» خلف «
وقف ظافر السياره يوم وصلو المزرعه و نطق:يالله نزلنا
فتحو البيبان و نزلو و تحرّك خلف ببطء و بعدم شغف و سحب رجله لين حسّ انه دعس على القلاده ، استغرب يناظر و انحنى ظهره ياخذها و وسّع عيونه بصدمه من شافه نفسه السلسال اللي كانت وعد لابسته !
ناظره بتأمل إنه نفسه اللي شافه على عنقها لابسته و كان لامع جذّاب مريح للعين ، احتار و امتلى بداخله أكثر من سؤال ، كيف و ليه و متى ركبت وعد بسيارة سعود و ليه سلسالها موجود ؟ بلع ريقه يقاطعه عتيق:ياخلف
رفع راسه يناظرهم و اخذ السلسال يحطه بمخباة ثوبه و ينزل من السياره يسلم عليهم يخفي علامات الصدمه اللي ترسّمت بملامحه بسبب السلسال لكنه قدر يسيطر على وضعه و يطمنهم إنه بخير
دخلوا الرجال المشب يجلسون و يتبادلون الحديث و نطق عتيق:كلها كم يوم و ان شاء الله يرجع بدر و بنته و نرتاح و نستانس ، تهّووون تشوفون ؟ ماعسّرها الله إلا لانه بييسّرها
مترك ناظر لخلف:الحمدلله ياولدي كإن نظرك تحسن ؟
خلف رفع راسه له ينطق بتوتر خفيف:الحمدلله تحسن لكنه لازال ضعيف مهب نظر انسان طبيعي
وافيّ:يابن الحلال حتى لو انك تشوف الدرب مغبّش الاهم انك تشوفه احسن من قبل
هز رأسة خلف بتفهم:ايبالله صادق الحمّد لله
عتيق نطق:بإذن الله نفرح كلنا بردّة نظرة سليم كامل ، المهم هالحين ياولدي
التفت خلف يناظره:سم ياجدي
عتيق:بعد أسبوع نذبح الذبيحه من شانك ، لكن اسمع ياولدي بتتم بحضور جدك عايد و أهلك اللي هناك عمتك و عيالها و رجلها
ابتسم خلف بخفوت يناظر الارض:اي بس ياجدي عمتي مطلّقه مهيب متزوجه
عتيق:اايه نسيت نسيت ، المهم ياولدي دق عليهم يحضرون و حياهم الله بمزرعة أبو ظافر
ابتسم خلف:عسى الله يطول عمرك و من قوّ إن شاء الله حاضرين
عتيق:ايه عساهم على القوّه دايم
'
» سلطانه «
جلست بالصاله تناظر أمها:يمه
كوثر التفتت لها:هلا
همست سلطانه:يمه ابوي وينه ؟
كوثر:شويات ويجي رجع الديره يقول يبي يشتري غريضات
عقدت حجاجها سلطانه:وش غرضه ؟ مو محتاجين شيء
كوثر:ايه ادري بس مدري وش علمه ، ليه تسألين عنه ؟
سلطانه:ابي اتكلم معه
كوثر:ليه يوجعك شيء ؟
هزت رأسها سلطانه بالنفي:بهرّجه بموضوع الزواج
كوثر هزت رأسها بتفهم
- بعد مرور ساعتين -
جالس وافيّ بالمجلس ينتظر سلطانه و جت تدخل تسلم عليه و جلست جمبه و شافت عنده أغراض
نطق وافيّ:قبل أن تقولين موضوعك و هرجك انا جايب لك مفاجأة
بلعت ريقها سلطانه هي ودّها تكلمه بموضوع رفضها لبندر ، تبي تقوله بندر مايناسبها و خصوصًا بعد تهميشه لها و عدم إهتمامه للي جرى لها ، كانت تبي تقوله و تنهي كل شيء ولا عاد يهمها و ما أنتظرت ابوها لين يفتح الاغراض و نطقت:يبه بهرّجك بموضوع زواجي
رفع أنظاره وافيّ لها و الأبتسامه شاقه وجهه:اايييه يابنتي انا داري هذا اللي شاغلك ، ماباقي على رمضان شيء و نفرح بك بس والله قبل تحتسين و تقولين كلامك ان اوريك اللي جبته طلبه ياسلطانه
تنهدت تبتسم بخفوت:تم ورني و بهرجك عن اللي بخاطري
وافيّ:اي يابنتي انا كلي لك انا هنا من شانك انتي ، خليني بس اوريك شوفي
ابتسمت تناظره و هي تدري إنه جايب لها هدايا عشان طلوعها بالسلامه لكن تلاشت إبتسامتها من طلع الأغراض اللي بالكيس و يحطهم قدامها و طلع إسّواره عليها حرفين و نطق:هذا يابنتي إسواره مدري سلسال عليه حرفك و حرف بندر ، شفته بالسوق صدفه وتذكرتكم الاثنين والله انكم جيتو ببالي من شفته وحلفت ما اتعداه وديّاك تستانسين به و يستانس بندر
ناظرت سلطانه بـ صدمه إعتلت وجهها و ابوها مشغول يطلع الأغراض الثانيه و ماناظرها يكمّل بكل حماس:و يمكن اني مستعجل لكن هذا يابنتي إسوارة لورع صغير ، ان شاء الله بعد عمرٍ طويل ان تمّ عرسكم على خير نفرح بعيالكم والله محد مستانس كثري يابنتي محد سعيد بهالحياه بزواجك كثري
رفع أنظاره ينصدم بالدموع اللي تجمعت بمحجر عينها الوسيعه و رفعت يدينها بسرعه تمسح دموعها و تبكي ، عقد حجاجه وافيّ يناظرها:سلطانه وش علمك يايبه ؟ وش بلاك ؟
سلطانه اخذت نفس بـ شهقه تنطق:يبه
ناظرها:سمي وش يبكيك ياسلطانه ؟
بلعت ريقها تبكي و ترتمي بحضنه مثل الطفله و يضمّها و يمسح على ظهرها بـ رفق و هو مصدوم و مرعوب ، هو خايف إن فيها شيء أو تخفي عليه شيء ، حاول يهديها بكلامه اللي يكرره و يسمي عليها:وش يبكيك يابوك علميني ؟
ابتعدت عنه تمسح دموعها ، ترددت بإنها تتكلم لكن كان ودها تقول الصدق ودها تقوله الكلام اللي كانت تبي تقوله من زمان و كانت جايه عشانه ، كانت تبي تنطق "مابي بندر" كانت تبي تقوله هالكلمه و ترتاح هيّ لكن بعد كلامه و فرحته و حماسه استوقفت إنها تهدم حماسه و فرحته بأول بناته و نطقت:هذي دموع فرح يبه ، انا مستانسه حيل حيييل
ابتسم يقبّل رأسها و ينطق:عسى الله يرضى عليك يا أول عناقيد البنات انتي
ابتسمت تضحك:و عسى الله لا يحرمني منك يا الغالي
هز رأسه بتفهم:وش بغيتي تقولين لي من اولى ؟
هزت رأسها تنفي:ولا شيء كنت بقول حددتو عرسنا ولا باقي ؟
وافيّ: لا بالله ماحددناه لكن إن شاء الله بعد العيد بأربع أيام ، بعلمهم و نشوف
بلعت غصتها تهز رأسها بتفهم:على خير
» خلـف «
واقف وسط الشبك عند نياقه يتأملهم و تقدّمت له أفضل نياقة ، إتسع مبسمه يناظرها مقبّله له و مدّ ذراعينه يضمّها و يناظر لعينها و يغرس وجهه بـ رقبتها و يحضنها كإنه يحضن شخص قدامه مب ناقه ، اخذ نفس يستنشقها و يرفع أنظاره يناظرها هو هزّه و هدمه الشوق لنياقه كلهم و أولهم ناقتة المُفضلة هذي
ناظر للناقه يتأمل عينها الوسيعة و رمشها الطويل الكثيف ، هو بهاللحظة رجف قلبه من تذكر وعد و نزل أنظاره لجيبه يدخل يده بالجيب و يطلع السلسال و يناظره ، يتمعّن بالنظر له و هو متأكد إنه سلسالها ، رفع السلسال لـ خشمه يستنشق ريحته و يشم ريحة العطر
عطرها ريحته موجودة بسلسالها ، عضّ على شفته يتمالك ماتبقى له من كيان و هيبه و ثقل ، هو فعلًا يحس نفسه يغرق و يحس بخفّته في أي شيء يخصها
اخذ نفس يتمالك أعصابه كل ماتذكر إنه لقى سلسالها ب سيارة سعود ، سعود الغثيث سعود اللي مايطيق وجوده بالكُرة الأرضيه ، رغم هذا كله و رغم حبه لها اللي فاق خيالاته بلع ريقه يكتم بداخله ثقل كبير ، هي بعيده عنه و يجهل حالتها لكنه بمجرد يتذكر كونها مع أبوها يسكت و تنربط يدّه عنها و هالشيء يكّسره و يهدمه بـ حزن و يتذكر إنها بعيده عنه و عن حماه ، لا هو قادر يحميها ببعدها عنه
رفع أنظاره لـ السماء بـ ضيقة إجتاحته و نطق أبياته:
شكواي للي رافع السبع شكوااي .. يالله عونك خاطري مانساها
. . .
تنهد يلتفت وراه و يشوف فيحان و عارف اللي جايين من المشب ، ابتسم يخفي ضيقة صدره و يدخل السلسال بجيبته و ينط من الشبك و يسلّم عليهم ، ناظر عارف لخلف و شاف خاطره المتكدّر و حسّ به ، قاطعهم فيحان:امشو نتهيّت
ضحك عارف:عزالله طبّقت كلام العجيز نتهيت
فيحان:اول مره هي تقول كلام صادق
خلف:مالي خلق برقد
عارف رفع حاجبه:تعقب و بتمشي طرق
التفت خلف له:قدها يابو وافيّ ؟
عارف:وقدود يابو محمد امش والله ماخليك
ضحك خلف من إصّرار عارف و هو يدري أن عارف مايقول كلمه كذا إلا و هو صامل و بيسويه ، نطق:يالله مشينا
مشو يتجولون بإنحاء المزرعة و يطلعون حدودها لين وصلوا لنفس الإستراحة اللي قبل جو لها و رقصوا فيها ، شافو انوارها مشغّله و فيها ناس و ضجه كبيره ، التفّت فيحان لهم:يالرقاصات
خلف:والله تعقققب ماني بداخل ابد
عارف رفع ذراعه يحك راسه من الخلف:والله شف
فيحان:الالف الاولى للحين معنا ماسوينا بها شيء ، ياعياااال نصيحه خلونا نطلع بزنز
عقد حجاجه خلف:وش تهذري به انت ؟
عارف:يقولك بزنز يعنني فاهم الكلمه و هو سارقها من سعود
خلف:طيب وشنهو بزنز
عارف رفع اكتافه:حقت زناقيل اسحب عليها
خلف ناظر فيحان:و اللي قدامك مزنقل ؟ مطفر و حافي منتف
عارف:صادق ، ذا داخل واسطه
ضحك فيحان:اعقبو تراني راعي اموال و استثمار و اكبر دليل انا سبب ربحكم المره اللي طافت يعني انا من الزناقيل
خلف:والله شوفو هي فكرة زينه لكن اخاف ننّكب مب بكل مره تسلم الجرّه
فيحان مسك ذراع خلف:الحياه مره وحده اقدّم معي
عارف نطق:بننكب عندي احساس كبير يقولي بننكب
فيحان مسك ذراع عارف يسحبه:ابك امشو ياعيال ماودكم ب الف ثانيه ؟ اقدّمو يامال الشحم
خلف بتردد:والله يعني شف ودي لكن
فيحان:افا يابو محمد افا يابن محمد بن عايد افا تكفففى يابن عااايد
خلف فزّ:اعقب علي الحرام تمّ الحين نداهمه
ضحك فيحان:اعلمك انا
و التفت فيحان لعارف:ابو واااافي
عارف:والله لو تقول من اليوم لبكره ياعارف ولد وافيّ بن عتيق و تذكر اسم سابع جد لي ان ماتحرك
ضحك فيحان:يخرب بيت نظامك امش تكفى
عارف:يالله بقّدم معكم و اللي يصير يصير
مشو الثلاثة يدخلون الأستراحه اللي كان فيها حضور من الرجال و تقدّمو و اولهم فيحان اللي يقول لصاحب العرس انهم اشخاص يشعللون الجو و يتحفونه برقصهم و سمح لهم يرقصون مع الموجودين على إنهم فرقة رقص معروفه ، تقدّم خلف يدبك مع عارف و فيحان كان متوسطهم يهز كتفه و دخلوا بعض الحضور بالجو ، خلف كان متلطّم يضحك و يضرب برجوله بـ الدبك و متمسّك بعارف جمبه اللي يدبك معه ، و فيحان نزّل الشماغ على اكتافه و العقال على راسه يهز أكتافه بذمّه و ضمير
و تدخلوا بعض الأشخاص معه أعجبهم جوّه
أنتهى اللعب أو الرقص اللي كان مابين الضحك و الحماس و التشويق ، فعلًا عطو الحفل جو و طلعوا يعطيهم صاحب العرس الفين ريال
طلعو من الإستراحه يضحكون و يطقطق فيحان على واحد و يقلد طريقة هزّه لأكتافه بإنه مايعرف يهز اكتافه زين ، ضحك عارف:لا تتشمت عليه و تنبلى
فيحان:يارجال ابك والله يضحك
طلًع فيحان الفلوس:ياعيال هالحين معنا الفين ريال
عارف:مع الالف القديمه ثلاث الاف
خلف:ابو الاربباااح ياولد
ضحك عارف:عزالله ارزاق
فيحان:أمشو نركب سيارتي و نتمشى بالديره نروح لمطعم سعود
ضحك عارف: فاتك ياخلف
خلف:مباشر عليهم هالسعود ؟
هز رأسه فيحان يضحك:تخيل اللي جنبنا مصدومين مننا كلهم لابسين طقوم ومهب ثياب
عارف:حبة الهيل بالرز بينهم
ضحك خلف:الله لايحطني ب ذا المكان ودونا لمكان غيره
فيحان:والله ان نروح و نجربه ، تخيل السعر
خلف:دامهم مستنكرين وجودكم بالثياب اجل وكاد السعر صك الميتين و الثلاثميه
ضحك عارف:لا ياشييخ ياحلو الثلاث ميه
فيحان:الف و ستميييه
خلف رفع حاجبينه:ابن ابوووي خَبَل انت وياه ؟ ولا يكون هفيتو منه
ضحك عارف يهز رأسه بالايجاب:اي نعم
خلف حط يده على جبهته:عزالله ربحنا
ضحكو يمشون لين وصلو المزرعه و ركبوا سيارة فيحان و توجهوا لـ الديره يقضّون الفلوس اللي معاهم بمطاعم و العاب و كوفيهات يونسون حالهم بعد كل اللي جرى ، لين فلّسو و ماصار معهم إلا ٣٠٠ ريال فقط
'
بعد مرور تقريبًا أسبوع على نفس الأوضاع و الروتين المعروف بالمزرعة و كانو يتصلون على بدر من يوم إلى ثلاث أيام و يقولهم إنه توّهم ماطلعوا من المستشفى
بينما خلف مع عارف و فيحان لازالو مستمرين على روحة الاستراحه و يربحون فلوس منها
و خلف بالذات يختلي لحاله مع نياقه كل ليله يراقب طريق المزرعه ينتظر على أحّر من الجمر جيّة بنت بدر للمزرعة ، مايخفي إنه أشتاق و هزمه الشوق للجريشة و لها هي أكثر من أي شيء آخر
هو ودّة بس يلعن الساعة اللي دخل فيها مشاري للمزرعة و سبب هذي الكارثة كلها
كانو بعزّ العصر و خلف و عارف عند النياق بعد ماعلّفوا النياق
تقدّم خلف يناظر الطريق:كإنهم طولو
عارف شال العلف يرميه بحوض النياق و يوقف ياخذ نفس:منهم
خلف رفع ذراعه يمسح عرق جبينه:بدر و بنته
عارف:بدر ولا بنت بدر ؟ حدد
خلف ناظره بـ ضحكة:لو دريت إنك بتمسكها ماعلمتك باللي بقلبي يارفيقي
عارف ضحك:افا مير شسوي راعي الهوى مفضوح يابو محمد
ضحك خلف:بس صادق والله مرّ أسبوع و ايام ياعارف متى يعوّدون ؟ اللي اخبره الدكتور قال بالكثير أسبوع
عارف تقدم يشيل العلف:والله علمي علمك لكن نتحرّى و نشوف ، جدي مستعجل عليهم ودّه يذبح لك الذبيحه بس ودّه عمي بدر حاضر
تنهد خلف:يالله نحتريه
» وعـد «
وقفت على اقدامها بعد ماحسّت بالتحسن الكامل لكن يصعب عليها الحركة السريعه او الركض بحكم العمليه مامر عليها إلا أسبوع و أيام معدودة
تقدم لها ابوها اللي حط اغراضهم اللي بالمستشفى بالسياره و نطق:خلصت كل الإجراءات و سجلو لك خروج ، يالله امشي
مشى و مشت خلفه و هي بداخلها متضايقة ، متضايقة بسبب إنهم راجعين لـ بيتهم ولا هم متجهين للمزرعه نهائيًا
بلعت غصتها تركب السيارة و يحرّك ابوها و يوقف قدام باب بيتهم ، التفتت لليمين شافت فِلة آل زيدان ، و البيت اللي وسطهم بيت ابو عارف وافيّ ، تنهدت تناظر و قاطعها ابوها:وعد
التفتت شافته نازل يناظرها ينتظرها تنزل و هزت رأسها بـ صمت و حزن تنزل من السيارة و تدخل البيت ، دخّل ابوها الاغراض وراها و سكر الباب يفتح عداد الكهرب و يشغل الأضواء بالبيت ، نزلت عبايتها و جلست على الكنب تتنهد و جلس ابوها عندها ياخذ نفس من التعب
نطقت وعد بـ هدوء:بس كذا ؟
التفت يناظرها و رفعت أنظارها له تنطق:نقعد كذا ؟
بدر:وش بها لو قعدنا كذا ؟
وعد تكتفت تزمّ شفايفها و تناظر الأرض:ليش تبي تعزلنا عن العالم
بدر تأفف:الله يهديك بس ، هنا آمن لك
وعد التفتت له:وشو يبه آمن لي وشو ؟ يبه قبل كانت سلطانه تجي ترقد معي بهالبيت و اليوم اللي بعده تجي كادي و اللي بعده أثير ماقد جلست هنا لحالي و انت تدري كل ماجيتني تلقى معي بنات عمي ، ماقد جلست كذا لحالي اخاف
بدر تنهد:مانتي لحالك ، انا معاك ماني بطالع نفس أول
وعد:يبه ماينفع ، جدي و جدتي وش بيقولون لو درو للي تسويه ؟ يبه هالحركه مو من صالحنا
بدر وقف:وعد انتهى الكلام ولا عاد تفتحين الموضوع ، انا تعبت ابروح غرفتي ارقد و انتي شوفي اللي يبيله تنظيف و اجيب لك عمال او استأجر شغاله تنظف الغبار هذا
وعد:السنه اللي فاتت لما رجعنا بعد العيد نظفناه انا و بنات عمي و خالتي كوثر ماحتجنا لشغاله و كلافه ، خلنا نرجع للمزرعة يبه و نرجع هنا بعد العيدين و انظفه مع البنات
تنهد بدر:كلامي ماني عايده ، اذا صحيت بستأجر خدم
مشى من قدامها يقمع رأيها و كلامها ولا يُعيره أي أهتمام ، تنهدت تناظرالأرض بـ ضيقه و تحبس بكائها ولا ودّها يترهّف قلبها و أدناة مايبكيها ، كانت تقوّي نفسها و تصبر ، تصبر إلى مالانهاية
'
بدريه بـ تحلطم:سلطانه قولي لجدي
سلطانه هزت رأسها بالنفي:مستحيل وعد أمّنتني ما يطلع هالكلام
بدريه تأففت:يعني خلاص عمي بدر صامل على قراره ؟ معقوله هم الحين بالبيت و يقولون بالمستشفى ؟
سلطانه:ايه ياحسرتي على وعد ياقلبي هي لو شفتيها يابدريه ميييته على الرجعه لكن عمي الله يهديه
اخذت نفس بدريه بـ ضيق:امشي نهرج عجوز قريح
سلطانه ضربت كتف بدريه:احلفي ؟ تبينها تبهذلنا
بدريه:محد يقدر على عمي بدر الا هي
سلطانه:قصدك محد يحب بدر و مايرضى عليه إلا هي ، هذي لو بدر قال يمه عطيني عيونك عطته
ضحكت بدريه:انشهد
'
» الرجال «
عتيق:لاعاد ماصارت هذي ، الحين يسجل لها خروج
وافيّ التفت لفيحان:دق على عمك
فيحان فتح جواله يدور رقم عمه بدر يتصل عليه ، مارد
التفت فيحان لهم:مايرد
عتيق:روحو له المستشفى
عقد حاجبة مترك:وشوله ؟ بيجي يايبه مارده يجي مير المستشفى وكاد ما طلعوه
عتيق:يطلعونه غصب ، دام العمليه نجحت و البنت مابها شيء خلاص يطلع
و التفت عتيق للعيال اللي جالسين و يتوسطهم خلف ، نطق عتيق:صح ولا كلامي غلط يارجال ؟
اتفقو معه العيال و على رأسهم خلف اللي كتم ضحكته و وناسته اللي بداخله و هز رأسه بالإيجاب:عزالله صدقت ياجد
كبت الفرحة اللي بداخله و شدّ على ملامحه لا يفضحه مبسمه ، هو ماصدق يجيبون طاري بدر و بنته و بكل مره يجيبون الطاري يفّز ينتظر احد منهم يصمل و يجيبهم ، و فعلًا هالمره قرر عتيق بإنه يرسل فيحان يتطمن على عمه
نطق مترك:لا يايبه البهيمه ذا خله هنا انا رايح
بلع ريقه فيحان يهمس للعيال:حشمني طيب يايبه حشششم
ضحك عارف بخفوت و كتم خلف ضحكته ، نطق عتيق:لابالله ادري انت و وافيّ حركاتكم اعرفها بتسكتون و تسترون عليه ، لاه لاه انا ودي المقرود البهيمه اللي انت تقوله يروح و يعلمني بالعلم الصحيح
وافيّ:افا يابو ظافر طلعنا كذبان اخر عمرنا ؟
عتيق:محشومين من الكذب لكنكم ماتقولون الحق
تنهد بندر يوقف:خلها علي ياجدي
ابتسم عتيق له:عزالله انك رجال و ادري بك يابندر ماتخيبني ولا تخبي عني شيء رح عسى الله يسهل دربك
ابتسم بندر يهز رأسه بتفهم:عسى عمرك طويل
و مشى من عندهم ، التفت عتيق لفيحان اللي يناظره نظرة تشّره:و انا وش قاصرني؟ يعني عشاني مب خاطب زيّه؟ هالحين بقوم اخطب
ضحكو و عتيق ضحك:عسى من جابك الجنه انت فزت بالدم الخفيف مدري من انت طالع عليه وكاد علي
مترك:لابالله على ابوه ابك ذا الشبل من ذاك الاسد
عتيق:اثقل دم عيالي انت يامترك خل عنك الهرج
ضحكو مبسوطين بداخلهم بالمزح و الضحك و الوناسه اللي بجلستهم ، هم فعلًا يقدّرون جدهم و يحبونه ، يحبون ليانته و طيبته يحبون كونه مو قاسي ولا يعرف للقساوه ، وقت الجدّ جد و وقت الضحك ضحك ، مايبخل على عياله و أحفاده بإنه يرسم الإبتسامه على وجوههم و يجمعهم و هو بكامل وناسته مبسوط و سعيد بينهم رغم المشاكل اللي يمرون فيها لكنه يحاول يطبطب و ياخذ كل شيء بضحك و طقطقة و ينسيهم الهمّ و الحمل اللي شايلينه على أكتافهم
'
» بندر «
طلع يتوجه لبوابة الحريم لإن سيارته هناك ، فتح الباب بيركب و قاطعه صوت المناداه:بنددر
التفت بإستغراب و تقدّم شاف بدريه عند الباب:وش علمك
بدريه:وين عمامي و جدي ؟
بندر:بالمشب ليه ؟
بدريه:انت ماشي ؟
بندر:ايه ماشي للديره بمر المستشفى اشوف عمي بدر
بدريه:احللف
بندر:والله وش فيه ؟
بدريه بلعت ريقها تناظر للمشب البعيد تتأكد محد طلع ثم رجعت انظارها لبندر:ترا عمي بدر ببيته
عقد حجاجه بندر:وشهو ؟
بدريه هزت رأسها:اي نعم معك نقالة العلوم اصل و فصل
بندر:انتي صادقه ؟
بدريه:مو مصدق رح لبيته و تأكد
بندر التفت بيمشي و مسكت بدريه ذراعه:اصبببر
التفت لها و نطقت:تكفى لحد يدري
بندر:وش يدرون به ؟
بدريه:ان عمي بدر ماوده يرجع
تنهد بندر:و هو وش مهجّجّه ليه ماوده يرجع ؟
بدريه:يعنني زعلان ماعليك منه
بندر:تراه عمك يابنت حشميه
تنهدت بدريه:ياربي يالاحترام يابندر المهم اسمعني سو نفسك مصدوم انك مالقيته بالمستشفى و رح لبيته تأكد هو هناك ولا لا
بندر:تهذرين علي انتي؟ هو هناك ولا لا اعجلي
بدريه:اللي سمعته انه ماهو ناوي الرجعه و ضني هالحين انه ببيته مهب بالمستشفى ، انت احتياط مرّ المستشفى بعدها رح لبيته
تنهد بندر:يصير خير
مشى و استوقفته تناديه و التفت:وبعدييين معك
نطقت:اسمع عاد
عقد حجاجه بندر:وش تقلب المزاج هذا ؟
بدريه:اقول ترا لك خطيبه اذا ناسي
بندر تكتف:وبعدين ؟
بدريه:وشو اللي وبعدين ؟ طلعت من المستشفى حتى سؤال عن حالها ما سألت و ماطبيت المستشفى !
بندر:الا سألت جدتي و طمنتني وشوله اروح ؟
بدريه:بندر لاترفع ضغطي سلطانه خطيبتك استوعب
بندر:ليه هي شكت لك الحال ؟
بدريه:لا طبعا مهبّ طبعها تشكّى لكن انا يا اللي مالي دخل انقهرت سلامات بندر سلامات قم جب لها هديه فرحها ترا تحتري منك اهتمام تحتري تشيلها بعيونك حسسها انك خطيبها
بندر:وش اللي تهذرين به انتي ؟ هالسوالف هذي بعد الزواج و كلنا عارفين لكنها الحين ماتحلّ لي ولا لي حق فيها
بلعت ريقها بدريه تناظره بـ صدمه:طـ طيب الحب ؟
بندر:مافيه شيء اسمه حب قبل الزواج ، الحب بعد الزواج اتركي عنك المراهقه المتأخره هذي
بدريه:اللي قايله لك هالكلام جدتي صح ؟ انا من شفتها تعطيك جلسات ماقبل الزواج و انا غاسله يدي منك
بندر شدّ على عيونه:بنت !
بدريه:وانا صادقه انت تصدق كلام العجايز ؟ سالفة لاتهتم بها الا بعد الزواج خرررطي ! هذي خطيبتك و بكره حليلتك خلك من جدتي و مخها المتحجر
بندر:لاصارت حليلتي أفراج و هالحين اقلبي وجهك عني
مشى من قدامها و هي مصدومه تناظره و تستوعب تفكيره ، هي تأكدت ان إرّديس لاعبه بمخّه و ضاربه إعداداته ، تأففت تسكر الباب و تفكر بحيره هي حاسه بالغصّه اللي بسلطانه لان بدريه جابت طاري بندر و سلطانه تصددت عن طاريه ، حسّت أنها فعلًا شايله بخاطرها ولا ودها تقول و تطلع بالشينه قدامهم
'
مشى بندر يتوجّه لـ الديره و يدخّل أسوارها و راح بإتجاه بيت عمه بدر ، حصّل سيارة بدر عند الباب و تنهد من تأكد من كلام بدريه
نزل من السياره يدق الجرس
بدر قام من نومه من سمع الصوت و طلع يدوّر وعد و توجه لغرفتها شافها فارشه مفرشها الجديد و نايمه بعد تعب ، تقدّم لها يتامل ملامحها و التعب المرسوم على وجهها و تنهد يطلع يشوف من يدق الجرس
فتح الباب و شافه بندر
هز رأسه بدر بتفهم:حياك
دخل بندر و توجهو للمجلس الخارجي يشغل الاضواء بدر و يعدّل المسنده و ينفضها في حال فيها تراب ، تقدم بندر يجلس:ماله داعي ياعم اذا على التراب حنا متعودين
ضحك بدر:البيت له شهر ماطبيناه ، حياك يابندر
إبتسم بندر:ابقه
بدر:عشانك بندر الغالي بس ضيّفتك ولا لو واحد من السربته اللي خابرهم مايطب هالبيت
ضحك بندر:عسى عمرك طويل ياعمي
بدر:اييه يابندر تدري أعزّك من معزّة امي و ابوي لك ؟ ياولد ياحبّهم لك و عزالله انك تستتاهل
ابتسم بندر:ياعمي احرجتني هالحين وشلون افاتحك بالموضوع اللي مرّسلني جدي عشانه
بدر:مهب لازم تفتحه انا اعرفه ، يبغوني أرّد المزرعة لكن اسمع يابندر ياولدي ، من بغاني يوصلني إهّنا ببيتي انا و بنتي ، المزرعة ماني طابّها
بندر تنهد:الله يهديك بس ياعمي وشوله ؟ هنا لحالكم مالكم والي
بدر:ماحنا بمحتاجين والي نكتفي بحالنا ، اللي يبينا القلب اوسع من الدار ماحنا برادين احد لكن رجعه للمزرعه اللي بنتي بغى ينطعن شرفها بها معصصي !
تنهد بندر:ياعمي هذي اول مره و وكاد مهيب متكرره بناخذ احتياطاتنا ، بعدين الله يهداك قبل تحط اللوم على المزرعه و علينا المفروض لّمت نفسك
رفع انظاره بدر له و كمّل بندر:اسمح لي ياعم اقول الحق ، لو انك ماعييت بروحتها لـ الصلاه ماكان جرى اللي جرى الله يهداك صلاه وليه تمنعها منها
تنهد بدر:لا تناقشني بهالمواضيع الحرمه صلاتها ببيتها و انا مامنعتها الا من حرص و لاني اخبر اشياء هي ماتعرفها ولا تدير امها ابد
بندر:المهم ياعم مستعدين نخلي الحريم كلهم يصلون ببيتهم لكن ترد للمزرعه
وقف بدر:يابندر ياولدي ان كانك جاي عشان هالسالفه استسمحك بروح ارقد لان مال كلامك فود عندي ، انا كلمتي وحده و ماني مغيرها يابندر
وقف بندر يناظره و التفت بدر له يأشر بالسبابه بـ عصبيه:ردّه للمزرعه ماني برااد !
و طلع من عنده يتوجه لداخل البيت ، تنهد بندر ياخذ نفس و يطلع برا يركب سيارته و يجلس مايدري وش بيقول لجده و لعمامه
حرّك سيارته راجع للمزرعه
وقّف السيارة ينزل منها و أستقبله عمَة وافي:بشّر
تنهد بندر يصد وجهه: مهب بالمستشفى
عقد حجاجه وافيّ:وش تقول انت ؟
بندر:مهب بالمستشفى ياعمي ، عمي بدر ببيته
وسّع عيونه وافيّ بـ صدمه:صاحي ذا ؟ خَبَل ؟ انهبل على اخر عمره ؟
بندر رفع أكتافه:اخر كلمه قالها إنه مهب راد للمزرعه و اللي يبيه يوصله يجيه ببيته
وقّف وافيّ بحيرة ياخذ نفس و يناظر الأرض:لاحول ولا قوة إلا بالله
و رفع انظاره له:طيب قلت له عن العشا اللي اخرناه من شانه هو ؟
هز رأسه بندر بالنفي:ماعطاني فرصه اقوله على طول قام يقول بيكمل رقدته
تأفف وافيّ بـ عصبيه و نطق: دق دق عليه
بندر:لو نقدر ندق كان مارحت له ، ياعمي جواله مقفله مايرد على أحد
وافيّ:اييه صح نسيته ، وش الدبره هالحين وش اقول لأبوي اقوله ولدك انصمخ عقله و ماعاد به عقل من مَرّه ؟
بندر:الله يهديه
مشى بندر و وقف يلتفت لعمه:اعلمه بالعلم الصحيح
تنهد وافيّ يصد بعدم إستجابه و نطق بندر:وش اقوله ياعم انا خايف على جدي
وافيّ:والله ياولدي حتى انا خايف عليه ، ابوي مريض سكر و ضغط و ادناة مايرفع ضغطه و يخفض سكره ، عسى الله يصبره ان كذبنا عليه زاد همّه و ان قلنا الصدق الله اعلم وش يصير به مير رح رح قل الصدق يابندر
و فهم بندر يتوجه للمشب و يدخل يسلم ، ردّو السلام و كان خلف من وجه بندر حاسّ بشيء ماهو زين ، ملامح بندر ماتشير لشيء إيجابي و دخل بهدوء تام كعادته لكن مُحبط نوعًا ما
جلس بندر و نطق عتيق:ويش صار على بدر ياولدي ؟
صدّ بندر وجهه للأرض و نطق:ياجدي مدري وش أقولك عمي بدر مهب بالمستشفى
بلع ريقه خلف يترك فنجال القهوه اللي بيده ولا يكمله ، و استغربوا جميعهم يبدلون أنظارهم لبندر و نطق عتيق بـ صدمه:هاه ؟
عقد حجاجه مترك:وينه ؟
بندر سكت لثواني و نطق خلف يقاطعهم:بندر علامك انطق !
رفع رأسه بندر:عمي بدر ببيته
رفع حاجبينه خلف بـ خوف و التفتت لعتيق ، ناظر عتيق لبندر بصمت و نطق بندر:جـ جيته لبيته و ردّني
التفتوا جميعهم لعتيق اللي تنهد يناظر بندر و ينطق:ويش قالك ؟
بندر:قال
دخل وافيّ و التفت بندر يناظر وافي ، هز رأسه وافيّ بالإيجاب و بدّل أنظاره بندر لعتيق يكمل:قال إن اللي يبيه يجيه ببيته و ردّه للمزرعه مهب راد
بلع ريقه ظافر اللي جالس بـ عصبيه و يلتفت لابوه:ماعليك يابو ظافر بيرضخ غصب عنه و هالحين انا رايح له
وقف ظافر و مدّ عتيق يده يمنعه:وقف يابو سعود
التفت ظافر له و كلهم التفتوا لعتيق ينتظرونه يقول كلمه
بينما خلف على أعصابه هو يحلف بهاللحظة محد شايش تفكيرة و عقله كثره ، خايف بكلمه يأيدون تصرف بدر و بهالحال يبقى بدر ببيته و ماعاد بيكون بينه و بين وعد اي تواصل ، هو خايف من اللي بيصير خايف يصير اللي بباله و فعلًا الايام اللي مضت كلها يتمنى يصير اي شيء إلا هالشيء اللي كان خايف منه و للأسف صار
بلع ريقه يفرك أصابع يده ببعضهم و يناظرهم بضعف حيل و رأي ، ينتظر عتيق يقول اي كلمه تريّح ضمير خلف تخليه يتطمن بإن وعد بترجع و بتبقى هنا حوله و حواليه و تحت حمايته ، كل همّه وعد تبقى تحت حمايته و مايدري ليه صار كل خوفه عليها حتى من أبوها اللي مايدري عن هوى دارهم و مابينهم حتى وصل بهالظروف
عتيق نطق أخيرًا يسمعون كلهم كلامه:يبي ينثبر ببيته ؟ ينثبر !
وسّع عيونه فيحان يناظر و التفت لعارف اللي وجهه كله صدمه من كلام جدهم ، حتى عمامهم واقفين صادّين برؤوسهم يناظرون الأرض لا يلومون أبوهم ولا يلومون انفسهم
ظافر نطق:اي بس يابو ظافر العشا اللي بتسويه انت مهب حاضره دامه ببيته
عتيق:وجعله ماحضر ، دامه مايبينا مانبيه خله ببيته لين يطفح راسه للسماء من عناده
التفت عتيق لخلف:دق على اهلك ياخلف يجون بكره ، العشا بعد بكره باذن الله و اللي ماوده يجي جعله ماجا
و التفت لهم: مردّه يجي يترجى رضاي و مادامه ببيته ماني راضي عليه ليوم الدين
تنهد ظافر يستغفر مع اخوانه اللي مُحبطة وجيههم و يآئسه ، حتى فيحان و عارف كانو مصدومين من الحوار اللي جرى و هل فعلًا ماعاد بيكون فيه أي تواصل بينهم و بين عمهم العنيد بدر ؟
وقف عتيق يمشي متجه للباب و هو ينطق بعصبيه:اصغر عياله حنا يجيبنا له على كيفه و يردّنا على كيفه بقلعتك يا العاصي
قاعد وسطهم رجف قلبه و انتفض جسده ، توقفت أفكارة بعد مانطق عتيق "دق على اهلك يجون" استوعب أن الامور فعلًا بتمشي ولا هي موقفه الدنيا على بدر و بنته
تقشعر بدنه و حسّ أغلى مايملكه ضاع من يديه ، كان بينطق يمنعهم لكن منعه لسانه من النطق و حبس شعوره بداخله يحرق جوفه و يشعل نيران بقلبه ، نيرانه اللي ماتنطفي ولا تهدا
هو يوم تعلّق بوجودها يوم صار يخاف عليها و يبيها حوله انقلبت الأقدار عليه و حصلّ ماحصل لهم ، ودّه يتكلم و يمنعهم وده يقولهم روحو ترجّوه يرجع مو عشانه ! عشان بنت بدر ، ودّه و ودّه و ودّه لكن ماصار للود فايده لما تبعثرت حروفه و تاهت مشاعرة و حسّ بالضيقه تآسر قلبه
كان ينتظر طوال الأيام اللي فاتت سيارة بدر معه بنته راجع للمزرعة
كان يوقف عند شبك النياق بالساعات يوميًا على أمل يشوفهم مقبلين دون اي جدوى ، فقد امله الوحيد برجعتها و اللي هو جدّه عتيق ، حسّ الدنيا وقفت على اخر كلمه قالها عتيق "خله ببيته ولاني راضي عليه ليوم الدين"
هو يدري حلّت الفرقا ببداية هواه ولا كمّل جميله بالهوى ، ودّه يحب و ينحب ودّه يوفي ولا يحس اللي سواه كفايه ودّه يعطي اكثر و يزيد ودّه يزرع بداخل قلبها الأمان لكن كل الطُرق تقفلت بوجهه
طلع من دوامة أفكاره و هواجيسه لما عارف همز على كتفه يصحيّه و يوعيّه لواقعه اليائس و نطق:امش
التفت خلف يشوف ان الكل طلع و مابقى بالمشب الا هو و عارف
تنهد يناظر عارف و يهمس بهدوء:راحت ياعارف
عارف اخذ نفس:يارجال تهون امش نغيّر جو من الصاعقه هذي
خلف هز رأسه بالنفي: خلني لحالي
عارف جلس:والله ان تعقب نااشبلك نااشب الله لايعوق ب شر
خلف تنهد يمسك بـ أصابعه شنبه و يفكر بحيره
عارف اللي كان كل شوي يقاطعه و يحاول يغيّر موده من شاف وجهه تقلّب و حاله تغيّر من بعد كلام جده عتيق ، نطق عارف:ابك اعتق الشنب لوجه الله
خلف تنهد ينزل يده و يلتفت لعارف:قم معي نردّه
عارف:عمي بدر ؟
خلف ناظره بجمود:هو فيه غيره ؟
عارف ضحك يطقطق:لا نبي قدحه اقل من ذي
خلف وقّف بـ جديه:علي الحرام اني صامل و رايح له هالحين
عارف وقف:ولد صاحي انت ؟ تبي جدي يفدع بنا
خلف:بنخليه يرجع و يرضخ لابوه طررق عن خشمه مهب طيب منّه
مشى خلف بـ عصبيه تكاد تفجّر عروقه البارزه ، و مشى خلفه عارف لين ركب خلف سيارة عارف و ركب عارف جمبه و مشى خلف بأعلى سرعته يطلع من المزرعه و ينطق و هو يناظر الطريق:احد منهم شافني ؟
هز رأسه عارف بالنفي:لا بس لو شافوك مهب قايلين شيء تراهم مب بدر
تنهد خلف:ياشين هالطاري بس
دعس خلف اكثر على الفرامل يمشي بعالي سرعته و التفت عارف له يشوفه محّتر دمه محروق مغبون بداخله ، عارف بينه و بين خلف عشرة عمر هم اكبر من كونهم أخويا و رفاقه هم أشّبه بالإخوان و أقرب من الأخوان هو يعرف خويه زين و يفهمه و يفهم ضياع مشاعره بهاللحظة و إحتراقه بجوف صدره ، هو حسّه و حسّ بكل الاشياء اللي يخفيها خلف عنه من نظره اللي رجع له لييين حُبه لبنت بدر
محد كشفه و خلاه يفصح باللي بداخله إلا عارف اللي كان اقرب له من نفسه
تنهد عارف يسكت و يناظر للطريق لين دخلوا الديره و وصّف عارف له طريق البيت و وصلوا عند الباب و وقف خلف السيارة يلتفت لعارف اللي يناظره و نطق عارف:اسمع ، عمي بدر ماني معلمك به انت تعرفه ، خلك ليّن معه تراه يدور الزله عليك
خلف:جيته بالليانه جيته باللعانه ماتفرق عنده
نزل خلف من السياره و نزل عارف يتبع خطاه لين وقفوا قدام الباب ، اخذ نفس خلف يدق الجرس و ينتظرون
دق عارف الجرس للمره الثانيه و فتح الباب بدر اللي طلع من مجلسه الخارجي و ناظرهم لثواني و هو ساكت
بلع ريقه عارف من الصمت اللي صار و كتم ضحكته ينطق:شحالك ياعمي
بدر بهدوء يناظرهم:هلا هلا طيّب بخير ، ادخلو حياكم
وقّف خلف و نطق:بنقول كلامنا هنا ياعم
بدر عقد حجاجه:تبون تهرجوني بهالشارع ؟
خلف:ماحنا مطولين
بدر:اي حتى ولو ادخلوا داخل
عارف رفع اثنين من اصابعه ينطق:ياعمي هي كلمتين بس اسمعنا
بدر تنهد يعتدل بوقوفه و يتكتف:انطق
خلف:انت تدري القطاعه مهي زينه
بدر:ماني بقاطع قلت اللي يبيني يجيني
خلف نطق بـ عصبيه:شيبه شواربه ملاهم اللون الابيض تبيه يجيك و انت جالس ؟
تنحنح عارف يهدّي من خلف اللي شوي و ينفجر من مدى غضبه
ناظره بدر بدون ينطق و كمّل خلف:اعذرني ان طال حسي لكن جدّي بيتعب و يمرض
قاطعهم عارف يبتسم بتسليك:ياعمي ماتسوى تترك ابوك و اخوانك و تقعد هنا ياعمي هاللي تسويه مهما بررت لحالك يبقى اسم اللي تسويه قطاااعه
بدر:بتدخلون ولا اسكر الباب ؟
خلف:ماهقيناك تسكر الباب بوجيه ضيفانك
بدر:مانتم اغراب ولا ضيوف انتم منّا و فينا
بين غضب خلف و نيرانه كان كلام بدر هذا مثل الثلج على صدره ، حسّ كإن ماء بارد إنّكب على وجهه ، بعد ماكان يقول عنه "غريب" صار يقول "منّا و فينا" و هالكلمه أحيت آمال كبيره بقلب خلف ، رغم انه يجهل مصدرها و هل طلعت من قلب ولا مجرد كلمه بلسانه و قالها لكنها تبقى كلمه بسببها تفتحت الدنيا بعينه بعد ماكانت متسكّره و حسّ لازال الأمل موجود ماينمحي
هز رأسه خلف بتفهم و التفت عارف شاف رضى خلف الفُجائي ، اخذ نفس عارف يمسك ذراع خلف و يشد عليها بمعنى إنه مايبي يدخلون
نطق عارف:مالك لوا ياعم لكن حنا ماشين جدي موصينا على اغراض لازم نجيبها لكـ
قاطعه بدر:جا قبلكم بندر و قال نفس الهرج ، فيه غيره ؟
بلع ريقه عارف يلتفت لخلف ، بلل شفايفه خلف:ياعم هي طلبه وحده عوّد المزرعة ، بعد بكره العشا وحضورك لزومٍ علينا
بدر هز رأسه بالنفي:جعلكم سالمين اي وش فيها لو إني أجي بعد بكره من هنا للمزرعه
عارف:جدي ياعمي و انت تعرفه يقول ماني براضي عليك ليوم الدين دامك قاعد ببيتك هالحين
بدر رفع حاجبينه:اااووووّه
تنهد عارف:ياعمي لا تزّعل جدي اكثر من هالزعل تراك اتعبته جدي مريض سكر و ضغط لاتسبب له الاذيه بدون قصد منك
بدر:ابوي اعرفه واعرف اتفاهم معه ، هالحين كلامي قايل لكم ماني بمغيره وابوي كلها يومين ثلاث ايام اخلص الشغل اللي عندي واهرّجه
خلف:يعني مانت براد ؟
بدر:ولا طرا علي الردّه
بلع ريقه خلف يكتم ضيقته اللي إجتاحته و قاطعه بدر اللي نطق:ايه على فكره تعال انت وياه دامكم هنا فيه بالحوش أهّنا قطعة رخام خوذوها معكم بالسيارة تحتاجونها بالمزرعه
التفت بدر يعطيهم ظهره و يمشي ، همس خلف لعارف:شف البرود
عارف همس:يقول دامكم هنا ، مستغل وجودنا طير شلوى
خلف:جدتك كانت متوحمه على حمير يوم انها تجيب واحد زي عمك ؟
ضحك عارف:امش لا ننّكب بعد
دخلو جوا و كان واقف بدر قدام بوابة المجلس الخارجي يتظلل عن الشمس ، نطق بدر:ذي وفيه عند بوابة البيت قطعة خشب خذوها كلها
قاطعهم المؤذن بصلاة العصر و نطق بدر:روحو للمسجد نصلي بعدين نعيّن خير
دخل عارف يتوضى بالمغاسل الخارجيه و وقف خلف عنده ينطق:ماودي هالوضع وشبلاه مرخي ؟
عارف بعد ماخلّص وضوء:اكيد بيرخي واحد ابوه يقول عنه ماني راضي عليك تبيه يفرد عضلاته ؟
خلف حك فكّه:صادق لكن هدوئه عجيب
عارف:لإنه صايم بس ولا لو أفطر تقوم جنيته
ضحك خلف يضرب كتف عارف و قاطعهم بدر اللي يسكر ياقة ثوبه:المسجد قدامنا امشو منّا اقام الإمام
هزو رؤوسهم بتفهم و طلع بدر يتبعه عارف و وقف خلف يفكر بحيره بوضع بدر و ركادته المفاجئه ، تنهد يطيّر الأفكار من راسه و يتوضى
بعد ماخلص و هو حاط شماغه على كتفه و العقال على راسه مشى متّجه للباب بيسكر ياقة ثوبه لكن قاطعه اللي يناديه بهدوء:خلف
عقد حجاجه يرفع رأسه لمصدر الصوت الين ركّز على الحوش الثاني اللي يكون حوش الحريم ، تقدّم له يسمع مصدرالصوت منه و بابه مفتوح ، دخل يناظر و التفت يناظر اللي واقفه عند الشباك من الداخل و متلثمه بـ الطرحه تناظره بـ نظراتها اللي كانت ولا زالت تخطف قلبه ، فزّ قلبه يلتفت وراه يتأكد بدر مايجي ، كان الجدار يفصل بين حوش المجلس الخارجي و باب الحريم او باب المدخل الرئيسي للبيت
رجّع أنظاره لها و كانت فاتحه الشباك كله تأشر لخلف و هي تهمس له ، مافهم عليها و قرّب عندها ينطق:الحمدلله على السلامه يالذيبه
ضحكت بخفوت تنطق و تناظره و هو بالاسفل لان الشباك شوي مرتفع:الله يسلمك بس ويش اللي جايبكم ؟
خلف بلع ريقه يلتفت وراه بـ توتر و رجّع يناظرها و هي متلثمه و مامبين إلا عيونها و نطق:جايين نردّكم للمزرعه
نطقت بسخريه:و تحسب قادرين تقنعونه ؟
خلف:و ليه مانقدر ؟
وعد:ابوي لاحط الكلمه براسه ابن امه يغيرها
خلف:وابن ابوه طيب ؟
وعد:وشو ذا
خلف:انا بن ابوي مانيب بن امي يعني اقدر اغير كلمته ؟
وعد:يمكن لانك القلب الشجاع
ابتسم إبتسامة تحرق جوفه هو بهاللحظة يسمع كلامها أو كلامه اللي تحفظه هي و تكرره عليه و كإنها تبي دايم تقنعه بإنه قلبه شجاع و هو كله شجاع
بلع ريقه ينطق:جعلك سالمه يابنت بدر
وعد:قبل تمشي ابي طلبه
ضحك يهمس لنفسه:ياوجد حالك يابن محمممد
و نطق:اسلمي
وعد:ابي منك بيتين
إبتهج داخله بصدمه و نطق:مهب انتي ماتحبينه ؟
وعد:اي ما احبه لهالحين لكن فضول صرت ابي اسمع الابيات اللي تجيبها ونفسي اعرف المكان اللي تجيبهم منه
خلف ضحك:شفتي هالمكان اللي اجيبهم منه وينه ؟
استغربت تتسائل بسرعه:وينه ؟
خلف:وسط ضلوع شاعر يسمونه مشتت الأحلاف
نطقت:ومنهو ذا ؟ عندنا بالديره ؟
هز رأسه خلف:ايبالله عندكم بس انه مهب مشهور واجد و ابياته تنسرق
وعد:اها و اول السارقين انت ماشاءالله
ضحك خلف:من نقل الشعر مهو سرّاق
وعد:ومنهو ذا الشاعر ابي اعرفه
خلف:ذا مهب شجاع الدينا كلها ضده
وعد:وليه اسمه مشتت الأحلاف دامه مهب شجاع ؟
ردّ خلف بسرعه:هو شجاع عند الناس جميع إلا ناقته
وعد ضحكت:اللي يحبها
خلف هز رأسه بالايجاب:هالله هالله
وعد:عطني بيتين له
خلف:اييه يقول الشاعر الـ
رفع انظاره لها بينطق لكن استوقف نفسه لما ركّز بعيونها ، بلل شفايفه يتذكر اللي بيقوله و نطق:كنت بـ
عقدت حجاجها تناظره و نطق:يقول الشاعر
قاطعته تكمل:الشاعر صاحب القلب الجبان قدام ناقته
ابتسم خلف يرتكي على الجدار و ينطق:عزالله جبتيها
ضحكت وعد:ياخي غريب رغم ان ابياته ياخلف حلوه
ابتسم من نطقت اسمه و على كلمتها و حماسها رغم ان الوقت غلط ولا هو وقت أشعار و ضحك ، لكنه تعوّد إنها دااايم كانت تجيه بأسوء حالاته كإنها تضمّد و تطبطب على جروح قلبه و ترسم البهجه على وجهه ، صدره اللي جا و كله ضيقه حاليًا مُبتهج سعيد يرفرف بجنحان الفرح و السعادة
رفع أنظاره لها يغرق بـ عيونها و ينطق:
يقول الشاعر مشتت الأحلاف
تشرهين ان صرت اقصّر فالقصيد .. غيابك يسبّب تفاوت مستوى
شاعرك لا منّه بغى يكتب جديد .. يهيم في وجهك و يصنع محتوى
. . .
أبيات كتبها تطلع من جوف صدره و حرّ مايونس من شعوره و خيبته ، كان بما تعنيه الكلمه يقصدها يقصد غيابها و قلّة أشعاره بسبب غيابها الطويل عنه
فعلًا صار من شخص كل وقته يضيع بالقصايد و الشعر سواءً بالنياق أو اي حدث يومي يصير له ، إلى شخص هايم بالقصيد فيها و كل أبياته عنها لين غابت غياب طويل و صار يقصّر بالقصيد و السبب غيابها
ابتسمت ترتسم الإبتسامه على ملامحها ، رغم ان الشمس ساطعه و كان خلف واقف عند الجدار يتظلل عن الشمس لكنه كان يشوفها بوضوح ليس بتامّ ، ميّلت راسها تنطق:صح لسان شاعرها و سارقها
ضحك خلف يحك رأسه من الخلف و يناظر الارض:من نقل الشعر مهو بسراق يابنت بدر
رفع أنظاره لها يسأل:المهم هالحين عساك بخير و انتي لحالك بهالبيت ذا كله ؟
تنهدت تتحّسس ذراعها و تنطق و هي تناظر الأرض بتردد:اكذب عليك لو قلت ماني ضايقه
رفع حاجبينه بـ ذهول ينطق :افا
ابتسمت بـ حزن هي كل همها تفرّغ مابداخلها قدام احد ، ماعندها سلطانه او بدريه تحكي لهم عن وجع قلبها ولا فيه أحد تفضفض له و تريّح قلبها
ماكان فيه إلا خلف اللي دايم يطلع لها بكل وقت تحتاجه فيه و بدون تردد نطقت:حاسه هالمكان موّحش ياخلف ، موحش لأبعد حدّ
بلع ريقه من ضيّقة صدره اللي هلّت عليه من كلامها ، تشكي له عن حالها و أوجاعها تشكي له !
ماتدري إنه بهاللحظة كإنه يملك الدنيا وما فيها بمجرد تنطق و توصف له هو يضييييع و ينبسط بإرتياحها له و تأكد تمامًا إنها رغم خوفها من الرجال عامتًا فتحت قلبها لخلف بعد عدّة مواقف كثيييرة ، و قررت ترتاح له و هو هذا اللي يبيه يبي بس يطمّنها و يحسّسها بالأمان دامه موجود حولها
اخذ نفس ينطق بهدوء:من يلومك
وعد كمّلت:ما احب الوحّده ، أحب أكون مع الناس احب يكون معي احد يسليني دايم أفضّل اتكلم مع احد على اني اقعد لحالي ، اتعب
عضّ على أسنانه يهمس لنفسه:ابو محمد
كملت وعد اللي كل همها تفرغ مابقلبها و ماصدقت تحصّل شخص قدامها تحكي له عن آلامها ، شخص ترتاح له و تعتبره الأمان و الشيء اللي تفصح بقلبها له و تكون واثقه ماتطلع منه ، شخص تتمناه طيلة حياتها لكنها ماكانت تعتبره إلا قريّب يبي لها الخير ، تجههههل مشاااااعره لإنه ولا مرّه وضّح لها عن غرقانه ببحر حبها
نطقت:الشيء اللي فقدته الدبدوب
رفع انظاره لها و ملامحه فيها ضحكه ، ناظرته و ناظرت لضحكته و ضحكت بـ نبرة حزينه تنطق:والله صادقه
ابتسم يميّل راسه:عسى خاويتي الدبّ ؟
هزت رأسها:ايه
و رفعت راسها له تنطق:أيّ وقت أبكي فيه كنت أضمه على وصيّتك ابد
بلع ريقه تتلاشى إبتسامة من نطقت "ابكي" ، لما عرف إنها كانت تمر بلحظات شينه بالمزرعه و تبكي و تضيق و تحزن ، كانت تبكي و هو جاهل ، كانت تبكي و هو مو داري ولا حاسّ حتى بمعاناتها
همس بداخله:ابكيييك
و اخذ نفس ينطق بهدوء:وش يبكيك
تنهدت وعد تناظره:ابي ارجع المزرعه ، تعودت على الحياه هناك ابي ارجع
بلع ريقه و نطق:وش بيدي اسويه ؟ امريني بشيء اسويه و علي الحرام إنه تمّ لكن جيبي لي طريقه تمشي مع ابوك و يرضى بها
وعد هزّت رأسها بالنفي:مافيه
تنهد يلتفت يمين و يسار و يسمعهم أقامو وإعّتدل بوقوفه:لاتسكتين هرّجي ابوك قوليله اقنعيه ، و انا هالحين من نرجع من المسجد بستلمه لين تردّون للمزرعة
هزت راسها بتفهم:على خير
هز رأسه بتفهم يدخّل يده بمخباته و يصد:ان كانك تبين شيء لايردك الا لسانك ان ناقصك شيء علميني
ابتسمت تناظره:انتبه على عمرك
صدّ يعطيها ظهره لحتى يخفي مبسمه عنها و يبتسم إبتسامة تشق وجهه من فرط سعادته و الشعور اللي اجتاح داخله ، كلمتها أشّعلت بداخله مشاااعر و حُِب و غرام و إصّرار كبير بإنه يتحمس يكلّم ابوها من اليوم لبكره لحتى يقتنع يرجع المزرعه و لو إنه من سابع المستحيلات رجعتهم لكن خلف بهاللحظة أصّر إصرار كبير بإنه يخليها ترجع و لو على قصّ رقبته
طلع مستعجل يسارع خطواته و دخل المسجد يصف بآخر الصفّة و بالزاوية لحتى مايشك بدر و بعد ما انتهوا التفت بدر بإستغراب يدوّر خلف ، كان جمب بدر عارف اللي نطق:خلف ورا هناك
التفت بدر يشوفه بآخر المسجد و عقد حجاجه ينطق:من متى ؟
عارف:من دخلنا هو دخل بعدنا بس كان يقرا قران
تنهد بدر يهز رأسه بتفهم و يقومون يطلعون برا و يوصلون البيت يوقفون عند الباب ، توجه عارف يشيل الخشب و توجه خلف يشيل الخشب اللي عند باب الحريم ، تقدّم خلف لوحده يشيل الخشب و رفع أنظاره للشباك يناظر عدم وجودها ، اخذ نفس بخيبه يشيل الخشب بـ يد وحده و يلتفت يمشي و يحطّهم بحوض السيارة
بعد ماحطوهم ضرب خلف كفوفه ببعضها من التراب اللي صار عليهم و التفت يأشر لعارف بحواجبه بمعنى ندخل للبيت
تنهد عارف ينطق:لاتحاول راسه يابس
خلف:وبلعنته المهم يردّ المزرعة الليلة قبل بكره
عارف:ماضني ياخلف
خلف:بنترجاه و نطلبه لو نقعد للمغرب المهم نكسر كلمته
عارف:معك على اني والله داري انه مهب راد لكن الشكوى لله
خلف مشى ينطق:والله ان يرضخ طرق
دخلوا متّجهين للمجلس اللي كان بدر جالس فيه يسبّح و يهللّ و يستغفر
دخل خلف يجلس على المركّه و ينطق:ياعمي
بدر ناظره ينتظره ينطق
اخذ نفس خلف ينطق:عوّد معنا
عارف:تكفى طلّبه
تنهد بدر بـ غضب:ضني انتم تعرفوني زين ولا انا غلطان ؟
تنهد خلف يغمّض عيونه بـ عصبيه ثم يرفع أنظاره لبدر:نعرفك ماحنا بغافلين لكن ابوك يحتريك
بدر:انا داري انه مهب مرسلكم و انكم جايين تسذا ، الكلمه اللي اقولها ما اعيدها لا تحترون منّي تغيّير راي
بلع ريقه خلف يحاول مره ثانيه و ثالثه و رابعه و كانت ردود بدر بااارده و كلها تتبعها كلمة الرفض ولا هو مفكر حتى يدخل بالمزرعة بعد اللي جرى
بعد محاولات خلف و عارف طفح كيل عارف من مدى الرفض و إعّتلت بخلف ملامح الغضب و عزّة النفس ، هو ما نزّل من حاله و ضلّ يصمل رغم الرفض إلا وعد ، هو حاس بها و مستعد يدعس على كرامته مليون مره لجل وعد و راحتها ، كل ماحسّ بشعور إنه يطلع و يتركه كفاية يطلبه يتذكرها و يزيد إصرارة
رفع خلف أنظاره لبدر:مهب عشاننا والله مهب عشاننا ، عشان أبوك و أمك
بدر:ماعندهم خلاف اجيهم
عارف تنهد يوقف لإنه كان حاس بهالإجابات و داري برفض عمه المتكرر اللي مايتغير ولا بيتغير
بلع ريقه خلف يناظر عارف اللي وقّف يطلع برا و يركب السيارة
و التفت خلف لبدر يكمّل بدون يأس:انت اكبر منّا قدر و علّم ، مانت بجاهل و تفهم مانت بحاجتنا ولا بحاجة كلامنا عن القطاعه انت ادرى بهالامور ، حكّم العقل ياعمي و العن الشيطان و عوّد لربعك و أهلك
بدر تنهد ينطق:ماهي بخافيتني هالعلوم ولاني بحاجة احد ينقلها لي ، لكني عند كلمتي و ما أعيدها يا بن محمد ، دربك درب خويك
بلع ريقه من حسّ بالطرده الغير مباشرة و وقّف يمشي لين الباب و ينطق:حكّم العقل قبل يفوت الفوت ، ان صاب جدي شيء بسبّتك محد محللك
طلع من عنده بدون لايلتفت له و يشوف تعابير وجهه
مشى بدربه يلتفت لمدخل الحريم ، لمكانها لوقوفها لخوفها و لهدوئها ، لكل تفاصيلها و كل كلامها و كل فضفضتها له ، بلع ريقه بغصّه بعدم قدرته على أقناع ابوها و ماقدر حتى يطلّعها من اللي هي به من همّ و شقى
مشى بدربه يصّد عنها و عن البيت كله و يطلع يحصّل عارف واقف عند السياره متكتف ينتظره
رفع انظاره عارف له و نطق:انطردت بشّر
خلف ضرب برجله الارض يشوت الحجر اللي كان بالارض و ينطق:بس إنها طردة محترمه
ضحك عارف بسخريه:ماينفع به عزالله
تقدم خلف يحك دقّنه بعصبيه:ملعون جدف ، غبني في عمري تكفى ياعارف
عارف اخذ نفس ينطق:امش امش تسوق انت ولا انا ؟
خلف:يارجال سق انت علي الحرام لو اسوق بقرشع ام الدنيا ابطلع لعانته هذي بالدركسون ذا
عارف:هوّن على عمرك لايسمعك اركب اركب
ركب خلف يسكر الباب بقوّه و عصبيه و يحط يده على شنبه يمسكه و يفكر بحيييره و بحزن ، حرّك عارف ينطق:وراك طولت عن المسجد
خلف تنهد:هرّجتني ياعارف
عارف رفع حاجبينه بذهول:اسلم اشوف نارك قابّه
اخذ نفس خلف بـ ضيق:تقول انها مستوحشة الدار
و التفت خلف له بـ عصبيه يأشر بيده:ضايقه بها الوسيعه و حضرته يقول كلمتي ما أعيدها !
تنهد عارف يصد يناظر الطريق
كمّل خلف بـ عصبيه:ودّها ترد المزرعه ودّها تعوّد
عارف نطق بهدوء:مالها راي عنده
ردّ عليه خلف بسرعه:تعقب انت وياه
التفت عارف يناظره و كمّل خلف:لها راي ، مير من يسمعه ؟ ابوها كلامنا ما سمعه ولا عبّره و اكيد انه مو معطيها حتى مجال تتنفس
عارف:جعل الله يكون بعونها
خلف صدّ يناظر الطريق بـ غضب ..
'
» بدر «
بعد ماطلع خلف من عنده بدقايق وقف يطلع عند الحوش و يراقب من عند الباب سيارتهم ، بلع ريقه يشوفهم واقفين عند السياره يتهامسون ولا يسمع وش يقولون و نطق:ان كانه ساق فنظره سليم و توقعي بمحله
ثم صدّ يناظر عارف:وان ساق عارف فنظره للحين مهب طيّب
مع الاسف بدر كان للان شاك بخلف و نظره ، مو مقتنع بفكرة ان نظره رجع ضعيف !
هو اللي يعرفه ان خلف اعمى تمامًا و كانو فيحان و عارف يساعدونه و يمشّونه ، لكنه الحين قدامه يمشي و يروح و يجي و مدبّر حاله ماهو بحاجة احد ، مما أدى لزيادة الشكوك بـ راس بدر و صار مُصر على إحساسه و اللي هو ان خلف نظره نظر شخص طبيعي ولا به اي خلل
و زاد خوفه من تذكر ان خلف اللي انقذ بنته من اللي جرى ، بنته اللي كانت بدون لا حجاب ولا برقع ماهي متستره بقميصها واقفه ، مايعرف وش تفاصيل الحادثه لكن كل اللي يحرق دمه وجود بنته مع رجال يعتبرهم اغراب ، قضّى الايام الاخيره تفكيره كله بخلف و نظره و وشلون قدر ينقذهم من شخص و هو نظره مو سليم ؟
هو من شدّة غضبه بوقت وقوع الحادثه تهجّم على خلف بسبب شكوكه القديمه و اللي زاد ناره ان خلف كان عند البنات و هم مو مستترين ابدًا
نسى انه انقذهم نسى ان ببطنه جميل لخلف
كان كل همّه تفكيرة المسوّس و عقله المُتجرد عن الوعي و التفهّم
هو جاه يوم حسّ فيه رُبع إحساس بإنه غلط بحق خلف و يحاول يكفّر عن ذنبه لكن شكوكه بكل مره تزيد و ياخذ إحتياطاته اكثر ، و بعض اسباب عدم رجوعه للمزرعه هو خلف و نظره
ناظر لعارف اللي ركب يسوق و خلف اللي ركب ، تنهد يسكر الباب بحيييره و عدم إستيعاب بعد ماشاف الشيء اللي ضيّع أفكاره لإنه كان شبّه متأكد ان نظر خلف سليم
'
» عارف «
التفت يناظر خلف و لسرحانه و هواجيسه و نطق:انطق
التفت خلف له بـ فهاوه:هاه
عارف:سجّتك هذي و مسّكة الشنب ترمز لإنك مجهز ابيات ملعونة والدين
ضحك خلف بـ ضيق ينطق:ايبالله يارفيقي إني مجهّز
عارف:ها اسلم
خلف اخذ نفس يتذكر إنه مشى من عندها ولا جت معه ولا قدر حتى يغيّر فكرة ابوها ، و يتذكر لما عارف قال "مالها راي" ، بلع ريقه ينطق:
كن الالم في داخلي يعزّف الناي .. من يوم قفّت راح قلبي معاها
مشيت في دربي ولا جات ويّاي .. الله يسمّح دربها و يحماها
ماني بقايل مهرتي مالها راي .. ولاني بكاسر ظهرها من وراها
وشلون ابصبر دامها خارج حمااي .. حبّي صداها للاسف من نداها
شكواي للي رافع السبع شكواايّ .. يالله عوّنك خاطري مانساها
'
» إرّديس «
جالسه بـ عصبيه بالمشب تنطق:وشلون يتمّ العشا و بدر ماهو حاضر ؟
عتيق:قلت لك يامَرَه العشا بيتمّ و خلي عناده ينفعه
إرّديس:بدر يحتاج أحد يهرّجه
مترك بـ عصبيه يناظر الارض:جفّت حلوقنا و حنا نهرّجه هو يسمع لاحد ؟
عتيق:هو بقلعته ، بنته بنتتته
إرّديس:حلوه هذي ، هو بقلعته و بنته اللي من لحمه و دمه لا ؟ ما هجَجّه منّا إلا هالنسره بنت محاسن
أخذ نفس عتيق يستغفر:ان كان بك خير روحي لولدك و اكسري العرّد اللي براسه
تنهدت إرّديس تناظر الأرض بـ حيَره و عصبية و نطقت:العشا لزومٍ فيه حضوره
مترك تنهد يستغفر:يايمه هو حنا قايلين لا ؟ ولدك و انتي ادرى به ماودّه الرجعه
وقّف ظافر بعصبيه:ودّه بالقطاعه ودّه بالقطاااعه
طلع ظافر من عندهم معصّب من بدر و تصرفاته
نطقت إرّديس:وليه القطاعه ؟ وش حنا مسوين
عتيق:العشا عقب باكر ، جيّته ما اباها و لو جا الباب يتعذره
بلعت ريقها إرّديس:ابو ظافر ؟
التفت لها و كمَلت:انت صادق ؟ الرجال يمر بضغوطات يكفيه صدمته باللي صار ببنته
عتيق:صدمتنا اكبر من صدمته ولا مشينا الدرب الملّتوي اللي هو ماشيه ، بنته هالحين بين اربع جدران حابسها وش يسميه هذا وش يسميه ؟
تنهدت إرّديس بـ ضيق تسكت و ينربط لسانها عن دفاعها عن بدر ، كل المبررات تقفلت بوجهها بعد فعلته هذي
» نادر «
نطق:اي يايمه قالنا سبّة العشا
حسنه و هي تحط أغراضها بالشنطه:وشهي سبته
نادر:اهل عتيق مسوين لخلف عشا
حسنه عقدت حجاجها:والمناسبه ؟ صاير فارس من ورانا
دخلت شوق على كلامهم تضحك:ماعنده الا الضعوي
نادر رمقها بعيونه يستغفر:حشمي عمرك تراه ولد خالك
شوق جلست ترمي جوالها جمبها و تنطق:و لو انه ولد خالي انا صادقه خلف من كبر انعمى وشو به يصير فارس و شجاع و يسوون له عشيات
ضحكت بسخريه تكمل:ممكن لو انه صغير اقول ، لانه من بعد ما انعمى وينه و وين الشجاعه
نادر:و ردّ له نظره كله و الرجال صار ماشاءالله عليه يكفيه المحبّه و القبول من يدخل المجلس الكل يهلّي و يرحب به
شوق تكتفت:ايه من دلال جدي له ، جدي ذابح اربع ذبايح بس عشانه اكيد يعزونه و يحبونه الناس ، وينهم يوم انه اعمى ؟
حسنه:انتي وش علمك على ولد خالك ؟ وش صايبك ؟
شوق:ماطيقه ماطيقه كذا من الله سبحان الله
نادر:ياحظه ان اللي مثلك مايحبه ولا انتي حتى حبك من بيتحمله بالله ؟
شوق بدأت تلعب بخصل شعرها:انا مايجوز لي إلا الفارس الشجاع ، اما اللي امثال خلف خلوه للعجيز اللي عنده
ضحكت بسخريه تطلع من عندهم و التفت نادر لامه:يعوضك الله بها
حسنه تنهدت:هذا و هي كانت بتموت من ريحة عطره
نادر عقد حاجبه:وش ؟
حسنه اخذت نفس تكمل الاغراض بالشنطه:سلامة عمرك يالله قم ننجز ودي بكره بس نركب السياره و نمشي
» فيحان «
جالس بالمجلس الخارجي للحريم عند امه اللي نادته تبي تتكلم معه
فيحان بـ ملل:يايمه ياحبيبتي والله ماكنت اتهيت
ناديه ناظرته بـ عصبيه:اجل وش تسوي مع السلوقي سعود ؟
فيحان اخذ نفس:يمه ولد عمممي وش بها لو مشيت معه ؟
ناديه:وصلني العلم انك معه لكن مالقيت الا سعود ؟ سعود يافيحان ؟
فيحان:و طططيب وش به سعود
ناديه:انا من بعض الرجال احذرك و اقولك انتبه من فلان و علان ، ما اقولك كذا الا من حرص عليك و سعود مهب خير لك ، حتى لو انه ولد عمك سعود طبايعه شينه و دربه عوّج
فيحان:ولد عمي
ناديه:وتراب
رفع انظاره لها فيحان بصدمه يكتم ضحكته ، و كملت امه:وبتراب و بترابين بعد ، مهو ياسعد حظك بولد عم زيه
و أشّرت باصابعها: شف و هو ولد عمك و من نفس دمك انبّهك منه ، يافيحان ياولدي انا ادرى انت والله تمشي و ماتشوف التلّول
فيحان تنهد:سمي
ناديه كملت:انا ما اقولك لا تمشي معه ولا تباريه ، امش معه رح معه لكن لا يصير اقرب اخوياك لا تعاشره و تتطبّع طبايعه ، خلك معه سطحي
هز رأسه فيحان بتفهم:شيء ثاني بعد ؟
ناديه تنهدت:يكفي انه ولد عزيزه وش ترجي منه و عزيزه امه
ضحك فيحان:وش دخل الولد بأمه
ناديه:التربيه تدخله
فيحان:على خشمي يايمه تم مانيب مخاويه ولا مساريه ولا مباريه ، اي خدمه ثانيه ؟
ناديه:انت لو سويت اللي قلت لك بس بتكسب رضاي بكل شيء
هز رأسه فيحان بتفهم يحب راس أمه و يجلس
دخلت عليهم بدريه على رأسها طرحه و يديها فيها عجين:يمه
التفت ناديه تناظرها:وش علمك
بدريه:العجينه عيّت تخمر من الظهر صاكتها الشمس ولا خمرت
ناديه:اي ماحطيتي بها خميره وكاد
بدريه تأففت:ملعقتييين ملعقتيين حطيت
فيحان:مو مشكلة خلي العجينه تشوف وجهي و اضمن لكم انها تخمر و تذوب بعد
بدريه تكّت على الجدار تتكتف:وش يعني مافهمتك
فيحان حط يده على جبهته:ماش
ناديه:قصده بتخمر و تذوب من جماله مدري من وين راص لي هالثقه
فيحان التفت لامه:افا يا ام بندر انا منيب مزيون يعني ؟
ناديه:الا والله مزيون تهَبل هبلاان بسم الله عليك
بدريه:ااخه يالسماجه نفسي افهم انت وارث سماجتك هذي من من ؟ لا امي سامجه ولا ابوي منهو السامج من نسلنا ؟
فيحان:روحي سوي العجينه وانتي ساكته
بدريه:ااخ بس حلاة من عجنك بدالها
عقد حجاجه فيحان يلتفت لامه:وش تقول ؟
بدريه:اقول حلاة من عجنك بدالها يالله وش بتسوي ؟ اعلى مابخيله اركـ
فزَ فيحان و التفتت بدريه تضحك بسرعه و تهرب برا المجلس
ضحكت ناديه:اجلس اجلس الله يهديك
فيحان:اللهم اني صايم تبيني افطر عليها هذي
دخلت عليهم إرّديس تتكلم:مربوشه مربوشه مهيب صاحيه
رفعت انظارها لفيحان اللي ابتسم بسرعه يناظر بربكه ، تأففت إرّديس:عذبالله من الشيطان الرجيم
عقد حاجبه فيحان:اخو العيال وشهو اللي قدامك ياجده
إرّديس:اسمعني خل يجي منك خير مره وحده ، بعد بكره ودي توديني لبيت عمك بدر
ناديه ناظرتها:ليه يا ام ظافر ؟ ودّك تردينه ؟
إرّديس جلست:الله ييسر الامور بشوف وضعه
فيحان:ان شاء الله على خير
إرّديس:اي عساك تفلح
-
» مناير «
جالسه بـ غرفتها على سريرها تقلّب بـ اللابتوب ، طقت العامله عليها الباب و قامت تفتحه ، نطقت العامله:فيه هديه برا
عقدت حجاجها مناير:من مين ؟
العامله:مافي اعرف مندوب في جيبي وكلام مدام منيره
مناير تذكرت الموقف اللي حصل لها مع منيره وحسّت أنه نفسه بينعاد و نطقت:تمام خلص بروح اشوفها
نزلت مناير من الدرج لتحت و طلعت للحديقه تتأكد منيره مو موجودة ، اخذت نفس براحه و شافت الهديه على الطاوله و اخذتها بسرعه ترقى لغرفتها
صكت الباب وراها تحط الهديه على الطاوله و ترفع شعرها لخلف اذنها و تدور الكرت لين لقته ، بلعت ريقها تمسك الكرت بيديها و تقرا اللي كان مكتوب :
" ليه أنا عيني تشـوف و ما تشوف إلا بهّـاكِ يا منايـر ؟ "
بلعت ريقها تحط الكرت على صدرها و تناظر قدامها للورد بصدمه و عدم إستيعاب ، مشت لين شباك غرفتها تفتحه و تناظر قدام باب الفِلّه تتأكد محد موجود ، تنهدت ترجع الستار على الشباك و تمشي للورد تناظره و تمسكه ، كان ورد أحمر ممزوج بورد أزرق ، تنهدت تفكر بحيره مين الشخص اللي يهديها أكثر من مره و يكتب بالكرت قصايد و جمل حلّوه ، و يذكر أسمها تحت كل جمله
دخلت عليها نوره بدون مقدمات تتكلم و بيدها جوالها:مناير مناير
فزّت مناير بخوف:طققي الباب طققي الباب لين متى اعلمك ؟ متى تتركين الدفاشه نوره متى تعقلين
نوره اخذت نفس:خلي عنك الجامعه ماقبلوني ماقبلوووني
مناير وسّعت عيونها:تمزحين
نوره تأففت:والله
جلست نوره على السرير بحزن و رفعت انظارها للورد و التفت تناظر الكرت اللي بين يدين مناير ، رفعت نوره انظارها لمناير و انتبهت مناير تخفي الكرت ورا ظهرها ، نوره نطقت:شفته ، من مين بسرعه
مناير بـ دلع:مُعجب
شهقت نوره:كذااابه
مناير رمت الكرت بحضن نوره:مو مصدقه امسكي اقري
اخذت نوره الكرت تقراه و انصدمت تناظر مناير:مين بسرعه مين ؟
رفعت اكتافها مناير:ما أعرف
نوره: مين اللي عينه ماتشوف إلا بهاكِ ؟
مناير:بقولك سالفه بس تكفين لاتقولينها لمنيره مره منحرجه من اللي صار لها مسكينه كسرت خاطري مره
نوره:ايش
مناير قالت لها السالفه و شهقت نوره:يمااا كلبه مناير كلببه ليه ماقلتي لها ليش ماكلمتي منيره و قلتي لها ان الهديه مو لها !
مناير بلعت ريقها:تكفين ماقدرت حتى ما اعطتني فرصه كانت زعلانه عليه تبكي و بنفس الوقت وصلت الهديه المسكينه هي متعوده انه دايم يراضيها بورود و تعرف هدايا مساعد و كان الورد معه حلا و هي تعرف ذوق مساعد بالحلا ، و عرفت ان الهديه من مساعد بدون حتى كرت انا اخفيت الكرت عنها
نوره:دقيقه ! لايكون الكلب مساعد ؟
هزت رأسها مناير بالنفي:مستحييييل مستحيل
نوره:ليش مستحيل ؟ أتوقع منه كل شيء مو تقولين اخر مره متهاوشين و صار مايهتم لها ؟
مناير:نوره بلا استهبال اساسا لو صار كذا صدق مستحيل ارضى اخذ الشخص اللي اختي بنت معه احلامها ، بعدين هو مشغول بالتجاره و هي زعوله مو سالفة انه يشوف غيرها لا لا
نوره تنهدت:والله مدري عنه لكن تجاهله لها مايطمني
التفتت نوره بسرعه لـ مناير:بموت دقيقه يعني اللي منزلته اليوم بالستوري مو من مساعد ؟
عقدت حاجبها مناير:وش منزله ؟ بصيح
نوره:مساعد عندها بالسناب ! اخاف شاف الستوريه و يحسبها تخونه
فزَت نوره تعتدل بجلستها:دقييقه الحين بنفهم لو مساعد عصّب و هاوشها و قال من مين الهديه ، بنعرف إنه الهدايا اللي توصلك مو منه من معجب ثاني ، لكن لو انه سكت او ارتبك و ماقال شيء بنعرف انه منه هو
مناير ضربت كفوفها ببعض:صح ! احبك دايم عبقريه
ضحكت نوره:اكثر ياحبيبي يلا امشي نفك جوالها
قامو يطلعون من الغرفه
أنت تقرأ
عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانه
General Fictionحسابي في الأنستقرام ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .