي بسمع بيتين
تنهدت وعد تسكت و تبدأ أثير تقول أبيات لقتها بأحد كتب جدتها القديمه:يقول الشاعر ياطويلين الاعمار
ضحكو البنات:اخلصي علينا
ابتسمت أثير:هذي قصيره بيتين بس
سلطانه:ايه اعجلي
أثير:
اثر الغلا يأثر على قلب راعية
وده يشوف صويحبه كل حزه
عززو لها البنات بينما وعد كانت عالم ثاني ، صح انها بكل مره يقولون أبيات ماتهتم و تكون مشغوله يا تاكل حلا يا تشرب قهوه او شاهي لكن هالمره كانت مشغوله بهواجيسها ، بعد ما دقّقت بـ بيت "أثر الغلا يأثر على قلب راعية" بدت تتذكر كيف هي تأثرت من اول كلام منه لها ، من اول ابيات منه لها ، كيف بعد ماكانت تكره الشعر و طاريه صارت و لو عالاقل تستمتع من تسمع بيتين و تفصّل الأبيات بخيالها و تدقق فيها مثل هالابيات هذي ، اللي من اول بيت حسّت إنها توصف لسان حالها حسّت أن قلبها فعلًا تأثر و بدأ يتوجه لأكثر شيء كان يكرهه و مايحب طرياه ، و ثاني بيت "وده يشوف صويحبه كل حزّه" تلقائيًا تجسد بخيالها شكله ، مبسمه ضحكه صدوده و نظراته اللي تجي بالغلط ، ردوده عليها و هو يحاول يطمّنها يحسسها بوجوده و يحسسها إنك بخير معي ولاني ضارك ، هي فجأه من سمعت ثاني بيت تذكرته و صار بداخلها شعور مُشابه لشعور الإشتياق ، الوحشه ، حسّت إنها تبيه يرجع ياخذ جريش و يقول ابيات ماتدري ليه تلهفت له فجأه و بلا سابق انذار ، بمجرد بيتين !
ماتدري وش الاسباب بالضبط لكنها ماحبّت تفشي هالميول المفاجئ قدامهم و اكتفت انها تكابر و تنفي
قاطعت سرحانها أثير اللي تتصفح الكتاب و تقول ابيات جديده:اسمعو هالمره ابيات بس بالفصحى حاولو تركزون
تنهدت وعد تسمع اثير اللي تقول:
أرنو إليكَ وروحي مَسَّها أرَقُ .. والقلبُ مِن لوعةِ الأشواقِ مُحتَرِقُ
خُذني إليكَ فإنَّ العشقَ أغرَقَني .. وأنت وَحدَكَ تُنجي مَن بهِ غَرَقُ
خُذني إليكَ دُموعي كُلَّما سُكِبَت .. علىٰ الرَّسائِلِ أنَّ الحِبرُ والوَرَقُ
بلعت ريقها وعد بتوتر و ربكه و وقفت من عندهم تبي تمشي و ناظروها و نطقت سلطانه:وش بك
بدريه:يابنت بدر وين الوجهه
وعد:طفشتوني بهالابيات الغبيه بروح
مشت من عندهم مستغربين منها من نفورها المفاجئ ، هم يعرفون انها ماتطيق الشعر لكن ماكانت تهرب منهم كذا كانت تجلس تتحلطم و تسمعهم لين يخلصون ، تجاهلوا و كملوا يقضّون وقتهم بالابيات اللي تقولها اثير
' وعد '
مشت من عندهم توجهت للمطبخ و سكرت الباب و هي تاخذ نفس ، التفتت للشباك و حسّت فعلًا بالوحشه ، هي ماتدري وينه ولا تدري ليه راح لكن كل اللي تعرفه ان له اهل له ناس له حياه ثانيه هناك ، هو هنا تعرف انه خلف راعي النياق و اللي يتسربت مع فيحان و عارف كل ليله ، و ما اكتشفت شخصيته الا بعد ما بدأت تصير بينهم أحداث و مواقف و يوم عن يوم تحسّ بالإرتياح معه ، و يوم بدأت ترتاح له قرر يغيب و يروح لحياته الثانية و ديرته الثانيه و مسكنه الحقيقي ، آسرت قلبها الضيقه من فكرّت بهالتفكير و لاحظت نفسها إنها بدأت تميل للعاطفيه و كل شخص يحنّ عليها تبدأ تهتم له و تكترث له ، سخرت من نفسها و حسّت بتناقض نفسها بضياع و تشتت و نطقت:مشاعر خوف بس و بتزول بتزول
اخذت نفس طوييل و توجهت للشباك وقفت عنده ، من لمحت العتبه و المنظر تذكرت وقفته و كيف كان يحاول يفهمها بكل الطرق لا تبكين ، و كيف كان يقولها أبيات لأشخاص يواسون اخوياهم ، ابتسمت و هي تتذكره لما يحضن الدبدوب و يقولها كل مابكيتي احضنيه ، بنفس الدقيقه تلاشت إبتسامتها بغصّه و هي تتكتف و تناظر للمكان الموّحش ، هو نفسه المكان القديم العادي لكنه تغير من شافته اول مره فيه ، حسّته مكان مُفّعم بالحيويه بعد كلامه و خفَة دمه و روحه الطيّبه و الشهمه بنفس الوقت ، هي تذكر بذيك الليله انها دخلت المطبخ تبكي من ابوها و فجأه ولا تدري كيف طلع لها خلف معه الدبدوب و يمنعها لا تبكي ، جاها زي قطرة المطر اللي مرّتها ولا ضرّتها ، مرها ولا ضرها مرها و أسعدها طلّعها بكل ارادته و بقدره المستطاع من جوها الحزين و خلّاها تضحك و راح بعدها ولا عاد ردّ للحين
تنهدت و هي تنطق:عنده اهل ؟ جده ؟ جد ؟ طيب من اهله من جده و وشلون عايشين و يحبونه ولا لا و وشهي ديرته و..
بلعت ريقها و قاطعت نفسها بالسكوت المفاجئ و هي تغمض عيونها و تنقد على نفسها و على فضولها تجاهه و على مشاعر الودّ و الإمتنان و التقدير اللي تحملها له ، هي تحسّ انه مو معبرها تحس إنه معاملته لها معاملة شخص شاف بنت تكسر الخاطر و قرر يواسيها و يوقف معها لا اكثر ولا اقل ، كان هذا مجرد تفكير سلبي منها تجاهه ، قاطعت ضجيج مخها و تشتته و ضياعها الداخلي سلطانه اللي دخلت عليها و صرخت بخفوت تبي تخوّف وعد
شهقت وعد من شافتها و قالت:وجع ! خرعتيني !
سلطانه ضحكت و صكت باب المطبخ وراها و هي تتوجه لوعد و تناظر للشباك اللي واقفه عنده وعد:تحسبيني بخليك ؟ حسيت ان بك شيء ماجيتي هنا عبث
ضحكت وعد:يمه منك
سلطانه:يلا اهرجي وش بخاطرك
بلعت ريقها وعد:ولا شيء بس ضايق خلقي
سلطانه التفتت يمين و يسار و قربت من وعد تهمس:افا بس طبعا مابسألك و مابقول وش بلاك لاني اعرف الرد و اعرف راسك اليابس هذا اللي مايعلم وش يبكيه
ضحكت وعد:اجل اسكتي ولا تزيدينها علي هالايام بليّا متحمله نفسي
تنهدت سلطانه:تمشين للنياق ؟
وعد بدون تردد:تم
ضحكت سلطانه:مالنا غير شبك النياق الوسيع يحررنا من السجن ذا
لبست كل وحده شالها وطلعو بهدوء و بدون حس وعد و سلطانه مع الباب الخلفي حق المطبخ و توجهو عند شبك النياق ، وقفو عند اسوار الشبك و هم يناظرون النياق الكثيره اللي تتوسط الشبك الكبير
اخذت نفس سلطانه:على اني ما احب النياق واجد لكن عشانك طلعت اجحديها
وعد ابتسمت بخفوت و هي تناظر للشبك ، هذا الشبك اللي طول عمره خلف ربى فيه و عاش فيه و علّف النياق فيه ، مابين علف و ناقه كانت حياة خلف محصوره ، بلعت ريقها و هي تتكتف و تتحسس معصمها و تناظر للنياق ، اخذت نفس تتأملهم و تتذكر كيف هو قدر يعيش وسط كل هذي المعمعة ، كان من الممكن انها تفكر بإصراره على مواساته و اسلوبه الليّن معها إنه ممكن يكون من راعين البنات ، ممكن يكون شخص لعّاب يبي يكسبها يتسلى فيها لكنها تبعد هالافكار عنها نهائيًا لإن هذا خلف ، خلف اللي دخلت عنده بغرفته و بمزرعه تخلو من البشر لحالها هي و هو ، رغم هذا كله ما مسّ شعره منها ، و بدل مايستغلها و يتسلى فيها بالعكس كان يطمنّها و يزرع بقلبها الطمأنينه و الامان ، يزرع الأمان بقلّب ما لقى من يتأمن بّه ، قلب مايعترف بالراحه ولا بالطمأنينه ولا بالسكينه ولا بالهدوء ، قلب من داخله ضجيج العالم بآسره ، و بخارجه تخفيه وعد اللي تظهر الهدوء و السكينه على شخصيتها اللي بداخلها ضجيج و نزاعات و حروب لا نهاية لها
و من جانب آخر اذا كان شخص حياته مابين النياق و العلف وش عرفه بالشعر ؟ وش عرفه بالمواساه و ليه يكترث لأمر بنت ماتربطه فيها اي صله ! زاد فضولها و حسّت فعلًا انها اخذت من وقتها كثير تفكر فيه بعد تصرفاته معها ، هي تحسبه جاهل تحسبه مايفهم لشيء و بينجن جنونه بمجرد يشوف بنت معه ، لكنه صدمها بذاك اليوم بردة فعله اللي تتردد بذهن وعد بكل مره تذكر خلف و تذكر هالموقف و ردة فعله اللي كانت معاكسة لكل توقعاتها من كل النواحي ، ضنّت به اسوء الظنون و طلع عكسها ، ولا ودّها تظن به ظن ثاني لإن تحس من عدّة مواقف بدت تكتشف معدنه و إنه فعلًا من ظهر رجال ولا هو ضعيف نفس
سلطانه:ماخلصتي من هواجيسك ؟
ماردّت وعد اللي كانت غااارقه بمعمعة افكارها
سلطانه هزّت كتف وعد:بنت بدر
التفت وعد بـ فهاوه:هاه ؟ وش قلتي
سلطانه ضحكت:وش بك يابنت الحلال
وعد:لا بس قاعده افكر وشلون شخص عاش وسط هذي المزرعه لمدة سنوات
أنت تقرأ
عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانه
General Fictionحسابي في الأنستقرام ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .