٤٣

58.8K 1.9K 828
                                    

تتمنى من كل قلبها ترجع وقلبها مسرور و لو مرّه ، هيَ لو تحلف يمين إنها حتى الإبتسامه نست كيف تبتسمها بعد الكارثه اللي صارت
ولا زال قلبها يرجف يوميًا لما تتذكر أبياته ، تتذكر اللحظة اللي اعترف لها فيها بإنه يبيها ، تتذكر اللحظه اللي مانستها و كلمته اللي انحفرت داخل اعماق قلبها ' عسى يفتديك لسان شاعرك وحصانه '
الكلمه بـ مهابة الموقف تحسّها ثبتت بقلبها و لو تفقد ذاكرتها سنين هالموقف و الكلمه ما ينتزعون من ذاكرتها ولا من قلبها و مستحيل أحد ينسّيها إياه
لازالت تنتظر مجيّه و تنتظره يقولها بالحرف الواحد انا الشاعر و هذا كله قصيدي تبي تسمعها منه تبي ترتاح ، تبي تروح و تشوفه تلقاه تسمع عذب حكيه
كان وافيّ بسيارته و عارف جمبه يسوق فيهم ، و كوثر و سلطانه و وعد راكبين ورا
حرّكو يمشون بخط الديره و التفت عارف مع مراية السياره و شاف السيارات اللي ورا
التفت لـ أبوه و نطق:عمي بدر ورانا
فزّت وعد بخوف و نطق وافيّ:من معه؟
عارف:حرمته
وافيّ:انا داري إنه يسويها و يجي مع وعد ، و ظافر وينه جا ؟
عارف:ايه عمي ظافر مع جدي قدامنا سبقونا
تنهد وافيّ:سعود ليه ماجا مع أبوه ؟
عارف:ماله وجه يجي بعد اللي سواه
التفتت وعد تناظر عارف و نطقت:وش سوا ؟
تنهد عارف:الله يستر عليه
وعد عضّت على اسنانها بغضب تلتفت للشباك و تفكر بحيره ، لوهله تذكرت ان سعود واقف ورا ابوها وقت صارت الكارثه ، استوعبت و تذكرت إنه صدق كان واقف و موجود ! عقدت حجاجها تفكر و تتذكر الشخص اللي كان متخبّي بالحوش الخلفي ، و تتذكر النعال اللي لقتهم بمكانه !
قاطع أفكارها عمها وافيّ اللي التفت لعارف:سيارتك معه ؟
عارف:ايه
وافيّ:ماجتك مخالفة مرور ولا شيء على جوالك
عارف:لا لو تجي بتجي بجوالي الثاني و هذاك تركته بالديره مدري عنه
عقد حجاجه وافيّ:على الاقل خله معك يمكن تجيك رساله شيء تفهم منها وش صار بالسياره
عارف:السياره و حديدها كله بقلعتهم ، الله يستر على اللي بداخل السيارة
تنهد وافيّ:الله يعين
تنهدت وعد تمسك رأسها بيدها و تسند رأسها على الشباك و تتكتف و تغفي عن الصداع و الهواجيس اللي ماقدرت تريّح بالها عنها
مـرّ الوقت و صحت يوم سلطانه قومتها و التفتت وعد لها و نطقت سلطانه:وصلنا
وعد التفتت تشوفهم الصباح و نطقت:كم الساعة ؟
سلطانه:الظهر حنّا
وعد التفتت تشوف ابوها واقف قدام باب الفندق و يناظرها ، من التفتت له صدّ بسرعه يلتفت لخديجه و يدخل معها للفندق
اخذت نفس وعد بضيقه تلتفت لسلطانه:كلنا بالفندق ؟
سلطانه هزت رأسها بالإيجاب:ماعدا عمي ظافر و جدي كملوا للديره لان ماباقي الا اضن عشره كيلو ، جدّي اصر عليه قاله وده يصبّح عند عايد جد خلف
تنهدت وعد و نزلت و دخلوا شقه هي و كوثر و خديجه و سلطانه و الرجال حجزوا لهم شقه ثانيه
نطقت خديجه:يقولون نريّح كم ساعه و نقوم العصر كذا أو قبل المغرب نمشي للديره
كوثر:الله يعين يالله
- الساعة ٧:٠٠المغّرب -
ركبوا سياراتهم طالعين متّجهين للديرة ، نطق وافيّ:عارف دق على عمك ظافر شف وش علمهم
عارف:دقيت على عمي ظافر و جواله مقفل مايرد
تنهد وافيّ:لا اله الا الله هالحين وقته يقفله
مشوا لين دخلوا الديره الصغيره و اللي كانت مليانه بالحياه الشليّه ، التفت عارف يشوف الاطفال اللي يركضون بين الحواري و يلعبون و ابتسم ببشاشه من شاف مدى البساطه اللي هم فيها
و وعد اللي ناظرت لمدخل الديره و تستوعب إنها هيَ ديرته و هذي ديّار خلف هذا المكان اللي ترعرع و نشأ به من صغره
إبتسمت لا شعوري تناظر للديره و الحواري و البيوت من يمينها و شمالها
وقفّوا عند رجّال كان يمشي و طلّع عارف يده مع الشباك يأشر له:الله بالخير
ردّ الرجال:ياهلا يامرحبا
عارف:تبقى يالطيب ، علومك اخبارك
الرجال:والله بخير نحمد الله و نشكره انتم شحالكم
عارف:بخير
سلّم وافيّ على الرجال و نطق وافيّ:انت من هالديره؟
الرجال:انا سالم بن حمد و اي نعم انا منها
وافيّ:ومليون نعم والله بالديره و اهلها ، مير بغيت اسأل
سالم:ظني انكم رحّالين هاه؟
وافيّ:حنا والله جايين لهالديره و مانعرف الدرب و ودنا بيت رجّال نعرفه
سالم:علمني وش إسمه الرجال و أبشر بالخير
وافيّ:عايد ابو محمد
حكَ سالم رأسه لثواني يناظر الارض يتذكر و فزّ و رفع حاجبينه بذهول لوهله و نطق:الشيخ عايد ابو محمد ؟ اللي ولده الشاعر خلف بن محمد ؟
عقد حجاجه وافيّ:لا لا مهب شعّار ، خلف بن محمد عايد
سالم:اي يارجال وصلت هذا الشيخ عايد اللي ولده خلف بن محمد وشلون مانعرفه هذا صيته بالطيب و الخير بالديره واصل لأقصاها
عارف ابتسم و انصدم وافيّ و نطق:خلف شاعر ؟
سالم:انت تعرف خلف ؟ و ما تعرف انه شاعر ؟ وش اللي تقوله يارجال
وافيّ:تعرفهم زين انت ؟
سالم:اي بالله اني اعرفهم زين خلف بن محمد و نعم الرجال هذا الشبل من ذاك الاسد ، هذا شاعر الديره وشلون ماتعرفه ؟
بلع ريقه وافيّ يستوعب الصدمه و نطق:شكلك مضيّع و انا اخوك خلف اللي نعرفه رجال قد حاله و عنده نياق يرعاهم بديرةٍ ثانيه و بـ
قاطعه سالم:اي عزالله انه هو علي الطلاق يارجال انه خلف بن محمد ، خلف مايقعد بالديره رجال رحّال يرعى حلاله بديرةٍ ثانيه و اللي نعرفه بالديره انه رجال كل اشعاره بنياقه ولا عمره التفت للحب و الغزل
انصدمت وعد تناظره هي و سلطانه اللي عدّلو جلستهم يسمعون كلام الرجال اللي كمل كلامه:مير اخر جيّه له جا بأبيات اهل الديره للحين يذكرونها
،
هز رأسه وافيّ بتفهم:والله و نعم به خلف و نعم
سالم:ايوالله و نعم به والله اني مدري هو بالديره الحين ولا لا
وافيّ عدّل جلسته:الا ماقلت لي هو كان اعمى على خبري
سالم ابتسم بضحكه:ايبالله كان اعمى و الحمدلله قبل شهر جا يبشّر جده بردة نظره
وسّعو عيونهم كلهم يناظرون ماعدا عارف اللي بلع ريقه يرص على يدينه ، نطق سالم:و جده ذبح له اذا ماخاب ظني فوق الاربع ذبايح و وزّعها على اهل الديره و الكل قام يهلّي و يرحب بخلف بن محمد
ابتسم عارف:عزالله و النعم
سالم:اقلط يارجال على قهوه حياك حياك بيتي هذا هو اقلط ، المَرَه عندها جاراتها من الديره مجتمعات خل الحريم ينزلن عندها حياكم حياكم
حاول وافيَ و عارف يرفضون لكن الرجال أصَر و حلف ينزلون يشربون عنده قهوه و يضيّفهم
دخلت وعد و كوثر و سلطانه لعند الحرمه اللي بلغها زوجها إنهم ضيوف من ديرة خلف ، سلّمت عليهم عند الباب و ضيفتهم و كانت فارشه بالحوش و فيه مجموعة حريم و كإنها عزيمه
توترت وعد و نطقت سلطانه:طيب كان حطينا مكياج شيء هذول مسوين عزيمه
كوثر:يابنت الحلال نعلمهم اننا مسافرين و مستعجلين و حلف علينا ننزل امشن بس
مشو يسلمون على الحريم وحده وحده و جلست كوثر و عندها سلطانه و وعد بعباياتهم و الطرحه على ارقابهم و جلسوا
ناظرت وعد نظرات الحريم لها و ابتساماتهم و ابتسمت بتوتر تلتفت لسلطانه:وش فيهم
سلطانه ضحكت:يمدحونك يابنت
وعد:احلفي
سلطانه:ايوالله
نطقت حرمه:انتم مانتم من هالديره هاه ؟
كوثر:ايوالله ماحنا من هالديره حنا جايين لنا لزوم هنيّا و نبي لنا عربان و وقفنا ابو فلان و حلف علينا نتقهوى عندكم و والله من محاسن الصدف شوفتكم
ابتسمت الحرمه:ماتخيبين الا منهم العربان اللي ودكم فيهم ؟ غدي بناتهم زي الغزلان اللي عندك و يكثرون المزايين
ضحكت كوثر:ماتخيبين ماتخيبين والله هذي بنتي سلطانه و هذي بنت عمها وعد بنت بدر
رددو كلهم و نعم و رحبّو فيهم و نطقت حرمه:مانتم غريبين عزالله انتم من ال عتيق ؟
ردّت سلطانه:ايه
ابتسمت الحرمه:والله و النعم والله ، منهم العربان اللي جايين لهم؟
كوثر:والله جايين لخزنه حرمة عايد ابو محمد الله يرحمها ، و ام نادر حسنه
انصدمو الحريم:انتم تعرفون عايد ؟
ردّت حرمه:انتم وشفيكم ياحريم هذول ال عتيق اللي خلف بن محمد يرعى حلاله عندهم
انذهلوا الحريم بصدمه يناظرون و يتهامسون بينهم و انظارهم لوعد
نطقت حرمه:جايين تسيرون ولا لكم شيء عندهم ؟
توترت كوثر و رقعتها:لابالله نسيّر ، حنا جايين لنا لزوم هنيّا و قلنا دامها هالديره بها ناس نعرفهم نسير عليهم
مر الوقت و قامت وعد لدورة المياه و طلعت تغسل يديها و جت لعندها بنت كانت تناظرها من زمان و تتهامس مع باقي البنات
نطقت البنت:يامرحبا انتي وعد ؟
ناظرتها وعد و هي تغسل:وصلتي
البنت:انتم تعرفون خلف الشاعر ؟
توترت وعد:اي نعرفه
البنت:تجون المزرعه انتم اللي نياقه فيها ولا لا ؟
وعد:اي نجي
البنت لوهله سألت بسرعه:انتي مخطوبه ولا متزوجه ؟
رفعت حاجبها وعد من البنت اللي واضح تبي تعرف و توصل لشيء مُعيّن خصوصا لما انتبهت وعد ان باقي البنات يناظرون للبنت و كإنهم مرسلينها تشبع فضولهم ، وعد مسحت يديها بالفاين و نطقت:سوالف مالها داعي و انا اختك
مشت وعد من عندها و ببالها الف سؤال لـ لقافة البنت الغريبه و تطفلها
عصّبت البنت و مشت للبنات تنطق:يابنات سفهتني
ضحكو البنات يسألونها و علمتهم بكل شيء و نطقت بنت:وشلون يعني من الاخر هي البنت اللي قاصدها خلف بأبيات الحب و الغزل ؟
ردّت بنت عليها:انا ماتوقعت ان الزين ذا كله عند خلف لو اني خلف والله ما انلام و ان اكتب قصايد فيها ليل نهار يابنات تهَبَل مملوحه
نطقت بنت ثانيه:يابنات اعرفو هي متزوجه ولا لا يمكن مخطوبه و ماهي محبوبته
نطقت بنت:تقولك يجونه بالمزرعه وكاد انه شايفها و زاغ قلبه
تقدمت حرمه لسلطانه و وعد:البنات هناك جالسين رحن تعرفن عليهن تراهن حليلات
ابتسمت سلطانه بتسليك و قامت ، شدّت وعد على عباية سلطانه بمعنى الرفض لكن سلطانه اشرت لوعد تجي و قامت وعد تمشي مع سلطانه:وشوله ؟
سلطانه:وشو اللي وشوله ؟ تبين نقول لا و نسفه المَرَه ؟
وعد:البنات ماني متطمنه لهم ولا لي خلق لسوالفهم دخيلك
سلطانه:لاتهرجين انا بتداخل بالسوالف
تنهدت وعد و تقدمو يجلسون عند البنات و هلّو البنات و رحبو فيهم و عرّفت سلطانه بنفسها و بوعد معها
تداخلو بالسوالف لين طرّت بنت طاري خلف و ردّت بنت ثانيه:عاد ماشاءالله خلف شاعر موهوب لكن الفتره الاخيره انتشرت شايعه بالديره ان قلبه مسروق
التفتت وعد تناظرها و كملت البنت:جيته الاخيره برمضان و كانت ابياته حب و غزل
وعد بلعت ريقها و نطقت:وشهي ابياته ؟
التفتو البنات لوعد و نطقت البنت:نوره هي اللي تحفظ ابياته
وعد نطقت:منهي نوره فيكم ؟
تقدمت بنت كانت تقهوي:لبيه يامنادي انا نوره
ابتسمت وعد تناظرها:هلا بك
لاحظت وعد ان نوره مزيونه و وجهها بشوش ، نطقت البنت:هذي نوره نسميها خلف رقم اثنين ، تموووت بأبياته و تحفظها و تكتبها لدرجة صارت احيانا تكتب ابيات من خيالها
بدأ يتدفق بداخل وعد شعور سيء و التفتت تناظر نوره اللي جلست و نطقت:خلف من مايحب ابياته ؟ اسمعوا هذي ابيات له قالها بآخر جيّه
يقول خلف :
جاوبتها شبه متماسك وانا في عظامي برود
حنا عرب والعرب عاداتها شيّ من دينها
نذرا على ديننا من خشية النار ذات الوقود
وسلومنا ماتغيرها الحضاره و روتينها
،
و نطقت نوره:و يقول خلف

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن