٤٢

55.2K 1.6K 498
                                    

بدر دف عارف عنه و يحاول يوصل لخلف :اعقب يالنذل اعقب ولا اسمع حسك
عارف شدّ على خلف يوقف قدامه و يرجعه و يناظر لبدر:انا طالبك طلبه ياعم
بدر:ابعد ياعارف ابعد
التفت بدر لسعود و نطق:هات السلاح والله ان موته بيدي الليله
عارف وقف بوجهه حاول إنه يوقف عمه بإي طريقه و يهدّي الوضع ولا قدر ، لـ اللحظه الاخيره سحب خلف و مشى بإستعجال للباب و دفّ سعود عن الباب و طلّع خلف و صرخ بوجهه:ررح انا طااالبك رررح ررح ياخلف رررح
خلف اللي جامد و واقف محلّه و أعصابه مشدوده و نطق:لابالله ماني برايح إلا و هيّ معي
عارف فك ياقة ثوبه بقوّه و عصبيه و تفككت أزراره بالارض و نطق:ياخللف
احّتر عارف و نزل عرق جبينه و التفت يشوف بدر يطيّح شماغه و عقاله و يروح للمطبخ ، عرف عارف نيته و انه ناوي الشّر ناويه و فزّ يدف خلف و يصرخ بوجهه:رررح يارجااال ررح ولا والله هذا اخر مابيني وبينك ، خذ سيارتي و اططلللع ان لي قدّر و معزّه عندك اططللللع
طلّع عارف مفتاح السياره و رماه على صدر خلف ، رغم قوّة الضربه ماكانت اقوى من كلمة بدر اللي تتردد بذهن خلف 'البنت لولد عمها'
هالكلمه أشعلت بصدره لهيب و نيران و زادت به العناد و الجلوس لين تصير حليلته على سنة الله و رسوله
لكن عارف أصّر عليه يروح ولا ودّه المضره لرفيق عمره ، رغم ان هالقرار صعب لكن وده هاللحظه اللي فيها عمه بدر هايج و دمه يغلي مايكون خلف عنده لان يعرف وش بيسوي عمه اللي ماهو بوعيه من جنونه على بنته الوحيدة
صرخ عارف يزيد و ينيح على خلف و يمسكه مع صدره يهزّه بعصبيه و يوعيّه:اترك العناد النصيب نصيب و ان كانها لك بتاخذها لكن هالحين امش رح لإي ديار
نطق عارف كلمته اللي كانت اخر حل مع خلف و بنبره ضعيفه نطق:تتكففففى
التفت خلف و حسّ إنه وعَى من صراخ عارف و بلع ريقه ياخذ المفتاح و ينطق:انا رايح اجيب جدي و اهلي و خاطب خاطب خطوبة رسميه
عارف:الحين رررح بس ررح يارجااال
ركض خلف بلهيب صدره و قلبه المحروق و رجفة يدينه و التفت يشوف عمه وافيّ واصل و منزّل جده عتيق بالمشب و جاي وافيّ على الصراخ ، خلف تقدم له بحاله المبهذل و نطق وافيّ:وش العلم ياخلف ؟ عسى خير ؟
خلف:جدي عتيق وينه ؟
واففيّ:بالمشب بـ
قاطعه خلف اللي ماترك له فرصه و مشى بإستعجال للمشب يدخل بجنونه و يشوف عتيق جالس و عنده عكّازه و ركض خلف بسرعه يجلس قدام الجد و بكل قهر يمسك يده و يقبّلها و ينطق:ظلمني المره الاولى و انا فزّاع مانيب غدّار ، و بيظلمني بالتاليه و انا بري منها
انصدم الجد عتيق يرفع حاجبينه و يسمّي:وش العلم ياخلف وش فيه ياولدي ؟
خلف:ياجدي انا جاي طاق الباب و مانيب من عيال الحرام ، يشهد الله ان نيتي بريّه ولا ودي بالشر و اني باغي البنت بالحلال
بلع ريقه عتيق:ابك منهي؟ وتم ياولدي السالفه ويش
قاطعهم صراخ بدر اللي ارتفع عند الحريم و
فزّ خلف يقوم و يبوس راس جده:انا جايبهم و جاي ، تكفى لايسوي ببنته شيء تراها بريّه من كل شيء ، انا السبب و انا اللي جيت لكي ماجيت إلا من نية صافيه و مانيب ختاااااله
طلع بإستعجال يركض لـ بيته و ياخذ اغراض ماودّه يخليها و اللي هيّ عطرها و سنسالها اللي لازال بمخباته و ركض بسرعه يركب سيارة عارف و بجنون يمشي بإعلى سرعته و طلع من المزرعه ، ماجاته لحظة رخى ولا ضعف لآخر لحظه هو متأمل رغم كل اللي شافه لازال يرتجي إنها له و بدر تنكسر كلمته لو على اخر لحظة ، مشى و هو كابت بقلبه لوم على حاله و على اللحظه اللي دخل عندها و صار اللي صار ولا يدري هذا كله بسبب من ، ماشال همّ نفسه ولا الالم اللي بقلبه و الوجع اللي يكوي صدره كان خايف عليها هيّ من ابوها العنيد ، ابوها مدّ يده قدامهم على خلف وش يمنعه مايعذّبها بعد اللي صار ، حطّ اللوم على نفسه و استعجل يمشي بالسياره على اعلى سرعه رغم ان الطريق خطر ولا هو مناسب لسرعته و كان يردد و هو راصّ ايديه على الدركسون و يصرخ بكل غلّ الارض:انا طالبك احتريني ، انا طالبك يالله انك تربط لسانها عن الموافقه ، انا طالبك يارب تحرق القلم اللي يكتب اسمها جمب اسم رجال غيري
ضرب الدركسون ينطق بحرقة:يحرم عليه مسّك ، يحرم عليه قربك
لوهله من رصّه على الدركسون و من كثر سرعته و غضبه اللي طلعه بالسرعه ما انتبه للشاحنه اللي قدامه و ماحس بنفسه الا و السياره تصقع بالشاحنه و تتنحى على طرف الزفلت و تنقّلب و غمّض عينه يهمس:انا طااالبك أحّتريني
» وعـد «
اللي من دخلت راحت عند خالتها كوثر و هي تبكي بحضنها
لين مرّ الوقت و طلعوا البنات يشوفون وش صاير ، تقدم بدر بجنونه من عند المطبخ يوقف و هو صاد يصرخ و بيده عقاله:وعد وينها ؟
وعد كانت بالغرفه عند كوثر اللي ماسكتها تهدّيها ولا هي فاهمه عليها شيء
صرخت كوثر من شافت بدر جاي و سحبت البطانيه تتغطى فيها:اذكر الله يابو وعد
بدر و هو صاد:وينهي يا ام عارف ، لا تدخلين بيني و بين بنتي
كوثر تنهدت تهدّي نفسها:اذكر الله
خديجه تقدمت تمسك ذراع بدر:ابو عارف جا ، اكسر الشر و اطلع بلاها مشاكل
مسكته خديجه تطلّعه و تنهد يطلع عند الصاله و ينطق بعصبيه:طلعوووها
دخل وافيّ:وش فيه ؟ بدر وش جايبك هنا ؟
طلعت إرّديس من غرفتها بعد كل هذا الضجيج تمشي للصاله و تناظرهم:وش بلاكم انتم ؟
انصدمت من شافت بدر بوضعه و عرفت ان الموضوع وراه وعد لإن بدر مايشوش و يعصّب هالكثر إلا على بنته
تنهدت تهز رأسها بالاسف و نطقت:وش مسويه ؟
بدر أشّر بعقاله:يُمه طلعيها لي ولا والله احرق بكم البيت كله
إرّديس التفتت وراها:وينهي وينهي
وافيّ:العن الشيطان و انا اخوك تشك ببنتك انت ؟
بدر:قدام عيني قدام عيني الختاله جايّها ، هذي اخر تربيتي بها ؟
وافيّ وسّع عيونه بصدمه من عرف الموضوع و عضّ شفايفه يغمّض عيونه و يستغفر:لاحول ولا قوة إلا بالله ، الله يسترنا بستره
بدر صرخ:طلعوها  لي الله يلعن ابو الشيطان طلعوووها والا والله
خديجه حاولت تتدخل لكن ماقدرت من هول الموقف و من عصبية بدر اللي خلتها تتراجع هذا غير بناتها اللي واقفين يمنعونها تتدخل خوفًا على امهم منه لان منظره قدامهم ماهو إلا رجال جنّ جنونه و كإنه بهاللحظه ملك كل عصبية بني ادم ، حسّ لهاللحظه ان كل شكوكه قبل كانت محلّها و ان كلهم غلط كل كلامهم له انه شكاك و شخص متعقد ، كل كلامهم غلط و اتضح له الان ان كل شكوكه و خوفه اصبح حقيقه كان يهابها و اليوم يعيشها
إرّديس تنهدت تسكت و مشت تدخل على وعد اللي متمسكه بكوثر و تبكي و كوثر اللي ماسكه وعد تمسح على راسها و تدّمع عيونها عليها
نطقت إرّديس:اللي مايبي الفضيحه مايسويها
وعد رفعت رأسها لها و نطقت:ماسويت شيء ، هرّجني من عند الشباك ولا قرّب
إرّديس قاطعتها بصوت عالي و عصبيه:تقولين تهرّجينه بارده مبرده يالخسيه ؟ بنت تختلي مع رجال غريب ماهي الا ***
وسّعت عيونها كوثر من كلمة إرّديس و غمضت عيونها تستغفر و تحط يدينها على اذان وعد عشان لا تسمع
صرخت إرّديس:عيب و عار عليك ، ياحسافة تربية ابوك سودتي وجهة قدامنا
بكت وعد تغمر وجهها بحضن كوثر و تصد عنها و مشت إرّديس لبدر:وش ناوي عليه
بدر:اشوي لحمها و اقطها عظم
استغفر وافيّ:العن الشيطان و انا اخوك ، اللي سمعته انه ماقربها و ان هرجهم من بعيد و بينهم شباك
بدر التفت له يرفع سبابته بوجهة:محد يوقف بوجهي ولا احد يقولي الدرب وين ، انا ادل دربي و اعرف وش اسوي و انا اعرف وشلون استر هالفضيحه
إرّديس:قلت لك من زمان زوجها
بدر:على ولد عمها
وافي لفّ له:من
بدر:سعود بن ظافر والله مايهدا بالي إلا ليا صارت حليلة له و انعقدت عليه
إرّديس:تم
دخل سعود مع باب المطبخ ينطق:و تم من عندي و انا موافق
إرّديس ابتسمت:دامها كذا عز الله خير انتهت السالفه
وافيّ:خذ راي البنت يابو وعد
إرّديس قاطعته:الراي راي ابوها البنت مالها راي عنده عقب اللي سوته
التفتت لسعود تنطق:وانت كفوً لها ياسعود
بلع ريقه وافيّ يتنهد و مشى يمسك بدر و يهمس له:امش و انا اخوك امش
مشى بدر يشيل حاله بعد عصبيته و فيضانه و يحاول يهدّي نفسه بعد القرار اللي اتخذه قدامهم كلهم
طلعوا للمشب و شافوا عتيق واقف بعكّازه عند الباب ينتظرهم
دخلوا مع سعود و عارف و نطق عتيق:العلم ويش ؟
تنهد عارف يمسك جده و يجلسه و يجلس عنده و جلسوا كلهم
عتيق التفت لعارف و انصدم من حاله ، ثم التفت لوافيّ اللي قال:ماصار الا كل خير
عتيق:لابالله اللي صار مهو خير ، خلف وين راح ؟
بدر ردّ بسرعه:لاتطري الرخمه قدامنا و بمجلسك يابو ظافر
عقد حجاجه عتيق:افا والله افا ، لابالله ذكر الطيبين يزودنا ماينقصنا و خلف طيب و رجال و نعم به ، وش مسوي ؟
بدر:الطيّب و اللي يعرف الاصول يدل الباب و يطق باب البيت مايختلي بها تالي الليول لحاله
تنهد وافيّ يشرح لأبوه اللي صار و عتيق فهم الموضوع و فهم ليه خلف جاه بصوته المقهور و المغبون و رجفة يدينه و كيف ترجاه و طاح له لإن مافي أحد غيره يفهمه ، سكت عتيق و نطق بدر:البنت لولد عمها
عتيق التفت له بسرعه و نطق بدر:سعود ، و العرس اليوم قبل بكره
سكت عتيق يلتفت لسعود ثم صدّ عنه و نطق:كل تأخيره بها خيره ، خله عقب يومين
كان عتيق مستقصد يأخرها ينتظر مجيّة خلف لكن ماقالها لهم بالصريح ولا ودّه يناقش بدر لإن شاف حاله و عصبيته و يعرفه زين يسويها و يعقد الليله بنته على سعود ، سكت عنه و خلاه بهواه
» سلطانه «
كانو بالفندق و كان طالع هو و ناسي جواله و استغلت الفرصه تفتشه مره ثانيه و دخلت على نفس محادثة عنود و شافت كلامه معها ، زادت رجفة قلبها و خوفها من قرت كلامه الغزلي و مدحه لها و ان العنود ترسل صورها له و هو كل دقيقه يمدح و يغازلها ، و يوعدها بالزواج و يشتاق لها بكل لحظة ، انبهرت بكل حرف هو بنفسه كاتبه و مو قادره تستوعب انه هو بندر لين شافته مرسل صورته لها بيوم عرسه من سلطانه و كاتب "يارب كرر هاليوم لكن انتي معي مو هيّ"
و قرت ردّ العنود عليه "طلقها لاني مااتحمل وجودك مع غيري ، كيف وحده رخيصه ترضى بشخص مايبيها ولا يعرفها ؟"
انصدمت سلطانه توسّع عيونها من رد بندر اللي رد بضحكه و كاتب "ماتسوى ربع منك ياكل دنياي ، ما اقارن زواج تقليدي بحب عشرة سنه ونص"
حطت سلطانه يدها على فمها ولا قدرت تمسك دموعها و قفلت الجوال ترميه ولا قدرت تتحمل القرف ولا تقعد معه دقيقه وحده ، طلعت كل لبسها تحطه بالشنطه و قاطعها دخول بندر يناظرها:عسى ماشر ؟
سلطانه كانت تمسح دموعها ولا ترد عليه و تحط لبسها بالشنطه
تقدّم عندها:يعني لين متى ؟ اهرّج جدار انا ؟
سلطانه رفعت انظارها له تمسح دموعها:رجعني بيت اهلي
عقد حجاجه بخوف:ويش؟
سلطانه صرخت بوجهه:رجعني بيت اهلي ماني راضيه اقعد دقيقه وحده مع كذاب مثلك
بندر:من الكذاب ؟ انا الكذاب ؟ تبين تعرفين من الكذاب ؟
ناظرته سلطانه و نطق بصوت عالي:يعني ما أدري انا للصلاه اللي تصلينها يوم اني انام ؟ ولا بتمثيلك للنوم و انا داري كل هالمسرحيات عشان تنحاشين مني ، دامك ماتبيني ولا تبين وصلي ليه متزوجتني ؟
سلطانه عضّت على شفايفها بغضب تصرخ بوجهه:و انا ما أدري لعنودك ذي اللي تكلمها ! ولا أدري عن كلامك و مغازلك لها ياللي ماتستحي ولا تنتخي
بلع ريقه بتوتر يلتفت لجواله و فهم انها كشفته و نطق:فاتحه جوالي انتي ؟ كذابه و تتجسسين على اغراض خلق الله ؟
سلطانه صرخت بوجهه:لاتقول عني كذابه الكذاب انت و انا ماسويت هالشيء الا لإني ماني مرتاحه لك لا بإستخاره ولا بدون إستخاره
بندر تقدّم قدامها:لاترفعين صوتك
صرخت سلطانه:طلقني ، رخيصه انا ؟ قايله الواطيه لك اني رخيصه و انت تضحك ؟
بلع ريقه بندر و صرخت سلطانه تضربه كف:طلقنننني يالوااااطي
وسّع عيونه بصدمه من مدّت يدها عليه هو ، و ماتحمل التفت للعطر اللي على السرير من ضمن اغراضها و مسكه يضربها فيه و جا على طرف وجهها من عند جبينها ، اخذ جواله و طلع و صرخت سلطانه تبكي تمسك وجهها من الالم و تدعي عليه ، حسّت إنها بإضعف حالاتها و هيّ مابيدها شيء تسويه لا اتصال تقدر تتصل ولا طلوع تقدر تطلع ، غريبه بدار ماهي دارها ولا حوالينها اهلها و ناسها و الوحيد اللي يقدر يغير كل شيء هو اللي سبب كل شيء لها
تقدمت للمرايه تشوف الضربه صار لونها ازرق و صارت كدمه على وجهها و بكت بقهر تجمع كل اغراضها بالشنطه
بعد ساعتين دخل بندر ينطق:حجزت الطياره ، الصبح بكره
سلطانه ماردت عليه و ضلّت جالسه ماسكه راسها
بلع ريقه بندر:الوجه من الوجه ابيض و ورقة طلاقك بتوصلك لبيتك
» لمى «
هيّ و فيحان مشو بالسياره و طلعت جوالها تضحك و تقول سو حبتين امانه بصوّر ، ضحك فيحان يسوي حبتين و تاخذ صوره لهم الإثنين و نطقت:وقف عند اي قهوه ناخذ لنا قهوه
وقّف عند القهوه و سألها:وشنهي نوعها اللي تبغينها بقرنفل ولا هيل
ضحكت لمى:ابيها بسكر
فيحان:اي بسيطه بحط اصابعي
لمى:لا فاضيه اتسمم انا؟
فيحان:اعجلي وشنهي
لمى:خلني اقوله انا مابيفهم عليك
رفعت الغطوه البيضاء اللي كانت لابستها زي الشال الابيض عشان تغطّي نفسها و فزّ فيحان:اخو بدرييييه اعقبي استري عمرك ماعندنا حريم يهرجون رياجيل
لمى تأففت ترجع الغطوه و تنطق:قله ايس موكا ليّ ، و وايت موكا لك لاني احسك تموت بالسكر
التفت فيحان يطلب و بالغصب فهم عليه و مشو للشقه و شربت قهوتها لمى تضحك:انا ميته ضحك و مناير و منيره مستحيل انسى شكلهم و هم يبكون حياااتي هم
فيحان شرب قهوته:ابك حبيتها
لمى:تشوف اقولك ذوق بس انت ماتفهم
فيحان ضحك و وصلوا ينزلون للشقه و هو ماشي بالغلط نقط نقطة من القهوه على ثوبه و تأفف:والله البلشششه
دخلوا الشقه و اخذت نفس ترتاح لمى و التفتت تشوفه يدخل الغرفه و هي ضلت بالصاله تتأمل المكان و تستوعب إن هالشقه لها و إن باقي حياتها بتعيشها هنا ، زمّت شفايفها لوهله من لحظة الإدراك و جلست على الكنب تترك قهوتها اللي انسدت نفسها منها و ضلّت سارحه بالطاوله و غورقت عيونها بالدموع
طلع فيحان بالسروال و الفانيله و رمى ثوبه على الكنب:يحتاج غسيل القهوه عدمته
مشى مستعجل للمغاسل يغسل يديه و استغرب من صمتها طلع يشوفها جالسته تمسح دمعتها بالفاين
رفع حاجبه ينطق:اااخخو بدريه العلم ويش
تقدم عندها و جلس جمبها يمسك ذراعها ينزله من على عيونها ، صرخت لمى تبتعد عنه:دونت تاتش مي!
فزّ فيحان برعب:يمه
لمى بكت تمسح دموعها و نطق فيحان:يابنت الحلال علميني وش يبكيك ابا ابكي معك
لمى شهقت تمسح دموعها:جتني لحظة ادراك اني خلاص منجد تزوجت
عقد حجاجه فيحان:انتي بالسياره تضحكين عليهم يوم يتبكبكون و هالحين قلبتي حياة الفهد على راسي ؟
بكت لمى اكثر تهز رأسها بالنفي و تمسح دموعها:وتزوجت طعس بموت
شهق فيحان:ابن مترررك وشفيه الطعس ؟ كامل و الكامل الله
وقف فيحان:ابو خالد انا احترمك على الصعيد الشخصي بس ترا يصير فيها زعل
لمى ضحكت بوسط دموعها و وقفت و نطقت:ساعدني بذا الفستان بهذلني
رفع فستانها و دخلت الغرفه و التفتت له ، ناظرها و ابتسم و جلس على السرير
غمّضت عيونها بتعب تنطق:يامسلم مو لازم اقول اطلع برا ابي اغيّر
فيحان:وشو يعني زوج على الفاضي؟
وسّعت عيونها لمى تصرخ:توك تقول بيننا حدود اطلع لا اطلع روحك
فيحان وقف:لاتنفخين
طلع و ضحكت لمى تسكر الباب وراه و ترمي الفستان تلبس بجامتها الزرقاء ، و جلست عند التسريحة تشيل المشابك او البنسات اللي بشعرها ، فجأة دخل فيحان و بيده جواله و التفتت تناظره:مافي سكيوزمي مافي طرق باب؟
فيحان:مافي
تأففت تنطق:تعال ساعدني
التفت لها:ويش
تقدم عندها و نطقت:في مشابك مو راضيه تنزل
قعد يساعدها و لوهله دق جوال لمى اللي على التسريحه و اخذته تشوفها نوره ، استغربت و ردّت تحطه سبيكر:هلا نوري
فيحان التفت و بفمه ماسك ثلاث مشابك و يفكّ الباقين بيديه
نطقت نوره:ماشفتي شصاااار بموووت ضحك
استغربت لمى:وين انتو ؟ بالقاعه لسا ؟
نوره:لا انا و نص البنات رجعنا المزرعه و صار شيء حصري ناري مايتفوت
عقدت حجاجها لمى تشيل الجوال و تشيل السبيكر و حطت الجوال على اذنها:ايش
همز فيحان على كتفها و التفتت لمى له و حطت كتم للصوت و نطقت:شتبي انت ؟
فيحان:شكل السالفه جامده ابي اسمع
تنهدت لمى:طيب عشان المشابك اللي شلتها بس
رجعت الجوال سبيكر و نطقت:معليش نوره عيدي كلامك ماسمعت
نوره:اقولك بدر بدر ابو وعد قفط وعد مع خلف عند ذا الحوش الخلفي اللي كله تراب
وسّعت عيونها لمى تشهق و تحط يدها على فمها ، ارتبك فيحان ينزل المشابك يحطهم على الطاوله و يسمع
نطقت لمى:ااييش ؟ متى و كيف صار هذا كله تستهبلين نوره ؟
نوره:ياحبيبي استهبل ايش اقولك من الصدمه الكل صار مرتبك حاله و خلف  لو شفتي كيف تبهذل يالمى يوووه ، اتخيلي انقطع ثوبه بسبب بدر اللي تهجم عليه
شهقت لمى:صارت مضارربه ؟
نوره ضحكت:ايييوا اقولك قبعت بينهم
فيحان بلع ريقه يركض ياخذ ثوب من الدولاب و يلبسه بإستعجال ، تنهدت لمى تنطق:اصبري دقيقه نوره
حطه كتم و التفتت لفيحان:وين رايح؟
فيحان:البسي و امشي معي ، رايح للمزرعه
لمى:وش بتفيد روحتك فيحان ؟ انتظر خل اعرف ايش صار
فيحان:قوليلها خلف وينه و وش صار عليه و عارف وش موقعه من الاعراب ؟
نطقت لمى:نوره وش صار بعدها ؟ حاليًا الاوضاع كيف ؟
نوره:مدري بس اللي سمعته ان بدر قال البنت لولد عمها ولا ندري مين ولد عمها لكن خلف جن جنونه و يقعدون يحرمون الاثنين على بعض واحد يقول البنت لي و الثاني يقول تحرم عليك
بلع ريقه فيحان بربكه:ولعنه
لمى:ايوا طيب و الحين ؟
نوره:عارف جا و مسك خلف يطلعه و يقوله رح رح و اعتقد خلف مشى مدري و بدر دخل المطبخ يدور سكين ولا سلاح
شهقت لمى:بصيييح بتصير مذبحه ؟
فيحان بسرعه شال جواله و دق على عارف ينتظره يرد
التفتت لمى و نطقت:طيب نوره اتصل عليك بعدين تمام؟
وقف فيحان ينتظر و ردّ عارف و نطق فيحان:ولد
عارف تنهد بتعب ينطق و بهدوء:هاه
فيحان:العلم ويش ؟ مقنبعه عندكم انتم ولا ويش ؟
عارف:ولد ، ماصار شيء خلك بليلة زواجك انت
فيحان:اي ليلة زواج انا جايكم للمزرعه ، خلف وش صار عليه ياعارف لا توترني
عارف:لا تكفى لا تجي لا تجي
فيحان:ليييه
عارف:اذا تبي خلف تراني خليته يمشي غصب ماودي يزيد الشرار ، جيّتك مالها داعي و انا اخوك ،عمي يحلف من هنا و خلف يحرّم من هنا و الوضع مهب طيّب ابد
فيحان:سواها ؟ جا لها ؟
عارف:سواها و ليته استخار والله ان قلبي ماكان متطمن ، مير اللي مافهمته ولا عرفته وش اللي جاب عمي بدر سيدا للبيت انا منلقع يافيحان علي الحرام ماني مستوعب
فيحان تنهد و بلع ريقه:دقيقه ، سعود هو موجود ؟
عارف: هو اول الحاضرين و عمي بدر ملزّم محد بياخذ بنته إلا سعود
شهقت لمى و وسّع عيونه فيحان:ااخخو بدريييه انت تقوله صادق ؟
عارف:اي علي الحرام انه ملزّم و وده يتمّمها الليله قبل بكره
فيحان:و خلللف ؟ و خللف يا عارف ؟؟؟
عارف:تكفى لاتضيق صدري زود والله ان ضلوع صدري ضاقت بيّ
فيحان تنهد:بسم الله عليك من الضيقه و انا اخوك لاتضيق طلبه يابو وافيّ
عارف:تبشر تبشر
فيحان:وين راح ؟ اقدر اجيه ؟
عارف:لا ، رايح لديرة جده يبي يجيب اهله و يخطبها
فيحان:علي الحرام شجاع ما انثنى ولا ارتخى صامل بن محمد ، مير وش ذنب الشجاع
عارف:ذنبه انه شجاع
عارف تنهد:اسمع تكفى خلك مع حرمتك انت الاوضاع ان شاء الله
فيحان:زين اي شيء جديد دق علي ، بكره جايكم انا
نطق عارف:على خير
اخذ نفس فيحان يحك رأسه من الخلف و يجلس على السرير و تقدمت لمى تجلس جمبه:الحين خلف يحب وعد ؟ و هي تحبه ؟
فيحان:ابك خلف يعشق التراب اللي تمشي عليه بنت بدر
لمى بصدمه:يمه مو مستوعبه كيف مالاحظنا و ليش ماقالت لنا
فيحان:مهبوله انتي ؟ تقولك ليش تبينها تفضح نفسها بنفسها
لمى:لا يعني حلو الواحد يفتخر بقصة حبه قبل الزواج
فيحان:لا هذي تصير بالمالديف طال عمرك لكن هنيّا مزرعة ال عتيق
لمى:صدق العادات و التقاليد مشكلة
فيحان:شوفيني زوجك الف بنت تتمناني و تزوجتك مو عن حُب و بـ
قاطعته و قامت تنطق:اهم شيء هو مكمّل و واثق
جلست تمسح الميكب و قام فيحان يرمي ثوبه يرجعه للدولاب و ينسدح على السرير يفك جواله و يرسل لخلف بالواتس و ينتظره يرد ، و يدق عليه لكن جواله مقفّل
» موقع الحادث «
كان الحادث على طريق خطّ سفر لديرة خلف ، ماكان بديرتهم كان ماشي بأعلى سرعه و متّجه على خط ديرته و قدّر الله و صار حادثه بهالموقع
بلحظتها وقّفو السيارات و تجمعوا حوالين سيارته اللي انعدمت لكن الشاحنه نجت بأعجوبه و كان عليها مجرد ضربات من ورا
نزلوا الرجال يرددون لاحول ولا قوة إلا بالله
و سأل أحدهم:عايله هم؟ ولا فرد؟
تقدموا يطلعون خلف من السياره و يشوفون الدمّ المتناثر عليه و يتأكدون إذا هو حيّ ولا ميّت
فزّ الرجال اللي شايل خلف و يسمع نبضه و نطق:حيّ حيّ نحمد الله و نشكره دقو على الاسعافات مافي غيره بالسياره
دقو على الاسعافات و جو يشيلونه يسعفونه لـ مستشفى بـ ديرة ال عتيق لإنها أقّرب من ديرة خلف
مرّت ساعات و هو بالمستشفى بالعنايه المركّزه يفحصونه و ينتظرونه يصحى ، وصلت الساعة ٩:٠٠ الصباح
تقدم الدكتور يسأل عن حاله و ردت الممرضه:لازال نفس وضعه ، تعرّض لصدمه نفسيه و جاته كدمات على يديه و الضرر الاكبر على كتفه
تنهد الدكتور:داخل بغيبوبه ؟
هزت رأسها الممرضه بالايجاب:نعم هي تقريبًا فقدان للوعيّ للان مالقينا أسبابها الرئيسية ، لكن و الله اعلم إنه تعرض لضربة قويه على رأسه لكن مافي أي خطر إن شاء الله ، لإن تماكنا النزيف
تنهد الدكتور:باقي جسمه سليم مافي اي كسور ؟
الممرضه:الحمدلله
» سلطانه «
- الساعة ١٠:٠٠ الصباح -
تقدّم بندر عندها:الرحلة تأجّلت للمغرب
تنهدت تسكت و تنتظر بس اللحظه اللي تمشي فيها و ماهي إلا ساعات مرّت و الساعة صارت ٦:٠٠ المغّرب
خرجوا من الفندق متّجهين للمطار معلنين نهاية قصتهم الإثنين ، هيّ كانت حاسه بهذا المصير و حاسه بهذا الشيء لكن ماكانت متوقعه بإنها عروس بشهر عسلها تكتشف بخيانته ، تتطلق بشهر عسلها و تنتهي قبل البدايه
ركبوا الطياره راجعين للديره و رفع بندر جواله على اذنه يتصل على أبوه و ردّ مترك:هلا
بندر:يبه ساعتين ثلاث ساعات بالكثير و حنا عندك
عقد حجاجه مترك يسمّي:وش فيه ؟
بندر:خير خير ان شاء الله ، انتم بالمزرعة ؟
مترك:ياولد لا تخوفني ماحنا ناقصين مشاكل زياده
استغرب بندر:ليه صاير شيء ؟
التفتت سلطانه تناظر بندر و ردّ مترك:الله يعين يارجال ، وش علمك انت ؟ صاير شيء بينك و بينها ؟
تنهد بندر:يوم اجي تعرفون وش اللي صاير
خاف مترك اكثر:بندر ، والله لو ما تكلمت ان مايصير طيّب ! تكلم
بندر:ماحصل نصيب يابوي ، هذا اللي اقدر اقوله و حاول تفهّم امي حنا شويات و جايين
قفل بندر الخط و وسّع عيونه مترك يستغفر
» فيحان «
صحى من نومه اللي كان بالصاله على الكنب و عنده بطانيته التفت لباب الغرفه يستغفر و يتمغّط و فتح جواله يدق على عارف ، ردّ عارف و نطق فيحان:ارحب علومك
عارف:تسألني انت ؟
ضحك فيحان:طيب شحال خلف ؟
عارف:ماعندي عنه خبر اضنه بديرته هالحين
فيحان:يعني تقدر تقول يوصل الليله ؟
هز رأسه عارف بالايجاب:ان شاء الله
فيحان:زين وش الاوضاع ؟
عارف:كل دقيقه عمي بدر ناط عند الحريم يبي وعد ياولد ناوي يكسر راسها يكسسسره
تنهد فيحان:يالله يالله انا شويات و جاي
قفل الخط فيحان و قام للغرفه يفتحها و يشوف لمى جالسه على السرير و تكلّم ، ناظرته و تأففت و بيدها بطاطس تاكله و الجوال قدامها فاتحه مكالمه كام ، تقدم فيحان عندها و اخذ من البطاط و بلعت ريقها تقفل الكام و تنطق:منيره و وعد شويات و جايتكم
التفتت له:كم مره اقولك طق الباب
فيحان جلس على طرف السرير و اكل من البطاط اللي بيده:ذي غرفتي بإي وقت ادخلها
لمى:افرض اني بوضع مايسمح انك تخش ؟
فيحان:اي بخش عشان يصير الوضع مسموح
لمى ضربت كتفه تضحك:كريه المهم فيحان نبي نروح
فيحان:اي انا رايح
لمى:بس بناخذ بدريه و ابتهاج معنا
فيحان:ليه هم يبون ؟
لمى:لا انا العصر صحيت و نزلت تحت لقيتهم بالصاله على التلفزيون يتقهوون و جلست اتقهوى معهم و عزمتهم يجون معنا
فيحان:عزالله ماقصرتي
لمى:اقول يلا ترا قلت لهم بصحيك المغرب و نمشي
فيحان:يالله بتروش و بطلع تجهزي
تجهزوا و خرجوا من الشقه و ناظر فيحان لـ عباية لمى السوداء المُطرزه بالرسومات و تنهد يناظرها تحط الطرحه على رقبتها ، مشو نازلين تحت و دخلوا الصاله اللي كانت بدريه جالسه هي و ابتهاج ينتظرونهم ، قامت ناديه تسلّم على فيحان:ياهلا يا امي يامرحبا
فيحان:الله يسلمك يُمه
التفت ناديه لـ لمى و تقدمت لمى تسلم عليها و سلمت ناديه بدون نفس ، لاحظ فيحان ان امه مو عاجبها ان لمى تطلع بهالشكل و تنهد يسكت و التفت لبدريه و ابتهاج:يالله مشينا ؟
بدريه:اي جاهزين حنا
ابتهاج:حركات بيودينا و هو معرس
ضحكو و نطقت ناديه بحدّه:حتى و هو معرس يخدم خواته ، هذول خواتك مايتعوضون
ناظرتها لمى و صدّت تسكت و نطق فيحان:يالله روحوا اركبوا اتقهوى و اجي
بدريه بسرعه راحت لـ لمى تنطق:وش صاير ؟
لمى مسكتهم و مشت معهم للسياره تعلمهم باللي صاير
جلس فيحان عند امه يشرب قهوه و نطقت ناديه:دامك بالبدايه لا تعوّدها
عقد حجاجه فيحان و نطقت ناديه:اربطها من الحين وعلمها الستر هذي اهلها ماعرفو يربونها
فيحان:لا يُمه مو ناقه أربطها
ناديه تأففت:يالخبل لو ماقوّيت عينك عليها من الحين متى بتقوى عينك ؟ لاتخليها تطمع بك من الحين
فيحان:على خير ان شاء الله على خير
ناديه:اليوم قبل بكره علّمها على النقاب  و شف عند خواتك درزن نقابات خذ منهم و عطها ولا اشتر لها جديد ، و العبايات و النقوش هذي بلاها ماحنا ناقصين فضيحه باللّه وشهو منظري قدام جاراتي يوم ينقال والله هذي لمى مرت ولد ناديه فيحان ! أخييييه والله أخيييه ياسواد الوجه
فيحان قام:يصير خير يُمه ، يالله انا ماشي
ناديه:الله معك ياوليدي اسمع هو انت دريت للي جرى ؟
فيحان:من علمكم ؟
ناديه:دق عمك وافيّ على ابوك و انا عنده و علمه بكل شيء
فيحان:ماعرفتو الموضوع كله ؟
ناديه:مدري مير اسبقونا و حنا جايين بعدكم 
هز رأسه بتفهم يقبّل رأسها و مشى للسياره
لمى كانت تقول لبدريه و ابتهاج اللي جرى و وسّعت عيونها إبتهاج بصدمه:ييمممممه ! قسم بالله سلطانه حذّرتها
بدريه التفتت لها بصدمه:انتي تدرين ان وعد و خلف بينهم شيء ؟
ابتهاج:علمتنا بس ماكان بينهم حب
بدريه شهقت:يويييلي و ليه توي ادري ؟
لمى:المهم صار اللي صار و منيره و البنات ماسكين وعد عندهم حالفين مايطلعوها لابوها و ابوها منجن جنونه يبي يزوجها سعود
وسّعو عيونهم بصدمه و شهقت بدريه:سعووود ؟ سعععود ياعمي سععود ؟ الله ياخذذذه
ابتهاج:محد فينا يدانيه و اولنا وعد وشلون يجبرها عليه ؟
بدريه:لو انه احد ثاني راضيين لكن سعود الواااطي ؟ لا و معصي
ابتهاج:مستحيل توافق
جا فيحان يفتح باب السياره بإستعجال و ركب و هو يتنهد و ماتكلم ، لمى كانت جالسه جمبه و ناظرت لوجهة و سكتت من حست انه متضايق عشان خلف خويّه ، حرّكوا السياره متّجهين للمزرعه
، دخلت ناديه على مترك بالغرفه و شافته تو يقفل المكالمه من عند بندر و تشوف الجوال لازال على اذنه و استغربت:دقيت على بندر ؟
بلع ريقه مترك يهز رأسه بالايجاب:دقيت
ناديه جلست عنده:و عسى خير شحالهم ؟
مترك هز رأسه بالنفي:كل خير كل خير ، جهزتوا نرجع للمزرعه ؟
تنهدت ناديه:نرجع بعد المصيبه اللي صايره ؟
مترك:كذا ولا كذا راجعين راجعين
ناديه:بدريه و ابتهاج تراهم راحوا مع فيحان
مترك:الحمار هذا راح ؟
ناديه:اي راح شيسوي بعد ، خلف خويّه
مترك تنهد يستغفر:هذا عريس المفروض يقعد مع حرمته 
ناديه:الشكوى لله
» وعـد «
كانت جالسه عند منيره و مناير بالغرفه و تهوجس بتفكير و مو قادره تتكلم من التعب لإنها قضّت ليلها كله بالبكاء و الخوف ، ما ارتاحت ولا ذاقت هنّي النوم و ماتدري وش اللي جرى لخلف و اللي تتذكره صرخته يوم قالها بأعلى الصوت قدامهم كلهم " البنت ليّ ! " دفنت وجهها بين رجولها تبكي مره ثانيه خوف عليه هو و وش اللي صار له ، اصبح الوصل بعيونها مُحال و ايقنت بعد كلام ابوها ان مصيرها مع سعود لإنها تعرف ابوها مايقول الكلمه إلا و يسويّها
» عتيق «
كان جالس بالمجلس و نادى عارف و تقدم عارف جمبه:سم
عتيق:وش صار عليه ؟
عارف:خلف ؟ لهالحين ياجدي ماعندي علم
تنهد عتيق:انت تعرف ليه راح؟
عارف:ايبالله انه اخذ سيارتي ياجدي ناوي يجيب جدّه و يخطبها
عتيق:انت خويه يا عارف و انت ادرى به
عارف حط يده على رقبته:جعلها القص ان خلف بري من كل شيء و انه صادق و انه يبيها بالحلال
عتيق:و وش ودّاه ورا البيت ؟
عارف:طيش و لقافه ، ماودّه يقدم و ينرفض وده يعرف رايها
عتيق:بس هذا سبب مجيّه ؟
عارف:اي علي الحرام ياجد ان هذا السبب الوحيد ولا فيه غيره ، لو انه ناوي الحرام كان سواها من زمان لكن هذا خلف ياجد ، حتى هرجهم صار و بينهم جدار و شباك لاهو مسّها ولاهي مسّته
عتيق:مايلحقني شك به لكن اللي سواه جاب لنفسه العار و البنت معه
بلع ريقه عارف:ماهو عار ياجدي ليه عار و هو ماسوى شيء غير انه بغى يعرف رايها قبل لايقدم
عتيق هز راسه بتفهم:ماودي اناطح بدر ، ولا ودي ادخل بينه و بين نصيب بنته و ان كان خلف صادق و ان كانه رايح يجيب اهله ماهو هاج ، عزالله بحتريه و ان جابهم و جا ؟ البنت حليلته من عندي أنا
عارف انصدم:يجي يجي خلف شجاع و ماهو جبان عشان يهج
عتيق هز رأسه بتفهم يحك دقنه و يناظر للأرض بتفكير
قام عارف من سمع صوت السياره و وقف يشوفها سيارة بندر !
عقد حجاجه و مشى بندر يطلع من المزرعه ، التفت عارف يشوف سلطانه اللي دخلت البيت ، فرك عيونه يحاول يوعّي عقله انه مايتوهم ، التفت لجده ثم صد يطلع لعند الحريم و يدق الباب ينتظر احد يطلع يشرح له اللي صاير
دخلت سلطانه داخل و كل الحريم كانو بالصاله مجتمعين جالسين ، فزّت كوثر و طاح الفنجال اللي بيدها و انكسر ، شهقو الحريم من شافو سلطانه دخلت و منزله نقابها بيدها و الطرحه على رقبتها و تبكي
كوثر مشت بسرعه لها تحضنها:يُمه بنتي يُمه
بكت سلطانه تحضن امها و تشاهق بـ قهر و خوف ، طلعو مناير و منيره و وعد من الغرفه على الصوت و انصدمت وعد تتقدّم لها و تمسك سلطانه:سلطانه؟ سلطانه؟
كوثر جلست و جلست سلطانه قدامها و هي تبكي ولا راضيه تترك امها ولا تتكلم عن اي شيء
إرّديس كانت جالسه تناظرهم و بيدها فنجال القهوه اللي تركته بارد و هي تناظر بصمت
كوثر:يايُمه يابنتي تكلمي وش يبكيك وش صاير؟ بندر وينه و ليه وش اللي صار؟
عزيزه:خلاص خلاص ياكوثر خليها ترتاح و نعرف السالفه بعد ماتهدا
جلست وعد جمب سلطانه و البنات و كوثر اللي مافارقتها و متمسّكه بيديها و مميّله سلطانه راسها على كتف امها و هي تشاهق بصوت خافت ولا هي راضيه تتكلم و تقول لهم شيء
عارف كان واقف برا و طق الباب مرتين ولا استجابو له و كل اللي يسمعه انهم مصدومين و يسألون عن حال سلطانه ، ضاق صدره و اخذ نفس يحاول يريّح قلبه اللي ماهدا من خوفه على اخته ، ولا ارتاح لبندر اللي طلع بدون تفاهم
التفت من شاف سيارة فيحان وقفت عند باب البيت و نزل فيحان له مستعجل:وش العلم؟
تنهد عارف و التفت يشوف لمى و بدريه و ابتهاج اللي نزلوا و جو بيدخلون ، دخلت لمى و ابتهاج و الاخيره بدريه و نطق عارف:تكفين
التفتت بدريه له و نطق:سلطانه
عقدت حجاجها بدريه:هاه ؟
عارف تكلم بسرعه و بعصبيه:سلطانه جوا علموني وش بلاها
استغربت بدريه تدخل بسرعه بخوف و إستغراب
حك دقنه عارف بتوتر و التفت لفيحان و نطق فيحان:ولد عيّن خير
عارف:اعيّن خير و هو جايبها يرميها هنا و ماشي؟
فيحان:بندر ؟
عارف:نزلها راح مدري وين راح 
فيحان عقد حجاجه:هذول ماهم ب دبي مدري شسمها ذي؟
عارف:و النيّه شهر كامل مير وكاد صاير شيء
تنهد فيحان يستغفر:اركب اركب نروح وراه نشوف وش علمه
عارف:ماعاد يمديها شكله تعدّا الخط
طلعت كوثر:هلا يُمه عارف
عارف:يُمه انا طالبك وش علمها سلطانه وش فيها ؟ اقسم بالله ان مخي صكّني يوم سمعت صراخكم وش العلم وش اللي صاير؟
كوثر تنهدت و خاف عارف من ملامح امه و خوفها و دموعها و نطق:تبكين يا ام عارف ؟ افا
كوثر هزت رأسها بالنفي تمسح عيونها:جتنا تبكي ياعارف ولا ادري وش اللي صايبها ، و نسألها ولا ترد
عارف وسّع عيونه و تنهد فيحان يروح عنهم للمشب ، نطقت كوثر:و بندر راح مدري وين رايح ولا ادري وش سالفتهم
عارف:لعنةٍ تلعنه !
كوثر:استغفرالله و اتوب اليه اهدا و انا امك ماتدري وش العلم كله
عارف:العلم انه واطي و حيوان ولا وشلون يبكيها و يرميها و ينقلع !
كوثر توترت:وط صوتك ياعارف خلنا نفهم السالفه
عارف:معصي ، مايسوي كذا الا الرخمه
قاطعهم سيارة عمه مترك اللي وصل و معه زوجته ناديه و نزلوا ، تنهدت كوثر اللي واقفه ورا الباب و رفعت شالها على راسها و مسكت ذراع عارف تشد عليه:عمك جا عمك جا ياعارف انتبه لايزل لسانك
عضّ على اسنانه عارف بغضب و التفت يشوف مترك نازل و جاي له ، لاحظ مترك جمود وجه عارف و ملامحه اللي إحّتدت و حسّ انه عرف الموضوع و تنهد مترك يمسك ذراع عارف:تعال ياولدي تعال ، عيّن خير و اذكر الله
تنهد عارف يحاول يرخي اعصابه و مشى مع عمه للمشب عند جده عتيق
دخلت ناديه مستغربه و ناظرت لكوثر:ويش فيه ؟ وش به وجهك يا ام عارف ؟
كوثر تنهدت:ادخلي ادخلي
دخلت ناديه و وسّعت عيونها بصدمه من شافت بدريه و لمى و البنات مجتمعين عند سلطانه اللي تبكي و راسها مميلته على كتف وعد و تمسح دموعها ، مشت ناديه بإستعجال تمسك وجه سلطانه:ياويلي ! ياويلي سلطانه ؟ ويش فيه وش اللي صاير ؟
إرّديس ناظرتها و تنهدت تستغفر:جت جت المهوّله الله يعين
ناديه جلست قدام سلطانه:ويش فيه ياسلطانه اهرجي
بدريه:يُمه ماهي راضيه تنطق حرف من جت خليها تهدا شوي و نفهم السالفه
تنهدت ناديه تتركها و راحت لكوثر اللي واقفه بقل حيله و همست ناديه لها:وش العلم؟ و بندر وينه ؟
كوثر:علمي علمك و انا اختك قرطها عندنا و راح مدري وين ولّى
تنهدت ناديه:ياويلي وش هالمصايب لاحول ولا قوة إلا بالله
» عارف «
مسكه عمه و وقفوا عند باب المشب و همس مترك:اسمعني و انا عمك ، اعرف غلاة سلطانه عندك و انت تعرف بغلاة بندر عندي
عارف هز رأسه بالإيجاب و هو ساكت ، شدّ مترك على ذراع عارف:لايدخل بيننا الشيطان و انا عمك اختك مانكتب لها نصيب هي و بندر
وسّع عيونه عارف بصدمه يناظر و نطق مترك:هذا نصيب ياولدي ماهو لا بيدي ولا بيدك ، ولا هو بيد سلطانه ولا بندر
بلع ريقه عارف بصدمه ماهو قادر يستوعب كل هالصدمات المتتاليه عليه و الحمل الثقيل اللي يشيله على متونه ، زاد همّه همين همّ رفيق عمره و هم شعر وجهة اخته ، عضّ على اسنانه يغمض عيونه يستوعب و تقدم مترك هزّ ذراع عارف:بندر راح يجيب ورقة الطلاق
عارف التفت له بسرعه و نطق:و وش الاسباب ؟ النصيب نصيب لكن مافيه شيء بدون اسبابه
مترك:هو اكيد فيه اسباب مافيه شيء يجي بليّا سبب لكن الاسباب كلها تلحق النصيب و ما جت هالاسباب الا عشان نصيبهم لبعضهم ماهو كاتبه ربي و ربك
عارف صدّ عنه ينطق:زين زين
مترك:عيّن خير و انا عمك لين نفهم الموضوع
دخلوا داخل عند عتيق و ابو عارف و ابو سعود و سعود و فيحان
نطق عتيق:بدر وينه ؟
وافيّ:راح للديره يبي ينجز له شغله و يجي
فكّ عارف ياقة ثوبه يناظر السقف بتفكير ولا هو مرتاح
نطق ظافر:السياره اللي جت مشوين هو بندر ؟
مترك:هالله هالله بندر
عقد حجاجه وافيّ:عسى خير ؟ ماهم بشهر عسل ب دبي ؟
تنهد مترك يصد:الله يعلم الخافي
وافيّ وقف:هو جاب سلطانه ؟
وقف عارف مع ابوه بسرعه و وقف مترك:عيّنو خير
وافيّ:متى جابها ؟
عارف صد و نطق ظافر:العلم وشنهو يارياجيل ؟
عتيق:اذكر الله و اجلس انت وياه
تنهد مترك يناظر وافيّ اللي مصدوم و يناظر للباب بجيّة سيارة بندر اللي نزل منها و دخل عندهم
تقدم وافيّ قدامه و ناظر للورقة اللي معه ، رفع انظاره وافيّ له و تقدم عارف جمب ابوه و تنهد بندر يمد الورقه لوافيّ
عارف مدّ يده و سحب الورقه منه و رفعها بوجه بندر بعصبيه:وش ذي ؟
بندر سكت و تقدّم عارف قدام بندر يرفع الورقه بوجهه و يعلّي صوته:وشنهي رد ؟
صدّ وافيّ يستغفر و مسك كتف عارف يهمس له:عيّن خير و انا ابوك
بندر رفع انظاره لهم و نطق:بنتك ياعمي طالق بالثلاث ، مالله كتب بيننا
شدّ عارف على الورقه و تقدّم يمسك بندر مع ياقة ثوبه:وش تقول انت ؟
قامو كلهم و تقدم فيحان يمسك عارف:عين خير يارجال
عارف رمى الورقه بالارض و فسّر يدينه و تراجع بندر ، التفت وافيّ يجلس على المركه و يحط يده على جبينه و يهز رأسه بالنفي ولا هو قادر يستوعب اللي يصير
فيحان مسك عارف بسرعه و طلّعه برا:ياولد ماحنا ناقصين اركد انا طالبك
عارف عضّ على شفايفه:موصييييه انا موصيييييه انا
فيحان:ماعليه يارجال اذكر الله
عارف:بكّاها
فيحان بلع ريقه و نطق عارف:ابك بكّاها يارجال فكني عليييييه
فيحان شد على ذراعين عارف و صرخ بوجهه:ياحمااار قبل تسوي شيء تذكر المصايب اللي حنا فيها نلحق على وش و نترك وش ؟ النار قابعه بليّا تبي تزيدها انت ؟
ارتخى عارف يركي كوعه على ركبته و يمسك رأسه يهز رأسه بالاسف ، نطق فيحان:بالنهايه ذا نصيب تبي تمسك النصيب و تشنقه و تقعد تمحطه عشانه وقف بوجه اختك و بندر ؟
عارف تنهد و كمّل فيحان:عيّن خير و اذكر الله و رح اسمع العلم من اختك و افهم الموضوع زين و ان كان لك حق بيجيك و انا اخوك
اعتدل عارف بجلوسه يسند ظهره على المرتبه و ياخذ نفس يهدّي حاله:يصير خير يصير خير
» بندر «
جلس عند ابوه و طلع سعود و مابقى بالمجلس إلا عمامه و التفت عتيق له ، نطق ظافر:وش تحتري يابندر انطق قل شيء
بندر تنهد ينطق:اسبابٍ واجد و ما توافقنا
وافيّ ناظره:وش الاسباب مابكم عيوب لا انت ولا هيّ
بندر عضّ على شفايفه هو مغتّل على عارف اللي تهجّم عليه ، التفت عتيق له و نطق:قل السبب ياولدي لا تستحي قله ايًا كان
بندر:الاسباب ماودي يعرفها الا ابوها
تنهد وافيّ و وقف:امش قله
بندر وقف يتبع عمه
ظافر:ماعليه تفاهمو بينكم و عسى الله يحلّها
طلع بندر و وافيّ و لحقهم مترك اللي وقف جمب وافيّ و نطق بندر:بنتك ياعمي مدّت يدها و انا ماني قصير ذراع ولاني رخمه تجيبه و توديه
وسّعو عيونهم بصدمه و نطق مترك:افا !
تكتف وافيّ يناظره:افا و انا عمك
مترك:كان حليتوها بينكم بس ماتوصلها ل الطلاق يابندر ، موضوع مثل هذا ينحل بالتفاهم
بندر:ماعديتها نفس ماعديت الاوله
عقد حجاجه وافيّ:و وشهي الاوله ؟
بندر صد عنه و تقدم وافي:انطق ، وشهي الاوله ؟
بندر:تدّعي ان عندها عذر شرعي و هي تصلي بالخفا
مترك تنهد يستغفر و التفت لوافيّ اللي عجز ينطق كلمه بعد كلام بندر و سكت يمشي من عندهم متَجه للحريم ، مترك:كان مشيتها و قلت اسباب ماهب لازم اذكرها
بندر:رصّيتو علي
مترك هز رأسه بالاسف:و سلطانه سوت كذا عبث ؟ مانت متعرض لها انت ؟
بندر صد:حتى لو اني مسوي شيء كايد ماتمد يدها على رجلها
مشى يتبع عمه وافيّ لعند الحريم
» سلطانه «
جلست بالمجلس مع امها اللي تحاول فيها تنطق و تقول شيء و هي رافضه تتكلم و ساكته ، طق الباب وافيّ و وقفت ناديه ورا الباب:من
وافيّ:يا ام بندر ودي سلطانه وينهي
ناديه:سلطانه بالمجلس ، بندر اللي وينه ؟
وافيّ:وراي ، شوفيلي درب ابي اروح لها
ناديه:فوت فوت مافيه احد
دخل وافيّ متجه للمجلس و وقفت ناديه عند الباب تتكلم مع بندر و علّمها بالاسباب اللي خلّتها تعصب و تتنرفز بغضب
دخل وافيّ على سلطانه و كوثر و سكر الباب وراه و جلس جمب سلطانه و قبّل رأسها:وقفي بكى و انا ابوك
سلطانه زادت بكاء تهز رأسها بالنفي و تميّل راسها على كتف امها و تغطي وجهها بيديها ، وافيّ مسك يد سلطانه:يابنيتي قسمه و نصيب ، لاتبكين لاتكسرين ابوك
سلطانه شهقت من بكائها تنطق:ااااااخ
مسكتها كوثر:بسم الله عليك ياحبيبتي بسم الله عليك
تنهد وافيّ و قاطعهم ناديه اللي دخلت تفتح الباب و عليها عبايتها و الطرحه رافعتها على نص وجهها عشان وافيّ ، بدون مقدمات ناظرت لسلطانه و نطقت:ياحسافة هقوتنا بك يا سلطانه
تنهد وافي:اذكري الله يا ام بندر
ناديه:الف من ذكره ، لكن اللي سوته بنتك ماينسكت عنه !
كوثر وقفت:وش هي مسويه سلطانه ؟
ناديه:وش مسويه ؟
رفعت ورقة الطلاق ناديه تمدّها لكوثر ، تقدمت كوثر تاخذ الورقه و تقرا و اعتلت الصدمه وجهها من شافتها ورقة الطلاق الرسمّي ، رفعت انظارها لسلطانه ثم صدت تناظر ناديه:طلاااق !
وافيّ:ياجماعة الخير اذكروا الله
ناديه:بنتك ماتستحي ولو بها ذرة حيا مـ
قاطعتها كوثر اللي رفعت سبابتها بوجه ناديه:احترمي عمرك يا ام بندر دامنا كاسرين الشر و ساكتين ، لا تطرين حيا بنتي سلطانه مافي مثلها
ناديه رفعت صوتها:ما تمد يدها على رجلها الا السفيّه اللي مالقت من يكسر عينها
انصدمت كوثر تسمع كلامها و التفتت لوافيّ ، وقف وافيّ:العنو الشيطان
كوثر ناظرت لناديه:سلطانه ماتمد يدها
ناديه:ماتمد يدها ؟ يعني يبي يتبلا عليها الرجال ؟
كوثر:ايه جايز انه يتبلى سلطانه بنتي و تربية يدي
ناديه التفتت لسلطانه:اهرجي قولي لهم
وافيّ ناظر سلطانه:ياسلطانه ، جاوبيني هو انتي مديتي يدك عليه ؟
سلطانه مسكت راسها من الصداع و الصراخ ، نطقت كوثر:ياسلطانه انطقي هو انـ
قاطعتهم و هي ترفع راسها و تنطق:ايبالله مديتها
وسّعت عيونها كوثر تناظرها و نطقت ناديه:عرفتي تربية بنتك ؟ هذي الدره اللي مافي مثلها ؟ لاعزالله ماتستاهل بندر
سلطانه صرخت:و هو ماقصّر !
رفعت شعرها و بيّنت طرف وجهها اللي عليه كدمه و أشّرت بـ غضب:هذي مننه !
و أشرت على طرف رجلها اللي فيها جرح:و هذي منننه !
كوثر انصدمت تتقدم و تسمّي عليها و نطقت ناديه:ماتوصلك المواصيل تمدين يدك على رجلك و المره السنعه تصبر على رجلها ماتقعد تناطحه
سلطانه هزت رأسها بالاسف تمسك راسها و تبكي و لازالت ناديه تهاوش و نطقت:قعده ماحنا بقاعدين
مشت من عندهم و التفتت تشوف البنات واقفين كلهم مجتمعين عند الباب و سمعوا كل شيء ، أشَرت ناديه على بدريه:نادي اختك و اركبن السياره
عقدت حجاجها بدريه:يُمه وين ؟
ناديه:اخلصي انتي وياها اركبن بسيارة بندر هذاهي عند الباب موقّفها
وافيّ حط يده على ركبته يناظر للأرض:لاحول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله
كوثر:ياويل قلبي يابنيتي عسى يده الكسر السافل
بدريه و ابتهاج مشو مع امهم يركبون السياره بعدم فهم للي يصير و ركبت ناديه تقوله:امش للبيت
بندر:و ابوي ؟
ناديه:ابوك مهب تارك امه لاتزعل عليه عجوز قريح ، امش اعجل لايمسكنا يرجعنا انا لايمكن اقعد دقيقه وحده مع النسره هذي ، ماهي شايفتك شيء تمد يدها عليك جعل يدها الكسر
بندر تنهد:يايُمه الموضوع مـ
قاطعته ناديه:اقولك امش بلاها هرجٍ ماله سنع امش انت تسمع ؟
بندر تنهد يحرّك السيارة و مرو من عند فيحان و عارف اللي واقفين عند سيارة فيحان و يناظرون لهم ، و مشو بندر و اهله طالعين من المزرعة
عارف ناظر له بسخريه و صد يستغفر ، نطق فيحان:قنبعت ياولد اهلي راحوا
عارف:هي ماقنبعت و بس هي تقابعت و تلاعنت
مشى عارف يدخل عند الحريم عند ابوه و امه و شاف سلطانه اللي جالسه بينهم تمسح دموعها ، شافته سلطانه ونزلت خصله من شعرها تغطي الكدمه عشان لا يشوف عارف
عارف جلس يناظرهم:وش اللي صار
كوثر:تخبر ناديه و تجمهرها و تهوّلها ، شلون عاد اكبر عيالها تقوم و تقعد عشانه
عارف:تعقب هي وياه
رفع انظاره وافيّ له و نطق:ولد ، عيّن خير بس
عارف:وشهو مسوي طويل الذراع ؟
وافيّ:ماصار شيء مشكله و انتهت ولا عاد تفتحون السالفه ، نصيب
عارف ناظر له و نطق:بندر مشى من المزرعه هو و اهله
تنهد وافيّ:الله يعين مردّه يطيح الحطب اللي براس امه و تعوّد ، مترك ماهو مخليهم
كوثر:لا خلها و عساها ماتجي
مرّ الوقت لين منتصف الليل و نامو الناس ماعدا وعد اللي قامت تطلع للمطبخ و تناظر لـ الشباك و المكان ، نفسه المكان اللي جمعهم و انزرع فيه حبهم
إجتمعت الدموع بمحجر عينها من تذكرت اول لقى لهم بهالمكان ، و اول فراق لهم بهالمكان ، هزت رأسها بالاسف تتقدّم للشباك تناظر للمكان اللي كان يوقف قدامها فيه و يحاول يضحّكها و يسعدها و همست بدون وعي منها:
ياواحدٍ غطّى على الكل طيبه .. من بين هالعالم خذا كل كوّني
،
ما أنصدمت من نفسها كثر ما حزنت إنها قدرت ترتبّ لو بيت من صميم قلبها ، نطقت بحرقة:يااارب عجّل بجيته
بكت تشهق و تمسح دمعتها تناظر المكان و الذكريات ، استوّجعت شعورها و هي واقفه بهاللحظة بدونه ، بقت بالمكان اللي جمعهم و هو غابّ
حطت يديها على الشباك تناظر للباب ، بعد ماكانت تشوفه يجي بمبسّمه و يحاول يسمعها عذب حكيه و يضحكها صارت تتمنى مجيّه و وقفته لو انه واقف بدون صوت ، تبي ترتاح
ماحسّت بعمق شوقها له إلا يوم هلّت دموعها ورا بعضهم تبكي و تفتقده ، حسّت بحالها إن هالشخص له مكان عظيم بقلبها ولا هو مثل غيره ، و انبهرت من روحها يوم نطقت بيت عبّرت مكانة خلف من بين كل الناس
دخلت لوهله سلطانه للمطبخ و شافتها و سكرت الباب وراها ، مسحت دموعها وعد و تقدمت سلطانه:شفت امي نامت و طلعت ، كنت ابي اجيك
وعد ناظرتها و تقدّمت سلطانه توقف جمبها و التفتت سلطانه تناظر الشباك و المكان ، تنهدت سلطانه من شافت وعد تصد عنها بدموعها
همست سلطانه:حذرتك
وعد هزت رأسها بالنفي و مسحت دموعها تبكي:ابيه سلطانه
سلطانه:راح
وعد بكت أكثر:أبييييه
سلطانه:ليه ماقلتيها له من زمان ؟ زاد غلاه ياوعد يوم راح
وعد:والله ان حبّه تفجّر بي يوم راح
التفتت وعد: يوم سمعته من بينهم يصرخ بأعلى صوته انه يبيني
مسحت دمعتها وعد:سلطانه هو حاول ، جا يبي يعلمني جا يبي يقول لي
أشَرت وعد على المكان:و دخل ابوي و هو لازال واقف بكل صلابه ولا رضخ ياسلطانه هو يبيني هو صااادق
سلطانه:خلف رجّال مايلحقنا شك به
وعد:هو ويييينه
سلطانه:سألت عارف عن السالفه و قالي
وعد التفتت بـ لهفه و نطقت سلطانه:يقول انه اخذ سيارة عارف قبل امس و راح يبي يجيب اهله و يخطب
وعد:اسألك بالله ؟
سلطانه:جدي يقول لو انه جا و جاب اهله و كان صامل ماهو لعّاب و ما شرد ، انتي له
وسّعت عيونها وعد:وتعرفون وينه ؟ وصل ولا ماوصل ؟
سلطانه رفعت اكتافها:محد يدري وش صار عليه للحين
بلعت ريقها وعد:و أبوي ؟ و سعود يا سلطانه ابوي محرّم
سلطانه:مردّه يرضخ ياوعد ، جدي لاقام قام لابدر ولا غيره يوقف قدامه
وعد:و اذا ماجا ؟
سلطانه:اذا ماجا يعتبرونه منحاش عن الفضيحه
وعد:معصي هو قالها بلسانه و وعدني بلسانه ياسلطانه
تنهدت سلطانه تحاول تطبطب على وعد
» اليوم الثاني «
- المغّرب -
كانو جالسين عتيق و عياله بالمشب ، دخل بدر اللي جا من بيته و نطق:اسمعوني يالربع
عتيق:اصبر ، يا مترك
التفت مترك له:سم يُبه
عتيق:وش علم اهلك انت رديتهم ؟
مترك:مردّهم يرجعون ماعليه
تنهد عتيق و نطق بدر:يا اخوي يا ظافر
ظافر التفت له و نطق بدر:ولدك سعود خطب وعد بنتي ، و عزالله اني موافق
ظافر:اي سمعته ، لكن انا يهمّني رايها هيّ يا بدر
التفت عتيق له و نطق بدر:تبشر و ان كانك تبي رايها اوديك لها و تسمع الموافقه منها
عتيق:ماهي موافقه
بدر عضّ على اسنانه يلتفت لابوه و نطق عتيق:خلف ودّه البنت يا بدر
بدر:لاتطريه يا يبه ! هذا كذب علينا بنظره و طلع نظره سليم ويشوف و رايح للبيت من وراه ، الله اعلم من متى راد و حنا مخلينه عند حرمنا
تنهد عتيق و نطق بدر:ولد عمها اولى
ظافر:الله يهداك يبه وش اللي تقوله ؟ تبدّي الغريب على القريب ؟
عتيق:لو ان خلف غريب ماقلته ، خلف منّا و فينا
تنهد بدر:الختاله ماهم منّا
عتيق:سوء فهم و مهو بختاله ، بعدين انت وياه اي ختاله و هو تارك عندنا امانه و رايح ؟ لو انه ناوي يهج كان ماترك حلاله و نياقه و مشى
ظافر حك دقنه و نطق وافيّ:صدقت يابو ظافر عزالله انك جبتها لو انه فعلا هاج ماكان نسى حلاله
ابتهج عارف بداخله و ارتاح من كلام جده ، رغم انه مرتبك من كلام عمه بدر وإصراره لكن كان يحاول يسحب اي خيط امل يريح باله
نطق بدر:يبه لا تدخل بيني و بين بنتي و نصيبها ، بالزواج انا اللي اوافق و انا اللي ازوّجها
عتيق:طيب عندي لك شرط وحيد و ان كانك وافقت عليه الامور تنحل
بدر:اسلم
عتيق رفع اصابعه الثلاثه و نطق:ثلاث أيام زود على الثلاث هذي ، ان ماجا خلف و ما جاب اهله و خطب البنت فالبنت بين يديك و زوجها اللي تبي
بدر ارتخى تتلاشى ابتسامته بخوف:واذا جا تبي اخلي بنتي تعرس عليه ؟
عتيق:الف و نعم ، خلف ماله مثيل و نيته طيبه مير انت ماتتفاهم
بدر لـ لحظه سكت و نطق:تم ، ثلاث ايام ولا لها رابع و ان كانه ماجا البنت لولد عمها
بدر قال هالكلام و هو يعرف نفسه حتى لو جا خلف مستحيل يزوجها اياه و ناوي يزوجها سعود بكل الحالتين لكنه ماحب ينفي شرط ابوه
عتيق:على خير نحتري ثلاث ايام بس
» لمى «
كانت بالشقه هي و فيحان و بالصاله على جوالاتهم ، نطق فيحان:جيعان يامسلمه
لمى:اهلك تحت رح جب اكل و جبلي معك
فيحان قام و نزل و شاف امه بالصاله و نطق:يُمه هو فيه من غداكم شيء ؟
ناديه:و اللي عندك شحضرتها ليه ما تشتغل لك ؟
فيحان ضحك بتسلك:يايُمه تخبرين عروس و ماودي من بدايتها طبخ و حوسه
ناديه استغفرت تقوم و تحط الباقي من المكرونه و اعطته و راح فوق و دخل الشقه يضحك بحماس:ابشري بالغدا
ضحكت لمى:وناااسسسه جبت؟
جلس و فرش السفره و فتح الحافظه:و مسخن بعد ياسلااام
فسّر يديه و جلس تربع و جلست لمى قدامه و اعطته ملعقه و اكلت هي وياه ونطقت لمى:يممه الطعم يهبببل
فيحان:تشوفين ؟ ادببررك انا
لمى:رووعه صراحه
لوهله دق جوال فيحان و رد:هلا عارف
بدا عارف يقوله اللي جرى و الشرط اللي صار بين الجد و عمه بدر و شهق فيحان:اسألك بالله
عارف:يارجال والله ان ودي اروح اشوف وش علمه طوّلها ثلاث ايام ياولد وش تاليها ؟
فيحان:اسمع اخاف تتدبل ست ايام مو بس ثلاثه ، حاول ب جدي قله نروح لديرة خلف ، لإن خلف مايهج كلنا نعرفه
تنهد عارف:ايبالله غير اقوله
مرّ اليوم هذا كله بلمح البصر ولا فيه إي حسّ لخلف ولا خبر ، و لازالت وعد على نفس موعدهم بنص الليل تطلع للمطبخ و تضلّ واقفه عند الشباك على طرف أمل يجيّ و تنعاد ذكراه ، خصوصًا بعد ماوصلها شرط جدها و عرفت ان الموضوع صار بيد خلف و ان جا انحلّ كل شيء و ان ما جا ينتهي كل شيء ، ضلت واقفه تدعي مجيّه و تتمناه
» اليوم الثاني «
مرّ كله ولا فيه خبر عن خلف ، كان عتيق جالس بالمشب و جمبه عارف و همس لعارف:فيه خبر عنه ؟
عارف هز رأسه بالنفي:لابالله و حتى جواله مقفل
تنهد عتيق و نطق عارف:ياجدي لا نظلمه انا طالبك ، قل لعمي بدر يكنسل اليوم الثالث و يخلينا نروح لديرة خلف
عتيق:نروح لديرته ؟
عارف:اي نعم نروح و نشوف العلم زين وشنهو
تنهد عتيق و التفت لبدر و نطق:يابدر
بدر:سم
عتيق:عندي شور و ابيك تسمعه ، ماودي ثلاث ايام خله يومين لكن بشرطٍ واحد
ضحك ظافر:يامكثر شروطك يابو ظافر قلها من الاخر هو انت تبي سعود ولدي ولا ماتبيه ؟
عتيق:سعود رجال و نعم به لكن ماودنا نظلم حقوق غيرنا و انا ابوك
تنهد ظافر و التفت عتيق لبدر:ديرة خلف وجهتنا
بدر وقف:معصي اخطي خطوه هناك معصي
عتيق:عساك ماخطيت ، رايح انا و عيالي و اللي يبي من الحريم يجي عشان يرحن عند عمته يسألن عنها
وافيّ:إم عارف ماهي مقصره ان شاء الله
عتيق:و معها وعد
بدر التفت لأبوه و سكت و نطق عتيق:ان كان خلف عندهم بنسأله وش اسباب قعدته و ان ماقتنعنا مشينا و زوجناها لولد عمها
بدر:واذا ماهو عندهم ؟
عتيق:نعرف انه أنحاش و نزوجها ولد عمها
بدر تنهد يمسك على قبضة يده و يحاول يهدا ، نطق وافيّ:متى نمشي ؟
عتيق:الليله ، و نوصل بكره
وافيّ قام:على خير
توجه وافيّ لعند كوثر و علمها بكل شيء و وافقت تروح و سلطانه تبي تجي معاهم و ماتبي تترك وعد لحالها
مرّ الوقت و تجهزوا و وعد اللي قلبها قارصها بنفس الوقت متلهفه و كلها امل عنده عذره و انه عند اهله ، تتمنى من كل قلبها ترجع وقلبها مسرور

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن