″ فِـي اَلْغُـــرْبــَةِ ″★

الفصل الرابع و العشرين ✨" حادِثٌ يَسِيرٌ. "

توالت ايام و ليالي كثيرة، كانت ايام مرهقة بحق علي الجميع .. لكنها كانت سعيدة بالرغم من تعبهم .. منهم من كان يقوم بعدة اعمال في آن واحد، من كان يجهز لـ زواجه و يضغط نفسه في عمله و يهتم ب زوجته، و من كانت تذاكر، و أخرى كانت تعمل و تجهز لـ زواجها أيضاً .. كانت لـ تكون ايام مرهقة فقط يتمنوا أن تمر .. إلا أنها أصبحت ايام مرهقة سعيدة يتمنوا الا تمر، و هذا لأنهم شاركوها لـ بعضهم البعض .. انتهت السنة الدراسية و اخيرًا، و هذه المرة حصلت صدفة علي تقدير "امتياز" و كان هذا بتشجيع زوجها و مساعدة أخته ... لن ينسي أحدهم الايام التي جلسوا يذاكرون فيها سوياً و كأنهم عادوا صغاراً، هذه الأيام شهدت علي اجتهاد كل منهم فيما يفعل و هذه الأيام سيقصونها لأولادهم مرة أخرى يخبروهم عن مدى تعبهم، أظهروا طموحهم بمجرد أن اُتيحت لهم الفرصة .. و أثبتوا للجميع أن لا شئ يُدعى يأس في حضرة الطموح ..

كانوا يجاهدون أن يهتموا ب عملهم و في نفس الوقت يهتمون ب زوجاتهم الا أنهم أحياناً كانوا يقصرون من شدة تعبهم في ذلك العمل، أما زوجاتهم ف كانتا مراعيتان لهذا جدًا و لم يعلقوا علي ذلك حتى ..

و بعد توالي ايام كثيرة، ها هم في الشهر الذي يسبق حفل زفاف تأني و عائشة .. الجميع يعملون علي قدم و ساق يحاولون مساعدتهم في التجهيزات نظراً لانشغال الجميع، حتى أن صدفة و صهيب في بعض الأحيان كانوا يذهبون وحدهم يشترون لهم بعض الكماليات بسبب انشغال عائشة و تأني في عملهم .. كان الجميع سعيد بما يفعلون و كان صهيب و صدفة اسعد اثنين بهم، فقط لأنهم شهدوا علي بداية قصة الحب هذه و التي ها هيَ تنتهي بالزواج ..

تبقى اسبوع علي حفل الزفاف و ها هم في اخر شئ يذهبون إلى محل الفساتين لـ تشتري عائشة فستان زفافها و كذلك صدفة تشتري الفستان الذي ستحضر به الزفاف، كانت حينها يسرى مريضة قليلاً و لذلك أصرت صدفة و عائشة عليها الا تذهب معهم و أنهم سيذهبون مع ازواجهم و حسب ..

وقفوا في محل الفساتين، كانت عائشة تدور بحثاً عما يعجبها و كذلك صدفة .. كانتا عائشة و صدفة وحدهم بعد إصرار منهم علي أن يذهب صهيب و تأني إلى المحل الخاص بالبِدل علاوة علي بقاءهم معهم حتى يفاجئوهم بالفساتين يوم الزفاف ..

اختارت عائشة أحد فساتين العروس و قد كان جميل و ساتر ذو خِمار طويل بعد أن اتفق الجميع علي أن يكون حفل زفاف في أحد القاعات الراقية دون موسيقي فقط الاناشيد، و لم يفرق معهم الاختلاط كثيراً لانه ببساطة قرروا أن يحضر فقط القريبون من الأقارب و الاصدقاء فقط .. و أن لا تضع عائشة اي مساحيق تجميل و علي أن ينتهي حفل الزفاف سريعاً ثم يذهبوا إلى البحر لـ يقوموا بعمل جلسة تصوير للعروسين و بعدها يعودوا لمنزلهم ليلة واحدة ثم يسافرون ف اليوم الذي يليه إلى شهر العسل ... كان هذا الاتفاق الذي وافق عليه الجميع ..

أما صدفة ف وقع بصرها علي فستان ابيض جميل و رقيق، لا يشبه فستان العروس إلا أن العادات في مصر إلا ترتدي أي فتاة ابيض في حفل الزفاف عدا العروسة ..