٣٦

80.6K 2.2K 327
                                    

ابتسمت وعد:صح لسان شاعرها
سكت و نطقت بضحكه:وسارقها
ضحك خلف:اني والله داري ماتخلين هالكلمه
ضحكت وعد بصوت عالي لين فجأه وسط الضحك و السعاده اللي  تغمرهم انفتح باب المطبخ ، شهقت وعد بخوف و رجف جسدها و التفتت للباب
وسّعت عيونها بذهول لما شافت سلطانه دخلت المطبخ و انصدمت تشوف خلف واقف عند الشباك و صاد و وعد عنده
فتحت فمها سلطانه بـ خوف ترتسم على ملامحها صدمتها و تناظرهم ، بلع ريقه خلف مرتبك يهمس لوعد:ابك مممن
ارتبكت وعد من التفتت له و شافت إرتباكه و نطقت:سـ سلطانه
اخذ نفس بـ توتر يهمس:لا تفهم بالسوء
وعد بلعت ريقها تهمس:ماعليك سلطانه فاهمه
تنهد يهمس:انتبهي لعمرك انا استأذن
ابتسمت و مشى يستعجل بخطواته تراقبه لين راح و راودها شعور و تحسّفت إنها ما سألته عن سبب جيته
التفتت لسلطانه اللي واقفه و ماسكها راسها تناظرها
ضحكت وعد:وش بك تعالي اهرّجك
سلطانه بلعت ريقها بذهول:بنت بدر انتي متأكده؟
وعد ناظرتها و ضحكت تخفي توترها:تعالي
مشت مع سلطانه يطلعون للدّكه الخارجيه اللي بالحوش بعيد عن الغرف بحيث أن أصواتهم ماتنسمع و جلسو و نطقت سلطانه:وعد انتي صاحيه؟ بعقلك وعد بعقلك؟
وعد تنهدت:الصدق اني ما ادري وش صابني
سلطانه:خلف ياوعد ؟ خللف ؟
وعد رفعت انظارها لها:وش به خلف ؟
سلطانه:مابه شيء كامل و الكامل الله لكن افرضي احد غيري لقطك معه؟ وابوك بليّا مايبيه وشاك بنظره و كلنا ندري انه مو واثق بخلف
وعد بلعت ريقها بخوف:هو ماجا يسوي شيء كنا نتكلم بس
سلطانه:و من متى الهرّج مع رجال غريب صار عادي؟
فركت اصابعها وعد بحيره و بخوف:عادي اقولك شيء بس لا تفهميني غلط
سلطانه:انطقي
نطقت وعد:مدري وشلون ابدا ومدري وش اقولك سلطانه
سلطانه:اسمعك اهرجي انطقي
وعد:خلف يقولي إنه بمثابة اخوي
سلطانه:هالحكى قلتيه لي بالمستشفى يوم اني فهمتك غلط
وعد:بس انا
سلطانه ناظرتها و كملت وعد:ما أحسه يعتبرني اخته ، سلطانه ما امزح قاعد يعاملني و كأن ماعنده بالدنيا غيري انا ، نظراته اهتمامه اسلوبه ! قاعده اقنع نفسي إنه مجرد اوهام مني و يمكن اني خفيفه رغم اني مب بذا الخف لكن ياسلطانه
سلطانه بلعت ريقها بخوف تقاطعها:لايكون طايح على وجهة ؟ ما استبعد تراه شافك و شاف وجهك
ضحكت وعد بخجل و كملت:لا لا مستحيل
سلطانه:انا عندي خبره بعلم النفس قوليلي تصرفاته
وعد اخذت نفس:يسمعني ابيات حب و غزل
رفعت حاجبينها سلطانه بذهول:اسسسلم ، هو شاعر ؟
وعد هزت رأسها بالنفي:مو شاعر ، لكن سرّاق اشعار
ضحكت سلطانه:من نقل الشعر مهب سراق
وعد:وذي كلمته الدايمه
سلطانه رفعت يدها على فكها:يعني يسمعك ابيات شعر و غزل ! و يهتم و يتطمن و يناظر ! هذا وجهي اذا ماهو طايح على وجهه بسبّتك يابنت بدر
وعد:لا يابنت الحلال ماضنتي
سلطانه:اي انتي من عرفتك ثقيله ما تلتفتين لأحد حتى اللي فارش لك ضلوع صدره ماحسيتي بحبه وراك ما تستوعبين انتي؟
وعد:مهب قصة ثقل لكن ياخي هو وقت حب؟ ما احس لا لا سلطانه لا
سلطانه:ليه و هو الحب له وقت محدد يجي بالوقت الفلاني و يروح بالوقت الفلاني؟
وعد تنهدت:صادقه ، لكن لو انه على قولك يبيني ليه ما وضّح لي ؟
سلطانه:شوفي ماودي اعطيك كلمه او توقع و يطلع غلط لكن تأكدي زين انه لو يبيك فعلًا ياسعد حظك عالاقل رجااال و نعم فيه ، غيرك مخطوبه و انحرقت و انشوت و هو مادرا عنها
تنهدت وعد بضيق:على طاري بندر وش جرى معه؟ هرّجتي ابوك؟
نطقت سلطانه:يوم جيت ابهرجه لقيته جايب هدايا لي و لبندر
وسّعت عيونها وعد بذهول:تمزحين
سلطانه:اقسم بالله قمت ابكي انكسر خاطري و سكت
وعد ناظرتها بحزن:ياويلي عنك وش مصيرك معه ؟
سلطانه تنهدت:عشان كذا اقولك ياسعد حظك لو خلف يبيك قارني و شوفي الفرق بين بندر و خلف ، فررق السماء عن الارض ، خلف رجال و بندر شبيه الرجال
وعد بلعت ريقها ترفع أنظارها لسلطانه:ليه خلف غير عن باقي الرجال؟
سلطانه:مهبوله انتي؟ هذا سؤال تسألينه؟ شفتي لو يحصل لي واحد زيه؟ والله لا اتعلق به ما اخليه ، من فزع لنا غيره؟ من وقف بوجه مشاري غيره؟ فزعته هذي تثبت رجولته و شهامته
وعد:ترا مو اول موقف لي معه
سلطانه بحماس:اسلمي
وعد:ذيك المره بالسوق ، طاحت المكتبه علي بالغلط و انترست الكتب فوق راسي بالظلام بغيت اموت من الخوف
ضحكت سلطانه:خابرتك ماتحبين الظلمه
كملت وعد:طلع لي هو و طلعني و شال المكتبه
سلطانه شهقت بذهول:اسألك بالله ؟
وعد:و فزع لي و طلعني و كتفه صقعت بالمكتبه و صابته اصابه مدري وشنهي وزاد عليها مشاري يوم طعّن به لين قال امين و بدا يتوّجع منها ويوم راح وفحص قاله الدكتور رضّه بسيطه
سلطانه:رضّه؟ ماضنتي
سلطانه ابتسمت ترفع انظارها لوعد:معلّمك بكل هالسواليف؟ مفضفض لك يا وعيد؟
ضحكت وعد:خير اسكتي
سلطانه ضحكت تغث وعد:حب و غزل و فضفضه و بعد هذا كله ما اكتشفتي مشاعره؟
وعد تنهدت:مابي اوهم نفسي و بالنهايه مالنا طريق ، مابي اقول انه يحبني و هو يشوف غيري مابي سلطانه ولا احب
سلطانه:بنت عمته شوق تذكرينها ؟
وعد كشّرت من الطاري:وقلعه
ضحكت سلطانه تضرب كتف وعد:والله اني حااااسه ذاك اليوم بالمكالمه ماضقتي من كلامنا على ابوك ، السبّه هو الغيييره لعنبوها
ضحكت وعد:معصي
سلطانه:معصي ؟ اجل يوم اننا قلنا انها يمكن خطيبته وراه تقلّب وجهك و ضاقت بك دنياك ؟
وعد زمّت شفايفها:لا تسأليني والله اني مدري وش هالشعور اللي تلبّسني
سلطانه:انا اعلمك وشهو ، ذا طال عمرك أسمه شعور انك ترتاح لشخص و تحسّه مكفيك عن العالم كله بفعايله و جمايله لك ، فجأه تنصدم ان هالشخص لغيرك
تلاشت إبتسامة وعد من كلام سلطانه:هذا اللي اخافه ، هذا اللي ما ابيه ، والله اني صادقه أخاف من الحب أخاف ماودي أدخل بهالعالم و ابوي وراي
سلطانه:وعسى خير وش بيسوي ابوك؟ خلف رجال و ان كانه يبيك بالحلال يجيك و يخطبك من ابوك
وعد رفعت انظارها:ما يحبه ، ما يبيه
سلطانه بلعت ريقها و هي عارفه بهالموضوع و بإن بدر الوحيد من عمامها مايحب خلف ولا يواطنه و نطقت:يرضخ ان شاء الله
وعد سكتت و قاطعتهم ابتهاج اللي طلعت تتثاوب و جلست عندهم:الحمدلله مب لحالي اللي ماجاني النوم
سلطانه وقفت:انا اصلا قمت لاني نسيت الحليب بالثلاجه و كنت بطلعه و الحين بطلعه نسيته بعد
ضحكت وعد و راحت سلطانه ، التفتت وعد لأبتهاج و تذكرت الموضوع اللي كانت تبي تكلمها فيه و فزّت تتقدم عندها:تعاالي
ابتهاج خافت:وش يمه
وعد:تحسبيني نسيت ؟
ابتهاج عقدت حاجبها و قاطعتها وعد اللي نطقت:ايه مسااعد مساعد
بلعت ريقها إبتهاج بـ صدمه و رجف قلبها و نطقت:وش
وعد:مساعد بيّاع الملابس راعي النساوين يا إبتهاج ولا نسيتيه ؟
ابتهاج تنهدت تهدا و رفعت أنظارها لوعد:مـ مانسيته
وعد عدّلت جلستها تلتفت بكامل جسدها لإبتهاج:قولي لي
إبتهاج:قولي لي انتي وش عرفك به ؟
وعد رفعت حاجبها تناظرها:وش عرفني به ؟ اعرف شكله و اعرف اللحظه اللي وقفتي بالسوق عنده و اعرف مكااالمااااته اللي المفروض تكون إسمها غرام
بلعت ريقها ابتهاج بتوتر:والله اني ودي اعلمك بالموضوع من اول بس مالقيت فرصه
وعد:علميني هالحين
ابتهاج بلعت ريقها و تقدمت عندهم سلطانه تجلس:ماجلستي ياوعد هالجلسه الاستقعاديه إلا إنه وراك شيء ، وكاد فيه علمٍ كايد
وعد ابتسمت تناظرها و بدلت أنظارها لإبتهاج:انطقي نسمع
تنهدت إبتهاج:الصدق
سلطانه عقدت حجاجها تناظر لأبتهاج و نطقت ابتهاج:هو عطاني رقمه
وسّعت عيونها سلطانه بذهول تناظر:من من
وعد:اصبري يابنت الحلال خليها تكمل
ابتهاج:على اساس تفصّال فستان للعيد
سلطانه حطت يديها على بعض بصدمه تناظر لأبتهاج و كملت ابتهاج:بس كـ كانت بيننا مكالمات عن الفستان و التنسيق بس
وعد ناظرتها:بس ؟ و الضحك و المكالمه اللي مدتها عشر دقايق و اكثر ذي فستان و تنسيق ؟ 
ابتهاج:الصدق عاد ارتحت له ويش اسوي يعني
سلطانه:و كرييتي له علومك كلها
بلعت ريقها ابتهاج:لا بس هو يعرف اننا نسكن بالمزرعه
سلطانه:ماشاءالله ماعلمتيه بعدد غرف البيت بعد ؟
ابتهاج زفرت بملل:ياربي منكم ترا ماقلت له شيء بعدين هو اللي قام يبدي بالهرج و السوالف انا وش دخلني به
وعد ناظرتها:طيب ماعلينا من هرجك و هرجه ، وش دخله بمشاري اللي طبّ علينا ؟
سلطانه قاطعتها:وشو اللي ماعلينا من هرجه انتم وشبلاكم تبون عيال عتيق ينحرونكم؟ يا ابتهاج ذا الرجال منهو هو انتي تعرفينه يوم تدقين عليه و تسولفين معه ؟ ابوك لو درا اخوانك لو درو وش يسوون ؟ مهبوله انتي ؟
ابتهاج تأففت:يالييييل الليل ماراح يدرون
سلطانه:وش عرفها وعد ؟ وش يدريها ؟
إبتهاج:مدري
التفتت ابتهاج لوعد:وش يدريك ؟
وعد:يدريني ان له شغله بمشاري اللي طب علينا والله له دخل
ابتهاج وسّعت عيونها:تستهبلين؟ مايعرفه
وعد:مايعرفه؟ مايعرفه و هو اللي قالي انحاشي عنه؟
استغربت سلطانه و انصدمت ابتهاج:وش تقولين؟
وعد:ذيك الليله رحت للملحق و اخذت الجوال اشوف غرام منهي
ابتهاج وسّعت عيونها:ليه اللقافه ؟
وعد:لولا الله ثم لقافتي مادريت له
سلطانه:مشاري الواطي اللي درعم علينا؟ طيب له دخل به ؟ له دخل ؟
ابتهاج:مساعد بكوم و مشاري بكوم ثاني لا تربطونه به ماله دخل
سلطانه:مساعد ؟
وعد:ايييه مساعد ، يقرب لـ آل زيدان شفته عندهم
بلعت ريقها ابتهاج:وشفته يوم جانا للمزرعه بعد و عرفت انه يقرب لهم
سلطانه:ياوييلي يقرب للماصخين ذولا ؟
استغربت وعد:منهم الماصخين ؟
سلطانه:بناتهم بس ماصخات و فاصخات الحيا وكلهم عليهم رفعة خشم الا هذي وحده تهبل اسمها لمى خاوت بدريه وثانيه بعد حليله مع امها
سكتت وعد من تذكرتهم لما راحت تخطب لأبوها و حاولت تميّز فيهم العاقله و تذكرت منيره اللي كانت رااكده و حست انها هي لمى
سكتت تتنهد و تتلاشى الافكار من راسها و تنطق:خلي عنك تخيلي يوم اني دقيت عليه وش قال
سلطانه:ويش
وعد:قال انحاشي تخبي بأي مكان
عقدت حاجبها إبتهاج:مساعد ؟
وعد:ايه مساعد ، و رميت الجوال لما دخل علي مشاري
وسعت عيونها ابتهاج:مشاري دخل عليك مب على سلطانه؟
سلطانه:قلت لعماني انه انا عشان عمي بدر مايفدع بوعد
وعد كملت:الطامه مب هنا ، الطامه ان حتى مشاري يناديني ابتهاج
شهقت ابتهاج و وسّعت عيونها سلطانه:وجع وش عرف هالسربوت بأبتهاج؟
نطقت إبتهاج:مستحيييل ما اعرفه ورب البيت ما اعرفه
وعد:ادري ماتعرفينه لكن بلاك من مساعد محد جاب المصايب لك الا هو
ابتهاج هزت رأسها بالنفي:مساعد ماله دخل انا متأكده يختي الولد حاله حال نفسه وش دخله بالمصايب؟
سلطانه:بلا استهبال ابتهاج لو ماله دخل ليه يقولها تخبي بمكان؟ و ليه مشاري نطق اسمك بالذات؟ وش هالفوضى؟
وعد:انا ابصم بالعشره ان له يد بالموضوع و ان مشاري ذا يعرفه
ابتهاج:اساسا حتى ماقد طب المزرعه غير وقت العزومه مايعرفها ترا
وعد:ياحليلك يالمخدوعه انتي ماتعرفين الرجال وراك تثقين بهم؟
ابتهاج:ياخي بخصته انا و عرفته زين مهب كذا هو
سلطانه:ماشاءالله و عرفتيه زين بصفته من؟ لاهو اخوك ولا يقرب لك وشلون بخصتي الرجال؟
ابتهاج تأففت:مدرري بس كان بيننا مكالمات و تعرفت عليه
سلطانه:ابتهاج ! ابعدي عن هالدرب ، الدرب ذا اعوج
إبتهاج:اساسا غير رقمه ولا عاد اتواصل معه من عقب ماصارت المشكله
وعد صفقت بيديها:ايييوه عرفنا الحين و تأكدنا ، وش يخليه يغير رقمه و هو مو مسوي شيء ؟ صدقوني له شغله باللي صار
ابتهاج:تهقون لو ماغير رقمه امداني ادق عليه و اهرّجه؟ يعني اسأله
سلطانه:تبين تعيدين غلطك مرتين؟ مايكفي إن ربي فكك منه و طار من حياتك ؟
ابتهاج:اي بس ترا مابينا شي بعدين كان بيننا رسميات ولا حنا فاصخين الحيا ، المكالمه ان طالت مدتها عشر دقايق بس
سلطانه:لاتمشون الدروب الحرام ، وهذا واضح لعّاب و صدقوني مشاري ماجاب طاريك يا ابتهاج عبث وكاد له مغزى
ابتهاج عقدت حجاجها:طيب وش دخل مساعد بمشاري؟ مايعرررفه
سلطانه شهقت:دقييقه ! بالسوق يوم ان خلف ضرب مشاري تذكرونه ؟
هزو رؤوسهم و نطقت سلطانه:مو ابتهاج تكلمت من بيننا و قالت يستاهل ؟
عقدت حاجبها وعد تمسك فكها بحيره:معقوله حقد؟ و جاب اسمها؟ طيب وش عرفه بالاسم
سلطانه:هذول سلق مايخفاهم شيء يمكن انه حقد على كلمتها
ابتهاج:اااي والله ! وشلون نسيت اني متكلمه
وعد:طيب لو مساعد ماله دخل وش اللي خلاه يقولي هجي و تخبي؟
سلطانه:هذا بتعرفينه يا ابتهاج بنفسك
عقدت حجاجها ابتهاج:وشلون اعرفه ؟
سلطانه:لك يوم خذي الجوال و دقي عليه
ابتهاج:مغير رقمه
سلطانه:يمكن رجعه روحي دقي
ابتهاج زمّت شفايفها:انا مدري ليه مغيّر رقمه
سلطانه رفعت سبابتها تهدد ابتهاج:بس اياااني و إياك تبلشين به ! لايكون طايحه على وجهك منه ؟
ابتهاج كشّرت بملامحها تهز راسها بالنفي بتوتر:مستحييل يع اصلا كنت اجامله
سلطانه:زين انتبهي لايلعب عليك
سكتت ابتهاج بخوف تنفي اعجابها به ، و تنفي ان قلبها مال له ، ماتبي تطلع قدامهم بالصوره الشينه و سكتت تتنهد و تفكر بحيره
ناظرتها وعد و تنهدت تنطق لإنها مسويه نفس غلط ابتهاج و قالت:لو مساعد نعرفه و رجال ولد رجال كان سكتنا لكن ياخي مهب رجال راعي نساوين ذا مايريّح والله مايريّح
ابتهاج زمّت شفايفها:أدري إنه راعي نساوين ، اقولكم مادقيت عليه عشان احبه دقيت عشان بس الفستان و هو بس يتكلم و اعطيه على جوه
وعد:ليته رجال والله لا اتركك براحتك تسولفين معه و تستانسين لكن ذا مب رجال
التفتت وعد لسلطانه اللي تهددها بنظراتها و ضحكت وعد:وانا صادقه لو كان رجال و كفو مستحيل نمنعها عنه خلها تحبه عالاقل تحب رجال مب سربوت راعي نساوين
ابتهاج ضحكت و نطقت سلطانه:اعقبي يابنت بدر اعقبي
ضحكت وعد و ضلّو يسولفون لين غلبهم النعاس و أتجهو ينامون بالغرفه
» ثاني يوم «
وقت العصر
تقدّم ظافر عند بوابة الحريم:يابنات
فتحو له الباب و وقف بالصاله:امشو معي ابيكن بشغله
نطقت وعد:كلنا ياعمي؟
ظافر:لا ابي بس خمسه
مشت وعد و سلطانه و بدريه و ابتهاج و سارا اللي ناداها ابوها معهم غصب
لبسو عباياتهم و الشال على روسهم و اتّجهوا معه لين راح لبيت إرّديس القديم ، عقدت حجاجها سارا تسأل ابوها:يبه ليه ؟ هذا بيت مهجور له سنه
ظافر:ماكمّل السنه يمكن تسع شهور ما امداه ينهجر
سارا:طيب ليه؟
ظافر:بتعرفون بعدين
بلعت ريقها وعد تناظر عمها و هو يمشي قدامهم و شكّت تتذكر ابوها و زواجه و سكتت تناظر لهم و دخل ظافر يفتح باب البيت و كان به حوش صغير:زين الشبابيك مسكره مافيه غبار واجد
وعد:تبي ننظفه ؟
ظافر هز رأسه بالإيجاب:ايه ، جدتكن تبيه
التفت يناظر لوعد اللي استغربت مثل البنات و استغرب هو انها ماتدري او ماعندها خبر ، خاف تكون امه فعلا بتزوج بدر من ورا بنته ، و تقدم للحوش:ادخلو داخل شوفو وش يحتاج البيت و جيبو الاغراض و شدو حيلكم بتنظيفه
دخلو داخل كل البنات و قاطعهم ظافر اللي ينادي:وعد
نزلت وعد شالها و عبايتها مع البنات داخل و طلعت له:سم
نطق:ابيك تعالي
طلعت للحوش توقف قدامه و استغربو البنات لكن بقو داخل و طلعت وعد مع عمها بالحوش ، التفت يناظرها واقفه تناظره بإستغراب و نطق:انتي داريه عن خطبة ابوك ؟
وعد بلعت ريقها تهز رأسها بالإيجاب
ظافر:اليوم كتب كتابه
وسّعت عيونها بذهول:اليوم ؟
ظافر:و بالمزرعه هنا
عقدت حجاجها وعد بـ توتر بان على ملامحها و خوف و نطقت:وافق ؟
هز رأسه ظافر بالإيجاب:وافق و اتفقو على المهر و على كل شيء ، يملّكون الليله و هنا
بلعت ريقها تلمع عيونها و هزت رأسها بتفهم
و نطق:هالبيت بتسكنه ام مناير و ابوك ، و انتي لو تبين تعيشين معهم
بلعت ريقها بغصّه تهز رأسها بتفهم و مشت تروح من عنده بعدم مبالاه لكنه حسّ بالعبره اللي كتمتها و عرف إنها تكتم رفضها بقلبها و مشت من قدامه تهرب ، تنهد يمسح على جبهته و يستغفر:الله يهديك يا يُمه ، الله يهديك
مشى يطلع من البيت و يتوجه لمشب الرجال ، دخلت وعد بإستعجال للبيت تتنفس بسرعه و تاخذ عبايتها تلبسها و تلبس شالها بشكل فوضوي تحت انظار البنات المصدومين و المستغربين منها و هي مستعجله و مرتبكه ، تقدمت بدريه:وعد
اخذت وعد نفس برجفه ماقدرت تسيطر عليها و على رجفة يديها و التفتت تناظرهم و بلعت ريقها بتوتر تصد تطلع بسرعه ترجع للبيت و تدخل بأستعجال تمر من عند عزيزه و الحريم اللي كانو بالصاله يجهزون الفطاير و الفطور ، و انصدمو من دخولها المفاجئ و فتحتها للباب بقوّه و دخلت بعدم مبالاه لأسألتهم لها و صدمتهم بخوف من استعجالها و دخلت للغرفه تسكر الباب و تسند ظهرها على الباب و تتنفس بسرعه لانها مشتّ بأستعجال و ماحست بنفسها من القهر اللي كبتته بداخلها ، اخذت نفس برجفه ولا ودها تبكي ماودها تضعف قدامهم ولا حتى من وراهم ، مشت بخطوات سريعه تفتح دولابها و تطلع من الشنطه الصغيره تطلع كرت امها اللي مكتوب عليه "متوفى" جلست على ركبتيها تناظر للكرت و بداخلها بكيه قويه عيّت تطلعها ، اخذت نفس بأنفاس راجفه و تناظر لرجفة يدها و بيدها كرت امها الميته و تناظره و تسيطر على دموعها اللي عيّت تنزلهم
التفتت يمينها شافت الدبدوب اللي كانت مخليته جمب الدولاب و وقفت تقوم و توقف قدامه ، الدب كان ضخم بحجم جسم انسان و تقدمت له تشيله بصعوبه و تحضنه ، رصّت نفسها و هي حاضنته و شدّت على ظهر الدب بأصابعها اللي رصّتهم عليه و بدون وعي منها شهقت من بكيتها اللي طلعت ، دفنت وجهها به و هي تخفي دموعها و تقوّي نفسها قدام نفسها
زفرت من دموعها اللي نزلو بدون صوت منها ، دموعها اللي حسّت بحرارتهم الجارحه ، حرارتهم اللي حرقت قلبها قبل تحرق خدها
ضربت على ظهر الدبدوب و هي تشهق و تبتعد عنه لإنها من حضنته انفجرت بكاء ، وقفت تبتعد و هي تشاهق و تمسح دموعها من سمعت كوثر تناديها ، تركت الدبدوب و حطت كرت إمها بمخباة قميصها و هي تطلع للحمام تغسل وجهها و توقف بكاء رغم ان البكاء ما اخذ حقّه منها لإنها من بدأت تنزل دموعها زفرت بخوف و هربت تغسل وجهها و توقف عن البكاء
و طلعت من دورات المياه تفسّر اكمامها و تجيهم الصاله:بساعد بالشغل
عقدت حجاجها عزيزه:ليه مناديكم عمك ظافر و ليه رجعتي انتي لحالك ؟
وعد سكتت تجلس:مافي شيء عشان بس ننظف البيت القديم و البنات يكفّون مايحتاج اروح
عزيزه ناظرتها:وليه ماتروحين تساعدينهن؟
كوثر:عزيزه خلاص هي ماودها كيفها
عزيزه:كيفها و عمها مناديها ؟
وعد سكتت تاخذ العجينه و تفردها و سكتو رغم انهم حاسين بخاطرها المتكدّر و وجهها العابس من دخلت
» البنات «
قبل اذان المغرب بدقايق خلّصو تنظيف البيت و مشو و بالطريق لبيت إرّديس نطقت ابتهاج:تتوقعون وش قالها عمي؟
بدريه رفعت اكتافها:بس اكيد ارسلها لشغله تسويها
سلطانه سكتت لأنها تعرف وعد و عرفت ان فيه شيء مضيّق عليها و ماطلعت من البيت الا عشان تهرب و تبكي ، من ملامحها و رجفتها و شكلها حسّت بإن ظافر قالها خبر هزّ قلبها و رجفه
تنهدت تمشي و دخلو البيت على السفره اللي فارشينها و ينتظرون الاذان و دخلو البنات ينزلون الاغراض
وعد كانت تناظر للاكل و تنتظر بس موعد اذان المغرب عشان تشرب مويه و تقوم لان حتى شهيتها فقدتها بهالوقت
بعد الاذان افطرو و اكلت وعد تمره مع ماء و قامت
نطقت كوثر:وين ياوعد ما اكلتي
هزت رأسها بالنفي:بقوم اصلي بعدين اكل
مشت من عندهم تدخل للمصلى ، تركت اكلها سلطانه و وقفت:حتى انا بروح اصلي
قامت سلطانه تتوجه للمصلى و نطقت عزيزه:عرفن الايمان بنات إرديس من متى انتن تصلن قبل تاكلن ؟
ضحكت ناديه:الله يهديك يا ام سعود عادي عسى الله يهداهم
سلطانه دخلت على وعد اللي شافتها كبّرت و صلت ، تنهدت تلبس جلال الصلاه و تصلي
خلصت صلاة سلطانه و لازالت وعد بالسجده الاخيره طوّلت و هي ساجده ، بلعت ريقها سلطانه تستغفر و تنزل الجلال و تجلس تنتظرها تخلص ، ناظرتها تدعي من كل قلبها و استغربت منها لين قامت وعد و سلّمت و التفتت لسلطانه و رمت جلال الصلاه
سلطانه نطقت:من تدعين عليه
ضحكت وعد بتعب:دخيلك مالي خلق اضحك
سلطانه:افا ليه ؟ وش اللي صاير
وعد:سلامتك
سلطانه:تراني نشبه بتعلميني ولا وش ؟
وعد تنهدت:بتعرفين سلطانه بتعرفين
لين قاطعهم طقّ الباب والتفتت وعد:اضن الحين تعرفين
استغربت سلطانه تطلع لبرا و طلعت وعد وراها تتكتف تناظر
قامت بدريه تفتح الباب:من
فيحان:افتحو الباب بنفرش السجاد
عقدت حجاجها بدريه:سجاد؟ ليه فيه عزومه ؟
فيحان ناظرها بصدمه:ماتدرون؟
بدريه:لابالله ماندري وش اللي صاير؟
فيحان:عمي بدر خاطب و ملكته الليله
وسّعت عيونها بدريه بصدمه تلتفت للحريم اللي بالسفره مجتمعين و بدّلت انظارها لفيحان:انت صادق ؟
فيحان:ورب البيت ، احسب عندكم علم يوم شفتكم تنظفون البيت
بدريه كشّرت بوجهها:البيت القديم؟ لعمي بدر؟
هز رأسه فيحان:اخلصو افتحو البوابه بعد صلاة المغرب نجي
بلعت ريقها بدريه:لايكون عازمه احد ؟
فيحان:لا تقول عائليه و نبيها سريعه
بدريه:مستعجله حضرتها بعد
سكرت الباب تتوجه لهم و وجهها مصفوق و سألوها الحريم
رفعت بدريه انظارها بخوف لوعد اللي وااقفه عند باب السيب و متكتفه و جمبها سلطانه اللي نطقت:بدريه وش السالفه ؟
بدريه:ملكة عمي بدر اليوم
شهقو الحريم يلتفتون لبعضهم و شهقت سلطانه تحط يدها على فمها و تلتفت لوعد ، وعد ما ابدت اي ردة فعل تناظرهم و هي متكتفه و عرفو من ملامحها إنها عارفه الخبر
وقفت ناديه بـ عصبيه:وش هالمهزله هذي ؟ ليه توهم يعلمونا و حنا مسنترات هنا و ماندري ؟ و العزومه هنا بعد ؟
بدريه:عائليه محد بيجي يقول
ناديه نطقت بعصبيه:اي حتى لو المفروض يعلمونا مهب كذا !
التفتت لوعد و نطقت كوثر:خليك منا ، ياوعد تدرين لخطبة ابوك؟
وعد نطقت ببرود:انا خطبت له
وسّعو عيونهم بذهول و نطقت عزيزه:خاطبه لابوك و ماتعلمينا ؟
سلطانه:تستهبلين وعد
وعد زفرت:صار اللي صار و الله يوفقه ، و انا مادريت انه مملك و ملكته اليوم
نطقت عزيزه:قمن قمن ياحريم نشيل الفطور طلع عندنا عرسان و تونا ندري
زفرت وعد و دخلت جوا و مشو بدريه و سلطانه يدخلون خلفها
جلست بالغرفه تلم رجولها ببعضهم و تناظر الارض
جلست سلطانه قدامها:وعد اللي قلتيه انتي متأكده منه ؟
وعد:ماخذيني اليوم عشان انظف البيت لحرمة ابوي
بلعت ريقها بدريه:عشان كذا ماجيتي تساعدينا؟
وعد:ولا عاد بطبّه بعد هالليله
سلطانه:دامك مب راضيه ليه تخطبين له ؟ عجزت استوعب
وعد:ماكنت ادري ، اخذتني ام ظافر معها و صدمتني بالامر الواقع
وسعت عيونها بدريه بغضب:خير ؟ خير ؟ اخذتك مثل الاطرش بالزفّه !!
وعد تنهدت:ماتفرق والله خلاص
سلطانه ناظرتها و نطقت:منهي اللي خطبها ؟ تعرفينها ؟ شفتيها ؟
وعد:خديجه ، خديجه بنت عزّه و زيدان
وسّعت عيونها سلطانه بصدمه تعلو كامل وجهها و شهقت بدريه تحط يديها على فمها:استحااااله ! ام البنات ! استحاااااله !!
سكتت وعد تناظر للأرض و نطقت سلطانه:وشلون رضت تاخذه وهي تعرف كل شيء عنه ! تعرف بتشدده تعرف بعقليته و هي و بناتها متفتحيين بزياااده !
وعد رفعت اكتافها ببرود تبيّن لهم إنها غير مباليه رغم ان داخلها حروب و نزاعات و شلالات دموع ، نطقت:اكرهها
بدريه:من؟
سلطانه:لايكون خديجه ؟ حرام عليك ترا الحرمه حليله
وعد:لا
بدريه:إرّديس ؟
وعد:ابليس مب إرّديس
سكتت بدريه:حركتها ماهي زينه ، مهما صار المفروض علمتك انها رايحه تخطب لابوك هذا ابسط حق لك او عالاقل تخطب بدونك
وعد:معصي ، زين انها اخذتني و انا اللي اخطب له ، زين اللي تذكرت ان عنده بنت لازم تدري بكل شيء
بدريه:بدون تشاورك ؟
وعد سكتت بغصّه بحلقها وغمّضت عيونها تاخذ نفس و تسكت
التفتت بدريه لسلطانه و هددتها سلطانه بنظراتها و سكتت بدريه تتنهد و تطبطب على وعد:ماعليه ماعليه ان شاء الله انه يعقل و يخليك بحالك
وعد تنهدت:ماعندي مشكله ، ما اهتم
سلطانه همست بقلبها:وجد قلبي عليك ، قدامنا ماعندك مشكله و لاختليتي لحالك انحرق قلبك
تأففت تاخذ نفس و تريّح ضميرها
جهزو المكان لين جت الساعة ٨ مساءً و جهزو كل شيء
طلعت عزيزه و هي حاطه مكياج و لابسه فستان و معها بنتها سارا
و كوثر حطت مكياج خفيف و كذلك ناديه ، ابتهاج دخلت الغرفه وهي لابسه فستانها و شافت وعد و سلطانه جالسين و شهقت:شبلاكم؟ الناس بيجون و انتم مالبستو ولا تضبطتو ؟
وعد رفعت انظارها لها بحدّه و سكتت ابتهاج تكمش ملامحها بإستغراب و حسّت بخوف من شافت وعد و وجهها المتضايق ، بلعت ريقها تمشي و تاخذ المكياجات اللي بتحط منهم و طلعت للمرايه الخارجيه تتمكيج
مرت دقايق و اخذت لبسها سلطانه تلبس فستان و مرت من عند ابتهاج اللي خلصت مكياجها و ناظرتها سلطانه:كلفتي على نفسك
ابتهاج عقدت حاجبها و هي تحط بلاشر:ليش ؟
سلطانه:متمكيجه كل هالمكياج و تقولين ليش ؟
ابتهاج:وش فيها لو تمكيجت يعني ؟ عرس عمي بعدين مو لحالي شوفي كادي و أثير و سارا كلهم تمكيجو
سلطانه:عرس عمك ؟ و ماتشوفين بنته ؟ قدري مشاعرها
ابتهاج بلعت ريقها تتقشعر بخوف:طيب هي راضيه و هي اللي خطبت له !
تأففت سلطانه:مغصوبه ، ولا هي راضيه
وسّعت عيونها ابتهاج من حسّت ببجاحتها و نطقت:يمه و انا جايه بارده مبرده اقولها تمكيجي
سلطانه:قهرتيني
إبتهاج حسّت بتأنيب الضمير لإنها اساسا مو فاهمه تعابير وجه وعد و ماكان عندها ذرة احساس ان وعد مو راضيه ، سكتت تروح و تمسح مكياجها و تطلع و صادفتها سارا:خلصتي مكياج؟
شهقت سارا من شافتها ماسحه كل المكياج:ليش ماسحته ؟
ابتهاج زمّت شفايفها:ماحسيت انها مناسبه كبيره عشان اتمكيج
سارا ناظرتها بصدمه:يعني بس كذا فستان و شعرك المستشور و بس ! تمكيجي بلا خبال
تأففت ابتهاج و مشت تساعدهم بالترتيبات و تقدمت سارا تزيد المسكرا على وجهها و تضبط شعرها و ترتبه
- الساعه ٩:٣٠ -
سمعو صوت تزمير السيارات و فتحو الباب تدخل إرّديس اللي معها سلّة فيها ورد ، دخلت و دخلت وراها خديجه و عزّه و نثرت الورد على خديجه و هي تزغرط:ياهلا ياهلا ياهلا بعروستنا يامرحبا يامرحبا
» وعد «
أجبروها كوثر و ناديه تلبس فستان لو وجهها ناشف و تطلع بس توقف تحضر اثبات وجود فقط ، حاولو فيها لين اقنعوها و لبست و جلست بالغرفه عيّت تطلع ، وسّعت عيونها من سمعت صوت الزغاريط و مشت بتطلع لكن ترددت ترجع و تجلس و كانت بدريه عندها تناظر ترددها و خوفها ، مسكتها بدريه:لاتهتمين ، لا تهتمين عادي بتعدي الليله على خير
بلعت ريقها بخوف و سكتت
» الحريم «
استقبلو خديجه و جلسوها بالصاله و نطقت إرّديس:على انه رمضان و ماودنا قصايد لكن الليله استثنائيه الليله فرحتنا الليله عرس اصغر عيالي ، الليله العرس اللي احتريته طول عمري شغلن يابنات شغلن الشيلات
ناظرت سلطانه لخديجه اللي تناظر بتوتر و حتى مكياجها كان خفيف و الفستان الوحيد اللي كان فخم و واضح مو رخيص
جلست عزّه جمبها و يزغرطون و شغلو الشيلات و تنثر إرّديس الورد على خديجه و هي بأعلى مراحل فرحتها بها
قاطعهم الباب اللي طق و فتحوه و كانو بنات خديجه اللي دخلو و كانت عباياتهم كلهم سوداء ، ولا عليهم ذرة مكياج و نوره لامه شعرها للخلف هي و مناير ، بينما لمى فاكته و منيره رابطته للخلف و وجيههم ناشفه عكس اخر مره
دخلو ورا بعضهم و جلسو على الكنب ، حضرو بعض الحريم اللي عزمتهم إرّديس و كذلك خديجه ، استغربو بعض الحريم من ملامح بنات خديجه و واضح عدم الرضى على وجييههم و انصدمت خديجه من بناتها اللي عاندو و سوو اللي براسهم ، ناظرت إرّديس لهم و مشت وسط الشيلات و القصايد و الازعاج لـ خديجه تهمس:انتي ليه مخليتهن يجن كذا ؟
خديجه بلعت ريقها تهمس:مب انا ، من عندهم تصرفو ماكلموني مادريت لهم انا طلعت من الصالون و هم بالبيت
تنهدت إرّديس و التفتت لهم شافت نظرات نوره اللي تناظرها بـ شرّ ، سكتت تصفق و تهلّي بالرايح و الجاي و التفتت بين الحضور تدور وعد و استغربت تدخل للداخل للغرفه ، فتحت باب الغرفه شافت وعد مع سلطانه و بدريه و ابتهاج جالسين و نطقت:عسى ما شر ؟
وعد ناظرتها بكل نظرات الحقد و الكره و سكتت ، نطقت إرّديس:قومي وقفي بعرس ابوك
وعد:انتي اللي زوجتيه وقفي بعرسه
إرّديس:قومي اطلعي انتي بنته
وعد صرخت بعصبيه:ماني طالعه !
ناظرتها إرّديس:حتى خطة مكياج مانتي خاطه على وجهك ، عزا مهو عرس الله لا يبلا
نطقت وعد:عزا ايه عزا ، و كنت بلبس عبايه سودا عشان يكتمل العزا
تأففت إرّديس تناظر لجرائتها و همست:بتعقلين بتعقلين ماعليه
و أشّرت بسبابتها تنطق:بعد شوي يكتبون الكتاب ، احضري كتب الكتاب مثل مابناتها حاضرات تسمعين ولا لا ؟
وعد صدت بعصبيه تسكت ولا ترد
إرّديس التفتت لسلطانه و بدريه و نطقت:وانتن وجيهكن علامها ؟ حطن لكن شيء و اطلعن برا مع الحريم
طلعت إرّديس تسكر الباب
ضربت وعد يدها بفخذها:تبي تذببححنننني تبي تذبححنننني
مسكت سلطانه كتف وعد تهديها:ماعليك ماعليك اهدي تكفين
وعد:مشغله شيلات ، مشغله شيلات اسمعي ! هذي المؤمنه اللي ماتسمع للشيلات مشغله شيلات باخر رمضان
تنهدت سلطانه:بحررريق بحرريق محد مهتم لها والله
نادت إرّديس سلطانه و بدريه غصب عنهم يطلعون و ماقدرت على وعد و خلتها بالغرفه لوحدها ، هي كانت تبي تسحبهم من عندها عشان تطفش لحالها و تطلع
وقفت وعد بالممر تناظر زغاريطهم و الشيلات و الرقص و بلعت ريقها بغصّه ، مشت بسرعه لباب المطبخ بعدم مبالاه باللي شافها و اللي ماشاف ، محد كان منتبه لها إلا منيره اللي ناظرتها و عرفتها
مشت وعد بسرعه للمطبخ و وقفت تاخذ نفس ، و وقفت من سمعت إرّديس تطفي الشيلات و تنطق بصوت عالي:هالحين يكتبون الكتاب ، بدا الشيخ
و زغرطو الحريم بفرح و ارتفع صوت الشيلات يعلى بالمكان
فزّت وعد برعب يرتعش جسدها و تلبس شالها و تطلع مع باب المطبخ الخلفي ، مشت بأستعجال و تناظر لـ لمبات المزرعه اللي انارو بالمزرعه كلها و تنفست بسرعه تستعجل بمشيها ولا تدري وين تروح لكن كل اللي تبيه تهرب منهم ماتبي تسمع ولا تتذكر إن ابوها بينكتب كتابه بهاللحظه و بهالساعه
مشت بسرعه توقف ورا البيت وسط الظلام الهالك و حطت يدها على صدرها بتعب و تتنفس
» الرجال «
جالس الشيخ و جمبه بدر و زيدان ابو خديجه و عتيق بدا يلقي الشيخ خطبته و كانو جالسين سعود و أخوان بدر كـ شهود
مدّ يده بدر يمسك يد زيدان و يرددون ورا الشيخ
إنتهومن عقد العقد و بنهاية الكلام نطق الشيخ و هو يناظر بدر:بارك الله لك وبارك عليك و جمع بينكما في خير ، اللهم أجعله عقدا تنعقد به سعادته وامنحه عونا وتوفيقا ورزقا واسعا
قامو الرجال يسلّمون و يهنّون بعض
و ابتسم عتيق يتنهد و نطق زيدان:والله انها الساعه المباركه يوم زاد الوصل بينا
هز رأسه عتيق بتفهم و نطق زيدان:وين حليب النياق ؟ هو فيه ؟
عتيق:ماضني والله يا ابو سعود حالبين العيال لكن اصبر
و التفت لخلف:ولد
خلف:سم ياجد
عتيق:حالب انت من النياق اليوم ؟
خلف هز رأسه بالنفي:لابالله ماحلبت ، نسيته
عتيق:هي درت هالوقت؟
خلف:داره من العصر بس ماحلبتها
عتيق:قم ياولدي جب لنا حليب نياق ، هذا وقته بهالمناسبه الزينه يبيله
خلف رفع يده على خشمه:على خشمي
مشى لعارف اللي يقهوي:وين فيحان؟
عارف رفع اكتافه:مدري ياولد تعال ساعدني
خلف:ابمشي احلب النياق ناد الحمار يساعدك وينه ؟
عارف:يتهيت مع مساعد لقى له خوي
تأفف خلف يرفع طرف ثوبه بيده و يمشي لين بيت الشعر اللي قدامهم و لقى فيحان مع عيال سعود يسولف و نطق:فيحان
التفت فيحان له:سم
خلف:قم بالواجب و وين فروتي اللي عطيتك ؟
هز رأسه فيحان:سم بس وين ودك ؟ و الفروه عانها وراي مالبستها
خلف تقدم يلبس الفروه:بررد علي الحرام برد
التفت خلف له:رايح احلب النياق و عارف و بندر جوا
هز رأسه فيحان بتفهم و مشى خلف لابس فروته البُنيّه و متّجه لليناق
» وعد «
عدّلت شالها تتبتعد عن المكان اللي هي فيه ، ماتبي تسمع صوت الشيلات ماتبي تسمع شيء ، ركضت لاكثر مكان محد يسمع حسّها فيه و محد يدري عن ونين قلبها ، مشت لشبك النياق الكبير اللي بعيد عن بيت إرّديس لكن قريب شوووي من مشب الرجال ، سمعت صوت الرجال و سمعت التباريك و كلامهم و هم يباركون لأبوها بزواجه ، رجفت يديها تستعجل و مسكت الشبك تبي تنط لكن قاطعها ان فيه اشخاص طلعو من المشب ، وسّعت عيونها تترك الشبك و تمشي للجهه اللي ورا بحيث ماتوضح لأحد ، مشت بحركه سريعه و تعلّق شالها على حديده من حدايد الشبك  و سمعت الشقه انه انشق
نزلت يدها و انجرحت جرح قوي من الحديده و هي تحاول تفك شالها منه بصعوبه ، و التفتت من شافت الرجال اغلبهم يطلعون من المشب لبيت الشعر و خافت شكلها يبيّن لهم لإنها بظلام هالك و هم عندهم أنوار توضّح أشكالهم
تركت الشال على الشبك و مشت بإستعجال ترفع فستانها و تروح للشبك من الخلف ، شبك النياق كبير و وراه شبك العلف ، هي ابتعدت صارت ورا شبك العلف و وقفت لما تطمنت محد بيشوفها ، جلست على التراب تسند ظهرها على الشبك و تحط يدها على صدرها و تمنع بكيتها
هي تسمع تباريك الرجال بوضوح و تسمع زغاريط الحريم و زادت نيران قلبها بـ حزن ، هي ماتبي ابوها يتزوج بهالطريقه ماتبي تكون مهمّشه ولا لها كلمه ، هم فعلًا ماشاوروها ولا قالو تغلي امها لازم ناخذ رايها بزواج ابوها من ثانيه !
طلعت الكرت ترفعه و تناظره و سمعت زغروطة إرّديس ، شهقت من البكيه اللي طلعت منها و انفجرت تبكي بـ قهر ، تبكي بـ قهههر بعد هذا الكمّ الهائل من الكتمان ، حطت الكرت على صدرها تبكي و تشهق ، بكت تطلع كل الحرّه اللي بقلبها بدموعها الحارره على خدّها ، و شعرها اللي انفك نصه من ركضها بإستعجال
رفعت يديها تحط الكرت بحضنها و تغطي وجهها و هي تبكي و تتشكل صورة امها ببالها ، حبّ ابوها لامها و كيف كان يقول يحرمون علي الحريم بعد محاسن ! و الان تزوج ولا رد كلمة امه
» خلف «
مشى متّجه لـ النياق و اخذ الدلو و هو حاط الفروه على اكتافه و يمشي و هو يدندن ، التفت للحريم و زغاريطهم و ابتسم لفرحتهم ، رغم انه يجهل وعد اللي تتردد بمسامعه نبرتها الراجفه الصباح و هي تقوله "مايهمني" تلاشت إبتسامته من حسّ بعدم رضاها بذاك الصباح لكن سكت يتقدم لقدام الشبك و يبي يفتحه
أستوقفه الشهقات اللي سمعها و بلع ريقه يلتفت يحسب نفسه يتوهم ، لكن الصوت لازال مستمر و الشهقات شهقات شخص مغبون شخص يبكي من حرّ قلبه ، نزل الدلو على الارض و هو مصدوم و مشى يعدّل فروته على كتفه و يرفع طرف ثوبه لورا شبك النياق ، مشى لين سمع الصوت قريب و مشى لورا شبك العلف
تقدّم تتوسع عيونه من ميّزها بوسط الظلام و شافها تبكي بـ قهر ، بلع ريقه يرجف قلبه و همس:افا يالقلب الشجّاع !
و تقدّم عندها و ماحست بخطواته من بكائها و حرّقة قلبها
هو بهاللحظة تذكر نفسه و هو طفل ، تذكر وقت وفاة ابوه يوم كان يهرب منهم و يبكي عشان لا يشوفونه و يشوفون إنكساره ، تقدم عندها و جلس على ركبته ينطق:وعد
شهقت وعد من بكائها و هي مغطيه وجهها بالظلام و ناظرت لطرف ثوبه من تحت و عرفته من صوته ، بكت ترفع يدها و تقدم بسرعه يمد يده ليدها يمسكها و بكت تشد على يده:زوجوووه ، زوجووه ولا قالو له بنت خذو شورها
شهقت من بكائها و هو يدخل اصابعه بأصابع يدها و نزل انظاره يشوف الجرح اللي بيدها و يشد عليها و بكت ترص اصابعها بيده و تعيد كلامها بحرررقة:زوجوه من بعد امي ! زوجوه من بعععد امممي
بلع ريقه خلف من بكائها و حرقة قلبها و رفع يده الثانيه يمسك يدها بيديه الثنتين و ينطق:اذكري الله ياوعد ، اذكري الله
بكت تهز رأسها بالنفي:كان يقولي يحرمون علي الحريم بعد امك كان يحبها كان
شهقت من بكيتها و وسّع عيونه يناظر حرقتها و تقدّم يرفع انظاره لعيونها و لوسعهم و لبكائها ، التفتت له ترفع يديها توصف له بحررقه عن شعورها و مسك يديها يوقفها:ترفّقي ، ترفّقي تكفين
ناظرت لعيونه تبكي و تطلع مابقلبها و هو شاد على يديها الثنتين و مابيده حيله إلا انه يناظرها و صدّ بإنظاره للأرض ينزل يده اليسرى و يفرك عيونه و يهمس بخوف من نفسه:يالله انا طالبك ، يالله ارجييك
ماقدر يواسيها من قلبه اللي رجف عليها و انحرق بداخله على شكلها و بكائها و التفت و هو صاد و نطق:لاتبكين انا طالبك لا تبكين تكفين
شهقت من بكائها تصد عنه و تبكي و يدها مثبّتتها بيديه اللي عيّا يفك يدها و رفع انظاره لها و الودّ وده يسحبها لأحضانه ، يبي يعانقها يبي يطمّنها يبي يهدّيها و نطق من حرقة قلبه:لو الله ما حرّمه سويته
رفع انظاره لها و نطق:لكني اخاف الله و اخاف الله بك ولا ودي أكبر ذنوبي أنتي
ترك يدها يوقف و ينزل الفروه و يحطها على اكتافها و ينطق:قومي انا طالبك طلّبه ان تقومين
وقفت بهدوء و لبّسها إياها و هي تحاول ماتكمل بكاء ، لكنها تضعف تضعف ولا تقدر تمنع دموعها و رفعت يديها على وجهها تهز رأسها بالنفي و تقاوم حرقة قلبها و بكائها اللي ماقدرت توقفه ، ثبّت فروته عليها و مسك يدها يقومها:انا ارجيك لا تبكين ، دموعك لا تنزلينها
اخذت نفس وعد تهدا و تنطق:كتبو كتابه ؟ كتبو كتابه؟
نطق:مانيب قايل ، والله ما اقول الين تمسحين دموعك و تركدين
سكتت تتنهد و انتبهت للفروه و ناظرتها و هي تعدّلها على أكتافها و تتكتف بأيديها من البرد ، ثنت ركبتيها تجلس و تميّل رأسها على الشبك و تغمض عيونها من صداع رأسها ، وقف جمبها و التفت ينزل انظاره لها و هي مميله رأسها على الشبك و مغمّضه عيونها ، بلع ريقه من حرقة جوف صدره و من مشاعره و نطق:عوّدي
فتحت عيونها و هي ساكته و نطقت:ماودي أرجع لهم
تنهد بضيق ينطق:ماودي اخليك بالخلا الخالي ، عودّي للبيت يا وعد
تنهدت تهز راسها بالنفي:يحتفلون بالبيت ، يحتفلون على همّي انا
بلع ريقه يناظر لنبرة صوتها المحروقه من قهرها ، و سكت يدخل يده بمخباته من قهره عليها
واقف عندها وسط الغيّهب الهالك ، وسط الغيّهب الدامس ، لا نور بالمكان إلا وجهها المُنير ، بنور وجهها تُشرق سبل الهدى بعدما نشرت على حياته شُعاع يُضيء حياته و كانت هيّ ظلامّ مُدلهِمَّ الغياهبِ
همس و هو يناظرها:جلا عن محيّاك ظلام الغياهبّ
رفعت رأسها له و ماسمعت وش همس ، تنهد ينطق:عوّدي و ماعليك منهم ، لا تضعفين قدامهم أسفهّلي و أظهري قوتك
هزت رأسها بالنفي:ما اقدر
بلع ريقه يشد على معصم يده:افا و القلب الشجاع ؟
ابتسمت وسط حزنها تهز رأسها بالنفي و تمسح دمعتها:مهب شجاع
ابتسم يهمس:ابك علي الحرام إنك شجاعه و قلبك أشجع
بلعت ريقها تنطق:برجع
مشت خطوتين و استوقفتها الزفّه ، شهقت ترفع انظارها للمشب تشوف أبوها زافينه لـ بيت الحريم ، شدّت الفروه على كتفها و نطقت:زفوه
رفع انظاره يناظر للزفه و التفت لها و نطقت:ماقدر
و التفتت تناظره بـ خوف تجمّع بعيونها و تنهد يسيطر على توتره لما عرف ان مافيه طريق للرجعه و نطق:اقعدي هنا محد بيمسّك
ناظرته بخوف لايدورونها و يحصلونها هنا و نطقت:خايفه
بلع ريقه من نزّل أنظاره على عيونها و صد يناظر للزفه و هي واقفه جمبه و التفتت تناظر الزفّه و نطق خلف:لا يلحقك خوف ، اقعدي هنا و ابن ابوه يقرّب
التفتت تناظره و لصرامته و أشّر على نفس مكانها:نفس مكانك عوّدي له ، ماني رايح انا عند النياق ماني بحاضر الزفه
هزت رأسها بتفهم و بقل حيله و رجعت تثني ركبها و تجلس نفس قبل شوي و تسمع الزفّه و زغاريط الحريم
وقف خلف يطلع من عند شبك العلف يتوجه لشبك النياق و بوسط الظلام قاطعه اللي جت و هي مرتبكه و شهقت من شافته قدامها
وسّع عيونه يناظرها و صد:من انتي ؟
بلعت ريقها منيره بخوف تحط يديها على فمها:بـ بنت بدر وينهي ؟
خاف خلف بداخله و رجف قلبه من جيّتها بموعد الزفه تسأل عن وعد ، خاف إنهم يدورونها و يفهمونه غلط إنه مختلي بها و لحالهم
بلع ريقه بتوتر استحل قلبه و خوف على وعد و نطق:وش تبين بها ؟
سكتت منيره من شافت توتره و تلعثمه و حست بداخلها إن وعد موجوده و انه كان عندها و نطقت:انا هربت منهم ، ماني راضيه عن شيء و جايه اتكلم معاها
اجتاح داخله ذرة طمأنينه و ارتاح و التفت وراه و أشّر على العلف:ورا ذاك الشبك ، بس انا طالبك طلبه ! ترفّقي
سكتت تناظره و نطق:ترفّقي فيها البنت مرتاعه ولا هي مستوعبه
هزت رأسها بتفهم منيره رغم انها مستغربه و نطقت:حاضر
مشت من عنده و اخذ نفس يتنهد ، وقف عند النياق يراقب الزفه و استغرب انهم دخلو بدر عند الحريم و طوّل ماطلع
اخذ شماغه و عقاله و التفت لشبك النياق و عقد حاجبه من شاف شالها الاسود ، و عرف انها حاولت تجي هنا لكن علّق شالها و تنهد ينزل شماغه و عقاله جمب شالها و التفت يناظر لمنظر شماغه جمب شالها او طرحتها السوداء
ابتسم وسط توتره و همس:يا رب العّباد ، بالحلال ياارب
سند ظهره على الشبك يناظر لهم و التفت من تقدّم له عارف:ابن وااافي
ناظر خلف لعارف و زفر يتعدّل بوقوفه و نطق عارف:وش العلم؟
خلف:ضايقه الوسيعه يا العضيد ضاااقت الوسيعه
عقد حجاجه عارف:تعقب و تخسى علي الحرام ان يسفهل خاطرك وش علمك ؟
تنهد خلف و أشّر على بيت الحريم و زغاريطهم و نطق عارف:اي زفّو عمي بدر لحرمته اللي ماندري عن طبايعها
تنهد خلف:خلك من ابوها و زوجته ، وجدي على اللي زوجو ابوها ولا شاوروها
عقد حاجبه عارف من عرف ان خلف مقصده وعد و فهم بسرعه أن خلف مواجه وعد و التفت يناظر لشماغ خلف و انتبه للشال الموجود ونطق عارف:قابلتها ؟
خلف:هاربه من حرّ ما تونس
عارف:وينهي ؟
خلف تنهد:يحتاج اعلمك مكانها ولا
أشر خلف على قلبه: ولا تشوفها انت هنيّا ؟
ضحك عارف:لابالله اني اشوفها بعيونك قبل قلبك يارفيقي
سكت خلف ياخذ نفس من ضيقته و نطق عارف:ولد ، اقدّم
خلف ناظره و همس عارف:اقدم و اخطبها
بلع ريقه خلف:تهقا يملا عينه شيء ؟
عارف:دامه تزوج ولا هو بلشان وش يمنعك انت ما تاخذها منه ، شاف حياته و ترك بنته
خلف:ليته شاورها لييته
عارف:اخطبها و انا اخوك و ريّح بالك بالحلال
» وعد «
تقدّمت منيره تمشي لين وصلت عندها و شهقت وعد ترفع انظارها لها و بلعت ريقها منيره تمد يديها:ارتاحي لا تخافي
وعد رجف قلبها تتنفس بسرعه و التفتت لخلف اللي واقف بعييد عند شبك اليناق و بدّلت انظارها لمنيره
تقدمت منيره قدامها:شفتك طلعتي لباب المطبخ و لحقتك ، انا حاسه بشعورك و من يوم قمتي بوسط الخطبه و قلتي ان ابوك مايبي يتزوج عرفت شعورك
سكتت وعد ترخي ملامحها و تناظرها و كملت منيره:جيت لهنا و لحقتك لاني نفسك ، جابوني من بين خواتي لإن يعرفون إني ضعيفة رأي ، و يعرفون إني برضى بالأمر الواقع و ما بخالفهم ، علموني قبل خواتي بكم يوم و اصرّو علي اوافق و يكون لساني عن خواتي كلهم
بلعت ريقها وعد تهمس:ليش وافقتي ؟
منيره:لإني ادري بكل الحالتين راح يسوون اللي يبونه سواءً وافقت او رفضت ، امي ماتقدر تغير من تربيتنا بعد هذي السنين و جدتك اثرت عليها و قالت إن زواجها من ابوك هو اللي بيغير حياتنا و يخليها نفس ماتبي امي ، او نفس ماتبي جدتك
وعد تنهدت ترخي جسدها على الشبك و تتكتف و كملت منيره:محد فينا موافق و تعمّدنا مانلبس فساتين و كل وحده جت بعبايه سوداء ، حتى مكياج ماسوينا و توقعت انا انك نفس وضعنا و الان اثبتتي توقعي ، زواجهم محد راضي فيه الا جدتك
زفرت وعد:امك مشككه بتربيتكم؟
منيره:ماتبينا متفتحين هيّ اهلها متشددين بس مابيدهم حيله دام ابوي الله يرحمه هو اللي عطانا حريتنا بكل شيء و هي مالها كلمه ، ماكانت تبي بناتها كذا لكن مالها كلمه حتى بزواجها ما قدرت تنطق كلمة لا
وعد تنهدت:يوم جيت ذاك اليوم معها ماكنت اعرف إنها جايه تخطب لابوي ، جابتني معها و انا غافله و جاهله كل شيء و صدمتني بكلمة خطبه
وسّعت عيونها منيره:ماكنتي عارفه؟ ماكان عندك خبر؟
وعد هزت رأسها بتفهم:ايه
منيره:حسيت ، كلنا عبالنا انك راضيه و من هجومنا هجمتي و رفضتي رغم اني الوحيده اللي كنت حاسه انك مجبوره
وعد تنهدت:مافيه مفر و انتهى كل شيء ، تزوجو خلاص
وعد التفتت لها:بتعيشون مع امكم؟
منيره هزت رأسها بالنفي:رفضنا نعيش مع امي ، بنعيش عند اجدادي و هي بكيفها معه
وعد رفعت حاجبينها بذهول:كيف رضت امك ؟ تخليكم
منيره:ماما دايم هي كذا
» بدر «
دخل بالزفه و وقف عند خديجه يناظرها و التفت لأمه اللي تزغرط ، التفت من بين البنات اللي متغشين و جالسين و شاف بنات خديجه اللي جالسين جمب امهم و وجوههم عابسه ، التفت يتلاقط بعيونه و يدوّر وعد و نادى امه و جت له و همس:وعد وينهي ؟
تنهدت إرّديس:داخل
بدر عقد حجاجه:ليه ؟ خليها تطلع
إرّديس:خلني اشوفها و اجيك بس لا تشغل عمرك استانس اسفهل
تنهد و مشت إرّديس تتوجه لداخل الغرفه و استغربت من عدم وجودها و طلعت تنادي سلطانه و تقدمت سلطانه لها و نطقت إرّديس:وينهي ؟
سلطانه عقدت حجاجها بتوتر:من ؟
إرّديس:وشو اللي من ! بنت بدر وينهي ؟
سلطانه استغربت:ماهي بالغرفه ؟
إرّديس:وش تهذرين به انتي انا داريه انك تعرفين وين راحت قولي لي وينهي ؟
سلطانه عقدت حاجبها بخوف:قسم بالله العظيم اني ما ادري ، خبري بها بالغرفه
إرّديس عضّت على اسنانها بغضب:ناويه تشغل بال ابوها عليها عشان مايروح مع حرمته ، انا داريه بتفكيرها المسوّس مير هيّن ياوعد ، والله لا ازفه و عينك تشوف يابنت محاسن
مشت إرّديس لعند خديجه و بدر و نطقت:يالله نزفكم لبيتكم
بدر عقد حجاجه يهمس بسرعه:وعد وينهي ؟
سكتت إرّديس و خافت خديجه تناظره:اكيد انها داخل
التفت لها ثم صد يلتفت لأمه و نطقت إرّديس:ماودها تطلع خلها
رفع حاجبه بدر بـ عصبيه:يُمه جيبي وعد ، خليها مع باقي البنات
تنهدت إرّديس تمسك ذراعه و تمشيه غصب:امشو امشو يامعاريس
و نادت الحريم يزفونهم و وقفو يطلعونهم و عصّب بدر يكتم غضبه لإن امه مشته غصب عنه و هو ما ودّه و كل باله بوعد اللي مايدري وينهي
زفّوهم لين البيت اللي جمب بيت إرّديس و دخلو و رجعو الحريم كلهم لبيت إرّديس
» وعد «
كانت واقفه مع منيره تناظر الزفه و كلهم بعيونهم الخيبه و الإنكسار ، هم الثنتين فعليًا ماكانو راضين باللي صار و كانت أحاسيس القهر تجتاح إثنينهم يتبادلون نفس شعور الخوف و الرهبه من المنظر اللي قدامهم
خلصو الزفه و تنهدت وعد بـ حزن تسند ظهرها على الشبك:ماسأل عني
منيره:ولا امي فقدتني بين خواتي
وعد بلعت ريقها:بترجعون بيتكم ؟
هزت رأسها منيره:امشي معي نرجع
هزت وعد رأسها بتفهم:ماعندي مشكله ارجع الحين اهم شيء وخروه عن عيني
منيره ناظرتها تبتسم:تشرفت فيك ، انا منيره بنت خالد
هزت رأسها وعد بتفهم:و نعم بك ، توي اعرف اسم ابوك
منيره ابتسمت:ابوي خالد زيدان ، لكن مو زيدان ابو امي زيدان ابو ابوي
عقدت حاجبها وعد:ابو ابوك ولا ابو امك ؟
منيره:اسمائهم مكرره بس ابوي و امي اسامي ابآئهم نفس بعض لكن ابوي من جماعه و امي من جماعه ثانيه مايقربون لبعض
وعد:الله يرحمه ، يعني ابوك ماكان يقرب لامك و تزوجها ؟
هزت رأسها منيره:ابوي من بيئه متفتحه و غير مره عن بيئة امي و ربّاني انا و خواتي على هالشيء و مشينا عليه لين كبرنا و مات ابوي و عشنا عند جدي و عرفنا بعض العادات و التقاليد
وعد:ساكنين بالديره؟
منيره هزت رأسها بالنفي:بالرياض و احيانا نسافر لمدن بالخارج اغلب وقتنا
وعد ابتسمت بهدوء:ماشاءالله عايشين حياتكم انتم
ضحكت منيره:تقدرين تقولين بس بحدود الدين يعني ، عمومًا امشي نرجع لايفقدونا صدق
هزت رأسها وعد بتفهم بعد ارتياحها لمنيره و بعد ماحسّت بالطمأنينه تجاهها انها عكس كل خواتها و مشت معها ، تقدمو عند شبك النياق و شافو عارف و خلف واقفين و ما انتبهو لهم
بسرعه وعد رفعت الفروه على راسها بحيث شعرها مايبين لان باقي رجولها مغطيتهم الجلابية السوداء ، التفتت تناظر خلف و دقّقت بأنظارها تشوف شماغه و عقاله اللي حاطهم جمب شالها و رفعت حاجبينها بإبتسامه و صدمه ، و التفتت تصد
خلف كان واقف مع عارف و التفت شافهم و صد يطلع شالها بسرعه من الشبك و يتقدم عندهم يمدّه لها بعد ماشاف وضعها و هي متلطمه بفروته ، كتم ضحكته يمد الشال و طلّعت عيونها تناظر للشال اللي بيده و ابتسمت تناظر صدوده و اخذت الشال:تبي اعطيك الفروه؟
هز رأسه بالنفي:خليها عليك و روحي للبيت و ان وصلتي حطيها على الباب و أجي اخذها
ابتسمت من فكرت بشيء و نطقت:بحطها بشباك المطبخ
ابتسم من فهم مقصدها و نطق:زين بجي بالليل اخذها
ابتسمت من شافت ابتسامته و نزلت فروته على كتوفها و اخذت الشال ترفعه على راسها و مشى يبتعد عند عارف
ابتسمت منيره:هذا مين؟
وعد توترت:خلف
منيره:واضح انه حليل شايل همك بالمره ، ولد عمك هو؟
بلعت ريقها وعد بتوتر:انتبهي لاتقولين لأحد اللي صار
منيره:ماعليك اعرف انه عيب و ما يصير مابقولهم
مشت وعد و جمبها منيره تمشي و نطقت وعد:خلف ما أعتبره إلا أخوي
منيره ناظرتها:اخوك؟
وعد هزت رأسها بتفهم تكذب:اخوي ، اخوي و بس
هيّ قالت كذا ماودها منيره تفهمهم غلط
استغربت منيره:ماقلتي لي ولد عمك هو ؟
وعد:لا ، مايصير لنا بس يرعى حلاله عندنا
منيره رفعت حاجبينها بذهول:ماشاءالله مو واضح عليه راعي نياق
وعد عقدت حاجبها:ليه
منيره رفعت اكتافها :معرف بس الفايب حق شخصيته حلو
بلعت ريقها وعد تسكت و مشت و التفتت لمنيره اللي لفت تناظر و كشّت بملامحها تناظر سيارته واقفه عند باب الحريم
نطقت وعد:وش بك
منيره:ولا شيء
ناظرت وعد السياره:سيارتكم؟
منيره هزت رأسها بالإيجاب:سيارة مساعد اللي جابنا
وعد رفعت حاجبينها بذهول:مساعد ؟
منيره:اي ولد خالي و خـ
قاطعهم الحريم اللي رجعو يشغلون شيلات بصوت عالي و فزّت وعد بخوف:بسم الله
قربو للبيت و دخلو سوا من عند باب المطبخ و نزلت وعد الفروه تحطها على الباب الخارجي للمطبخ ، دخلت عزيزه تناظر وعد اللي جايه بجلابيتها و شالها على كتوفها و عقدت حجاجها:من وين جايه انتي ؟
وعد ناظرتها:وش عليك ؟
عزيزه رفعت حاجبها:تكلمي بأحترام عيب عليك
وعد:وانا صادقه وش عليك انتي مني ؟
تنهدت منيره تبتسم بترقيع و ناظرتها عزيزه:وانتي معها ؟
منيره:انا منيره ، كنا بـ
مسكت وعد ذراع منيره تسكتها و تهمس:مب لازم يدرون ، بحريق اسفهيهم
عزيزه رفعت حاجبها بـ عصبيه:لا بالله ؟
وعد مشت من عندهم بعدم مبالاه و طلعت من المطبخ الخارجي تمر من عند الصاله و تروح للغرفه بسرعه
عزيزه التفتت لمنيره و منيره سكتت تطلع عند خواتها
تقدمت عزيزه لباب المطبخ الخارجي و رفعت حاجبينها بذهول تشوف الفروه ، وسّعت عيونها تمسكها و تشم الريحه اللي كانت كلها ريحة نار و حطب و فيها عطر رجالي ، بلعت ريقها بخوف تلتفت وراها و تفتح باب المطبخ تشوف محد برا و سكرته تترك الفروه على الباب بحيره
بدون مقدمات اخذت الفروه اللي على الباب و مشت تحطها بالملحق
» وعد «
دخلت الغرفه تسكر الباب وراها بقوّه و تجلس ، دخلت بسرعه وراها سلطانه اللي انتبهت لها و سكرت الباب وراها:يامهبووووله
وعد ناظرتها:وش فيه بعد ؟
سلطانه بلعت ريقها تلتفت وراها و تتقدم تجلس:وين رحتي ؟ العجيز بتعفس الدنيا بك
وعد:كيفي ما ابي أحضر خطبته ليه عندها أعتراض ؟
سلطانه:ماعندها لكـ
قاطعهم الباب اللي انفتح و دخلت إرّديس:طلعتي من جحرك ؟
ناظرتها وعد و صدّت ، تقدمت إرّديس تسكر الباب و توقف عنده:من وين جايه ؟
وعد:كنت بالمطبخ
صرخت إرّديس:تهبّين و تخسين
فزّت وعد بخوف و كمشت ملامح سلطانه تناظر جدتها ونطقت إرّديس:ابوك انزف ، و هو ببيت حرمته الحين
ناظرتها وعد و ما اكترثت و نطقت إرّديس:وبنات زوجته هذاهن برا ان كان ودّك التعرف عليهن ، يجوز تخلينهن مثلك لكن مايتطبعن طبايعك المخيسه
وعد ضحكت بسخريه تسكت
و نطقت إرّديس:قومي اظهري للحريم الحين
وعد:كلامي مااعيده مرتين قايله لك ماني ظاهره
إرّديس ناظرتها:تعصين كلامي يا بنت محاسن ؟
وعد:بنت محاسن سوت اللي براسها مثل ما انتي سويتي اللي براسك يابنت ختمه
رفعت حاجبينها إرّديس بذهول لإن امها اسمها ختمه و سكتت:استحي على دمك ، لابارك الله بهالتربيه
طلعت تسكر الباب وراها و التفتت سلطانه لوعد:بنت
وعد ناظرتها:سلطانه تكفين لا تهرّجيني عشانها ، ماني ناقصه و خلها تستاهل ماجاها لا تهرّجيني باللي سويته خلاص
تنهدت سلطانه تهز رأسها بالنفي و تسكت
» إبتهاج «
كانت ماسكه الشيلات و تشغل على ذوقها لين جت إرّديس وراها و شهقت إبتهاج و نطقت إرّديس:قفليه خلاص قفليه
ابتهاج:سمي
قفلت الشيلات ابتهاج و نص الناس راحو ، بقى بنات خديجه اللي جالسين ولا قامو ، تقدمت إرّديس عندهم:بشرو عسى عجبكم العرس ؟
التفتت نوره لها و ناظرتها بإستحقار ، و مناير رفعت حاجبها تناظر لوقاحة إرّديس معهم
لمى عصّبت و تنرفزت و سكتت تشمّق بعيونها و تعدّل جلستها ، و منيره اشغلت نفسها بجوالها عشان لا تلتفت لها
ناظرتهم إرّديس:ستاير لابسات مو عبايات
نوره ردت بسرعه:والله عاد لبسنا محد له شغل و افهميها يا خاله
إرّديس ناظرتها و نطقت:انتن تعشن عند جدتكن و وكاد غير تجن لأمكن زياره
ضحكت لمى بسخريه تنطق:زياره و هي امنا؟
إرّديس هزت رأسها بتفهم:ايه و هي امكن ، مهي فاضيه الحين عند رجّلها
رفعت حاجبينها مناير بـ ذهول و نطقت:اووه ، رجّلها اللي ماتبيه ولا يبيها ؟
نطقت إرّديس:وتزوجها
تأففت منيره بضجر من النقاش الممل و نطقت:خلاص احنا ماشين
إرّديس:ليه مارحتن مع جدتكن عزّه؟ مشت قبل ساعه
منيره:نبي نقابل امي قبل نروح
إرّديس:ماهي فاضيه امكن اليوم خلوها مع عريسها ، وزياراتكن لا تكثرنها بالاسبوع مره
كانت إرّديس تحاول تستفزهم ، تبيهم يعاندون و يعيشون مع بدر عشان يتكفّل بتربيتهم و يغيرهم التغيير اللي هي تبيه
ضحكت مناير بوقاحه و وقفت:كل يوم بنجي لماما و نقعد ببيتها
إرّديس:بيتي مهب بيتها وان طبيتو هالمزرعه مره ثانيه هالستاير هذي لاتلبسنها ، لبسكن خلنه ساتر
لمى وقفت بـ عصبيه:طالت و تشمممخت ، لبسنا محد له دخل فيه خلاص فكينا
التفتت تاخذ شنطتها و تمشي من عندهم و نزلت دموعها و هي صاده تستعجل بمشيها و تطلع تفتح الباب ، طلع بوجهها فيحان اللي كان واقف عند الباب بيطقه ، فزّ بخوف من شافها طالعه تبكي و رفعت انظارها له تمسح دموعها و صدّت تلتفت و تبتعد عن طريقه و تمشي تركب سيارة مساعد ، عقد حجاجه فيحان و التفت يناظرها لين ركبت السياره ، بلع ريقه يتمالك نفسه هو أنصدم انها نفسها اللي شافها مع مساعد و هيّ اللي صرخ عليها بالمستشفى و كان ماخذ فكره عنها إنها شرّ و ما تهاب أحد من ردودها لكن بهاللحظه أنصدم و تلاشت كل الأفكار من راسه و حسّ بداخله شعور غريب ، ضلّ واقف يناظر للسياره اللي راكبه هي فيها و شافها راكبه ورا تمسح دموعها و تبكي ، ضلّ يناظرها و يناظر بكاها و سكت يتنهد و يحك راسه من الخلف بـ ضيقه
لمى كانت تهرب من فكرة إن امهم بعيده عنهم تهرب من افكارها و خيالاتها بإن أمهم بزواجها هذا بتبتعد عنهم بتتغير علاقتهم معها ، لمى أكثر وحده من خواتها عاطفيه و تحب امها لإنها قريبه منها و ماتبي يحصل اي شيء يبعدها عنهم و اللي شافته من هالوقت ارعبها و خوفّها ، تخاف البعد تخاف الفراق من اعزّ الناس لها تخاف طاري الفرقى و تبكي عليه قبل يحلّ وقته
و من دخلت الملكه لين طلعت و هي كاتمه عبرتها و بكيتها عنهم ماتبي تضعف لإن خواتها كلهم يتظاهرون القوّه و هم بالحقيقه يعيشون نفس شعورها و أبشع
طلعوا مناير و منيره و نوره و شافو فيحان اللي واقف يده على راسه من الخلف و يناظر السياره و التفت من شافهم طالعين و عدّل وقفته يصد
تقدمت منيره:لمى وين ؟
فيحان ناظر للسياره و قاطعتها نوره اللي مشت:هذاهي بالسياره كالعاده تبكي البكايه
فيحان سكت و التفتت منيره:الله يعافيك بلغ مساعد اننا نبي نمشي
و مشت منيره مع مناير يركبون السياره و تنهد فيحان بـ ضيقه على حالهم ، و خصوصًا لمى اللي طلعت خاطرها متكدر ولا هي نفس اول مره جت ، حتى وجهها مافيه ذرة مكياج كان شكلها كله غيير عن المرتين اللي شافهم فيها
سكت يمشي و يبلغ مساعد انهم ينتظرونه بالسيارة
ركبو البنات و تنهدت منيره تناظر لمى اللي لازالت تبكي و مو متقبله هالفكره تمامًا ، نطقت نوره:يابكايه خلاااص مايبكي مايبكي
مناير:مايبكي يابكايه خـ
ماكملت لانها بكت و انكسرت معها ، مناير اكبر وحده فيهم و هي اللي تتظاهر القوّه قدامهم عشان لا ينكسرون خواتها معها لكنها ماقدرت تمنع دموعها بهاللحظه و انهارت بكاء تنطق:مو قااادره اتقبل مو قاااادره
منيره سكتت تهديهم:لا تبكوني
نوره عصّبت منهم و نطقت:انا لو بقيت بالسياره ببكي معكم
نزلت نوره توقف برا السياره و تهرب من جو الحزن اللي خواتها فيه
بينما منيره مسكت نفسها تتصبّر و تهديهم و تحاول قد ماتقدر تقوّي نفسها و تحاول تخليهم يتقبلون الوضع:بنجيها بنجيها كل يوم مابنتركها
لمى شهقت من بكيتها:كيف نجيها انتي شايفه كيف تتأمر و تبي تتحكم حتى ف لبسنا؟
مناير مسحت دموعها بهدوء:انا مصدومه كيف امي وافقت كيف مشّت كل شيء بكل هذي السهوله و تجاهلت كلامنا لها و حتى
شهقت من بكائها تكمل:انتو مستوعبين كيف قالت البسو و امشو يوصلكم مساعد للملكه؟ ومشت للصالون و تركتنا لوحدنا !
منيره:لاننا حنا قلنا لها مانبي نتزيّن و هي اصلا جت قالت لنا من تبي تمشي معي للصالون و كلنا رفضنا بنات !
لمى:وسكتت ومشت بدون حتى لا تعبرنا ! و هي عارفه برفضنا
منيره تنهدت:مو بيدها
مناير صرخت:بيد مييين؟ بيد مين ؟ هذا زواجها و تقدر تقول لا بس هي مو عاجبها وضعنا و هي اللي تبي التغير هذا تبي نتربى تبي نكون بنفس التشدد اللي هيّ عاشته !
منيره استغفرت تسكت و بكت لمى تحتضن منيره:مققههووره مقهووره
منيره تنهدت:راضيه تتزوج اي رجال بالدنيا ، الا ولد هذي العجوز
مناير مسحت دموعها تعدّل جلستها:بنات خلونا نفكر شوي بمنطق ، هي مو زوجت امي عشان تربينا ؟ مع انها مالها شغل فينا لكن تدخلت الملعونه
كملت مناير:خلونا نكرهها عيشتها ، خلونا نكون شيء سلبي عليها لا نضعف لها تكفون لا ننهزم و نصير ضحايا لها و لأوامرها
تنهدت منيره:هذي امره و ناهيه ، حتى بنت بدر مو راضيه بالزواج تكلمت معاها انا
التفتت لمى لها:تكلمتي ؟
هزت رأسها منيره بالإيجاب:البنت عسوله ، و هي زينا انجبرت و ماتبي ابوها يتزوج
مناير:ماتقدر تقوله ؟ هي وحده و تقدر عليه لانها وحيدته ليش ما تكلمت ؟
منيره:عشان تعرفون ان العجوز هذي اذا قالت كلمه سوتها وفعلا زوجت ابو البنت ولا شاورتها ، مانقدر عليها
مناير بإصرار:نقدر ! بخليها تندم على الساعه اللي زوجت ولدها لام اسم بنتها مناير ، انا اقدددر تشجعو معي بنات امانه
لمى تنهدت تهدا من بكاها:حتى انا ابي كذا ، ابي انتقم منها ما ابي اسكت لها قهرتني قهرتني تقول زياره ! تقول زياره اااه ببكي
تقدم مساعد يركب السياره و التفتت منيره تناظره و صدّت تناظر لـ مناير و لمى ، تقدمت نوره تركب عند خواتها ورا و نطقت:مابغيتو تهجدون
مساعد شغل السياره:عسى خير ؟
مناير:مافيه خير ، ودنا للبيت
نوره:و امي ؟
مناير:امك مو فاضيه لك على قولة العجيّز مع عريسها
استغرب مساعد و حرّك السياره يمشي و يوصلهم البيت
وقف السياره و نطق:انزلو و منيره ابيك شوي
منيره:مالي كلام معك ، انا تعبانه و ابي انام
بلع ريقه بعصبيه و نزلت تسبقه و نزل لكنها دخلت البيت بسرعه قبل خواتها
عضّ على شفايفه بغضب من هروبها و فتح جواله يرسلها يبيها ترد و تكلمه
مناير دخلت مع خواتها للفله و ناظرت لمساعد اللي دخل لمدخل الرجال و هو معصب و همست:مو صاحيه ليش تسحب عليه حرام واضح بيبرر لها
لمى:احد فاضي له بالله ؟
زفرت نوره و دخلت هي و لمى و مشت مناير بتدخل و قاطعها ياسر اللي يناديها و التفتت تناظره:هلا
و مشت تناظره و نطق:عسى خير شفيك ؟
مناير لاحظت وجهها من الدموع و ضحكت بحزن:حساسيه
بلع ريقه و نطق بتردد:لا بس فيه مندوب بيوصلك طلب
عقدت حجاجها مناير:اي اشوف مندوب من كم يوم يرسل لي هدايا ، لكن أستغربت لان من شخص مجهول
ابتسم ينطق:ماعلينا عساكم بخير؟
تنهدت تهز رأسها بالنفي:اي خير و أمي متزوجه ولد ام ظافر
استغرب ياسر:ليه ؟ اللي اعرفه هذول و نعم الناس
مناير:و نعم الناس ؟ الله يخلف
ضحك ياسر:ليه ؟
مناير هزت رأسها بالنفي:جدتهم مو طبيعيه ، مو انسانه صاحيه ، ضايقتنا
ياسر:لا تتضايقين
رفعت انظارها له و بلع ريقه يتكلم بتوتر:انا صادق ، لا تتضايقين على شيء مايسوى إلا ضيقتك يا مناير
سكت و ناظرها: يا ربّة الحسن
ابتسمت بـ حيا من حسّت بشعور غريب و صدمه لأول مره من ياسر ولد خالها اللي ماكانت تلتفت له و قاطعتهم نوره اللي جت:مناير
التفتت مناير بسرعه:هلا
نوره استغربت من ملامحها الخجوله و تقدمت عندهم:شفيه ؟
التفتت نوره تناظر ياسر و ابتسم ياسر:يالله استأذن انا
مشى بسرعه يطلع و ابتسمت مناير تناظره:مصدومه
نوره:شفيه؟
مناير مسكت ذراع نوره بحماس تمشي:ماتصدقيين
ضحكت نوره:وش فيك ؟ وشذا الانفصام توك تبكين
مناير دخلت معها قدام بوابة الصاله و نطقت:قبل كم يوم كانت توصلني مسجات بالانستا من حساب مجهول و كل كلامه يقول ياربة الحسن و ياربة الحسن ، وكانت توصلني هدايا من مندوب و برضو يكتب ياربة الحسن و كككلها مدح فيني اغتريت بنفسي مره من مدحه
نوره رفعت حاجبينها:اصدميني و قولي ياسر
ضحكت مناير:وربي هو ، عطاني اعتراف غير مباشر قبل شوي
نوره ضحكت:حظك عاد ، من يحصله يحبه الدكتور ياسر بن سعود
ضحكت مناير:خلي عنك كونه دكتور المهم انو كلامه عسسل عسسل
نوره ابتسمت تمشي معها و مناير استعجلت:بعلم لمى مابتصدق
مشت مناير بخطوات سريعه تتّجه لـ غرفة لمى و دخلت الغرفه تنطق:بنت
التفتت لمى بخوف ، كانت جالسه على سريرها و بيدها جوالها حتى عبايتها ما نزعتها ، نطقت لمى:ايش صااير؟
نوره دخلت وراها لان غرفة نوره و لمى وحده
ضحكت نوره تنزل عبايتها:المعجب السري فضح نفسه
لمى التفتت لمناير بعدم فهم و نطقت مناير:تذكري الورد و الهدايا اللي تجيني؟ من ياااسر
وسّعت عيونها لمى بذهول:مستحيييل ! استهبال اكيد
ضحكت مناير بفرح:والله مو استهبال تو اعترف لي بشكل غير مباشر
لمى:ياحظك طلع ذويق
دخلت منيره اللي كانت عند الباب واقفه تسمعهم و نطقت:مبرووك
التفتت مناير لمنيره و بلعت ريقها مناير:عرفته
منيره:نفس البوكس اللي جاني ذاك اليوم بالحديقه منه هو مو من مساعد
سكتت مناير بتوتر و نطقت منيره:للاسف كنت اضن و خاب ظني ف مساعد
سكتت مناير:انا اسفه ماكنت عارفه
منيره:مو ذنبك ولا ذنبي ، و تراني عارفه ان الهديه مو لي من زمان لان مساعد ارسل لي ع السناب و قاعد يحقق من مين الهديه و للحين مارديت عليه
بلعت ريقها مناير:طـ طيب مو تقولين ذوقه الهدايا ؟
منيره:ياسر كان يختارها له ، انا كنت شاكه ان هذا مو ذوقه لان مساعد ماعنده ذوّق بإختصار
سكنت ملامح مناير الخوف و نطقت:يعني كان يستشير ياسر بكل الهدايا حقتك؟
منيره هزت رأسها بالإيجاب:ومو اول مره كثييير مرات اكتشف هالشيء و اتغاضى و اوهم نفسي انه من عنده هو من ذوقه هو لكن للاسف توضّحت الحقيقه بالدليل قدامي
تنهدت مناير:ماعليه منيره عادي
منيره جلست:مو عادي ! التجاهل اللي اشوفه منه مو عاادي هذا مو مساعد القديم مو نفسسسه
نوره:افصخي خطوبتك منه
شهقت لمى:تستهبلون؟
نوره:وانا صادقه دام لسا ماكتبتوا الكتاب ولا حتى عقدتو العقد استغلي الفرصه و افصخي الخطوبه
بلعت ريقها منيره تناظر لنوره و صرخت مناير تقاطعها:خير؟ بعد ايش ؟ لا طبعا بيكملون و بيتزوجون لا تخربينها يا نوره
نوره تنهدت تطلع:بكيفكم
استغفرت مناير تلتفت لـ منيره:لا تسمعين كلامها مساعد خاطبك و يبيك
منيره سكتت بحيره
مناير ابتسمت بخبث:خلونا من ذا كله ، عندي خطه حلللوه نحرق دم العجوز فيها
لمى رفعت شعرها:منجدك انتي تنتظرين مننا نخطط على عجوز قريح ؟
مناير:اي ليش لا ، اسمعو كلامي انتو بس
عدّلو جلستهم يسمعون لإتفاقها
'
» خلف «
دخل بيت الشعر اللي كان عارف و فيحان فيه و جلس:ارحبو
عارف:البقى
فيحان نطق:يعيال جدي واضح يبي الفكه من عمي بدر
ضحك عارف:ليه
فيحان:ماقال شيء عن زواجه و وافق بسرعه وسامحه بعد
عارف:دخل عليه مع الشيخ وش تبيه يقوله ؟
فيحان تنهد:محد راضي بهالزواج
التفت خلف يناظره و نطق فيحان:حتى بنات الحرمه مب موافقين عليه طلعو من البيت دموعهم اربع
عقد حجاجه عارف:محد راضي إلا أم ظافر
سكت خلف يهوجس بـ عُمق و تذكر عمته حسنه و بلع ريقه بربكه ، هو سهى و نسى انه من يوم العزيمه ماقالها انهم يحسبونه اعمى و خاف بداخله تكون قايله شيء ، وسّع عيونه بخرشه يمسك راسه:ياعيياااال
التفتو له بخوف و نطق عارف:وش علمك
بلع ريقه خلف يناظر عارف:ابك علي الحرام اني سجيت
عارف:وش بلاك الله يلعن عدوك خرشتني
خلف:نسيت اقووولها
فيحان ناظره و عقد حجاجه عارف ، نطق خلف:ابك عمتي
عارف:اها الحين فهمت نسيت تقولها عن نظرك اللي ر
بلع ريقه يسكت و إلتفت لفيحان و فرط ضحك فيحان على وجه عارف اللي وقّف بنص الكلام بعد ماجاب العيد
بلع ريقه خلف يلتفت لفيحان اللي يضحك:ياعيال علي الحرام اني شاك
خلف مسك راسه يضحك من النكبه اللي نكب نفسه فيها
و نطق عارف:يهب
فيحان اعتدل بجلسته يوقف ضحك:لاعاد تمسكون سر انتم
خلف:فيحان قصر حسّك لا تنكبني
فيحان نطق بصوت عالي:ماعليك يرجال اصلا كنت شاك من اول ان نظرك كله راد كـ
مسكه خلف يسكته:انطم ياحمار انطم ياثور
عارف مسك راسه:ماتعرف تلبخ انت؟ البخ الكل درا
فيحان بلع ريقه يحط يده على فمه:والله لبخت خلاص بس علمني وراك ساتر على هالسالفه ؟ عادي علّم
تنهد خلف و بدا يفهّم فيحان و يقولون له ، لين فاتحهم بموضوع وعد بنت بدر و اعترف خلف له إنه يبيها ، ضحك فيحان لإنه كان شاك و قافط كل شيء و الحين تأكد ان كل شكوكه محلها و نطق:عجل اخطب عجل نبي نشوف ورعانك
خلف ضحك:ياحليلك تحسب الحياه سهله نفس كلامك
فيحان عقد حجاجه:ليه ماهي سهله؟ اخطبها من ابوها
خلف:ناوي انا
فيحان تحمّس يعدل جلسته:انت صادق ؟ يعني صملت ؟
خلف هز رأسه بتفهم:بس ابشوف الوقت المناسب و اقّدم ، هالحين منيب جاهز ابد
فيحان قرّب عند خلف و قصّر صوته:انت الحين تحبها؟ يعني شفتها؟ طيب هي تحبك؟ تبيك؟
خلف مسك فيحان مع ياقة ثوبه:وانت شدخلك؟
فيحان:ورع فك
خلف:والله ما افك
رفع فيحان يديه يمسك ياقة ثوب خلف:ابك فك لا افلم بك
خلف:فك و افك
ضحك عارف يرفع جواله يصورهم:عانو الورعان عانوهم
خلف التفت لعارف و هو ماسك فيحان:خذلك الورع الثاني
فيحان:ابك يابن عمي تكفى
عارف وقف:ابشر بالسسعد و انا ابو وافيّ
حط جواله بمخباته و رفع طرف ثوبه و تقدّم عندهم و ضحك خلف:ماتقدر
عارف عضّ على شفايفه يضحك و لبس نعاله و اتّجه لبرا يطلع
ضحك خلف:جوي هالغدره
فيحان رفع حاجبينه بذهول:افا والله افا
تركو بعضهم و ضحك خلف و كمّلو جلستهم و سهرتهم
حلّ وقت السحور و اذن الفجر و اتّجه كل شخص ينام ماعدا خلف اللي انتظرهم لين نامو كلهم و وقف يطلع بدون لا شماغه ولا عقاله ، مشى يتّجه للبيت و يناظر لبيت بدر و تطمن ان سيارة بدر عند البيت ، تنهد يمشي لبيت إرّديس و دخل من باب المطبخ الخلفي و ابتسم ابتسامة شغووفه من شافها واقفه عند الشباك تنتظره ، تقدّم يصد و يوقف يعطيها مقفّاه:تحتريني ؟
ضحكت وعد:تقدر تقول ، بس ابي اسألك
بلع ريقه خلف بخوف من طرا عليه العطر و خاف تسأل عنه و نطق:سمي
نطقت وعد:فروتك انت اخذتها؟
عقد حجاجه يهز رأسه بالنفي:لابالله ماجيت إلا هالحين
اعتلت علامات الصدمه وجه وعد:وشلون يعني ؟ من اخذها؟
خلف:ماهي معك؟
وعد:الا و حطيتها على الباب بس مالقيتها
خلف:يمكن وحده منهم ماخذتها تحسبها لها
وعد:مايلبسون فريّ زي كذا ، و هذي رجاليه واضحه
سكتت وعد تنطق بهدوء:والله اني اسفه
خلف:ابك عاادي فدا ياشيخه
ناظرته بإبتسامه ، رغم ثقلها و صعوبة خفّة قلبها و ميلّه للناس و رغم خوفها من الرجال كلهم بشكل عام و عدم إرتياحها لهم خلف كان من بينهم مُشّع بالنور وسط الغياهب المُعّتمه
بهاللحظه حست بشعور مايُقارب لشعور الأمان ، بعد كل التضحيات هذي حسّت بالطمأنينه الكبيييره تجاه خلف ، ماتدري ليه راودها شعور انها ترغب بإنها تكون معه و يستمر بعطائه و إهتمامه و أفعاله لها
هيّ قلبها بدأ يتقبل فكرة وجود خلف بحياتها ، ما حبّت لكن استأمنت ، ما عشقت لكن إطمأنت ، ما تعلّقت فيه لكن تقبّلت بقائه حولها وبالتحديد وقت حزنها و بكاها
صارت ماتبيه يختفي من حياتها لإنها فعليًا بدأت تدقق فيه ، تركز بتفاصيله و أدّق تفاصيله و هالشيء مو بيدها لكن قلبّها أخيرًا مال لـ رجُل ، رجل من وسط الرجال اللي كانت بيوم من الايام تعتبرهم كلهم كابوسها
تلاشت افكارها و نطقت:لا لازم القاها اكيد وحده من البنات منظفه المطبخ و شالتها بس بتوصلك ماعليك
تنهد خلف:فدا فدا
وعد ابتسمت ترتكي على الشباك و تناظره و هو بعيد شوي عنها و نطقت:بطلب طلبه
رفع حاجبينه يهمس لنفسه بصوت جدًا خافت و غير مسموع:ااخيييه يابو محمد ابك آمررري ياشيخه
ضحك و رفعت حاجبها بأستغراب:وشو ؟
نطق:طرا علي موقف و ضحكت
رفعت حاجبها اكثر بغضب:طيب انا اتكلم
ضحك اكثر من عصبيتها على هالسبب ونطق:اسلمي
وعد:خلاص طابت نفسي يابن محمد
رفع حاجبينه بذهول:افا يابنت بدر اهرجي اسمعك انا
ناظرته و هي ساكته و ابتسم يضحك بخفّه:ابقولك ابيات
سكتت تبتسم بخفّه رغم عصبيتها ، استغرب من سكوتها و ابتسم ينطق:واضحه الصمت علامة الرضى المهم يقولك الشاعر
أعّتدل بوقفته يناظر للقمر المضيء عليهم و ينطق أبياته :
أنا عوّدت عيني على غضّ البصر
لكن من شفتك عيني علي تمرّدت

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن