🦋🦋الفصل الرابع والاربعون 🦋🦋

8K 97 1
                                    

لمح يزن عند باب الصاغة فتاة محجبة بسيطة تدلف الى الصاغة كانت ترتدي نظارة طبية ملامحها صارمة رغم جمالها
كانت تختلف عن جميع الزبائن اللواتي اعتاد
رؤيتهن هنا بها شيءٍ جذب انتباهه من النظرة الأولى فوقف قليلا يتابع تحركها في قلب الصاغة وبحثها عن شيءٍ بعينه...
رأى من خلفها فتاة في نفس عمرها تتبع خطاها منادية عليها بتذمر....
"ياجنة استني...."
جنة !!....
ردد الإسم داخله وهو يتابع اقترابها بعيناه الزرقاء
حتى وقفت امامه بهدوء تطلب بتحفظ....
"لو سمحت كنت عايزة اشتري خاتم دهب للمواليد..عندكم ؟!!..."
اوما يزن براسه مبتسمًا قائلا
بلباقة...
"ايوا طبعا.... استني ثواني...."
عندما ابتعد يزن عنهما مالت صديقتها عليها
قائلة بهيام....
"يخربيت عنيه ياجنن....انا أول مرة اشوفه هنا...."
التوى ثغر جنة وهي تضرب بالكلمات كخالها
(سلطان)....
"اللي يسمعك يقول مقطعة الزيارات في محلات
الدهب انتي اخر مرة جيتي هنا كانت في خطوبة
أخوكي اللي هو متجوز من عشر سنين أصلا...."
لكزتها صديقتها متبرمة بالغيظ.....
"ياختي بتعيريني على إيه ما الحال من بعضه...قوليلي صحيح خدتي بالك من نظرته
ليكي أول ما دخلتي..."
زمت جنة فمها بقنوط قائلة....
"ممم غني عليا يازهرة كمان ...قولي كمان انه حبني من أول نظرة وخلاص واقف على الباب مستني موافقتي..."
ثم استرسلت برفضٍ....
" انا أصلا مش هاخد واحد أقل مني.... شكله
شغال هنا...."
فغرت صديقتها شفتيها قائلة بتهكم....
"شغال إيه يامتخلفة... انتي مشوفتيش الساعة اللي في ايده دا بتمنها يشتري بيتكم وبيت الجيران....ولا لبسه الواد لابس على موضة.... "
قلدتها جنة بسخرية....."على الممووضـة...."
لكزتها زهرة ضاحكة...."اتلمي...."
علت ملامحها الصارمة الشديدة وهي تقول...
"انتي اللي تتلمي وتبطلي رغي فاضي... احنا دلوقتي
اهم حاجة عندنا دراستنا... دراستنا وبس... خلينا نخلص الجامعة ونتخرج بقا......."
قالت زهرة بوجوم.....
"طيب ياختي.... قوليلي هتجيبي خاتم بس لمليكة
بنت سلطان..."
اومات جنة براسها قائلة بجذل....
"اه هديتي ليها خاتم وماما هتجيب ماشاء الله
وتيته هتجبلها حلق دهب.."
ثم إشارة جنة على الطاولة الممتدة التي يقفا أمام سطحها الزجاجي والذي يعرض بعضٍ من المصوغات الذهبية كانت من بينهم سلاسل ذهبية بالاسماء...
"الله شايفه السلاسل دي....تجنن....."
قالت زهرة وهي تنظر معها باحثه عن اسمائهن
بين هذا العدد بانبهار...
"حلوين بس اسمك واسمي مش موجودين فيهم...."
اقترب يزن منهن ووضع العلبة الكبيرة امامهن على سطح الطاولة الزجاجية كي يختاروا من بين الخواتم الذهبية الصغيرة المعروضة عليهن.....
"اتفضلي يا انسة....اختاري اللي يعجبك..."
قالها يزن وتوقف مكانه بهدوء يتأمل انعاكس
اللون الذهبي على مرآة نظارتها الشفافة وعيناها المتبسمتين وهي تختار بسعادة هدية للصغيرة....
مدت يدها الصغيرة واختارت أجملهن
وارقهن شكلا....
"حلو ده أوي....اي رايك يازهرة...."
نظرت لصديقتها مبتسمة حتى ظهر صف اسنانها الناصع...
قالت صديقتها وهي تختار خاتم اخر قد اعجبها كذلك...
"وده كمان حلو أوي...."
تدخل يزن بهدوء وهو ينظر بدقة الى وجه
جنة...
"بس اللي في إيدك احسن اللي اختارتيه الأول..."
رفعت جنة عينيها تسأله بعفوية...."بجد...."
"بجد..."اوما يزن براسه مبتسمًا بجاذبية اربكتها مما جعلها تسبل جفنيها بحياء وهي تشير على السلاسل الذهبية بحرج...
"خلاص هاخده....هي السلسلة من دي تعمل كام.."
"على حسب الجرام....ثواني...."اخذ واحدة بشكلا عشوائي ثم وضعها على الميزان الصغير واخبرها
وهو ينظر للرقم...."دي عمله ياستي.."
ابتسمت جنة باستحسان....."يدوبك...."
مالت صديقتها على اذنها سائلة....
"هو إيه اللي يدوبك....انتي معاكي فلوس ومخبية
عليا..."
قالت جنة بهمسًا وصل الى مسامع يزن الذي يدعي
انشغالة بشيء ما....
"لا يابنتي بس ماما عملالي جمعية باسمي ووعدتني هتجبلي سلسلة دهب...وانا عايزة اجيب سلسلة عليها أسمي....."
رفع يزن عيناه متعجبًا وهو ينظر اليهن....فالمبلغ
زهيد جدًا بنسبة له....بينما يعني لهن شيءٍ ضخم
يحتاج للادخار أشهر في شيء يسمى (بالجمعية)..
نظرت جنة اليه سائلة...."هو في اسم جنة..."
اجابها يزن بعملية....
"الحاجات دي بتيجي مخصوص لو عايزة يعني..."
قالت بنبرة حاسمة....
"اكيد عايزة سلسلة زي دي بس بأسم جنة..."
اوما يزن براسه وهو يخرج الهاتف
من جيبه... "تمام هاتي رقمك...."
دفعت نظارتها على عينيها أكثر
مغمغمة بصدمة...."نعم...."
رد بمنتهى الثبات...
"عشان اكلمك أول ما السلسلة توصل...."
انكمشت ملامحها بتوتر وهي تفكر بعمق..فابتسم يزن ابتسامة خفية وهو يراقبها باعجاب حتى قالت بعد فترة صمت....
"ممكن اديك رقم بابا....."
تنحنح يزن وهو يقول بنبرة متزنة....
"مع احترامي لباباكي بس انتي صاحبة الحاجة
اكلم والدك إزاي....."
قالت جنة ببلادة...... " عادي يعني...."
هز راسه وهو يقنعها بحذق.....
"مش عادي...اطمني انتي مش بتدي رقمك لحد
من الشارع....دا شغل انا هوصي على طلبك وأول
ما يوصل هكلمك...."
مالت عليها صديقتها تقنعها وهي تنظر الى يزن من اسفل جفنيها....."اديلوا رقمك هو هياكلك يعني...."
بلعت جنة ريقها بتردد وهي تنظر اليه قائلة
بتلعثم.....
"اكتب عندك 01....."
حفظ يزن الرقم على هاتفه ثم اجرى اتصال بها
وهو يقول بابتسامة جذابة.....
"دا رقمي سجليه عندك.... الدكتور يزن...."
رفعت حاجبها مندهشة..... "الدكتور ؟!!..."
اوما براسه بجدية مضحكة.....
"ايوا دكتور يعني لسه مخدتش القب رسمي بس كلها كام سنة واتخرج....إيه أول مرة تشوفي دكتور واقف
في محل صاغة ؟!..."
ضحكة صديقتها بينما قالت جنة بحيرة
أكبر....
"بصراحة أول مرة....غريبة...."
زم يزن فمه مدعي الأسى وهو يقول....
"هي غريبة فعلا بس حكم القوي على الضعيف..
بلاش تدخليني في تفاصيل....أول ما السلسلة
توصل هكلمك..."
قالت جنة بتحفظ شديد......
"تمام بس انا الفلوس هتبقا جاهزة معايا اخر الشهر
الجاي....يعني لو السلسلة جت بلاش تعرضها للبيع...لحد ما اجي واشتريها منك...."
شعر بنوع من الشفقة نحوها وهي تترجاه بعيناها
ألا يفرط في السلسال ان آتى....
تنحنح يزن وهو ينفض هذا الشعور قائلا
بأسلوب لبق....
"متقلقيش يانسه هي جايه بأسمك.....ومستحيل
ابعها لحد غيرك....."
تعرقل قلب جنة بخفقات غريبة لأول مرة
تستشعرها....
فاسبلت جفنيها وهي تخرج من حقيبتها المبلغ
المطلوب ثم مدته له....
"شكرا جدا لذوق حضرتك....اتفضل تمن الخاتم..."
وضع الخاتم في علبة صغيرة معه الفاتورة
ثم حقيبة صغيرة عليها شعار باسم
(الصاوي)...
اعطاها يزن الحقيبة سائلا....
"مبروك على القمورة.....هي اسمها إيه...."
قالت جنة بحياء.... "اسمها مليكة....بنت خالي...."
نظر لها نظرة أخيرة...."ربنا يبارك فيها....مبروك...."
أخذت منه الحقيبة شاكرة بحياء
جميل...
"الله يبارك فيك عن إذنك...."
استدارت جنة برفقة صديقتها خارج الصاغة
فاوقفها يزن بالنداء....
"انسة جنة...."
توقفت جنة مديرة وجهها اليه بارتباك....
فقال بنفس الإبتسامة الجذابة لكن بنبرة عميقة
اربكتها بشدة مشعلة وجنتيها بحماقة....
"يارب متكنش اخر مرة تزورينا فيها...."
قالت جنة ببسمة متزنة.....
"هي أول مرة بس أكيد مش الأخيرة...فرصة
سعيدة يادكتور يزن...."
اوما براسه بنظرة خاصة.... "انا أسعد...."
عندما خرجا من الصاغة تعلقت صديقتها في كتفها وهن يسيرا على الرصيف...
ثرثرت زهرة بسعادة...
"عنيه زارقة ولابس ساعة تحل أزمة...وجنتل مان في نفسه كده....وكمان طلع دكتور واسمه يزن..وفوق دا كله مهتم....طب والله مهتم...عايزة إيه تاني ياجنة....."
تاففت جنة وهي تقول بخشونة....
"عايزاكي تخرسي...ماشيه تحبي على نفسك وعايزة
تجريني معاكي....وبعدين فين الاهتمام دا شغله
يابنتي دا بيكسب زبون معروفة أصلا !! "
قالت زهرة بلؤم.....
"اه لو طنط اميرة كانت معانا وشافته كانت قرأت الفاتحة معاه قبل ما تطلع من المحل..."
ضحكت جنة معها وهي تقول بسخرية....
"بلاش تفكريني من ساعة ما دخلت الجامعة وهي ملهاش سيرة غير الجواز....زميلك ده ياجنة عنده
كام سنة....طب وده ياجنة شكله مهتم بيكي...طالما
جبلك المذكرات معاه.....أوف كلت دماغي...."
قالت زهرة بخبث...."الست عايزة تفرح...."
قالت جنة بغرور.....
"هتفرح ياحبيبتي... لما اتخرج واشتغل بشهادتي.."
حركت زهرة شفتيها يمينًا ويسارًا
هازئة... "اتنيلي.....اتنيلي...."
صمتا معًا لدقائق حتى استقلا سيارة أجرة كبيرة وقتها شردت جنة قليلا في هذا الوسيم وعيناه
الزرقاء وابتسامته الجذابة....
قالت لصديقتها على نحوٍ مفاجئ دون
مقدمات...
"بس مش غريبة يكون دكتور وبيشتغل
في محل صاغة..."
مطت زهرة شفتيها دون إهتمام...
"يمكن بيصرف على نفسه....مين عالم..."
نظرت جنة لنافذة بفضولا أكبر....
"وحتى لو كده ليه اختار الصاغة بذات
يشتغل فيها ؟!!...."
..............................................................
صعدت على السلم الممتد أمامها بخطوات متأنية أنيقة بينما عسليتاها حادتان كالسهام شعور الغيرة يغزو كل خلايا من جسدها وقلبها يشتعل كالجمار...
من تلك المرأة التي تجلس معه أكثر من ساعة ومالحديث الذي دار بينهما خلال تلك المدة الطويلة...كل هذا حديث عمل ام ان هناك
شيءٍ اخر ؟!!...
احمرت اذنيها قليلا وصدرها أوغر بالغضب
والغيرة عندما راتهما قبل ان ينتبها لوجودها...
تجلس خلف المكتب في الناحية المقابلة لزوجها
فتاة فاتنة حمراء الشعر تصغرها بعدة سنوات
تقريبًا ، ترتدي تنورة قصيرة لفوق الركبة وكنزة
تلتصق بمفاتنها
كانت ملابسها شبه مستفزة لـشـهـد التي ارتفع حاجبيها بتدريج فوق ملامح متجهمة وهي تنظر
الى زوجها.
زوجها الذي كان جالسًا من الناحية الأخرى خلف مكتبه يتحدث في الهاتف وهو ينظر إليها ويبدو المكالمة خاصة بها.....حتى الهاتف يعود لها.....
وقفت شهد تتابع هذا التودد بشفاة مقلوبة بقرف...
اعطى عاصم الهاتف للشابة الفاتنة (تيا..)..فابتسمت
تيا له بنظرة لا تخلو من الإعجاب وهي تتحدث
في هاتفها....
"شوفتي يامامي مش بقولك بيعمل سحر للزباين بتوعه.."
ضحك عاصم وهو يقول بوسامة....
"مش سحر ولا حاجة يانسة تيا....انا احب ارضي
زبايني واقدم حاجة تليق بيهم...."
انهت تيا المكالمة وهي تقول له بنظرة
مسحورة.....
"حقيقي كل البضاعة اللي شوفتها عندك تجنن بس انا حبيت اكتر تصاميمك...انت حقيقي كلمة مبدع قليلة عليك...إزاي قادر ترضي كل الاذواق في تصاميمك بشكل ده؟!..."
رد عاصم بنبرة خشنة هادئة...
"الموضوع مجاش من يوم وليله دي حرفة ورثتها
عن جدي الله يرحمه... وبقالي فيها فوق الخمسة
وعشرين سنة...."
قالت تيا بنبرة ناعمة.....
"بس انت مش كبير لدرجادي ياعاصم....."
عاصم !!...
برقة عينا شهد بشراسة وهي ترى الأحاديث المتبادلة بينهما بتودد لزج....والتملق المقرف من تلك الشابة الوقحة....
اربد وجهها بالغيظ وهي تجز على اسنانها متقدمة
منهما ، مخفيه انفعالها وشعورها وهي تقول بسلام
فاتر...وابتسامة راقية.....
"السلام عليكم....."
رفع عاصم عيناه إليها بدهشة...دهشة وجودها هنا فهي لم تخبره ابدًا بانها ستمر عليه....
ابتسم عاصم وهو يرنو اليها بنظرة خاصة مردد السلام وهو ينهض من مكانه بهدوء يشع هيبة
وحب....
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.... اي
المفاجأة الحلوة دي...."
"انت شايف كده...."
القت نظرة على الشابة تيا ثم عادت الى عيناه بحنق..
لم يلاحظ عاصم حنقها بل كان يرنو في النظر الى عينيها الواسعتين الجميلتين كبركتان من العسل
الصافي....تسافر عيناه على ملامحها بشوقًا وعشقًا
لا ينضبا ابدًا.....
قال عاصم وهو يلف حول المكتب مقترب
منها....
"أكيد...مقولتيش يعني انك جاية...."
خفق قلبها بلوعة وهي ترى اللهفة في عيناه قادرة
على أصهار عظامها عشقًا له.....
لكن غيرتها كانت أكبر من هذا المفعول السحري
في نظراته فقالت واجمة.....
"مانت لسه قايل انها مفاجأة....مش تعرفنا...."
نظرت شهد الى تيا بغيرة ، التي نهضت بدورها وهي تنظر اليهما متعجبة من تغير عاصم الجذري ونظرات الحب الامعة التي يخص بها زوجته حتى نبرة صوته معها غير ، أكثر عذوبة ولهفة وحب......
اشار عاصم عليها بتعريف....
"انسه تيا من اهم الزباين عندنا... هي ووالدتها
شوكار هانم... "
اغتصبت شهد ابتسامة منفعلة قليلا وهي
تسلم عليها....
"أهلا تشرفنا....انا شهد..... مرات عاصم الصاوي...."
اتكأت على الكلمات كنوع من التعريف والتحذير !..
ابتسمت لها تيا برقة قائلة....
"اهلا وسهلا ياهانم....انا حضرت فرحكم مع مامي
بس شكلك مش فكراني...."
قالت شهد.. "لا للأسف مش فاكرة...."
قالت تيا بتفهم....
"ولا يهمك الفرح كان كبير ومليان ناس...المهم اننا اتقبلنا.."
نظرت تيا الى عاصم وقالت بنبرة ذات
مغزى....
"محظوظة بعاصم الصاوي....حقيقي...."
كادت ان ترد شهد لكن عاصم شتت تفكيرها عندما احاط خصرها بذراعه ورد نيابة عنها بنبرة ممتنة
لها وللحب الذي جمع قلوبهما....
"مش هي لوحدها...انا كمان محظوظ اوي بيها..."
قالت تيا ببعض الحقد... "واضح انك بتحبها أوي...."
مالى عاصم على شهد يطبع قبلة على وجنتها
معترف دون ادنى تردد.....
"احنا اتخطينا مرحلة الحب دي من زمان...."
عضت شهد على باطن شفتيها بخجلا وهي
تنظر اليه فبادلها النظرة بعمق توغل الى
وجدانها ...
قالت تيا بابتسامة باردة....
"واووو....أول مرة اسمعك بتقول أشعار...."
اخبرها عاصم بنبرة جادة عنيفة بالمشاعر....
"في الحب كل حاجة مباحة...طالما مع الشخص
اللي اختاره قلبك....وشهد كانت الاختيار ده..."
قالت تيا بابتسامة باهته وهي تصافح شهد
للمرة الأخيرة.....
"ربنا يسعدكم ياعاصم....على العموم اتشرفت بمعرفتك يامدام شهد..."
عندما تقدمت تيا نحو السلم مالى عاصم على شهد
هامسًا بالقرب من اذنها بنبرة حارة....
"خمس دقايق بظبط ورجعلك....بحبك..."طبع قبلة
على وجنتها ومن ثم لحق بالمدعوة تيا بخطوات
ثابته.....
وقفت شهد عند سور السلم تتابع تحركهما سويًا
بالاسفل بنظرة حانقة.....
رأت تيا بالاسفل تقف عند احد الوجهات الزجاجية المعروض من خلالها مجموعة من المجوهرات....
وقفت بخيلاء تشاهد المجوهرات ، بتلك التنورة الضيقة والقصيرة وقف عاصم جوارها على بعد مسافة وعيناه على ما اشارت اليه متحدثه معه
باعجاب عن إختياره لكل قطعة هنا...
جزت شهد على اسنانها وهي تخرج الهاتف من حقيبتها.....مغمغمة بغيرة....
"مش فاهمة انا.. نازل يوصلها بنفسه ليه....مهمة
اوي بنسباله ؟!!....."
اتكات على شاشة الهاتف بعصبية وهي تنظر اليهما
شزرًا محتقنة الوجه....يبدو ان زوجها يبذل قصارى جهده لإرضاء تلك الحمراء العارية !.....
صدح هاتف عاصم برسالة واردة فاخرج الهاتف من جيبة ينظر اليه باستغراب بعد ان راها المرسلة....
(غض البصر يامعلم عاصم....)
ارتفع حاجبي عاصم للأعلى متعجبًا ثم انزلهما
مبتسمًا باعتداد ، رافع عيناه الى مكانها مباشرةٍ
مما جعلها ترتبك فورًا منتفضة انتفاضة خفية بعد
نظرة عينيه القويتان النافذتان عليها ومع هذا تمسكت بسور الحديدي بكلتا يداها تستمد منه الصلابة وهي ترفع راسها للأعلى بإباء دون
ادنى تراجع....
انصاع عاصم لأمرها واكتفى بايماءة مهذبة وهو يودع المدعوة تيا على باب الصاغة....
اولت شهد ظهرها إليه وهي تضع يدها على صدرها
الخافق....ولانت عيناها بنظرة عاشقة...
بالطبع هو لم ينظر للمرأة نظرة مشينة أو غير اخلاقية لكن غيرتها تدفعها لهذا هي لا تريد اي
أمرأه بالقرب منه وهو عمله معتمد على التعامل
مع النساء اي حظ هذا !.....
قبل ان يصعد عاصم إليها أشار ليزن ان ياتي فاقترب منه بتحفظ منتظرًا....
لم تعد علاقتهم كـسابق عهدها كان الصدع أكبر
من رأبه بينهم...لكن يزن يبذل جهدًا في استرداد محبة عاصم وثقته مجددًا....
"ليه أول شهد ما جت مبلغتنيش؟!!..."
قال يزن ببعض التردد...
"ملحقتش هي يبدوبك سألت عليك وعرفت ان
الزبونة معاك بقالها ساعة طلعت علطول...."
ارجع عاصم راسه قليلا وهو ينظر
اليه بحدة....
"آه فهمت..... انت اللي قولتلها طبعا...."
ارتعد يزن خوفا قائلا....
"مش قصدي أوقع بينكم....انـ....."
تحدث عاصم بخشونة متزن....
"وفين التوقيع... اللي بيني وبينهم شغل...وشهد عارفة ده....بس كان لازم تبلغني انها طالعه...مش اتفجأ كده....بلاش تكرر تاني..."
اوما يزن براسه مذعنًا...."حاضر...."
فقال عاصم بهدوء...
"أبوك بيشتكي منك....ليه لما عازمك مرحتش... "
دمدم يزن بضجر....
"العزومة في بيته الجديد عند مراته..."
هز عاصم راسه باستفهام....
"واي المشكلة ارضي ابوك وبلاش تزعله منك...."
اوما يزن براسه على مضض...
"حاضر هبقا اعدي عليه لما ابقى فاضي...."
أمره عاصم بحزم...
"اتصل بيه برضو وعرفه...انك لما تفضى هتعدي عليه..."
ثم نظر عاصم للسلم الممتد وقال بخفوت....
"مش عايز حد يطلع فوق....لو في اي حاجة
اتصل بيا الأول...."
ابتعد عاصم عنه صاعدًا درج السلم بينما ابتسم
يزن متمتمًا بلؤم....."تمام ياكينج...."
داهم انفه رائحة شهية من الطعام فنظر ليرى
المكتب يحتوي على علب من الاطعمة الجاهزة
يبدوا انها احضرتها معها من المطعم...
بحث عاصم عنها بعيناه ليراها جالسة بعيدًا على الاريكة تعبث في الهاتف بملامح واجمة.....
"ليه قلبة وشك يامدام ؟!!...."
سالها وهو يقترب منها جالسًا بجوارها....سحب الهاتف من بين يداها ووضعه جانبا وسالها...
"مالك يـاشـهـد ؟!!...."
"ليه نزلت توصلها بنفسك....."
سألته وهي تنظر اليه بحنق شديد.....
رد عاصم بهدوء.....
"مش بعمل كده مع اي حد بس دي زبونة مهمة
ولازم اكسبها...."
اربد وجهها بالغيظ وهو تقول من بين
اسنانها...
"لازم تكسبها ؟!!..انت مخدتش بالك من نظراتها وكلامها....ولبسها...."
ارتفع حاجباه متعجبًا من حكمها....
"انا مالي بالبسها....مش معقول هحاسبها على تصرفاتها....انا ليا بتصرفاتي انا...في حاجة
عملتها ضايقتك؟...."
ألجمها السؤال واشعرها بالحرج منه....كيف له
ان يخمد غضبها بسؤال هادئ كهذا....
قالت عابسة...."لا....بس انك تنزل توصلها...."
رد عاصم بصبر متزن....
"مفهاش حاجة والله...قولتلك هي زبونة مهمة وأهلها
ليهم وضعهم في البلد...فـحاجة زي دي لما اعملها متقللش مني بالعكس....سميها حسن ضيافة وتقدير....مش أكتر...."
نظرت له شهد بعسليتان لامعة
بالغيرة....
"بس انت مشوفتش نظراتها ليك...."
اجابها عاصم بجدية شديدة...
"مخدتش بالي أول ما شوفتك قدامي نسيت
مين قاعد معايا أصلا...."
رمشت بعيناها عدة مرات مرتبكه وقلبها اختلج
بين اضلعها فقالت بعنفوان....
"كداب... انت كنت هتاكلها بعنيك...."
ضحك عاصم قائلا بصدمة....
"اقسم بالله ابدا....بلاش ظلم يامفترية...ما كانت
قدامي من زمان.... إيه اللي هيخليها تعجبني دلوقتي..."
توسعت عينيها بدهشة...
"نعم.... يعني هي من زمان قدامك ؟!!..."
اوما براسه بنظرة حانية...
"هي وغيرها كتير.....بس اختارتك انتي..."
اسبلت اهدابها بضيق وصدرها يجيش بمشاعر
عنيفة...
مسك عاصم ذقنها ورفعها الى مستوى عيناه
سائلا برفق.....
"شـهـد مالك ياحبيبتي...."
قالت شهد ما بخاطرها....
"انا مش مرتاحة للشغل بتاعك ده...كل تعاملاتك
مع الستات...."
"ودي حاجة أول مرة تعرفيها...."سالها عاصم وهو يمسك كفها ويطبع قبلة عميقة داخله....
قالت شهد بضعف......"يـاعـاصـم...."
نظر لعسليتاها الجميلة وأسرها في ظلام عيناه
بينما يداه تعانق كفها بتملك....
"قولي ياست الحُسن....سمعك...."
قالت بنبرة خافتة مضطرمة بالحب...
"انا بغير عليك اوي...ولما شوفتها معاك كنت هتجنن
بذات وهي بتبصلك وبتنطق اسمك كده من غير القاب....كان هاين عليا اجبها من شعرها...."
طبع قبلة اخرى في كفها...."يسلملي الغيران........"
قالت بنبرة متعذبة.....
"انا بحبك ياعاصم ومش عايزة حاجة ترجعنا تاني
للي كنا فيه...."
سحبها عاصم الى احضانه وضمها الى صدره
بقوة ، يود دسها بين اضلعه كي ترتاح ويرتاح
قلبه معها....قال لها بصوتٍ أجش.....
"اطمني ياحبيبتي.....مفيش حاجه هتقدر تبعدنا
عن بعض تاني.....وده وعد مني...."
سحبت شهد اكبر قدر من عطره الى رئتاها
وهي تبتسم بنعومة على صدره...هذا موطنها....ملاذها وحبيبها....
لن تجازف به ابدًا قد عرفت الان قيمة حياتها
معه وقيمة الحب الذي جمع بينهما ولن تغامر
باي منهم.....
"بس اي المفاجاة الحلوة دي مقولتيش يعني
كنا فرشنا شارع الصاوي بالورد...."
اوقف سيل افكارها سؤال عاصم المشاكس
فقالت شهد دون ان تترك احضانه....
"لما كلمتني وقولت انك هتتاخر النهاردة في
الصاغة قولت اعدي عليك واجبلك العشا معايا
نتعشى سوا...."
سالها عاصم وهو يبعدها عنه قليلا حتى ينظر
الى عينيها.....
"هو جاي في وقته....بس انتي اللي عملاه بنفسك
ولا....."
تاففت شهد وهو تنظر للاعلى بقنوط....
"اه ياربي....مش بحب الموسوسين وخلتني
أعشق واحد منهم......"
ضحك عاصم بسعادة وهو يميل عليها ينوي تقبيلها وهو يقول بحرارة....
"احلى أعترف سمعته منك...."
رفضت شهد مبتسمة...."عاصم حد يشوفنا...."
"محدش يقدر يطلع هنا انا منبه عليهم...."
قالها عاصم ثم أنقض على شفتيها الشهية متذوق الشهد في قبلة عميقة تاق لها منذ ان راها تدلف
إليه بحسنها الغالب وغيرتها التي صبت على قلبه صبابة....
اطلق سراح شفتيها وهو يسند جبينه الى جبينها
لاهثًا معها بصوتٍ عالٍ ويداه مزالت تحيط
وجهها....همست شهد بضعف..
"عـاصـم...."
اخبرها عاصم بنبرة مضطرمة
بالعواطف...
"بـحبـكـ....بـحبـكـ اوي يـاشـهـد......"
قالت شهد بانفاسًا لاهثة.....
"لما بسمع اسمي منك...كأني بسمعه لأول مرة...
مرر ابهامه على وجنتها الناعمة فاغمضت عينيها
وهي تخبره بضعف انثوي....
"حتى لمستك وكأنها أول مرة نفس الرعشة..ونفس
الإحساس....."
فتحت جفنيها ليرى عينيها الامعة بالدموع
وهي تخبره بحزن....
"انا كنت بدأت أيأس من البعد....مش مصدقة
ان احنا رجعنا لبعض....."
طبع قبلتان على وجنتيها معتذرًا وهو يقول....
"خليتك تستني كتير يـا شـهـد....بس غصب عني
وجعي منك على قد محبتي ليكي.....انا مش ملاك وعارف اني جرحتك....بس كان غصب عني...
الغضب منك عماني عنك وعن حبك... "
قالت بغصة مختنقة.....
"مش انت لوحدك اللي غلط....انا كمان غلط مكنتش صريحة من البداية معاك....ود وصلنا لهنا...."
سالها بنظرة حانية وهو يلامس وجنتها
بابهامه...
"مبقاش في اسرار بينا...مش كده ؟!...."
قالت بنبرة شاجنة....
"مفيش اي أسرار بينا كل حاجة انت عرفتها...."
أنقض عاصم على عنقها يدغدغها وهو يقول
بنبرة مرحة....
"وسر جمالك وحلاوتك دول مش هتعرفيني
جيباهم منين...."
ضحكت شهد ضحكة رنانة وهي تبعده
عنها....
"عـاصـم بس.....الاكل هيبرد...."
وقفت امام المكتب وهو معها....قالت شهد
بنبرة حنونة....
"سمي الله يلا وقولي رايك انا اللي طبخه
على فكرة أطمن...."
جلس عاصم على المقعد ينظر للطعام الشهي
المرصوص أمامه ونفس السؤال يطرح نفسه
ماسرك ياجميلة ومالتعويذة التي تلقيها
على طعامك ليكون بهذا الشكل....والمذاق....
مضغ الطعام باستحسان مستمتع بتناغم النكهات
في فمه.....ضحك عاصم ضحكة خافته بعينين شاردتين في البعيد....
"بتضحك على إيه ؟!..."سألته شهد بفصول وهي تجلس بالقرب منه....
سالها عاصم وهو ينظر لها...
"القعدة دي مش بتفكرك بحاجة...."
ضحكت شهد وقالت بتذكر....
"بتفكرني طبعًا يوم افتتاح المطعم...لما جبتلك
الاكل معايا عشان اصلحك....."
انعقد حاجباه معقبًا...."غريبة انك فاكرة...."
قالت شهد بنبرة عذبة.....
"مش غريبة...انا عمري مانسيت حاجة كانت بينا...."
ثم بدأت في اطعامه وهي تمد يدها له بمعلقة
من الأرز وكانت هذه الخطوة جديد كليا عليها
معه !!....
"خد دي مين أيدي ياحبيبي...."
اخذها عاصم منها مبتسمًا وعينيه تبرق بالسعادة
والرضا معها ، فاليوم يجب ان يعترف ان الابتلاء طهارة للروح وبداية جديدة للمرء !!...
...............................................................
في صباح اليوم التالي كانت تقف امام الموقد الكهربائي تعد شيءٍ ما له رائحة نفاذة طيبة...
كانت ترتدي قميص نوم رقيق على قدّها الملتف ترفع
شعرها للأعلى في كعكة فوضوية بجمالا كانت على
محياها ابتسامة متألقة كالنجوم وهي تفكر في ليلة
أمس التي قضتها بين ذراعيه على شموع الهوى
انصهرت اجسادهما متعانقة....
كم اسرها بالحب حينها واذاقها الدلال كما يجب حتى باتت رخوة بين احضانه تتشبث برقبته
متأوهة بالحب تنطق إسمه بضعفٍ من بين قبلاته المتلاحقة على ثغرها....
وكل لحظة كانت تمر بينهما يعترف كلا منهم للاخر عن مدى عشقه وشوقه وعذابة في البعد..البعد الذي أحدث شيءٍ جيد في علاقتهما مع انه أخذ اشياء غالية في المقابل...لكنهما عادا... عادا وهذا يكفي...
اقتحم المطبخ دون احداث بلبلة ثم احاط خصرها بذراعيه القويتين جاعل ظهرها يرتاح على صدره مالى على عنقها يشم عبيرها الأخذ وهو يطبع
القبل على طول جيدها بشغف....
ابتسمت شهد وهي تغمض عينيها مغلقة بيدها
الموقد وهي تقول بنعومة....
"صباح الخير ياحبيبي...."
رد عليها بنبرة شغوفة.....
""صباح الشهد.....ليه قومتي من جمبي؟!...."
قالت شهد بتورد.....
"قولت احضرلك حاجة سريعة كده قبل ما تنزل الشغل..."
ادارها عاصم اليه برفق حتى اصبحت امام قبلة
عيناه وبين ذراعيه حينها نظر لها بمداعبة
قائلا...
"بس احنا لسه مكملناش كلامنا إمبارح...."
همست باستحياء...."عـاصـم....."
مزال الحياء يفترسها عند الممارسة مزال جسدها
الغض يرتجف بضعف مطالبًا بحياء كل ماهو دافئ من حبًا لأحتواء منه ، وهو لا يبخس عليها بهذا الشعور بل يعطيها قدر المستطاع وكأنه لم يمتنع يومًا عن حبها وقربها...
مالى عليها بوجهه هامسًا
بحرارة.....
"معاكي ياست الحُسن....قولي..."
قالت بنبرة جادة تقطع الأحلام....
"لازم نفطر عشان كل واحد فينا ينزل على شعله...وبليل نبقا نكمل كلامنا....مع اننا خلصنا
كلامنا كله إمبارح...."
مالى عليها يطبع القبل....
"ندور على حاجة تانيه...احنا هنغلب..."
تملصت منه باعجوبة وهي تحمل طبق الفطائر
الحلو إليه.... "طب يلا أفطر...."
نظر عاصم الى الطبق بشك.... "فين الفطار؟!...."
قالت شهد مبتسمة وهي تنظر للفطائر
الشهية... "ماهو قدامك اهو ياعاصم...."
سالها مستهجنًا....."دا فطاري؟!!...."
اكدت شهد مبتسمة....
"أيوا....حبيت أغير واعملك بان كيك....."
زم شفتيه مستنكرًا.....
"عاصم الصاوي يفطر بان كيك ؟!!..."
انكمشت ملامح شهد بحزن قائلة والطبق
بين يداها... "على فكرة طعمه حلو....جرب...."
اخبرها عاصم بنبرة حانية.....
"انتي مبتعمليش حاجة وحشه ياحبيبتي...بس
انا عايز افطر زي الناس فول وجبنة وبيض
وفلافل...الفطار بتاعنا ده....الفطار المتين
مش بان كيك... "
لوت فمها قائلة بتذمر طفولي.....
"وانا قولتلك انه تغيير ماله البان كيك دا مغذي..
انا حطتلك عليه عسل على فكرة....."
ضاقت عينا عاصم قليلا وهو ينظر للفطائر
ثم إليها قائلا بمزاح....
"طالما فيه عسل يبقا انا كده اقتنعت..."
"بتتريق ياعاصم..."لكزته في كتفه مغمغمة
وهي تبتعد عنه....
فمسك ذراعها قبل ان ترحل ثم هم بتناول قطعة
من (البان كيك..)..."انا أقدر...استني بس.."
قال باستحسان وهو يأخذ قضمة أخرى
ويكتفي.."تسلم إيدك ياحبيبتي..."
سالته شهد عابسةٍ...."بس انت مكملتش الطبق....."
اخبرها متحججًا.....
"كفاية كده اصلي ناوي افطر مع حكيم ومينا النهاردة..."
"تمام انا كمان هروح أجهز نفسي للشغل...."قالتها شهد وهي تضع الطبق على الرخامة فأخبرها عاصم وهو يسبقها بالخروج من المطبخ......
"يلا طيب عشان اوصلك على طريقي....."
وقفت شهد امام مرآة الزينة تهندم ملابسها الانيقة المحتشمة بينما عاصم ينتظرها في صالة الشقة
وهو يحدث الجدة ككل يوم مطمئن على صحتها...
صدح جرس الباب عندذاك فانعقد حاجبيها وهي تخرج من باب غرفتها بحرصٍ شديد إشرابت بعنقها من مكان قريب من باب الشقة لترى عاصم يفتح الباب ويظهر من خلاله عم زوجها (مسعد الصاوي..)
خفق قلبها بخوف فالحالة التي اتى بها (مسعد الصاوي) الان لا تبشر بالخير فكان غائر النظرات أحمر العينين شاحب الوجه حتى قارب على اللون الرمادي....
ربطة عنقه مفتوحة باهمال شعره مشعث ملابسه متسخة بالأتربة وكأنه قضى ليلة أمس على الارصفة...حالته المزرية توحي بالكوارث القادمة
هي تعرفها
نعم تعرف فـورقة الفحوصات التي يمسكها في يده باهمال موجع تعلن عن اخر الأسرار التي تم كشفها وبان البطاقة الرابحة في يد إلهام أصبحت رماد الان !....
"مالك يا عمي.... انت كويس....."
كان هذا أول شيء نطق به عاصم الذي لم يفهم

الحب  أولاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن