الفصل الثاني عشر ✨ " وِجْدَانٌ مُشَتَّتَةٍ وَطَلِيعَةِ بَهْجَةٍ "

436 33 2
                                    

علي تمام الثانية عشر ظهراً ....

استيقظت صدفة من نومها مرة أخرى ... و توضأت و صلت الظهر و من ثم صلت صلاة الاستخارة داعية ربها أن يدبر لها أمرها .....

انتهت من الصلاة وهي تشعر براحة كبيرة ... و بعدها دلفت الي المطبخ ل تجهز أفطار ....

اعدت بعض الأطباق و من المفترض ألا يأخذوا منها وقت طويل الا أنهم استغرقوا منها فترة طويلة .... فقد قضت نصف الوقت في المطبخ جالسة علي احد الكراسي شاردة في الفراغ .. تفكر في شئ واحد .. و فجاءة أصبح كل موقف يجمعها معه يعصف في مخيلتها و كأن شئً بداخلها تحرك و يحثها علي الموافقة ....

و أخذتهم بعد الانتهاء علي صينية صغيرة و خرجت بعباءة الصلاة و كما اعتادت صعدت الي الطابق العلوي و طرقت الباب ...

و كالعادة فتح لها تأني ببسمة و تركوا ابواب الشقق مفتوحة و نزلوا ل يجلسوا علي السلم في المنتصف بين الطابقين ....

تلك الحركة التي اعتادوها محاولين أن يؤنسوا وحدتهم ..

جلس تأني أمامها علي السلم و تفصلهم مسافة واضعة ل صينية الطعام بينهم ...

كانا يأكلان بهدوء و الصمت عام بينهم .. يراقب تأني شرود صدفة بصمت ... حتى قاطع ذلك الصمت صدفة التي تمتمت بدون مقدمات و بنبرة حالمة و عيون لامعة و بسمة هيام تشق ثغرها / تأني انا مش قادرة ابطل تفكير فيه ، شكلي حبيته ..

تمتم تأني بغيظ من ابنة عمه البلهاء و التي تظن أنها جالسة مع أحد صديقاتها و ليس اخيها الأكبر : هو انا قولتلك خدي راحتك في الكلام بس مش للدرجادي يعني !!

و هنا انفجرت صدفة ضاحكة ب أحراج متداركة ما قالته ..

ل يكمل تأني بغيظ : مش قاعدة مع كيس جوافة أنتِ !! شيفاني مركب قرون ؟! ...

اردفت صدفة و الكلمات لا تكاد تخرج منها من كثرة الاحراج و ذلك الموقف الذي وضعت نفسها فيه / ولا كأني قولت اي حاجة .. اعتبرني مبتكلمش أساساً ....

و عادت تنظر للطعام و هي تأكل بصمت و احراج ...

ل تجد تأني يردف لها بحنان : طب صليتي استخارة ؟!

نظرت له و تمتمت بهدوء و نبرة جاهدت أن تخرج طبيعية غير تلك الحالمة / اه ، و حاسة اني مرتاحة ..

ابتسم تأني و أردف : يبقي اتوكلي علي الله ...

نظرت له بتعجب لانه في البداية كان رافض للأمر .. لتجده يكمل بهدوء : الراجل اللي زي ده هيصونك و يستحقك بجد .. انا في البداية مكنتش موافق علشان أنتِ لسة صغيرة بس دلوقتي انا بشجعك و بقولك وافقي لو مرتاحة ...

تمتم صدفة بتعجب / و ايه اللي غير رايك ؟!

ابتسم و أردف : امبارح روحت اصلي الفجر في الجامع الوحيد اللي عديته عليه هنا .. لقيته هو الامام و صوته رائع في القرأن .. يا بنتي اللي زي ده تتجوزيه علشان تتضمني الجنة ب إذن الله ....

″ فِـي اَلْغُـــرْبــَةِ ″★حيث تعيش القصص. اكتشف الآن