٤٩

82.5K 2.7K 1.2K
                                    

خلف تنهد بعد ما تطمّن على منير و طلع برا البيت جاهل وعد اللي منهاره بالشقه بعد اللي شافته و فهمته
توجّهت للغرفه تسكر الباب و بكت تمسح دموعها ، ماتبي تستوعب اللي يصير تبي تمشّيها و تسكت و تصبر و ماتخرّب اللي بينها و بينه لإنها ماتبي فراقه ماتبي تبتعد عنه و هيّ تعرف إنها إذا صدّت هيّ ماتقدر على حالها و ماتقدر تكسّر كبريائها
فتحت جوالها ترسل له:اذا جيت و ما فتحت لك تراني نايمه
قفلت تشغيل جوالها ترميه على الطاوله و تمسك دموعها قدر المستطاع و التفتت تشوف الدبدوب ، إنهارت مره ثانيه تحضنه و تدفن وجهها فيه و انسدحت على السرير تنام و هيَ متمسكه بالدبدوب ولا فكّته
» خلـف «
- ٨:٠٠ مساءً -
بمكالمته مع عارف اللي نطق:الله ييسّر عاد تعال أنت الليله ترا عمي قال خطبه و نملّك بعد بكره
خلف هز رأسه بالايجاب:على خير موفّق يالعضيد
قفّل الخط يتوجه للبيت و يرمي السيقاره على الأرض و يدخل يتنحنح و قامت شوق تدخل و دخل خلف و تفاجئ من شنطتين السفر اللي مجهّزينها و عقد حجاجه يناظر عمته اللي عند جده:وش العلم؟
حسنه:لا بس شوق بتسافر مع اخوها نادر عشان ملكته ، فيصل و ابوه هناك
خلف:و ماتروحين انتي ؟
حسنه:لا بقعد مع ابوي اتطمن على صحته
خلف تقدّم:طيب وشلون يملّكون و انتي ماتحضرين ؟
حسنه:شوق تكفّي عني و تقول ان عندي عذري ابوي اهم ياولدي ، و نادر معه ابوه و فيصل
تنهد يصد و التفت للشقه:ماطلعت وعد ؟
التفتت حسنه لأبوها اللي تعبان و منسدح نايم و صدّت تناظر خلف:لا
هز رأسه بتفهم:انا و وعد بكره ان شاء الله ماشين هناك
هزت رأسها حسنه بتفهّم:زين الله يكتب اللي به الخير ، ياخوفي نادر يسحب على اخته بس
رفع حاجبه خلف:يسحب عليها ليه
حسنه:شوق اشغالها ماتخلص و هو مستعجل تخبره
هز رأسه خلف بتفهم:الله يعين
جلس بالصاله يرسل لوعد يتطمن اذا هيّ قاعده ولا لا لكن ماردّت و عرف من اخر رساله إنها لسا نايمه
تنهد ينتظر و قامت حسنه تقوّم ابوها و التفت خلف له يشوفه و هو يقوم و متجاهل خلف ، كان وضع جده واضح تايه و مفهّي ماهو بوعيه و قام للمجلس لحتى ينام
تنهد خلف يحك جبينه و يفتح جواله لسا ماردّت و ماحس بحاله الا و هو نايم من التعب على الكنب
» وعـد «
نامت نومه طويله ماصحَت إلا الصباح بتعب و كسل ، هيّ ماكانت تهرب من أحزانها إلا بالنوم لإن هذا ملجأها الوحيد من كل مصاعب الحياه و أذيّتها
فتحت جوالها تشوف إتصالاته من الليل و كل دقيقه يرسل متى تصحى و ينتظرها ، بملامح عاديه ناظرت كلامه بدون لا تبدي أي ابتسامه اي ردة فعل عكس قبل لما كانت تبتسم من رساله وحده منه و تفزّ لجله ، لكنها الان هربت للنوم منه هوّ أولًا و من أفكارها ثانيًا
ماردّت على كلامه تقفل جوالها و تلبس الشال و تطلع من الشقه و التفتت تطلع توقف عند الدرج تشوف الصاله اللي جالس خلف فيها و نايم بمحلّه ، لكن تقلّبت ملامحها لـ الكُره من شافت شوق طالعه من المطبخ بيدها صينية فيها شاهي و كاسات و تقدّمت و هي لابسه شال اسود على راسها و كتوفها و نزلت الصينيه قدام خلف على الطاوله و هو نايم ما شافها
رجعت شوق ورا الكنب و ورا خلف بالتحديد ترفع شالها و تغطي شعرها و نص وجهها بحيث مايبين إلا عيونها و صحّته:خلف
فزّ خلف من نومه يلتفت لها و تراجعت تسمّي و صد عنها:بسم الله انا نمت ؟
شوق ابتسمت بخفّه:بسم الله عليك ايه نمت و جبت لك بطانيه برد
هز رأسه بتفهم و هو صاد و نطقت شوق:سويت لك شاهي و اذا تبي فطور جهزته بالمطبخ
خلف:مشكوره ماودي اثقّل عليك
شوق:شدعوه ياخلف آمر و سم
التفت خلف من حسّ بخطوات جايه و شاف وعد نازله بملامحها اللي ماتعوّد عليها و تقدمت تناظر لشوق بنظرات شفقه ، التفتت شوق لها و صدّت بتوتر لخلف:المعذره استأذن ، تبي اجيب لك فطورك ؟
خلف و هو يناظر وعد:ماني مشتهي مشكوره
وعد التفتت له بنفس النظرات اللي تناظرها لشوق و وقّف و مشت شوق للمطبخ ، شال شماغه و عقاله بيده و تقدم قدامها يناظر نظراتها و مدّ يده بهدوء على ذراعها و نفرت منه تبتعد لورا و عقد حجاجه يناظرها و يهمس:وعد
بلعت ريقها تحاول تمسّك أعصابها و تسمع لقلبها رغم ان عقلها يرفض و يرفض و ابدت ردة فعل بنفورها بدون وعي منها ، صدّت عنه و نطقت:افطر واضح عليك الجوع
تقدّمت تمر من جمبه و تتركه و هو ماتطمن من ملامحها ، ملامحها تعبّانه وجهها ماتعوّد عليه بهذا الشكل حاسّ أمس لما راح صاير شيء لها لكنها ماتتكلم تكتمه بقلبها و هو يدري فيها
تنهد يلتفت لها و هي جالسه على الكنب و على جوالها و نطق:ترا اليوم ماشين للديره فيه ملكتين لعارف و لنادر
ماردّت عليه تتجاهله تجاهل يقتله و صدّ للشقه يتروش و يبدّل ، دخلت وعد تناظره بسرواله و فانيلته واقف يبعثر شعره عند المرايه و يتعطر
تقدمت و التفت يبتسم ينطق بنفس النبره اللي تحبّها هيَ:يامرحبا
سكتت ماتبدي اي ردة فعل و نطقت:يمشي معنا احد ؟
لبس ثوبه يلتفت لها:ليه
وعد:اشوف تحت شنط مجهّزه
خلف سكّر كبك ثوبه:اي ذي شوق بتمشي مع نادر الليله للديره
رفعت حاجبها وعد:مع نادر ؟
خلف هز رأسه بالإيجاب و نطقت وعد:بس نادر راح
التفت خلف لها:ويش ؟
وعد:توي اسمع شوق تقول انه راح
خلف عقد حجاجه:والله مدري عنهم
وعد رفعت حاجبها تشوفه يصد و انتابها شعور و شكوك بإن هالحركه منهم ماجت من عبث ، ضلّت تناظره و فهّت و هي تشوفه يتعطر و يعدّل شماغه و عقاله واقف قدام المرايه ، انتبه لإنعكاسها بالمرايه و هي تناظره بنفس نظراتها اللي يخافها و مايتطمّن من هالنظرات ، إبتسم بعد ماعدّل شماغه و التفت لها و انتبهت ترمَش و تصد و تقدّم عندها ينطق:

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن