٢٤

68.9K 1.9K 66
                                    

كانت تجلس بالبيت لوحدها كالعادة و كلهم بصلاة التراويح ، تنهدت وهي تجلس بالصاله و فجأة طق الباب ! بلعت ريقها بخوف ، لبست طرحتها و هي توقف عند الباب:من
ابتهاج:افتحي انا
عقدت حجاجها وعد تفتح الباب:وش جايبك
ابتهاج:مالي خلق اصلي معهم الليله بقعد
استغربت وعد و تركتها و ارتاحت لإن احد بيقعد عندها ، هي طيلة الايام اللي راحت كانت تستأمن بوجود خلف لكن الحين خلف مسافر و محد عندها و فعلًا بدأ يستحل قلبها الخوف و تحس بوحشة المكان لحالها
جلست بالصاله:تعالي تقهوي توي مصلحه قهوه
ابتهاج:ما ابي مو مشتهيه
دخلت ابتهاج الملحق و صكت الباب وراها ، عقدت حجاجها وعد بأستغراب و نطقت:من الميانه صارت تدخل عند غرفة عزيزه و بنتها بدون استئذان
ضحكت بسخريه و تجاهلتها و شربت فنجال القهوه
ابتهاج دخلت الملحق تصك الباب وراها و تتقدم تدور الجوال ، ابتسمت من حصلته و فتحته شافته بدون رمز او كلمة سر ، ابتسمت و هي تروح للإتصال و تتصل عليه من جديد
كان بين أخوياه في الكوفي باحد المُدن اللي يسكنها و مسك جواله اللي يدق و تغيرت ملامحه من شاف اسمها ، تقدم يطلع من عندهم و يرد:لبيه
بلعت ريقها:هلا مساعد
مساعد استغرب من الوقت اللي تتصل فيه على غير عادتها و نطق:ابتهاج غريب وقتك
ابتهاج بتوتر:لايكون اتصلت بوقت مو مناسب ؟ ازعجتك ؟
مساعد: لالا بالعكس اهلًا و سهلًا فيك بكل وقت انا افرّغ اوقاتي كلها عشان..
سكتت تسمعه يكمل ، هو تعمد يفهمها انه يبي يقول "عشانك" و يبيها تفهم مقصده عشان يقدر يكسبها ، تنهد و نطق:عشان اللي يبي يكلمني
ابتسمت و نطقت:ليه شكل فيه غيري كثير يكلمونك
مساعد عقد حجاجه:اكيد يكلموني كثير ! انا صاحب تجاره
توترت و هي تتدارك وضعها من كلمتها اللي طلعت بعفويه و نطقت:ااها اي تمام تمام معليش
مساعد مسك الزيقاره يحطها بفمه و يرتكي على صدام السياره:انتي تتفرغين هالوقت دايم ؟
ابتهاج توترت:ايه دايم أتفرغ بهالوقت
مساعد:غريب هدوء عندك عكس اخر مكالمه كنت سامع شوية ازعاج
ابتهاج تلعثمت و تعذرت بالكذب و هي تدور اي عذر و مالقت الا انها تقول:اايه الحين البنات بالمسجد و انا اقعد هنا لحالي ما احب اروح لانه بعيد
ابتسم بـ خبث وهو يعتدل بوقوفه:لحالك ؟ بكل صلاة تراويح ؟
هزت رأسها بعفويه منها ولا هي عارفه نيته:ايه دايم
هي كانت تكذب عليه لان مالقت لها اعذار ، ولا ودها تقوله انها تكلمه بالسر و محد يدري و عندهم ممنوع هالشيء اكتفت بالكذب و مكمله
ابتسم مساعد و نطقت ابتهاج:ليه تسأل ؟
تدارك وضعه مساعد:لاني خفت عليك كيف تقعدين لحالك
ابتهاج بـ حيا:لاني احب الهدوء احب اقعد لحالي دايم
مساعد ابتسم بخبث مره ثانيه و رمى الزيقاره بالأرض و دعسها برجله و هو يطلع جواله الثاني يفتح على محادثة مشاري و يرسله ( خلك جاهز الحين بمرّك )
ابتهاج:وين رحت ؟
مساعد:معك معك ايوه حتى انا احب الهدوء ، معليش فيه زبون يتصل علي
عقدت حجاجها:تمام الله معك
هز راسه مساعد:انتبهي لنفسك
و سكر المكالمه ياخذ نفس و ابتسامته تعلو كامل وجهه بـ خبث ، ركب سيارته و حرّك لبيت مشاري
اخذت نفس ابتهاج و هي تحط الجوال على مكان قلبها و تقعد تناظر السقف بـ تأمل و تتخيل كلامه و عذوبة صوته ، ردوده الذربه و الركاده اللي فيه ، و احترامه لها بكل وقت رغم ان المكالمات بينهم قليلة ، ابتسمت بخفوت وقاطعت ابتسامتها وعد اللي دخلت عليها بلا سابق انذار ، شهقت تناظر وعد و وعد استغربت من شافتها تحتضن الجوال بصدرها ، بلعت ريقها ابتهاج ترجع الجوال مكانه و وقفت:ماتطقين الباب ؟
وعد:وش عندك ؟ جوال سارا هذا ؟
ابتهاج:يالييل وعد امشي امشي
وعد:ماني ماشيه ، وش تسوين بجوال سارا ؟ لايكون مطيحتك بمصيبه النسره ذي ؟ تدرين لو درا ابوك ان هالجوال تستعملينه نحرك تدرين ؟
تأففت ابتهاج:يع وعد يع انتي ليش تفكيرك كذا انا اتواصل مع منسقة لبس
تقدمت ابتهاج تاخذ الجوال تفتحه و تتوجه للمكالمات و تحطه بين عيون وعد:شوفي شوفي اسمها غرام من وين تجيبون هالتفكير المريض ؟
سكرت الجوال و رجعته مكانه و طلعت من المكان و هي مرتبكه و جلست بالصاله ، تنهدت وعد من حست ببشاعة موقفها و انها تملقفت و ضنّت بإبتهاج ظن سيء و تنهدت و هي تطلع تجلس عند ابتهاج اللي صاده عنها ، وعد:اسفه بس لاتفهميني غلط
ابتهاج:لاتعتذرين مسامحتك خلاص
وعد:تفكيري مب كذا بس استغربت يعني اعذريني
ابتسمت ابتهاج بخفوت تخفي توترها و هي اصلا تبي كذا تبي وعد ماتشك او تظن و تبي يجيها تأنيب ضمير ، و ماصدقت على الله بسرعه رضت عليها
-
طلع مشاري من بيته يركب بسيارة مساعد:وش فيك
مساعد:فاتتك يولد فاتتتك
مشاري:علمني طيب
مساعد:تذكر الضفعه اللي توطى ببطنك بالسوق ؟
مشاري تأفف من تذكر الموقف:ايه الله يقلعه و اذكر اننا لحقناه لبيته على اساس نعرف موقعه و طلع يعيش بمزرعه مع خواته
مساعد:ايييه تذكر يوم وقفنا و شفناهم يدخلون اسوار المزرعه ؟ وش قلت لك انا وقتها ؟
مشاري:قلت انك بتقهره في دمه و في شرفه بس ماشفت منك شيء للحين
ابتسم مساعد بـ خبث:و اذا قلت لك دبرتها ؟
وسع عيونه مشاري:اسألك بالله ؟
هز رأسه مساعد:جهز نفسك هالأسبوع انا قاعد اتسلى فيها لين اجيب راسها
ضحك مشاري:ماتوقعتهم خواريف لهالدرجه ، مايدرون انك خاطب
ضحك مساعد:مخفّااات يارجال
-
طلع خلف من المسجد معه جده متجهين لمجلس الرجال و استوقفه جده عايد:خلف ياولدي تعال للبيت ندبر موضوع عمتك
خلف:سم
توجهو يدخلون البيت و دخلو ، دخلت حسنه عليهم على حسهم و جلست تقهويهم و نطق خلف:وين منير يا عمه ؟
حسنه تنهدت:منير عند ابوه
عقد حجاجه خلف:اللي اذكره انه ياخذه يشوفه و يرده لك مايقعد ينام عنده
حسنه بـ قهر:اخذه اخخذه من بين يدي مثل ما اخذ مني كل عيالي
تنهد خلف و ناظرها:فايز ذا متى يعقل ؟
عايد:حتى بمجلس الرجال ماحضر ولا جا ، رغم انه بالديره
حسنه:جالس مع حرمته مو فاضي
خلف:منهيّ نسيتها ؟
حسنه:ماغيرها صالحه اللي تزوجها ولا جابت عيال وصارو عيالي عندها يخدمونها
تنهد عايد:مالك لوا ياحسنه ، المره حليله وماهي متعبتهم لكن البلا من رجلك ذا من الرخمه اللي ساحب عياله عنك
حسنه نزلت دموعها:يبه انا ادري انه كله من تحت راسها كله من تحت هالسوسه صالحه هي السبب هي السبب لا تدافع عنها الواطيه
خلف وقف:انا رايح له الحين
عايد:ولد عيّن خير عيّن خير ، اذكر ربك و انتبه بغفله تسوي لك مصيبه تندم عمرك كله عليها
خلف:لاتوصي حريص
وقفت حسنه:الله يعز شانك و يرفعه ايه تكفى سمعه وصخ اذانه خله يتأدب
و تقدم خلف يسألها:نادر و فيـ..
قاطعته بصراخ:يعقبون و يخسون هذول بريّه منهم ليوم الدين ! هذول لهم شهر ماجوني ولا يعرفون عن هواء داري جب لي منير بس ! منير بس بس ابيه هو بس ! البقيّه بريه منهم ليوم الدين و خله يعرف ان الله حق تكفى ورني فيه ماشفته بسببه تكفى ياخلف
بكت حسنه و هي تترجاه و مسك يدها خلف يحب راسها:اذكري ربك و لا تقولين تكفى علي الحرام انه بيتحاسب على كل دمعه نزلت منك بسبته و لاتنسين أنك بوجه خلف بن محمد نذر علي ياعمه ان اندمه عمره كله
طلع خلف من عندهم معصب و ماسك اعصابه و هو يتذكر ونينها و حرقة قلبها على عيالها ، و مشى متجاهل جده اللي يناديه ، بلعت ريقها حسنه بـ خوف و التفتت لابوها عايد:ياويلي ياويلي
عايد:هذا اللي تبينه شوشتيه طشّ راسه هذا اللي تبينه !
حسنه جلست تستغفر و تتطق:لا اله الا الله ياربي سترك و رحمتك
بينما خلف اللي طلع و ركب سيارته و حرك و هو كل مبتغاه يندّم فايز عمره ، طلع يمشي و سأل عن بيته و دخله و بعيونه نار و شرار ، لحسن حظ فايز انه ماكان موجود و دخل خلف الحوش و تقدم للباب يطقه و يتنحنح ، طلعت له صالحه اللي عقدت حجاجها:خلف ؟ يامرحبا الحمدلله على السلامه متى عودّت ؟
بلع ريقه خلف و هو صاد:اي نعم خلف وين فايز وينه ؟
تنهدت صالحه:مو هنا ليه بغيته ب شيء ياولدي ؟
تأفف خلف:وين راح وين رااح ؟
صالحه استغربت من عصبيته و خشونة صوته و عرفت إن حسنه هي لها راس بالموضوع و نطقت:استهد بالله و فوت للمجلس حياك نادر راقد لكن فيصل صاحي بالمجلس
تنهد خلف يهمس بينه و بين نفسه:صاحين ؟ و جالسين هنا ؟ ولا يعرفون امهم ولا جدهم ، الا والله من الرخامه و ضعف النفوس
صالحه:سم ياولدي ؟
خلف:سلامتك دليني درب المجلس
صالحه:انت دخلت مع بوابة الحريم رح للباب الثاني قدامك مشب الرجال
طلع خلف يدخل على المشب و يشوف فيصل جالس يلعب فيفا ، غمض عيونه ياخذ نفس و تقدم:ورع
التفت له فيصل و شهق:خلف ولد خالي محمد ؟ ااخخو العيال
نط فيصل يحضنه:ارحب ، انت تشوف ؟
ابتسم خلف ابتسامه خفيفه تخفي عصبيته و نطق:خلك مني تعال اتفاهم معك
عقد حجاجه فيصل:تتفاهم من اي ناحيه ؟ جاي تتفاهم اجلس يارجال تقهو و بصحي نادر اكيد انه متشفق لك و بينصدم من ان نظرك رد ، سمعت انا من عيال الديره لكن تثاقلت المسافه اجيك
عقد حجاجه خلف:و بلعنه ، لا تجيني ولا تشوفني و استثقل كل الدروب اللي تودي لي لكن امك ! جدك ! نذر علي لو مالرفاقه اللي بيننا و السنين و العلوم اللي انت خابرها من صغرنا كان خليتهم يحفرون قبرك انت وياه
فيصل:استهد بالله وراك طاش راسك
خلف بـ عصبيه: اذا تعلق الموضوع بعمتي و دموعها لا هنا العن شكلك انت و اخوانك
بلع ريقه فيصل يصد يناظر الارض:شكلك مانت فاهم الموضوع ياخلف جاي مطفي النور
خلف ناظره بحدّه:وش موضوعه ؟ بقيتو فيها مواضيع ؟ جالس هنا متكي تتقهوى و امك تبكي حسره عليك انت و اخوانك و اختك ،حتى منير الصغير الورع اخذه يربيه معكم و يبعده عنها
فيصل تنهد:انت من متى تستفزع بك امي ؟ طول عمرها تتشكى لجدي
خلف:وهذي اول مره بعد مارد لي البصر تجي تطلبني قالت لي تكفى ! طلبتني و دموعها اربع يا قليل الرابعه ما تحركت بك ذرة مشاعر ! ابك اامك امممك
دخل نادر و شاف النقاش الحار بينهم و وسع عيونه:ااخخو العيال خلف ؟
خلف التفت له و تأفف يغمض عيونه و ياخذ نفس يسكت و يسند ظهره على المسنده ، تقدم نادر:قم وراك جالس
وقف خلف يسلم عليه ببرود و جلس خلف ، عقد حجاجه نادر:وش علمك ؟ تراني سمعت بخبر رجوع نظرك لك الحمدلله على السلامه
ابتسم خلف بسخريه:كلكم عارفين ماشاءالله و محد منكم تصدّق و جا والله اللي اخبره اني من ادخل الديره اول ماينطحني اصواتكم و هالحين لا حس ولا خبر لين جيتكم برجليني ادوركم
تنهد نادر و صد بإنظاره للإرض ، فيصل التفت لنادر:انا عجزت انت تكلم معه معبيه راسه امي و جا بدون عقل قتّال
نادر اخذ نفس يناظر لخلف ، خلف بـ عصبيه: انطق !
نادر: محرّم علينا دخول بيت جدي
عقد حجاجه خلف:من ؟
نادر: انا و فيصل
خلف:منهو اللي محرم ؟
نادر:ابوي
ضحك خلف بسخريه ، نادر:لاتضحك ما الومه
خلف:وش به ماتلومه؟ وش به ؟ ماتلومه لإنه يحرم ام من ظناها ؟ يحرم عليكم جيّة امكم !
نادر:قبل شهر جيناها و كل شهر نجيها و ننطرد
عقد حجاجه خلف و كمل نادر:كل مادخلنا طردتنا روحو للساحره روحو لصالحه هذي امكم انا بريّه منكم و كل ماجينا نبي نمسك منير تسحبه و تقول لاتمسونه هذا ولدي
خلف تعجب من الكلام و كمل نادر:قبل شهر جيت لها انا و فيصل مع ابوي اللي واقف برا يحترينا ، من دخلنا عليها كانت بالمطبخ تطبخ و من شافتنا كل قدر بالمطبخ انطش علينا شف حاجبي شوفه
ناظر خلف لحاجب نادر اللي بإخره كان منتوف مافيه شعر بالحاجب بالمنتصف ، و كمل نادر:جيت امسكها اهديها و اقولها حنا عيالك و كل ماطردتينا جايينك و بنبّر بك ، ردت علي قالت روحو للساحره انتم من تربيتو عندها و انا ماني امكم ولا اعرفكم رح عني جعلك ، و قامت تدعي علي بكل الدعوات و انا احاول احب راسها رمت الكاسه على وجهي ، طلع دمي و دخل ابوي على الصوت وهو صاد عنها و سحبني شاف حالتي و رعب فيصل و حرّم علينا دخول بيتها ، طلعنا و مالنا حيله مالنا حيله ياخلف مالنا
تنهد خلف يستغفر و يحك جبينه بعدم فهم و ضياع ، رفع راسه لنادر اللي كمل:ومدري وش مكرهها بخالتي صالحه علي الحرام ياخلف ماودي اعق امي بهالكلام لكنها عوضتنا كلنا عنها ، كانت لنا عون و سند و وقفت معنا ، صح اني ماعرفتها الا ب اول ثانوي و من هنا بدت حياتي معها لكن ماعمرها كرهتني بها و جابت لي مضره ، عشت معها سنين عمري و شفت الفرق حتى يوم نجيب طاري امي تقول الله يهديها و ما تفور و ماتسوي اللي تسويه امي ، لا تسألني عن خالتي صالحه و تعلمني بها انا اعرفها انا ربيت نص عمري معها و مستحيل اظن بها سوء ، لكن امي الله يهديها
خلف بلع ريقه من صدمته و عدم أستيعابه و نطق:الهرج ذا صدق ؟
فيصل:جعلها ب حياتي و عيشتي ان قلنا لك كلمة كذب
تنهد خلف:واختك ؟
نادر:اللي مستغرب منه انا انها تخلي شوق تجيها وعادي لكن حنا لا
خلف:مخيبين ظنها
نادر:ب وش نخيب ظنها ب وييش فهّمني ؟
تنهد خلف:طيب الحين ليه ياخذ منير لايكون يبي يتربى هنا ؟
نادر:يارجال ابوي تزوج على امي متى ؟ يوم انا ورع بثالث متوسط و كنت عند امي عايش لين اخذني عنده اسبوع انام عند خالتي صالحه هو اخذني عشان اعيش عنده اسبوع بس وده يحس ان عنده ولد ويوم رجعني لامي طشّ راسها و رمتني عليه و كل ماجيتها انطردت متخيل ياخلف مر على هالكلام فوق ال١٠ سنين ! و للحين اجيها لين اخر مره قبل شهر جيتها و حرّم ابوي علي جيتها كل هالسنين نجي و ننطرد و ندعس على الكرامه لاجلها لجل امي و بالاخير مافيه اي تغير وفيصل نفس الحكايه من تخرج من الثانويه ابوي اخذه يجلس عنده يومين ينام عنده ومن بعدها رمته عليه و تبرت مننا كلنا
خلف:و شوق ؟ و منير ؟
فيصل:شوق يوم عند امي وعشره عند خالتي صالحه
خلف:يعني راضيه عليها ؟
فيصل هز راسه:اقولك مستغرب انها تعيش عند الثنتين وعادي امي ماتقولها شيء يمكن عشانها بنتها الوحيده
خلف:طيب منير ؟
فيصل:انا خايف على منير ، منير ابوي قالها بياخذه يومين يمشيه و يخليه عنده مع اختي شوق و بعدها يردّه لها ، هي قالت له لاتوديه مكان خذه بس ساعات و رده ينام عندي لكن ابوي مارد عليها و اخذه و هذا ثاني يوم منير عندنا
خلف:وينه ؟
فيصل:اخذه ابوي مع شوق يمشيهم بالديره
خلف: و مجلس الرجال ليش ماتجونه ؟ مجلس جدكم
فيصل:ابوي حلف علينا مانطبّه لان جدي الله يسامحه يدري لكل السوالف لكنه يسكت و ماله بالمشاكل و يمشّي و هذا اللي غاث كبد ابوي لان خالتي صالحه تتضرر من الحريم و سوالفهم بها و السبه امي اللي كل كلمه قالتها عنها عند الحريم و حطت بها الفين عذروب و مالقت احد يمسكها و يخليها تمسك لسانها الله يهديها بس
خلف:ياساااتر طيب و المسجد ليه ما اشوفكم به ؟
نادر:يارجال حتى مسجدنا ذا هجرناه ابوي حلف مانطب اي شيء قريب عندها و صرنا نروح للمسجد اللي باخر الديره
تنهد خلف:اقسم بالله حووسه يارجال راسي صدّع
وقف فيصل يصب قهوه:الكلام ماوراه فايده و امي ماهي متغيره
خلف مسك الفنجال و نزله: بشربه اذا تقوم انت وياه الحين و لحقتوني
وقف خلف يتوجه للباب و نطق نادر:عين خير و اشرب فنجالك و اذا بتودينا لامي ابقولك الاجابه من هالحين ماهي براضيه
خلف:ان كان تبون الوصل بيني و بينكم يبقى حيّ و اشرب فنجالكم تعالو معي
طلع خلف و تنهد فيصل يلتفت لنادر اللي نطق:عنيد مايتغير طبعه امش امش الحقه و انا بلبس شماغي و اجيكم
طلع فيصل ورا خلف وركب معه و توجه نادر يلحقهم بعد مالبس و ركب معه
نادر:اسمعني ياخلف دخله للبيت ماني بداخل ابوي محرّم ياخلف
خلف:داري
مشى خلف و وصل لبيت جده و وقف عند الباب ، عقد حجاجه نادر
جنب :ورع ! اقولك ابوي محرّم والله ما ادخله والله
خلف نزل: ومن قالك بتدخل
تنهد نادر يلتفت لفيصل اللي يناظر بصمت ، دخل خلف لعمته:عمه
طلعت حسنه:منير ؟ جبت منير ؟
تنهد خلف:البسي عبايتك و الحقيني
حسنه عقدت حجاجها:خلف ؟ وش اللي تقوله وين ولدي ؟
خلف:الحقيني
طلع خلف و تنهدت حسنه تلتفت لابوها اللي جالس بالمجلس ويهز رأسه لها بمعنى روحي معه ، لبست عباتها و طلعت برا و وسعت عيونها من شافتهم بسيارته و هو واقف عندهم ، شدّت على قبضة يدها و دخلت جوا تسكر الباب وراها بقوه ، خلف ناداها:عمه عمه
نادر:قلت لك مايفيد والله ماينفع
تنهد خلف و رفع ثوبه من تحت و هو يمشي يدخل البيت باستعجال و يتوجه للمجلس اللي دخلت عمته و جلست فيه و هي معصبه ، خلف:عمه
ناظرته بحدّه:قلت لك ابي ولدي ! منير
خلف:برقبتك ثلاث عيال ياعمه ماعندك منير بس
حسنه:وبقلعتهم انا متبريه منهم ليوم الدين
التفت خلف لجده:عاجبك هالكلام ياجدي ؟
تنهد عايد ينزل أنظاره للارض:لاحول ولا قوة إلا بالله ، انا ياولدي ضعف حيلي ولاني قادر
اخذ نفس خلف يمشي يجلس على ركبتيه قدام عمته:عمه
حسنه صاده عنه و هي حاطه يدها على خدها و تهز رجلها بـ غضب ، تنهد خلف:عمه اكسري الشر ، هذول عيالك و انا عطيتهم كلمه هم يبغونك ماشفتي وشلون يترجوني يبغون يشوفونك
بلعت ريقها:بريه منهم ليوم الدين ماهم عيال اللي يتركون امهم و يطلعون ماهم عيال ولا ينرفع بهم الراس
خلف:والله الندم ماكلهم اكل لكن يقولون مابيدهم حيله على ابوهم
خلف كان يكذب يبي يليّن قلبها على عيالها و رصّ على اسنانه و تقدم عندها:عمه اسمعي عيالك متلهفين لشوفتك متلهفين يسمعون صوتك انتي ماتدرين وشلون عيونهم تعبانه و اشكالهم مندمره والسبب بعدهم عنك كل هالسنين ليّني قلبك و اكسري الشر و لك مني وعد ان يقعدون هنا طول ماراسهم يشم الهواء
حسنه ماترد عليه و كمّل خلف:والله والله و بيتٍ بناه الله أن امسك كل واحد مع اذنه و اقعده هنا و من اليوم و رايح عيالك عندك ولا احد يكسر كلمتك عليهم لا فايز ولا غيره
نزلت دموعها:حرّم عليهم يدخلون بيتي حرّم عليهم
خلف:يكفر بيمينه عن حلفه
هزت رأسها بالنفي و هي تمسح دموعها:ماابيهم ماابيهم نفسي طابت منهم
التفت خلف لجده:قل شيء يبه قل شيء حاول بها تكفى انا ارجيك العيال برا متلهفين لامهم
تنهد عايد:ياحسنه فيه احد تطيب نفسه من عياله ؟ اكسري الشر و دخليهم لاقدر الله لو صار لأحدهم شيء بتندمين عمرك كله
بكت حسنه:قلبي مايطاوعني كنت اطردهم وانا ودي اياهم ابيهم لكن فعلتهم ماهي قليله فعلتهم مثل الجمره على قلببي
حبّ راسها خلف:يوم يجونك و يلتمون حواليك تنسين كل هالفعايل انتي بس اطلعي خليهم يعرفون برضاك عنهم و خليهم يجونك إكسري الشر
حسنه:بشرط واحد ياخلف
خلف:سمي
حسنه:يعيشون بقية عمرهم هنا عندي و حواليني
خلف حط اصبعه على خشمه:على خشمي و تم وش تبين اكثر ؟
حسنه:و منير يجيبه عندي ولا عاد ياخذه
تنهد خلف:على خشمي وش باقي بعد ؟
حسنه:بس خلهم يدخلون ولا عاد يطلعون
خلف:انتي ناديهم بنفسك صدقيني لو عرفوا انك تبين جيتهم يفزّون لك و يجونك
حسنه وقفت و بقلبها لهفه لعيالها اللي ظلمتهم و تعبتهم و هم يبغون وصلها و رضاها لكن قهرها و حرقة قلبها تخليها تقسي عليهم و تضرهم بدون وعي و ادراك منها ، تنهدت و هي تلبس عبايتها و تحط طرحتها على راسها و تتقدم للباب تشوفهم بالسياره ، نزلت دموعها على كبرهم و من نزلوا من السياره واقفين يناظرون لإمهم اللي لطالما كانت تطردهم كل ماجوّ يطلبون رضاها و برّها ، رفعت يدها تمسح دمعتها و هي تناظر لولدها نادر اللي من رمت عليه الكاسه و هي تحسّ بالتأنيب و تحس إنه فعلًا تضرر و آذته بدون وعي منها
' خلف '
ابتسم من شافها تطلع و التفت لجده و الابتسامه شاقه وجهه:ابشرك الصلح الصلح ياجدي
هز رأسه الجد بإبتسامه:جعل اللي مثلك يكثرون ياخلف وشلون خليتها ترضى
خلف:كانت تبي بس كلمتين و انت ماقدرت عليها يايبه عمتي حسنه بالكلام الليّن تمشي
هز رأسه الجد بـ هدوء و نطق:الحمدلله الحمدلله بس ياولدي ابوهم ، ابوهم مانضمنه هو محرّم دخولهم و عياله لو دخلو يعصونه
تنهد خلف:بسيطه ادبرها ازهلها يابوي
ابتسم الجد يهز رأسه بهدوء
' فيصل '
اللي واقف ولا هو مستوعب امه واقفه تناظره بأضعف حالاتها ، بلع ريقه ينتظر منها اي اشاره اي ردّة فعل ، هو على كثر ماجته مضرّه منها إلى إنه لازال يحنّ لها و من يشوف عينها يضعف و يبي بس يرجع لحضنها نفس ماكان متعوّد عليه و هو صغير لكنه ماشاف منها الا القسى من راح مع ابوه ، ناظر لعينها و قلبه يرجف و يده ترجف وده يخطي اي خطوه مستعد يخاطر بحلف ابوه اللي حرّم عليهم ، مستعد يسوي اي شيء لإن كانت امنية حياته امه يلين قلبها عليهم ولا هو عارف وشلون بدّل الله حالها بيوم و ليله بعد ماكان يدعي بكل صلاه و بكل سجده أن ربي يلين قلبها و ترأف بهم
رفعت يديها تأشر لهم بمعنى احضنوني تعالو
وسّع عيونه نادر و التفت لفيصل اللي كانت علامات الصدمه تعلّو كامل وجهه و بدون أي تردد ركض فيصل عند الباب و دخل رجل بالحوش و رجل لازالت برا و حضن امه يحب كتفها و يحب راسها و كانت تبكي و تمسح على رأسه:يايمه ياحبيبي
بلع ريقه نادر يرفع يده يحك رأسه من الخلف بعدم تصديق لاي شيء يصير حوله ، مو مستوعب هذي امه مو مستوعب هذي اللي ماكانت حنونه معه الا قبل سنين يوم كان صغير يوم كان طفل ! تقدم يسحب فيصل يرجعه و يتقدم لامه و يناظر بعينها و لدموعها و هي تقول:تعال يانادر تعال يايمه تعال اشبع منك قبل ينتهي عمري
ابتسم بـ ضيقه تأسر قلبه و مسك دموعه و هو يرجع لإحضانها مثل ماتعوّد و هو صغير و لازال صغير عند امه ، بكت و هي تحضنه:كبرت يانادر كببرت
تنهد نادر يحب كتفها و يحب راسها:الله يسامحك يايمه
بكت تمسح دموعها و تبتعد عنه:ادخلوا ادخلوا
دخل فيصل و لحقه نادر اللي غمّض عيونه من دخل الحوش و تذكر حلف ابوه ، التفت لصوت السيارة اللي وقفت عند الباب و التفت شافه ابوه ، بلع ريقه بصدمه لما فتح ابوه شباك السياره و ناظره ، هز راسه نادر بالنفي يحاول يفهم ابوه ، تنهد فايز و التفت لشوق اللي جالسه بالمرتبه اللي جمبه و بحضنها منير ، نطق فايز:انزلي لاخوانك و امك
عقدت حجاجها شوق:اخواني ؟
فايز هز راسه:ايه الواضح طاح اللي براس امك
شهقت شوق: انت صادق يبه ؟
فايز:انزلي انزلي يعني يوم حرّمت عليهم دخلتهم لهالبيت رضت ، لو دريت حرمت من زمان ، المهم قولي لهم عادي لو مايرجعون خلكم عندها هاليومين ماصدقنا ترضى و انا بروح اكفرعن يميني
تنهدت تنزل شوق و تمسك منير بيدها و يمشي معها لين دخلوا البيت ، دخلت تنزل طرحتها و نادر نطق:تغطي خلف داخل
عقدت حجاجها شوق:خلف ؟ متى رجع و انا اللي اذكره خلف اعمى
هز راسه نادر بالنفي:رجع له نظره
شوق بصدمه:احلف ؟ ابلش
نادر:تغطي بس
تنهدت تغطي شعرها بطرحتها و تغطي نص وجهها بالطرحه و تدخل البيت و تشوف فيصل اللي جالس قدام امها و ماسك يديها و تبكي و تحضنه ، و نادر اللي دخل يحب راس جده و يبتسم نص ابتسامه لخلف و جلس جمب جده ، و هي وقفت وراه و التفتت تناظر خلف اللي صاد عنها و التفتت لجدها و تقدمت تحب راسه و ترجع تجلس عند امها:يمه وش العلم
حسنه مسحت دموعها:مافيه شيء وين منير ؟
التفتت شوق لمنير اللي واقف بالحوش:منير تعال
دخل منير و هو يركض لامه و تحضنه:يامرحبا ياحبيبي اخر مره ياخذك مني
شوق تنهدت:يمه وشفيك ترا قالك ابوي انه بياخذه يومين و يرده لك
حسنه:اسكتي انتي
بلعت ريقها و تاففت شوق و قامت تدخل جوا تشرب مويه و رجعت تجلس جمب امها ، التفتت تناظر خلف و نطقت:شحالك ياخلف عساك بخير
خلف:بخير بخير الحمدلله
شوق:الحمدلله على سلامتك و مبروك ردّة نظرك لك
هز راسه خلف و هو صاد:الله يسلمك و يعز شانك
شوق:متى ردّ نظرك ؟
بلع ريقه نادر من طفاقتها و ما احترمت وجود اخوانها و غيرتهم عليها و شد على عيونه وهو يناظرها بمعنى امسكي لسانك ، بلعت ريقها و هي تهز رأسها له و تأشر له بـ أيش ؟
خلف رد عليها:والله قبل كم يوم توّه
شوق هزت رأسها بتفهم:زين الحمدلله
طلعت شوق و لحقها نادر:انتي ماتستحين ؟ ماتستحين ؟
شوق:وش انا قايله ؟ بعدين وطّ صوتك تراهم يسمعون
دخل نادر للغرفه يسحبها معه جوا و يسكر الباب:حشمي عمرك و امسكي لسانك استحي تهرجين الرجال و كأنه اعز الاخويا معك
شوق:وعسى خير ؟ تراه خلف اللي قبل يجي و هو اعمى و نسولف عنده
نادر:تخسين كنتي تسولفين بالاشاره و طول وقتك تطقطقين عليه و هو مايشوف و كان يسمع صوت تضاحيكك و طقطقتك عليه و يسكت و يدحم الزله رغم انك كنتي دفشه و قليلة ادب معه
تاففت شوق:وبعدين يعني وش غير هالكلام ؟
نادر:اللي ابيك تعرفينه ان ذا مو خلف اللي قبل سنه تعتبرينه شخص عادي و ماسكته طقطقه و استهبال ، هذا رجال و له كلمته و عاده يعرف عمره و تغير تغيير جذري ، إياني أشوفك جالسه تهرجين كذا ولا كنك طالعه من ظهر رجال
تكتفت شوق:اي انا ادري انه تغير و صاير ماشاءالله عليه يعني
نادر:عضي شحمه و اجلسي عند امي
شوق:بعض لحمه
نادر:تنكتين ؟
شوق:لايكثر
نادر:ماتحشمين لاكبير ولا صغير انتي ؟
شوق:وبعدين معك يعني حتى و انا هنا ناشب لي فكني يامسلم
نادر:الحمدلله والشكر يارب صبرك
طلع و هو ياخذ نفس يهدّي عصبيته اللي ثارت على اخته و طلع يجلس بينهم و تتبعه شوق اللي ما اهتمت لكلامه و جلست جمب امها
نطق عايد:الحمدلله يارب رجع لمّ الأسره و العايله ياعساها دايمه هاللّمه
ابتسم خلف:اللهم امين اتوقع شغلي انتهى ولا
نادر:وين ودك يارجال علي الطلاق ان تقعد ثلاث ايام !
خلف تنهد:تطلق من يارجال اهجد
نادر:طلاق و حرام ياخلف
خلف:ها خذلك اخذ طبايع ابوه
ضحك نادر و التفت لامه:الاهم رضى الغاليه
حسنه كانت تمسح على راس فيصل اللي جالس جمبها و راسه على كتفها و بحضنها منير و جمبها باليسار شوق ، و ابتسمت بخفوت و هي تبكي من جديد:كان هاليوم حلم من احلامي مدري وشلون تحقق ياربي لك الحمد
تنهد خلف:الشيطان ياعمه
تنهدت حسنه:اعوذبالله منه ، الله يسعدك ياخلف
عايد:الحمدلله يارب الله يديم هاللّمه و هالشمل و يالله تجهزو باتسر تجيبون اغراضكم تستقرون هنا هالحين انتم رجال و مانتم ورعان نفس قبل
تنهد نادر:ييجيب الله الخير ان شاء الله
فيصل عدّل جلسته بعد صمته اللي طال و نطق:انا رايح اجيب اغراضي الحين
ضحكت حسنه بـ هدوء وسط دموعها و هي تمسك يده:الله لايحرمني منكم يارب
شوق عقدت حجاجها و همزت كتف امها و التفتت حسنه لها ، نطقت شوق:اخليها ؟
هزت رأسها حسنه بالنفي:لا انتي كملي شغلك بس بعدين اقعدي هاليومين ارقدي عندي
تنهدت شوق:طيب
،
' الساعه ١٠ بـ الليل في مزرعة إرديس '
كانو جالسين بالدّكة البنات و مبسوطين و تضاحيكهم تملي المكان
أثير:يلا عاد وقت الشعر
ابتسمت سلطانه و التفتت لوعد اللي تأففت و نطقت:شوفو بسمع بيتين بعدها بقوم
عقدت بدريه حجاجها:انتي وعد حقتنا ؟ تسمعين بيتين ؟ ابيات شعر ترا قصدها اذا كنتي فاهمه غلط
ضحكت وعد:طيب ادري و ابي اسمع بيتين بس لاتكثرون
بدريه وسعت عيونها على وسعها و التفتت لسلطانه اللي تحك جبهتها بعدم تصديق:وعد اللي ماتطيق الشعر ولا طاريه صارت تبي تسمع بيتين الله اكبر
بلعت ريقها وعد من ادركت وضعها ، بعد ماقال لها الأبيات بدأ قلبها تدريجيا يميل للشعر ، هزت رأسها بالنفي و هي تكابر بينهم:ريحو ريحو ماتغيرت و مابي اسمع ولا حتى بيت يعني يوم قررت أعطيكم فرصة اسمع للاشياء الغريبه اللي تسمعونها خليتوني متغيره
ضحكت سلطانه:اني والله داريه مستحيل قلتيها من قلبك
بدريه:حيواانه تسلكين لنا انا طرت من الفرحة من قلتي بسمع بيتين
تنهدت وعد تسكت و تبدأ أثير تقول أبيات لقتها بأحد كتب جدتها القديمه:يقول الشاعر ياطويلين الاعمار
ضحكو البنات:اخلصي علينا
ابتسمت أثير:هذي قصيره بيتين بس
سلطانه:ايه اعجلي
أثير:
اثر الغلا يأثر على قلب راعية
‏وده يشوف صويحبه كل حزه
عززو لها البنات بينما وعد كانت عالم ثاني ، صح انها بكل مره يقولون أبيات ماتهتم و تكون مشغوله يا تاكل حلا يا تشرب قهوه او شاهي لكن هالمره كانت مشغوله بهواجيسها ، بعد ما دقّقت بـ بيت "أثر الغلا يأثر على قلب راعية" بدت تتذكر كيف هي تأثرت من اول كلام منه لها ، من اول ابيات منه لها ، كيف بعد ماكانت تكره الشعر و طاريه صارت و لو عالاقل تستمتع من تسمع بيتين و تفصّل الأبيات بخيالها و تدقق فيها مثل هالابيات هذي ، اللي من اول بيت حسّت إنها توصف لسان حالها حسّت أن قلبها فعلًا تأثر و بدأ يتوجه لأكثر شيء كان يكرهه و مايحب طرياه ، و ثاني بيت "وده يشوف صويحبه كل حزّه" تلقائيًا تجسد بخيالها شكله ، مبسمه ضحكه صدوده و نظراته اللي تجي بالغلط ، ردوده عليها و هو يحاول يطمّنها يحسسها بوجوده و يحسسها إنك بخير معي ولاني ضارك ، هي فجأه من سمعت ثاني بيت تذكرته و صار بداخلها شعور مُشابه لشعور الإشتياق ، الوحشه ، حسّت إنها تبيه يرجع ياخذ جريش و يقول ابيات ماتدري ليه تلهفت له فجأه و بلا سابق انذار ، بمجرد بيتين !
ماتدري وش الاسباب بالضبط لكنها ماحبّت تفشي هالميول المفاجئ قدامهم و اكتفت انها تكابر و تنفي
قاطعت سرحانها أثير اللي تتصفح الكتاب و تقول ابيات جديده:اسمعو هالمره ابيات بس بالفصحى حاولو تركزون
تنهدت وعد تسمع اثير اللي تقول:
أرنو إليكَ وروحي مَسَّها أرَقُ .. ‏والقلبُ مِن لوعةِ الأشواقِ مُحتَرِقُ
‏خُذني إليكَ فإنَّ العشقَ أغرَقَني .. ‏وأنت وَحدَكَ تُنجي مَن بهِ غَرَقُ
‏خُذني إليكَ دُموعي كُلَّما سُكِبَت .. ‏علىٰ الرَّسائِلِ أنَّ الحِبرُ والوَرَقُ
بلعت ريقها وعد بتوتر و ربكه و وقفت من عندهم تبي تمشي و ناظروها و نطقت سلطانه:وش بك
بدريه:يابنت بدر وين الوجهه
وعد:طفشتوني بهالابيات الغبيه بروح
مشت من عندهم مستغربين منها من نفورها المفاجئ ، هم يعرفون انها ماتطيق الشعر لكن ماكانت تهرب منهم كذا كانت تجلس تتحلطم و تسمعهم لين يخلصون ، تجاهلوا و كملوا يقضّون وقتهم بالابيات اللي تقولها اثير
' وعد '
مشت من عندهم توجهت للمطبخ و سكرت الباب و هي تاخذ نفس ، التفتت للشباك و حسّت فعلًا بالوحشه ، هي ماتدري وينه ولا تدري ليه راح لكن كل اللي تعرفه ان له اهل له ناس له حياه ثانيه هناك ، هو هنا تعرف انه خلف راعي النياق و اللي يتسربت مع فيحان و عارف كل ليله ، و ما اكتشفت شخصيته الا بعد ما بدأت تصير بينهم أحداث و مواقف و يوم عن يوم تحسّ بالإرتياح معه ، و يوم بدأت ترتاح له قرر يغيب و يروح لحياته الثانية و ديرته الثانيه و مسكنه الحقيقي ، آسرت قلبها الضيقه من فكرّت بهالتفكير و لاحظت نفسها إنها بدأت تميل للعاطفيه و كل شخص يحنّ عليها تبدأ تهتم له و تكترث له ، سخرت من نفسها و حسّت بتناقض نفسها بضياع و تشتت و نطقت:مشاعر خوف بس و بتزول بتزول
اخذت نفس طوييل و توجهت للشباك وقفت عنده ، من لمحت العتبه و المنظر تذكرت وقفته و كيف كان يحاول يفهمها بكل الطرق لا تبكين ، و كيف كان يقولها أبيات لأشخاص يواسون اخوياهم ، ابتسمت و هي تتذكره لما يحضن الدبدوب و يقولها كل مابكيتي احضنيه ، بنفس الدقيقه تلاشت إبتسامتها بغصّه و هي تتكتف و تناظر للمكان الموّحش ، هو نفسه المكان القديم العادي لكنه تغير من شافته اول مره فيه ، حسّته مكان مُفّعم بالحيويه بعد كلامه و خفَة دمه و روحه الطيّبه و الشهمه بنفس الوقت ، هي تذكر بذيك الليله انها دخلت المطبخ تبكي من ابوها و فجأه ولا تدري كيف طلع لها خلف معه الدبدوب و يمنعها لا تبكي ، جاها زي قطرة المطر اللي مرّتها ولا ضرّتها ، مرها ولا ضرها مرها و أسعدها طلّعها بكل ارادته و بقدره المستطاع من جوها الحزين و خلّاها تضحك و راح بعدها ولا عاد ردّ للحين
تنهدت و هي تنطق:عنده اهل ؟ جده ؟ جد ؟ طيب من اهله من جده و وشلون عايشين و يحبونه ولا لا و وشهي ديرته و..
بلعت ريقها و قاطعت نفسها بالسكوت المفاجئ و هي تغمض عيونها و تنقد على نفسها و على فضولها تجاهه و على مشاعر الودّ و الإمتنان و التقدير اللي تحملها له ، هي تحسّ انه مو معبرها تحس إنه معاملته لها معاملة شخص شاف بنت تكسر الخاطر و قرر يواسيها و يوقف معها لا اكثر ولا اقل ، كان هذا مجرد تفكير سلبي منها تجاهه ، قاطعت ضجيج مخها و تشتته و ضياعها الداخلي سلطانه اللي دخلت عليها و صرخت بخفوت تبي تخوّف وعد
شهقت وعد من شافتها و قالت:وجع ! خرعتيني !
سلطانه ضحكت و صكت باب المطبخ وراها و هي تتوجه لوعد و تناظر للشباك اللي واقفه عنده وعد:تحسبيني بخليك ؟ حسيت ان بك شيء ماجيتي هنا عبث
ضحكت وعد:يمه منك
سلطانه:يلا اهرجي وش بخاطرك
بلعت ريقها وعد:ولا شيء بس ضايق خلقي
سلطانه التفتت يمين و يسار و قربت من وعد تهمس:افا بس طبعا مابسألك و مابقول وش بلاك لاني اعرف الرد و اعرف راسك اليابس هذا اللي مايعلم وش يبكيه
ضحكت وعد:اجل اسكتي ولا تزيدينها علي هالايام بليّا متحمله نفسي
تنهدت سلطانه:تمشين للنياق ؟
وعد بدون تردد:تم
ضحكت سلطانه:مالنا غير شبك النياق الوسيع يحررنا من السجن ذا
لبست كل وحده شالها وطلعو بهدوء و بدون حس وعد و سلطانه مع الباب الخلفي حق المطبخ و توجهو عند شبك النياق ، وقفو عند اسوار الشبك و هم يناظرون النياق الكثيره اللي تتوسط الشبك الكبير
اخذت نفس سلطانه:على اني ما احب النياق واجد لكن عشانك طلعت اجحديها
وعد ابتسمت بخفوت و هي تناظر للشبك ، هذا الشبك اللي طول عمره خلف ربى فيه و عاش فيه و علّف النياق فيه ، مابين علف و ناقه كانت حياة خلف محصوره ، بلعت ريقها و هي تتكتف و تتحسس معصمها و تناظر للنياق ، اخذت نفس تتأملهم و تتذكر كيف هو قدر يعيش وسط كل هذي المعمعة ، كان من الممكن انها تفكر بإصراره على مواساته و اسلوبه الليّن معها إنه ممكن يكون من راعين البنات ، ممكن يكون شخص لعّاب يبي يكسبها يتسلى فيها لكنها تبعد هالافكار عنها نهائيًا لإن هذا خلف ، خلف اللي دخلت عنده بغرفته و بمزرعه تخلو من البشر لحالها هي و هو ، رغم هذا كله ما مسّ شعره منها ، و بدل مايستغلها و يتسلى فيها بالعكس كان يطمنّها و يزرع بقلبها الطمأنينه و الامان ، يزرع الأمان بقلّب ما لقى من يتأمن بّه ، قلب مايعترف بالراحه ولا بالطمأنينه ولا بالسكينه ولا بالهدوء ، قلب من داخله ضجيج العالم بآسره ، و بخارجه تخفيه وعد اللي تظهر الهدوء و السكينه على شخصيتها اللي بداخلها ضجيج و نزاعات و حروب لا نهاية لها
و من جانب آخر اذا كان شخص حياته مابين النياق و العلف وش عرفه بالشعر ؟ وش عرفه بالمواساه و ليه يكترث لأمر بنت ماتربطه فيها اي صله ! زاد فضولها و حسّت فعلًا انها اخذت من وقتها كثير تفكر فيه بعد تصرفاته معها ، هي تحسبه جاهل تحسبه مايفهم لشيء و بينجن جنونه بمجرد يشوف بنت معه ، لكنه صدمها بذاك اليوم بردة فعله اللي تتردد بذهن وعد بكل مره تذكر خلف و تذكر هالموقف و ردة فعله اللي كانت معاكسة لكل توقعاتها من كل النواحي ، ضنّت به اسوء الظنون و طلع عكسها ، ولا ودّها تظن به ظن ثاني لإن تحس من عدّة مواقف بدت تكتشف معدنه و إنه فعلًا من ظهر رجال ولا هو ضعيف نفس
سلطانه:ماخلصتي من هواجيسك ؟
ماردّت وعد اللي كانت غااارقه بمعمعة افكارها
سلطانه هزّت كتف وعد:بنت بدر
التفت وعد بـ فهاوه:هاه ؟ وش قلتي
سلطانه ضحكت:وش بك يابنت الحلال
وعد:لا بس قاعده افكر وشلون شخص عاش وسط هذي المزرعه لمدة سنوات

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن