🦋🦋الفصل السابع والعشرون🦋🦋

6.9K 86 1
                                    

تحسست بيدها الفراغ بجوارها على الفراش، فتحت
عينيها بصعوبة لترى نفسها تستلقي على الفراش
وحدها....
استدارت ونظرة للسقف عدة مرات محاولة الاستيقاظ من احلامها الوردية...
كل ليلة تمر هنا هو بمثابة حلم جميل تحياه معه..أربعة أيام مروا على تواجدهما في هذا الكوخ الرائع وسط الطبيعة الخلابة والتي تراها مقتبسة
من الجنة لشدة جمالها البديع.....
كل يومًا تنام بين ذراعيه يغمرها بالحب بالحنان بالكلمات والافعال تغرق في بحر الغرام ، سخيا هو في حبه عطاء لدرجة تجعلها تتراجع عن أشياء
كثيرة خططت لها سابقًا ؟!...
أربعة أيام سعادتها فيهما تخطت نسبة السعادة الضئيلة التي عاشتها خلال فترة عمرها السبعة والعشرون ؟!...
معترفة هي بهذا ولا تنكر سعادتها وحبها لكنها كالعادة الخوف يجعلها فريسة سهلة للصيد...
فدومًا البدايات رائعة لكن ماذا بعد البدايات ؟!...
نهضت عن الفراش ببطئ وهي تحاول ان تطرد افكارها السوداء وتستعد لصباح يومًا جديد بالحب
والحياة....
خطت على الأرض الخشبية حافية بقميصها الوردي
الناعم القصير الى حيث النافذة المطلة على المنظر
الساحر....
سحبت لرئتاها أكبر قدر من العبير المنعش والمختلف عن ارضها.....
لكل وطن رائحة زكية يتميز بها والغريب فقط عن وطنه من يعرف الفرق.....ورغم انها احبت جدًا البلد
السياحية والمكان المتواجدين به إلا ان عبير الوطن
في الخاطره مهما رأت من مغريات.... الوطن يظل وطنًا بالعيوب قبل المميزات هو الموطن......
ابتسمت بحبٍ بعد ان راته بعسليتاها يجلس قرب حافة البحيرة يمسك بين يده صنارة الصيد جالسا
بمنتهى الهدوء والصبر يستمتع بتلك الجلسة بمزاج رائق بعد ليلة حميمية رائعة على الشموع......
توردت وجنتيها بخجلا كلما استعاد عقلها ذكرى
ليلة أمس...
حينها خرجت متألقة ليلًا في ثوب سهره انيق يلائم
رقيها الملكي وجمالها المميز.....جامعة شعرها في تسريحة جميلة وتضع لمسات من الزينة الذي زادتها
توهجًا وحلاوة في عينا عاشقها الذي ظل واقفًا
مكانه بانتظارها بحرارة الأشواق....
عندما رأته ابصرت الاختلاف الذي اضحى في المكان
من حوله أنوارًا خافته وشموع ساهرة وبلونات حمراء وبيضاء تملء الارض وجزءًا من البحيرة....
واميرها يقف أمامها متأنق بطاقم كلاسيكي عبارة
عن بنطال وقميص انيقًا متناسقا عليه كان وسيمًا
لدرجة مهلكة وكانه يتنافس مع روعة المفاجاة الذي اعدها لها....
تقدمت منه بخجلا وهي تشعر بان العالم يدور من حولها فكل شيءٍ يحدث الان لم يطرق على مخيلتها
يومًا فكيف لها ان تستوعب سريعًا ان كل هذا لأجلها
وملكًا لها وحدها.....
وضعت يدها في يده عندما اقتربت واصبحت أمامه
لم تجد كلمة تعبر عن سعادتها او امتنانها لكل ما يفعله لأجلها لم تجد إلا ابتسامة خاصة تحمل اكثر من تعبير وعينين تلمعان بدموع فرح تأبى تركها وكانها جزءا من زينتها أليوم.....
رفع عاصم كفها الى فمه وطبع قبلة حانية طويلة عليه ومن ثم رفع عيناه اليه قائلا بوسامة...
(جاهزة ياست الحُسن.....)
عقدت حاجبيها وهي لا تفهم شيءٍ...حتى راته يشير
الى هذا الفرس الأسود الواقف جانبًا والتي لم تلاحظه إلا الان...اتسعت عيناها جراء هذا
وقالت بتخوف....
(انا بخاف من الخيل ياعاصم.....)
(مش وانا معاكي...تعالي...)قالها بمنتهى الثقة والهدوء وهو يمسك يدها متجه بها الى الفرس
الشامخ امامهما والذي يلمع جلدها الأسود تحت الاضاءه بشكلا ساحرٍ.....
صعد هو أولا على ظهر الخيل بمنتهى الشموخ والثبات ومن ثم مد يده لها ترددت كثيرًا في
الصعود إليه فتلك أول تجربة لها في ركوب
الخيل !...
لكنها بعد ثواني حسمت الأمر ووضعت يدها في
يده ثم رفعت قدمها اليسرى على سير ركاب السرج واندفع جسدها للأعلى وكانها تحلق ثم استقلت أخيرًا خلفه على جانبها بسبب الثوب الذي قيد حركتها قليلاً....فتشبثت بخصره الصلب بكلتا يداها بتلقائية وهي تغمض عينيها بخوف وتأخذ انفاسها بصعوبة ناظرة كل ثانيةٍ للأسفل...
(بصي قدمك....كده هدوخي....)
قالها عاصم ضاحكا وهو يمسك باللجام بكلتا يداه
متحركًا بالفرس بخطوات هادئة مراعيًا تجربتها
الأولى في ركوب الخيل....
في البداية كان الأمر صعب لكن بعض لحظات بدأت
تعتاد على الجو مع نسيم الهواء وصوت خرير المياة
الاتي من بحيرة الشلال....
وسط الارض الخضراء والاشجار الشامخة وعبير الطبيعة المنعش الممزوج بعطره الرجولي..
تسلل الأمان والدفء الى قلبها رويدًا رويدًا فاقتربت أكثر منه وتشبثت أكثر في خصره الصلبة مرتاحة براسها على ظهره.....سائلة بصوتها الموسيقي بعد لحظات....
(امتى ياعاصم اتعلمت ركوب الخيل....)
رد عاصم بصوتٍ أجش....
(من زمان اكتر حاجتين بحبهم الخيل والصيد...)
ابتسمت ولم تجيب بل ظلت على وضعها تضمه من الخلف برقة ونعومة يذوب هو معها وتزيد مضخة
قلبه قوة أسفل كفها غافلة هي عن مدى تأثرها
القوي عليه...
سالها وهو مزال يقودها بالفرس
للمجهول.....
(انتي بقا ليه بتخافي منهم....)
زمت شفتيها قائلة وهي ترفع رأسها....
(وقعت زمان وانا صغيرة من على الحصان....ورجلي اتكسرت....فبقيت بخاف منهم....)
تحدث عاصم وهو ينظر أمامه....
(أكيد كنتي ركبة غلط او مش مسكه في الجام كويس......بس اي رأيك دلوقتي لسه خايفه منهم..)
قالت بنبرة مرتاحة...
(لو معاك ماشي.. لو لوحدي لا...)
رفع حاجبه وهو ينظر إليها....(انا كده هتغر.....)
قالت بنبرة شهية وهي تضحك
برقة....
(انت مغرور من يومك مش محتاج....)
ذاب قلبه وعيناه فتمتم وهو ينظر للأمام مستقبل أكبر قدر من هواء الليل البارد.....
(آآه يا ست الحُسن عايزة تتكلي أكل....)
ضحكت فبدأ يسرع قليلاً بالفرس فأصبحت المتعة
مكثفة داخلها فبدأ الهواء يطير خصلاتها شعرها
حول وجهها......
تشبثت فيه بقوة صارخة...
(عاصم هانقع....)
أمرها مبتسمًا.....(هشش غمضي عينك....)
فعلت وهي تكاد تمزق قميصه باظافرها المعلقة
به....فوقف فجأة الفرس وتوقف كل شيءٍ جميل
رغم الخوف الضئيل داخلها إلا ان كل شيء
كان ممتعًا وتجربة ركوب الخيل كانت مبهجة
ورائعة لقلبها.....
فتحت عيناها فراته يمد لها اللجام كي تمسكه وعندما فعلت نزل عن الفرس برشاقة ثم احتوى
خصرها بكلتا يداه برقة منزلها على الأرض وكل
شيء حدث في غضون ثوان..
فوجدت نفسها تقف امام شجرة كبيرة مزينة بفروع من الأنوار الصغيرة المضيئة بشكلا ساحرٍ أسفل ظل الشجرة المنير تقبع طاولة مستديرة حولها مقعدان
مقابلين لبعصهما يقبع فوقهما طعام العشاء يتوسطهما شمعة على شكل قلب تنصهر ببطء....
ابتسمت شهد ولمعة عيناها بالفرح وهي تنظر اليه
بدهشة فوجدت عيناه تتلاقى بعيناها بحبٍ ثم تقدم
منها وطبع قبلة على وجنتها قائلا...
(اي رايك عجبك المكان.....)
نظرت الى عيناه وقالت بحيرة وهي تنظر
حولها....
(السؤال ده اتكرر اكتر من مرة...وكل مرة مش بلاقي
رد يوفي اللي بتعمله عشاني.....عاصم انت بجد بتحبني لدرجادي.....)
لم تزول الإبتسامة عن محياه لكن انعقد
حاجباه قائلا.....
(سؤالك ملوش مكان هنا.....مينفعش تشك في
ده ياشـهـد.....)
بللت شفتيها قائلة بحرج....
(مش شك بس مش مستوعبه ان ممكن حد
يحبني الحب دا كله...ويسعى السعي دا كله
عشان يسعدني...)
تلونت نظرة عيناه بشقاوة فغمز
لها...
(طب ما انتي لماحة اهوه امال اي بقا...)
(قولي إزاي ممكن أسعدك.....)انطلق هذا السؤال
دون تخطيط مسبق....مما جعلها تجفل وهي تنظر
اليه..
لمعة عيناه أكثر وكان رده عليها رغم البساطة
معبرًا عن مشاعره الخاصة لها وحدها.....
(مش محتاج السؤال ده.....انا لو مش مبسوط
معاكي ليه هكمل....انا بقيت أسعد راجل في دنيا
ياشـهـد بعد ما بقيتي مراتي....انتي اللي قلبي
اختارها وعايز أكمل عمري كله معاها....)
احتوى وجهها بيداه وقربها منه طابع قبلة حنونه
على جبينها.....مضيفًا وهو يأسر عينيها وقلبها..
(سعادتي معاكي انتي ياحبيبتي.....انتي ياست
الحُسن.....)
مزيج من الضعف والحب والاشتياق والخوف مزيج
مؤلم افترس قلبها الهش فجعلها تطلب بلوعة....
(احضني ياعـاصـم....)
قالتها باستحياء وعيناها تلمع بدموع فهز راسه
بنفي وهو يضم جسدها إليه قاضم شفتيها بتاني وتريث حتى ذأبت بين ذراعه كالهلام وهي تتأوه بتعب ومذاق قبلاته المطعمه بانفاسه الرجولية الدافئة تتخلل لرئتاها فـتفقد معها المتبقي من صوابها بينما صدره العريض يضغط عليها بقوة
تكاد تشعر بمضخة قلبه القوية تضرب صدرها
فتشعر بالهيمنة الذكورية عليها....
بعد لحظات من مزيج من الدفء والجموح اطلق سراح شفتيها وهو يلهث وهي معه مسلوبة الانفاس
تلهث بشفتين منفرجتين شديدتا الاحمرار....
مسح عاصم على شفتيها بابهامة ببطء وتروي
هامسا وهو ينهال من مرآى عسليتاها....
(بحبك ياشـهـد....)ثم طبع قبلة على وجنتها
مكررًا بخفوت..(بحبك...)
اخيرًا ضمها الى صدره فتعلقت به متنهدة بلوعة وضعف وهي تستمد منه كل ماهو جميل ورائع
مثله...
لا تعرف كم مر من الوقت كل ماتعرفه انها هي من ابتعدت بعد وقتًا طويل ونظرت لعيناه قليلا ثم رفعت جسدها الى مستواه وطبعت قبلة على خده معبرة عن الكثير من الشكر والامتنان لوجوده في حياتها ثم اكتفت !...
وبعد لحظات كانا يتشاركا وجبة العشاء على الشموع
الساهرة يتبادلا أطراف الحديث عن أشياء عدة يضحكا يتحدثا..... يداعبها بالكلمات والنظرات تبادله
باستحياء لذيذ ورجفتها مزالت تفعل به العجب....
وبعد ليلة رائعة.... عادا معًا الى الكوخ على ظهر الفرس الأسود بسرعة قصوى وقد تلاشى حينها
خوفها وبقى فقط الاستمتاع بلحظة معه....
عندما وصلا الى غرفة نومهما لم تجد كلمات من عاصم إلا عن الحب والدلال فقط...دللها لدرجة
تفوق الوصف فكانت في احضانه تنصهر بضعف
وجسدها يستجيب لمدللهُ فتئن تارة بوجع وتارةٍ
أخرى منادية باسمه وكل مرة يلتقط تاوهها من بين
شفتيها المنفرجة بنهم مستمتع بتلك الحالة التي تخلق بينهما مشاعر متاججة بالحميمية المشتعلة
كانت ليلة مختلفة جميلة على شموع الحب انصهرت
اجسادهما ببعضها وأنين المتعة كان سيمفونية ليلتهما الخاصة......
لفح وجهها نسيم الهواء المنكه بالطبيعة الخلابة
فعادت من ذكرى ليلة أمس ومازالت واقفه مكانها
امام نافذة الغرفة تنظر إلى عاصم الذي يوليها
ظهره ممسكًا بصنارة الصيد التي اشتدت بين يداه في لحظة فبدأ يسحب الصنارة للأمام بقوة...
وقد انتبهت كل حواسها لهذا المشهد لتجده بعد لحظات يرفع صنارة الصيد بسمكة كبيرة نسبيًا
وعلى هذا اطلقت شهد صفيرة عالية مشجعة من
بين شفتيها التي ضمتهما باصابعها....
التفت عاصم ناظرًا الى نافذة الغرفة مباشرةً بملامح جافلة فوجدها تقف هناك تبتسم برقة وتلوح له بيدها بسعادة مطلقة صفيرة أخرى امام عيناه لحنها صاخب
يختلف عن رقتها التي يذوب بها كل ليلة....
أشار لها بان تتقدم فاشارت على قميص نومها الوردي التي ترتديه ومن ثم رفعت كلتا يداها كعلامة على....
(انتظرني عشر دقائق فقط....)
جلس عاصم مجددًا امام البحيرة بانتظارها على احر
من الجمر وهو يضع الصنارة من جديد متأملا المكان بعينين حانيتين ومزاج رائق...
لم يتوقع يومًا ان يعيش كل تلك السعادة عن طريق
أمرأه يشتهي قربها دائمًا ويستلذ صحبتها والحديث معها فـتغني قلبه وقناعته بإبتسامة بلمسة بكلمة....
انها سيدة الحُسن التي اختارها قلبه واسماها...
بعد بضعة دقائق خرجت اليه بثوب ربيعي جميلا
بحمالات رفيعة عند الكتف ويصل طوله لفوق
الركبة مطلقة شعرها حرًا طليق وغرتها الناعمة
تداعب جبهتها....
ممسكه في يدها سلة التنزة بها الفطور الذي اعدته
له... عندما اقتربت منه قالت برقة...
"صباح الخير...."
رد بتحية الصباح الخاصة بهما...
"صباحك زي الشهد.....اتاخرتي عليا...."
"كنت بحضر الفطار...." قالتها وهي تفرش البساط
الصغير ومن ثم أفرغت محتويات السلة بترتيب
سائلة....
"أوعى تقول انك فطرت...."
أجاب بنبرة معبرة ونظرة مداعبة....
"اكيد مستنيكي هفطر من غيرك دي تيجي برضو.."
ثم طرح سؤال وهو يحك في ذقنة...
"اي اللي عملتيه وانتي واقفه في الشباك ده...."
توهجة وجنتيها وضحكت مع النظر الى
عيناه المنتظرة توضيح....
"الصفارة وحشة كنت بشجعك...."
سالها مجددًا بفضولا...
"مش وحشة بس اتعلمتيها منين...."
قالت مبتسمة وهي تدعوه للأكل....
"من حمزة كنا بنتنافس واحنا صغيرين عن مين
أحسن واحد بيصفر... وصفارة بتاعته أعلى..."
ساله وهو يمضغ الطعام... "ومين كان بيكسب...."
قالت بتوهج متلذذة في الطعام او ربما
الحديث لا تعرف.....
"أكيد حمزة.....انت ملعبتش اللعبة دي قبل كده..."
غمز عاصم قائلا بوقاحة....
"احنا لعبنا حاجات تانيه اصيع من كده..."
سالته وهي تضع شريحة من الخيار
بفمها...
"كنت بتتحدى صحابك بايه...."
"ما بلاش....." ضاقت عيناه بلؤم...
فدفعها الفضول تسأله......
"لا أحكي عادي دي طفولة بريئة....."
"هي مكنتش بريئة خالص...." فلتة ضحكة مشاغبة منه... مما جعلها تسأله بفضول أكبر
"إزاي يعني...قولي...."
اندمج في الحديث وهو يتناول طعام الفطور
باستمتاع.....
"يعني كنا اشقيا شوية واحنا صغيرين فكنا لم بنحط
حد في دماغنا ربنا يتولى برحمته صواريخ تحت رجلة تعابين في البنطلون......"
سالته شهد بفضول انثوي...
"واي اكتر حاجة كنت بتتحدوا بعض بيها..."
رد مختصرًا...... "البنات...."
القت عليه نظرة نارية فقال عاصم بتراجع
وهو يضحك... "دي طفولة بريئة ياشهد....."
مطت شفتيها ممتعضة..... "غلس...."
فتابع هو بحرارة وهو يستعيد معها ذكريات
الصبى الكارثية...
"اي بنت كانت بتعجبنا كنا بنكلمها سوا من على نفس
التلفون بتقعد ياعيني تلف حولين نفسها...مش عارفه
إحنا اتنين ولا اكتر بنجنن امها...."
غيرت شهد مجرى الحديث
سائلة...
"عمرك عملت مقلب في حد....."
لمعة عيناه بمشاغبة وهو يخبرها بتذكر...
"مرة في مدرس الفيزيا....كان معايا واحد صاحبي
ابن لذينه بيعرف يقلد حلو أوي المهم كلم المدرس
ده على اساس انا واحده معجبة بيه وكده ومكالمة ورا مكالمة الموضوع كبر مننا والمدرس طلق مراته وطلب أيده في التلفون وبقت مسخرة......"
انفجرت الضحكات من افوههم بصدمة معقبة
شهد بذهول.....
"انت كنت شقي اوي كده وانت صغير..."
رد عاصم بمراوغة...
"كنت لسه صغير بقا وبتسلى...بس دلوقتي كبرت
وبقت الشقاوة على تقيل... ولا انتي شايفه إيه....."
قالت شهد بحزم كناظرة مدرسة شديدة التعامل
مع المشاغبين امثاله....
"شايفه تسيب وانحلال اخلاقي....."
أكد عاصم بهزة بسيطة من رأسه....
"ومالوا كملي الانحلال وهاتي بوسة ياحلوة..."
"عـاصـم....."همست بتمنع....فلم يابى برفضها بل
سحبها من ذراعها حتى اقتربت منه والتهم شفتيها
في قبلة ملتهبة بالمشاعر....
ثم اطلق سراح شفتيها قائلا بتلذذ وهو ينهال
من مرآى عيناها....
"كده وجبة الفطار كملت....تسلم ايدك ياست
الحُسن....امسكي.. "
اعطاها الصنارة تمسكها ففعلت وهي تنظر إليه بعدم
فهم لتجده يضع راسه في حجرها وجسده يمتد مستلقي على البساط المفروش اسفلهما....قائلاً
وهو ينظر لعيناها....
"احكيلي بقا انتي مصايبك وانتي صغيرة...."
ضحكت بخجلا وهي تنظر للبحيرة بلونها الزمردي الرائع....مفكرة قليلاً قبل ان تقول....
"مكنش فيه مصايب للدرجة عادي كنت بس دايما
بعمل مشاكل مع البنات اللي بتقرب من حمزة..كنت
بغير عليه اوي وانا صغيرة عيزاه ليا لوحدي...فكنت
بضربهم وبيضربوني.....وفي مرة اتعركت مع بنت
تخينة بس مش بسبب حمزة بصراحه بسبب انها خدت مني سندوتشاتي....فضربتها بالقلم...ولك ان تتخيل عملت اي فيا...."
قال عاصم متاففٍ بشفقة... "أوف ضربتك جامد...."
تاوهت شهد قائلة وهي تضحك على ذكريات
كانت تظنها اسواء ما قد يمر في حياتها !...
"ضربتني دي قعدت عليا....دا انا كانت روحي بتروح
الكلام ده كان في ابتدائي وقتها الوحيد اللي شلها
من عليا ولد معايا في نفس الصف كان إسمه طارق
طارق ده كان ولد جميل اوي حنين وطيب كنا صحاب أوي في فترة ابتدائي وبعد الاعدادي اختفى
وعرفت من مامته انه سافر لاني كنت باخد دروس
مع والده الأستاذ عياد......"
اظلمت عينا عاصم وانطفأت ملامحه فجأة
سائلا على نحوٍ مفاجئ....
"ويترى لسه بتسألي عليه...."
هزت راسها بنفي قائلة بفتور....
"لا بصراحه الدنيا خدتني و بعدها اتلهيت في دراستي وحياتي ومشاكلي مع بابا....انا حتى
نسيت العنوان.."
قال بنبرة غريبة وصدرٍ يشتعل على نحوٍ
غريب... "بس منستيش اسمه ياشـهـد...."
انعقد حاجباها وبدى عليها الإزعاج من تعقيبة
على هذا الأمر التافه.....
"عادي على فكرة في حاجات بتفضل معلقه معانا
غصب عننا بنفضل فاكرنها...ليه قبلت كده ياعـاصم
انا معلقتش زيك كده وقلبتها نكد....انت بتغير.. "
مط شفتيه قائلا بتهكم....
"سؤال في منتهى الغباء لو مغرتش عليكي انتي هغير على مين...."
ضحكت على تصريحة قائلة بظفرٍ مغوي....
"بتغير من طفل دا اخر مرة شوفته كان عنده
حداشر سنة انت بتهزر !...."
تلقت نظرة قوية من عيناه الصقريتين جعلتها تبتلع
الباقي من حديثها قائلة بتقهقر ومزاح...
"خلاص خلاص احنا نقفل الكلام في الموضوع
ده وكفاية كلام في طفولتنا البريئة....."
رد بوجوم..... "يبقا أحسن...."
قالت فجأه والصنارة تنسحب
منها...
"اي ده الصنارة غمزت.......شد معايا...."
رفع عاصم راسه عن حجرها مساعدها على
سحب الصنارة وعندما فعلت خرجت الصنارة
فارغة.....فلاح الاحباط على وجهها قائلة...
"اي ده بقا دي كلت الطعم وهربت... ياخسارة...."
رد عاصم برجاحة عقل وهو يعود مرتاح براسه
فوق حجرها.....
"الصيد عبارة عن صبر لو ركزتي في المكسب
الجاي يبقا عمرك ما هتصبري......"
قالت بشفاه مقلوبة....
"ولو خسرت زي دلوقتي...."
رد بحكمة وهو يغمض عيناه....
"حاولي تاني السمك كتير....مش يمكن الصيدة اللي خسرتيها مش مكتوبالك من الأول...."
قالت بمناغشة.... "بتقول حكم يامعلم عاصم....."
رد باسلوب مماثل....
"يارب تكون وصلت بس يامعلمة شهد....."
ضحكت قائلة بصبرٍ.... "ومالوا أحاول تاني...."
القت الصنارة متنهدة وهي تنظر للبحيرة مستعيدة
ذكريات الطفولة بشرود بينما هو يرتاح براسه فوق حجرها واسم صديق الطفولة التي تذكرته على
حين غرة يعكر صفوه....من هو (طارق عياد ؟!..)
....................................................................
دلفت الى المكتب بخطى ثابته مرتديه طاقم كلاسيكي انيق من اللون الكحلي تترك شعرها البندقي حرًا طليق خلف كتفها تضع القليل من
الزينة التي لا تخفي جمال ملامحها الرقيقة..
دارت حول المكتب ووضعت أحد ملفات القضايا المهمة التي يعملا عليها...ناظره لعيناه وهي تقول بعملية.....
"دي الملفات اللي طلبتها يا أستاذ سليم...."
قال بوجهًا متجهم دون ان ينظر
لعيناها....
"تمام....روحي على مكتبك...."
سالته بحيرة وهي تنظر الى جانب وجهه
الجاف....
"احنا مش قولنا اننا هنشتغل على القضايا دي
سوا...."
اجابها سليم بجفاءٍ...
"محتاج ادرسها الأول لوحدي....اتفضلي على
مكتبك يا آنسه...."
رددت الكلمة بذهولا وهي ترفع حاجبٍ
مستنكرًا....
"آنسه... انت زعلان بجد بقا اي اللي حصل لده
كله.... يعني ياما اتساهل معاك وترضا عني ياما
تتقمص زي العيال......"
جفل من جملتها فرمقها بنظرة
نارية....
"اتقمص زي العيال ؟!..."
لوت شفتيها قائلة بتهكم...
"دا اللي انا شيفاه بصراحة...."
صاح سليم بنفاذ صبر.... "على مكتبك ياكيان...."
صاحت بقوة جبارة مثله...
"مش هروح على مكتبي غير لما افهم اي الغلط
في اللي عملته..اللي يخليك تخصمني المدة
دي كلها...."
احتدت عيناه القاتمه... "انتي بجد مش عارفه...."
خفق قلبها بخوف لكنها ردت باستنكار...
"انا بسألك...."
رد مثلها وعيناه تبتلعها في ظلامها...
"وانا كمان بسألك لي وافقتي على ارتبطنا..."
قالت وهي مأسورة بعيناه....
"بسيطه يامتر.......لاني بحبك....."
اهتزت حدقتاه بتأثر لكن سريعًا لوى شفتيه
هاكمًا مزمجرًا بها...
"اللي بيحب حد بيبقا واثق فيه مش خايف منه
ومستني غدره في اي لحظة....وانا مش بتكلم
غير عن اعتراضك على اني اقدم معاد الفرح
قبل أخوكي....اللي لسه قدامه اكتر من خمس
شهور على ما يجهز شقته...."
قالت كيان بجدية حاسمة....
"اتفقنا كان على اساس كده مدينا المدة شوية عشان
نعرف بعض اكتر....."
صمت سليم قليلًا ناظرًا لعيناها بقوة قبل
ان يقول بحزم....
"انا مش عايزاك تعرفيني قد ما عايزك تثقي فيا
وتصدقي اني بحبك.....واني مش شايف حد غيرك
وان اي حاجة حصلت قبلك ملكيش انك تعترضي
عليها او تفكريني بيها كل شوية لمجرد اني قربت
منك ؟!...."
قالت بصوتٍ متهدج مختنق....
"وانا مش عيزاك تقرب مني بالطريقة دي لان
مفيش حاجة بينا شرعي حاليًا...."
كم المه اعتراضها وكانها تنفر منه بصورة او بأخرى
لذا كان جادًا وهو يخبرها بصرامة وكبرياء...
"تمام وانا مش هقربلك تاني ياكيان....ولا باي شكل
من الأشكال لو ده اللي هيرضيكي وهيشيل الوساوس من دماغك.....اتفضلي على مكتبك..."
وجدته يتجاهلها عمدًا مثبتًا عيناه بين الأوراق.. زمت
شفتيها بغضب وهي تتجه الى الخارج بخطوات عصبية وقلبٍ يرجف بغضب ولوعة.....
القت جسدها على المقعد وهي تفتح الملفات امامها
بعينين مليئتان بالدموع....
ماذا يحدث لها... من منذ متى وهي حساسة وغبية
ومتهورة هكذا.... ان الحب يدفعها للجنون....والغيرة
تفترسها كلما فكرت بعلاقته السابقة مع خطيبته
ومشهد القبلات التي راته حينها ، يقتلها الشعور وتفترسها الغيرة والظنون...وتسأل نفسها
الى اي مدى وصلت علاقتهما هل كانت مختصرة
على القبلات ام انها أعمق مما تتوقع !!....
اعتصر الألم قلبها بقبضة جليدية قوية..فاغمضت
عينيها زافرة وهي تنحني براسها سانده على يدها
فوجدت صوتٍ مألوف لها يقول بقلق...
"مساء الخير.....موكا انتي كويسه..."
رفعت راسها فوجدت نائل يقف امامها بكامل اناقته
وبنظرة مهذبة كاسلوبه البق....
نهضت بدهشة عن مقعدها لتمد يدها
مرحبة...
"نائل....مساء النور....اي المفاجأة الحلوى دي..."
بادلها نائل المصافحة ثم جلسا معًا حول
المكتب...فبدا نائل يسالها بتعجب
"كنت قريب من هنا فقولت اعدي عليكي...عامله ايه
في الشغل...اي السبب اللي خلاكي ترجعي تاني
لمكتب سليم الجندي.... وليه سبتي خليل الصواح
انا فاكر انك هنا مؤقتا.... "
نكست كيان راسها عاجزة عن الرد عليه فحتى الان
لم تعلن خطبتها على سليم الجندي اليهما خوفًا من ان تجرح شعور نائل فقررت الإبتعاد دون اخبارهما
عن السبب.....
"يعني لقيت ان الشغل هنا احسن من مكتب خليل
الصواح...فاستقريت هنا...."
رد نائل بابتسامة صافية....
"طبعًا المكان اللي يريحك...المهم تكوني مبسوطه.."
أشرق وجهها سريعًا فنائل دومًا مريح في الحديث ويحترم خصوصية الغير.....
"طبعا مبسوطه...وانبسط اكتر لما شوفتك...قولي
بقا عامل إيه واي أخبار الشغل...بس قبل دا كله تشرب إيه....."
لمعة عينا نائل وهو يرفض بالباقة....
"ولا حاجة ياموكا....انا كنت عايز افتحك في
موضوع مهم......"
هزت كيان راسها برصانة دون ان تمحي
ابتسامتها... "خير... قول انا سمعاك...."
تعرق جبين نائل قليلًا وهو يزدرد ريقه قائلًا
دفعة واحده.... "انا قررت اتجوز...."
خفق قلبها بخوف لكنها ادعت اللا مبالاة
مستفسرة.... "بجد الف مبروك....حد أعرفه....."
رمش نائل عدة مرات قبل ان يقول
بخفوت....
"مش هلف ودور عليكي انا برتب للكلام ده بقالي
فترة واخيرا اتشجعت وقررت ابلغك بيه...انا بحبك
ياكيان من أيام الجامعة عيني وقلبي مش شايفين
حد غيرك....انا عايز اتجوزك.... "
اتسعت عينا كيان رغم توقعها بحدوث هذا إلا
انا الأمر على أرض الواقع مربك....جعلها تجفل
للحظات معقودة اللسان امام عينا نائل المنتظرة
جوابها....
"وياترى السكوت علامة الرضا...ولا الهانم بتفكر
تقبل....."
اخترق الصمت صوتٍ رجولي خشن يقف عند باب
المكتب المفتوح بطوله الشامخ وجسده العضلي
وحلتها الامعة ككل شيءٍ به...هادئا باردًا لكن عيناه
القاتمة المسيطرة على مشاعرها أوضحت الكثير
مما يشعر به الان في هذا الموقف الذي لا تحسد
عليه....
نهضت كيان عن مقعدها بوجهًا شاحب وهي تنظر
لسليم بصدمة...وفعل نائل وقف احترامًا له قائلًا
بحرج يعافيها هي عن مواجهة رب عملها....
"انا آسف جدا يا استاذ سليم واضح اني اختارت
المكان الغلط اللي أفتح فيه مسألة شخصية زي
دي....."
اقترب سليم منه وعيناه القاتمة لا تحيد عن وجهها الشاحب وعينيها المذعورتين....وضع يده على كتف نائل قائلًا بخشونة....
"لا انت اختارت المكان الصح....ولازم الانسة كيان
تديك الرد على طلبك....."
رمقها شزرًا قائلا بوعيد....
"ماتردي..... ولا تحبي ارد انا مكانك...."
بللت كيان شفتيها وهي تقول بتخوف
متلعثمه...
"أا.... أصـ..... اصل انا يانائل مخطوبة... وخطيبي
هو...."اشارت على سليم باصبع السبابة وهي تبلع
ريقها بوجل...
احمر وجه نائل بحرج وهو ينظر الى وجه سليم
الحجري ونظراته الغير متهاونة معه...تعرق جبين
نائل اكثر من ذي قبل وهو يقول بتلعثم....
"انا اسف مكنتش أعرف...."
سأله سليم بنظرة نمرٍ شرس....
"ليه هي مقلتلكش قبل كده انها مخطوبة..."
هز نائل راسه بنفي قائلًا بصدق....
"والله أبدًا...انا لسه عارف من حضرتك...لو اعرف
ليه هاخد الخطوة دي واحرج نفسي...."
وضعت كيان يدها على خدها مغمغمة سرًا وهي
ترمق نائل شزرًا....
(الله يخرب بيتك يانائل بتسلمني تسليم أهالي...)
ربت سليم على كتف الشاب بقوة وهو يحاول تمالك
اعصابها قائلًا بفظاظة وقلبه يشتعل بنيران
الغيرة.....
"على العموم اديك خدت الرد على طلبك...شرفتنا.."
اوما نائل براسه بوجوم وهو يغادر دون ان يلقي
نظرة وداع عليها....فـعلمت وقتها ان صداقتهما
انتهت هنا ولن تعود.....
غامت عيناها بالحزن والشفقة وهي تنظر الى رحيله بقلب مكسور....ثم رفعت عيناها الى سليم الذي
أمرها بنظرة سوداوية....
"ورايا على المكتب....."
وقفت في مواجهة عاصفة الغضب التي ستندلع الان
بعد لحظات من الصمت المهيب.....
كان يقف امامها في منتصف المكتب ينظر اليها بغضب وصدره يتضخم بمشاعر سوداوية عنيفه في
تلك اللحظة تحديدًا كلما فكر في عرض زواجها
من هذا الأحمق واعترفه بالحب لها...وعدم قدرتها على الرد..بل وامتناعها عن اخباره بأمر الخطبة....
يجن جنونه وتنتابه رغبة شيطانية في تمزيقها
إربًا.....
ظل يلاحق ملامحها بنظراتٍ كالسهام الحادة لبضعة
ثواني الى ان قال أخيرًا بصوتٍ غريب....
"انا عايز افهم اي السبب اللي خلاكي متعرفهوش انك مخطوبة...."
قالت بخفوت تحت سطوة عيناه
الحادة...
"مجتش مناسبة...."
قطب حاجبيه هاتفًا بعنف....
"مش هو ده الرد اللي مستنيه قولتي قبل كده انه
بيحبك وانك عارفه ده...ليه مقلتلهوش...تكونيش
خوفتي تجرحي مشاعره..."
همست بملامح مرتابة..... "بظبط...."
جاشت مراجله فصاح زائرًا كالنمر
الجريح....
"ومشاعري انا وكرامتي... وانا شايفه بيصرحك
بحبه وبيطلب ايدك للجواز.. مفكرتيش فيها..."
قالت كيان بتردد وهي ترجع خطوة
للخلف.....
"وانا كنت أعرف منين انه هيعمل كده...."
هتف سليم بصوتٍ قاسٍ مزدري وهو يبتسم
بعصبية....
"ليه كان هيفضل يحبك في السر كتير ما مصيره يقولك على كل حاجة.... لو الهانم بس فكرت ولو شوية هتعرف ان خبر الخطوبة هيقطع لسانه وهيبعده عنها... ولا تكونش الهانم جاي على
هواها اللي بيحصل..."
القى اتهام صريح فوقفت امام
بالمرصاد تخرسه...
"انت اخر واحد تتهمني اتهام زي ده...."
صرخ سليم في وجهها مؤنبًا إياها....
"دا مش اتهام دي حقيقه...لو كنتي واخده علاقتنا
على محمل الجد كنتي عرفتيه انك مخطوبة.. لكن
واضح انك بتتسلي...."
رفعت راسها بكبرياء تواجهه بنظرة
محتقرة.....
"زي ما انت كنت بتتسلى بيها.... وبيا...."
إرجع راسه للخلف جافلا عن قدرتها الجبارة في
تدوير الاحاديث والقاء التهم......قال سليم بعد
لحظة صمت كئيبة.....
"وطالما انا وحش اوي كده في عينك..وافقتي
ليه من الأول ؟!...."
عضت على باطن شفتيها شاعره بالعراء
أمامه.... "اللي حصل...."
سالها بنظرة مشتعلة... "يعني إيه...."
على تنفسها بعصبية فقالت بهجوم بالغ عما يعتريها نحوه وغير قادرة على البوح به لحساسية الموقف
"يعني انا شيفاك نسخة منه زي ما سبتها عشاني
هتسبني عشان غيري....."
أغمض سليم عيناه واولاه ظهره محاول تمالك
اعصابه وهو ياخذ انفاسه بتشنج...قائلا دون
ان ينظر لعيناها المتالمة..
"لحد إمتى... لحد امتى هيفضل تفكيرك كده... قولتلك قبل كده اني اكتشفت ان احنا مش
مناسبين لبعض مش شبه بعض...."
بنظرة نافرة قالت بتهكم....
"وده اكتشفته قبل فرحكم بكام يوم...."
استدار لها سليم صارخًا في وجهها بعنف......
"عيزاني اكتشفه امتى لما نتجوز ونجيب عيال..
انتي بتفكري إزاي..ليه بتعذبيني وبتكويني بنفس النار اللي كويتها بيها.... ليه ياكيان ليه...."
التوى ثغرها بتهكم وقالت باستهجان....
"ياحنين وكمان صعبانه عليك طب ما تروحلها..
روحلها واقف ليه صلح غلطتك واتجوزها وطلعني
من القصة دي كلها...."
"انتي عايزه إيه... عايزة اي فهميني...."
اندفع نحوها بجسد متشنج فرجعت للخلف بخوف حتى اصطدم ظهرها بالحائط خلفها وعندما لم تجد مفرًا بعد ان حاصرها هنا..... قالت بعذاب وهو تواجه نظراته المتجهمة....
"عايزة اعرف اللي بينكم وصل لحد فين...."
علت ملامحه الصدمة وهو يسمعها تتابع
بلوعة.....
"كام مرة لمستها وخدتها في حضنك كام مرة بوستها وقولتلها بحبك.... كام مرة..... وحبتها إزاي وياترى اللي بتحسه معايا نفس الاحساس اللي كنت بتحسه
معاها....."
تبادلا النظرات قليلًا بصدمة يقف هو مبهوتا متصلب
مكانه وتقف هي ترتجف باكية بضعف.....
قال سليم بعد لحظات وهو يبتعد عنها للخلف خطوتين واضع يده في خصره رافعًا وجهه للأعلى محاولًا كبت غضبه وعصبيته بعيدًا عنها قدر المستطاع.....
"مفيش حد ملوش تجارب في الحب....بذات لو
راجل زيي ومفيش حد بيعمل اللي انتي بتعمليه."
بصوت خفيض متعب أردف....
" علشان كل اللي حصل ده كان قبل ما أشوفك وحتى بعد ماظهرتي في حياتي كنتي مجرد محامية
تحت التدريب ومساعده خاصة ليا... وأول مامشاعري اتحركت ناحيتك سبتها.... يمكن متأخر ويمكن بدري بس في الآخر سبتها...انا مش عارف اي الجريمة اللي عملتها تخليني أستحق كل الكره ده منك...."
ثم واجه عيناها بالنظرات قائلا باتزان....
"ومش عارف ليه شيفاني نسخة منه....انا مش
خاين ياكيان الحكاية كلها اني انسحبت من
علاقة فشلة وحبيت ابدأ من جديد مع حد مرتاح
ليه اكتر وشايف نفسي معاه....."
مسحت دموعها بظهر يدها....فقال سليم
وهو يقسو على نفسه قبلها....
" انا مش ندمان اني سبتها ياكيان...بس انا بدأت
أندم اني فكرت ارتبط بيكي...."
هوى قلبها ارضًا منكسر تكاد تسمع صوت حطامه فتصلب جسدها في مكانه يابسًا وقد على تعبير الدهشة وجهها.....فاضاف سليم باترًا .....
"خدي أجازة ياكيان وابعدي...وهستنا قرارك الأخير
يانكمل يانبعد خالص....انا مش هقدر اكمل بطريقه
دي حتى لو كانت روحي فيكي....."
خفق قلبها المحطم بوجع...ورغم ذلك قالت
بكبرياء وهي تمنع دموعها من الهبوط امام
عيناه...
"انا خدت قراري خلاص وشايفه ان احنا مش
هننفع نكمل سوا...."
بنظرة نافذة توغلت لأوصالها عقب بصلابة
"انا مش هاخد قرار في علاقتنا غير لما تهدي..."
صاحت بانفعال ومعه هبطت دموعها على
خدها.....
"شايفني بشد في شعري....قولتلك خلاص
مش عايزه...."
حاولت الهروب من هذا المكتب اللعين...لكنها شعرت بقبضة يده تعجزها عن الهرب فواجهت عيناه الحانية
رغم ظلامها القاسي...فقالت بتشنج.....
"سبني ياسليم.....سبني....."
فلتت شهقات بكاؤها بضعف عندما ضمها الى
صدره محتوي جسدها وقلبها في احضانه
مربتًا على كتفها بحنان وهو يهمس باختناق...
"أهدي ياحبيبتي.....هعمل اللي يريحك حتى لو
كان اللي هيريحك ده اننا نسيب بعض...."
ازداد نحيبها حدة وهي تستقبل العناق دون ان
تبادله إياه فهي تخشى ان تظهر له مدى احتياجها
لعناقه مدى احتياجها له...مدى عذابها ولوعتها ان
تركها بعد ان اخبرها منذ دقائق انه ندم على هذا
الارتباط ؟!....
.....................................................................
دلف الى البيت عصرًا فوجدهن يجلسن على الاريكة
يشاهدا التلفاز وكل واحده منهن شاردة في عالمها..
شعر بنغزة قوية في صدره لعدم وجود شهد بينهن
كما اعتاد عند دخوله....البيت ينقصه روحها الطيبة
صوتها الموسيقي الناعم... رقيها الملكي المشع عند
نظرة من عينيها.....
عندما راته قمر امتقع وجهها بقرف وتكتفت ذراعيها
بصرامة مشيحة بوجهها وعيناها بعيدًا عنه....بينما
قلبها ملتهب بالشوق....
أنتبه حمزة الى حركاتها الطفولية مزالت مصممة على
موقفها في خصامه حتى بعد كل هذه المدة....
أسبوعين كاملين ترفض التحدث اليه مصممة على الخصام كلما حاول الحديث تصده وتتركه وتعتكف غرفتها التي كانت غرفة شهد سابقًا...
تجلس بها معظم الأوقات احيانا وحدها واحيانا مع
كيان التي لم تجد رفيق بعد شهد سواها ، تقارب الفتاتان من بعضهن كثيرًا في تلك الفترة القصيرة
لم ينكر انهن مزالا ناقر ونقير مع بعضهن لكنه المزيج المميز في صداقتهن حديثة العهد ؟!....
وضع حمزة علبة الحلويات امامهن على الطاولة وانضم الى تلك الجلسة الكئيبة وهو يستريح
على مقعده سائلًا وهو يوزع النظرات عليهن
بتدقيق.....
"مالكم شايلين طاجن ستكم كدا ليه..."
زمت قمر شفتيها وهي ترمقه بطرف عينيها دون ان
تعيره ردًا او حتى ذرة اهتمام كما اعتاد منها..
فأحمر وجه حمزة بحرج وغضب فهو لم يعتاد هذا البعد والخصام خصوصًا منها يحترق صدره كبركان
ثائر يشعر برغبة غبية بصفعها بقوة ثم تقبيلها بشدة
ساحق تلك الشفاه الحمراء المستفزة باسنانه متلذذ
بتأوها في احضانه....
ازدرد ريقه متأثرًا واظلمت عيناه بالرغبة بينما قلبه
اختلج بين اضلع بضطرم من مجرد التخيل.... منذ متى يفكر بها بتلك الطريقه الـ..... الغير بريئة ابدًا..
ان مشاعره تتحرك نحوها بسرعة تفوق الوصف كقطار سريع متهور يسير الى اللا نهاية فاقد
مكابح التحكم والسيطرة !....
تنحنح حمزة بحرج وهو ينظر الى وجه اخته الباهت
وعلامات الأسى المرسومة على وجهها بالخط العريض....
"مالك ياكيمو...... شايل طاجن ستك ليه.... انتي
زعلانه مع خطيبك...."
خمن حمزة وهو يضيق حدقتاه فاومات براسها
وهي تبتسم بسخرية.... فلمعة عينا حمزة سائلا
اخته بحمائية....
"غلط فيكي..... رفع ايده عليكي كدا ولا كده..."
هزت كيان راسها بنفي هاربة من عيناه البراقتين بخجلا خوفًا من ان يقراء المسطور في عينيها عن هذا العناق الذي جمعها بـسليم لثواني قليلة قبل ان
تدفعه خارجة من المكتب بل ومن البنية بأكملها
بعينين مليئتان بالدموع وقلب مكسور....
قالت بصوتٍ متهدج.....
"ميقدرش.....انا مش بسكت وانت عارف كده كويس
مشاكل بايخه....لو في حاجه كبيرة هقولك.. بس هي
مشكلة تافهه...."
رمق حمزة اخته بشك سائلا....
"ويترى المشكله التافهة دي مين فيكم اللي غلطان فيها..."
بللت شفتيها وهي تحني راسها
بتيه...
"تقريبًا انا..... انا اللي بدأت....."
اوما حمزة براسه ناصحًا اياها بحكمة...
"يبقا تراجعي حساباتك ولو فعلا انتي اللي غلطانه يبقا لازم تعتذري....." ثم نظر نحو قمر قائلًا..
بسأم....
"على الله بس ميطلعش زعله وحش زي ناس..."
رمقته قمر بطرف عينيها بقرف وظلت مكتفة الذراعين تأبى الرد عليه ولو بكلمة واحده فهي
تعلم انه يستفزها حتى تنفجر في وجهه....
نظرت كيان اليهما بحيرة وسالتهما بشك
وفضول....
"انتوا شكلكم زعلانين سوا... بقالكم كام يوم
متغيرين مع بعض ومش بشوفكم قعدين مع
بعض زي الأول....هو انتوا زعلانين فعلاً... "
إرجع حمزة ظهره للخلف قائلًا وهو ينظر نحو
قمر بشقاوة.....
"ولا اي حاجة دا انا وقمراية زي السمنه على العسل
دا انا حتى جيبالها لقمة القاضي... وعامل حسابك
معاها...."
امتعنت كيان وهو تنهد عن الاريكة
قائلة بكآبة.....
"لا انا مليش نفس انا هدخل اريح في اوضتي
شويه... زهقت من القعده هنا...."
بعد ان أغلقت كيان باب غرفتها عليها...
اتجه حمزة الى قمر جالسًا جوارها على الاريكة رمقته قمر بتحذير لكنه ابتسم بسماجة وهو يرفع ذراعه واضعها على حافة ظهر الاريكة خلف راسها
مباشرةً..
لوهلة ظنت قمر انه سيمد يده على جسدها بوقاحة لذا انكمشت بخوف وارتجف قلبها في لحظة
بوجل....
فابتسم حمزة باستمتاع سادي وهو ينظر لعيناها
قائلاً بابتسامة سمجة....
"مساؤؤ عناب...ياقمراية......"
(مساء الزفت على دماغك.....)
كانت تتمنى ان تنطق بها لكنها للأسف اخلاقها منعتها
في اللحظة الاخيرة....فعضت على باطن شفتيها بغضب دون رد....
"انا جيبلك لقمة القاضي....."
قالت قمر بنظرات محتقنة بالغضب....
"شكرًا بطلت اكلها....أصلي عاملة رچيم....والسكريات غلط عليا.... "
"على كده انا لازم ابعد مانا من ضمن السكريات
برضو....."ضحك حمزة بقوة مدعي المرح..
فرمقته قمر رافعه شفتيها بتقزز كمن تنظر لفأر ميت...فتوقف حمزة عن الضحك بتدريج متنحنحًا بحرج....
"وحشه صح......مكانتش عجباني اصلا...."
عضت على باطن شفتيها حتى لا تبتبسم...فما حدث
لا يغتفر مهما حاول هو التلطيف فالامر أصعب من
ان يمر مرور الكرام هكذا دون حاكم أو رٱبط...
قال حمزة بضيق وهو يرمق جسدها بنظرة شاملة
مدققة بوقاحة قبل ان يقول....
"وبعدين انتي بتعملي رچيم ليه...انتي عجباني كده
وبعدين انا بقا عايزك بطاية...ياريت تزيدي عن كده
اهو كله لمصلحتك..."انتهى بغمزة وقحة مشاكسة..
فزمت شفتيها فكل هذا حجة حتى تمتنع عن اكل حلواه....لكنه يفتح مجال للحديث بعد خصام دام لاسبوعين دون تبادل كلمة واحده بينهما.....
اظلمت عينا قمر وهي تعصر ذاكرتها متذكرة جسد
نجلاء رغم قصر قامتها التي تتخطاها هي بعدة
سنتيمتر الى ان جسد نجلاء كان ممتلئ عنها
نوعًا ما خصوصًا في اماكن مفترقة من انوثتها البارزة......
جزت على اسنانها وهي تنهض بغضب قائلة بعصبية
بالغة....
"وانا مش فارق معايا انت بتكره اي وبتحب إيه
لاني هفضل اعمل رچيم لحد ما بقا شبه خلة السنان
وبقا دور بقى على البطاية اللي تملى عنيك..يابو
عين فارغة ياطفس...."
قالت اخر كلمة باتهام صريح قبل ان تتحرك بسرعة
من امامه داخله الغرفة كثور الهائج.....
فغر حمزة شفتيه مصعوقًا مكانه لبرهة وعندما ذابت الصدمه على محياه إرجع خصلاته الناعمة المتساقطه على جبينه للخلف متمتمًا
ببلادة.....
"هو انا عكيت الدنيا تاني ولا إيه ؟!..."
عندما اتى الليل بدات تتمايل في نومتها على الفراش بعدم ارتياح وقلبها يشتعل كأتون حارق كلما تذكرت
حديثه عن ذوقه اللعين...
مسكت الدمية الناعمة التي على شكل بقرة والتي كانت أول هدية يهديها لها.... مسكت الدمية وعضتها
باسنانها بشراسة وهي تنفث عن غضبها داخلها بصرخة مجنونة مكتومه....
ثم بعد ان انتهت من وصلة الجنون تلك القت
الدمية عرض الحائط بسادية....وهي تقلد صوته
بعصبية مفرطة....
"عايزك بطاية... عايزك بطاية اهو كله لمصلحتك...."
على صوت تنفسها ومعه بدأ صدرها يعلو ويهبط
بتشنج قائلة بتكبد....
"عديم الذوق والإحساس...اه ياني منك نفسي
اكلك باسناني.... ليه نفس يتكلم ويهزر بعد اللي
عمله... بجح..... بجح ااااه....."
صرخت صرخة مكتومة وهي تنهض عن الفراش متجه الى الحمام بخطوات عصبية....
وبعد لحظات خرجت من الحمام متجهة الى
الغرفة فانتبهت الى الشرفة المفتوح ابوابها
وهو واقفًا عندها ينفث عن غضبه بتدخين
وشرب القهوة المُرة.....
وجدت ساقاها تقودها إليه...انتبه حمزة لوجودها بجواره فالتزم الصمت بملامح متصلبة قاسية ...
ظنت قمر للوهلة الاولى انه غاضب منها لكنها بعد
لحظات انتبهت انه يمسك هاتفه بين يداه ويتابع
احد مبارات كرة القدم لفريقة المفضل....
ويبدو من قسمات وجهه المشدودة وعروق عنقه النافرة بعصبية ان فريقة يغرق في الخسائر كالعادة ؟!....
ارتسم على وجهها علامات التعجب والحيرة لماذا
الإنسان يراهن على الاشياء الخاسرة ويتعلق بكل
ماهو خاسر مستنزف طاقته ومعكر مزاجه مع
كل هذا الضغط !....
أغلق حمزة الهاتف بعد ربع ساعة تقريبًا قضتها
بجواره واقفه صامته خانعة امام غضبه...
رمقها حمزة بطرف عيناه متأمل وجودها بجواره
بعد كل هذه الأيام بدونها تحرمه لذة صحبتها
واهتمامها به....كأم تعطف على صغيرها....
نظر امامه زافرًا بصدرٍ مثقل بالهموم والحزن انها اتت
في أشد لحظاته غضب وتأزم....وحتى الحديث الان
سيخرج على هيئة رشاش ناري يصيب وجهها الجميل..
فهو غاضب غاضب بشدة، فريقه المفضل خسر..
ماهذا الحظ السيئ....
انتبه الى ما ترتديه في معصمها هذا الاسوار الأحمر
اللعين بخرزه البراق المستفز.....
"انا مش فاهم انتي لبسه الزفت دا ليه..."
نظرت الى السوار ثم لعيناه الحانقة فابتسمت باستفزاز قائلة بإيجاز...."بتجيب الحظ....."
بلع ريقه بتجهم قائلًا بوجهٍ مكفهر....
"قصدك بتجيب النحس....اللون ده مستفز وانتي بتتعمدي تظهري بيه قدامي...المفروض الحاجة
اللي مبحبهاش متعملهاش...."
لوت ثغرها هازئة..
"وياترى انت بتعمل كده معايا....."
هتف حمزة بعينين تقدحان شررًا....
"واضح انك جايه عشان تستفزيني وتكملي عليا...."
رفعت قمر حاجبها ببلادة....
"انت مضايق اوي كدا ليه هما لو كسبه يعني
هيدوك الكاس !....."
اقترب حمزة منها خطوة خطرة وعيناه تبرق
بالإجرام فخفق قلبها بخوف فيبدو انها تلعب
في عداد عمرها حيال ما نطقت به ...
"تعرفي اي عن الكورة ؟!....."
قالت بتلعثم وهي تهرب من جحيم عيناه
المتقدة...
"قولتلك اني مليش في الكورة... ولو ليه في
الكوره هطلع اهلاوية زي بابا.... "
جز على اسنانه وتطاير الشرر والوعيد على
وجهه....
"الأحسن ان ميبقاش ليكي في الكورة خالص
عشان منخسرش بعض....."
زفرة وهي ترجع خطوة للخلف تاخذ انفاسها المسلوبة بعصبية هاتفه بقلق....
"انا كدا كده مليش في تعب الاعصاب ووجع
القلب.....دا انت متعصب اوي... اعصابك أهدى
هطق.. "
ضرب حمزة على سور الشرفة بيده بتشنج فحديثها
يزيده اشتعالًا اكثر من الخسارة الفادحة التي تلقاها فريقه أليوم....
"وانتي مالك يابنتي متعصب ولا متنيل على دماغي......قمر انتي جيالي في وقت الشياطين
كلها بتتنطط في وشي....."
عقدت ذراعيها امام صدرها مشيحة بعينيها
عنه.....
"مين قالك اني جيالك انا واقفه اشم شوية هوا..
ولا ناسي اننا متخاصمين..."
نفخ حمزة بعصبية بالغة وهو يقول بصفاقة...
"مش ناسي....اقولك اشبعي بالبلكونه انا داخل اوضتي.."
غادر من امامها بمنتهى العصبية مما جعلها تجفل
متسمرة مكانها بصدمة ولم تقوِ على الاستدارة
اليه بل ظلت تنظر للشارع المظلم والمباني
الشاهقة امامها بعينين غائرتين بالدموع وقلب متجمد في قبضةٍ جليدية فتاكة يئن داخلها بالاستسلام وتعب...
فلتة شهقة من بين شفتيها المرتجفة عندما شعرت
بيده الحانيه تضع على كتفها شال من الصوف
الناعم ثم لفه حول منكبيها بحزم قائلاً بوجوم من خلفها...
"خلي الشال ده عليكي عشان متبرديش....ومطوليش عن كده... شوية وادخلي نامي... تصبحي على خير "
ثم ابتعد ومعه هاجر قلبها اليه يقبله آلاف القبل ويركله بعدها بغضب فهذه المشاعر المتناقضة
باتت عدوى اصابتها من بعد معاشرتها له !...
.........................................

الحب  أولاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن