🦋🦋الفصل الثالث عشر🦋🦋

4.6K 88 0
                                    

..صعد على الدرج بتكاسل بعد يوم شاق ومتعب في العمل...... واثناء صعودة للأعلى كان كل ما يستحوذ
على فكرة الان رؤية الأميرة المدللة......
اشتاق اليها أسبوع كاملاً تقضيه مع والدته بالاسفل
لا تصعد إلا ليلاً في وقت نومه ولا يراها إلا في الصباح الباكر عند ذهابة للعمل واثناء وجبة الغداء والتي يتشاركها وسط والديه ومعها......

لقاءتهما معدودة رغم انهما زوجين ولا يزالا في شهر العسل ؟!!....
مالت زاويتي شفتاه بسخرية سافرة......
فيبدو ان تلك المرحلة لن يصل إليها أبداً مع تلك العنيدة المخادعة الشرسة.......

على ذكرى الشراسة........ لأول مرة يراها جبارة وكيادة لدرجة فاقت الوصف.... فكلما تكررت
زيارات (أمالكم..) الشهيرة بأم دنيا تنقلب من الداب
الكسلان الى نمرٍ متوحش وشتات مابين الوصفين
بات يحب رؤيتها تغار الأمر يثير بداخله مشاعر
كثيرة ويزداد أكثر تسليةٍ........
فتح الباب بالمفتاح و وهو على دراية بانها بداخل...
بعد ان تأكد من أمه......
دلف من باب الشقة منبسط الملامح وعيناه تبرقان
بومضٍ خبيث لمناكفة الجميلة واثارت حنقها قليلاً
لكن سريعاً تبدلت قسمات وجهه وتشنج فكه وهو يرى الشقة منقلبة راسٍ على عقب.....
اتسعت عيناه ودارت حدقتاه في المكان... السجاد
منزوع عن الأرض وملفوف ويقف جانباً .....
والأرض ممتلئة بالماء ورغاوي سائل التنظيف والمعقم... الاثاث منقلب في كل مكان ومرصوص فوق بعضه بفوضوية متعبة للنظر وتليها الأعصاب........
انعقد حاجبي سلطان بذهول وفتح باب الشقة من جديد ينظر الى السلم الممتد فربما يكون أخفق
في شقته....
لكن للأسف عاد من جديد واغلق الباب فلا مفر من مواجهة الحقيقة القاتمة تلك هي شقته لكن لماذا
هي بهذا الحال وكانها ضربتها عاصفة قوية فاطاحت
بكل شيءٍ أرضاً......
وما هذا الماء.......ماهذا الماء والصابون....من المختال
الذي ينظف بهذا الشكل في منتصف الليل !!.....
جز على أسنانه وشتم بصوتٍ خفيض وهو يتخطى الارضية المبللة بحرص حتى لا يقع على وجهه...
فوجد داليدا تظهر أمامه حاملة سجادة كبيرة وطويلة الحجم تكاد تختفي خلفها....نظرت اليه
بتشفي وقالت بتبرم......
"أهلا ياسلطان...... انت جيت....."
جز على أسنانه قائلاً بعصبية مكتومة....
"لا لسه بفكر اجي.....اي اللي انتي بتهببي ده..."
وضعت السجادة جانباً بمنتهى البساطه وهي تمصمص بشفتيها بتعجب لتقول
"بنضف البيت.... إيه مانضفش......."
لوح سلطان بيده بغضبٍ غير مستوعب
بعد.....
"لا ونبي....بتنضفي البيت الساعة حداشر باليل
انتي اتهبلتي ياداليدا........"
تخصرت داليدا بضيق وهي ترتدي عباءة بيتي بنصف كم ملفوفه على جسدها المغوي كما تلف
فوق شعرها بوشاح معقود عند الجبهة بطريقة
شعبية اصيلة تعبر عن كفاح المرأه في طرد الاتربة
عن منزلها........
"الله الحق عليا يعني....الشقة ريحتها مكمكمة...دي طلعت كمية تراب رهيبة....تصدق ياسلطن....."
زم شفتيه بقرف وهو يرمقها بحنقاً....
"اسمي زفت سلطان......."
ابتسمت بلؤم انثوي.......
"بدلعك ياغالي....احلى سلطن في دنيا......"
احتدت نظرات سلطان وبلهجة شديدة
الخطورة أمر.........
"داليدا اتقي شري ولمي نفسك ولمي الدربكة
دي......"
حركت داليدا كتفها بدلال مستفزٍ.......
"الم نفسي سهلة....لكن الم الدربكة دي صعبة عليا...
ماتيجي تساعدني........."
تدفقت الدماء المغلية لأوردته فهدر بانفعال...
"اساعدك.....كنتي فين طول النهار ياهانم... لما جايه تروقي وتسايقي بليل....."
رفعت رأسها بغرور....
"كنت فوق السطح بأكل البط... وامك خبزت النهارده وعملنا فطير مشلتات..... وانا فردت العجينة وحطيت السمنة جواها..... المرة الجايه هعمله بنفسي وهدوقك...."
كانت تتحدث بمنتهى السعادة منبهرة بانجازاتها
عن التقدم في الطهي.....
فقال هو بحنقاً غير مبالي......
"مبحبش الفطير........لا المكرونة ولا الفطير......"
رغم غيظها والاحباط البادي على وجهها والذي انطفئ اشراقه فجأه.....قالت بتبرم تذكره.......
"آه نسيت انك بتحب الخوخ....هاا..... الخوخ......"
لم يرد عليها فتابعت وهي تتقدم منه بمهاجمة...
"من امتى وانت بتحب الخوخ....طول عمرك ملكش تقل على الفاكهة......."
لمعة عيناه بالمكر فعقب
بخبثٍ...
"لا بس الخوخ حاجة تانية........."
أحمر وجهها من شدة الغضب وهتفت بغيرة.....
"تقصد ام أربعة واربعين صح.......طول عمرك عينك
زايغة على الأكبر منك تموت في الستات الكبيرة القرشانات..."
رد سلطان بزهوٍ.......
"على فكرة انا اللي اكبر منها مش هي......"
رقصة حاجبٍ مغتاظٍ وهي تستفسر....
"آه يعني في أمل....لا الف الف مبروك...ما وفق الا مجمع.... لايقين على بعض اوووي.... "
سايرها سلطان في الحديث بتسلية وبلهجة
لعوبة....
"اي رأيك يادودا..... اهي آمال مننا وعلينا.. وسبق ليها الجواز يعني هتكون عارفه كويس احتيجاتي كراجل وهتعملها من غير ما أطلب......."
اطبقت على اسنانها معقبة ببغضٍ.....
"كل اللي فارق معاك قلة الادب وبس.... بنسبة
للحب فين........"
نظر لشفتيها سريعاً متذكر أول قبلة شهيه بينهما
فرد بحرارة صادقة..... "هيجي بعد اول بوسة......."
"هي وصلت للبوس كمااان........ "اشتعل صدرها كمرجل ناري وهي تتجه لاقرب زهرية وتلقيها في وجهه دون تفكير.......
تفاداها سلطان في لحظة خاطفة....ثم وجدها
تكمل طريقها مصطدمة بالحائط خلفه متحولة بعدها لأشلاء متناثرة.....عادت عيناه اليها صائحا بوجه
أنبئ بالخطر القادم.....
"يابنت المجنونة انتي اتهبلتي يابت تعالي هنا...."
ركضت داليدا من امامه تدور حول الاثاث الملقي
باهمال من حولهما.......وقد قالت له بعناد ومزالت مشاعر الغيرة تسيطر عليها........
"مش جايه يارب تقع وتنكسر وافرح فيك... يبتاع
ام دنيا..... ياخاين......."
كان يطاردها سلطان من كل الاتجاهات
محاول الإمساك بها لكنها كانت اشبة بفأر
صغير شقي صعب الإمساك به مهما كثرت
محاولاتك.....
"تعالي هنا ياجزمه انا لسه محسبتكيش على المرستان اللي انتي عملاه.... في واحده عاقلة
تقلب الشقة كده بحجة الترويق........."
لم ترد عليه داليدا بل كان كل تركيزها مصوب على
الافلات منه........فتابع سلطان بغضب ومزال يحاول الإمساك بها......
"انا عارف انك قصداها..... عشان تقرفيني اكتر من قرفان منك........"
وقفت داليدا مكانها وهو فعل المثل وانتبهت لها
كل حواسه.... فقالت داليدا بشفاة مقلوبة بسخرية
منه....
"وطالما انت قرفان اوي كده ياسُكر.... بتتحرش بيا ليه..... ها..... يبتاع الخوخ........"
عض على شفته بغضب وهو يتحرك من
جديد للامساك بها.....
"تعالي وانا اقولك بتحرش بيكي ليه......"
عندما زاد اصراره على الحاق بها....صاحت
برعبٍ وهي تسير على الأرض المبللة.....
"كده هنقع وهنتكسر يخربيتك........"
اتسعت عيناه وهو ياخذ انفاسه بعصبية شديد من منظر الشقة الذي يثير حنقه عليها أكثر......
"يخربيتي انا.... اه انا اللي عومت الشقة ماية وقلبت العفش على وطيه... انتي عارفه كل أوضة مصروف عليها كام ياحلوفه...."
برأت نفسها صائحة وهي ترفع كفيها
للأعلى....
"ما قولنا بنروق الشقة مكمكمة........."
هتف سلطان مستنكراً.....
"والله مافي حد مكمكم غيرك......"
وقفت داليدا مكانها ترفع اصبعها محذرة....
"عندك انا باخد شاور كل يوم بافخم وانضف الشامبوهات والعطور......"
مط سلطان شفتيه بجمود.....
"اهم حاجة نضافة القلب.... ودي بقا معدومة عندك......."
ضحكت داليدا بعصبية.....
"حوش حوش انت اللي قلبك بفته بيضا يابتاع الخوخ........"
طاردها مجدداً في أنحاء الصالة بين الاثاث الملقي
هنا وهناك.......
"تعالي بقولك هنفضل نلف حوالين بعض......"
من بين انفاسها وهي تركض قالت ببراءة...
"قول لنفسك انا كافية خيري شري....وبروق في امان الله.........."
احتدت نظرات سلطان وهو يهدر بصرامة....
"بتروقي دا ترويق ولا جر شكل تعالي بقولك الفازة
اللي رمتيها في وشي دي لسه هتتحاسبي عليها..."
قالت بعفوية وبنبرة اقرب للبكاء.....
"احسن عشان تحترم نفسك ومتبصش لواحده غيري........"
رفع حاجباه متعجباً من أمرها......
"عايزاني ابصلك....مانا كنت من شوية قليل الأدب وبتحرش بيكي....."
وقفت داليدا تاخذ انفاسها وهي تقول
بتقريع محركة ابهامها للخلف تذكره.......
"هو ياما تتحرش بيا...ياما تعاكس الستات قدامي
يبتاع الخوخ......خالتي ام دنيا ها....بتحب واحده
قد امك ياطفس........"
"تعالي عشان اوريكي الطفاسه...تعالي بقولك...."
مسكها سلطان بقوة من ذراعها أخيراً وسحبها لعنده......
فقالت داليدا بخوف وهي تحاول الفرار
منه...
"عارف لو ضربت هصوت وهطلع اهلك على صوتي ساعتها هتبلى عليك وقول انك ملبوس وعايز تموتني......"
مسكها سلطان من عنق العباءة وكانه يمسك
شيء مقرف من شدة غضبه منها....
"اتوقع منك اي حاجة......بس برضو مش هسيبك اعملي اللي انتي عيزاه......بتحدفيني بالفازة ياداليدا
عايزة تعوريني......في وشي......وشي...."
نظرة اليه كالحمل الوديع محاولة ابتزازه
عاطفياً.......
"سلطان أهدى....دا انا مراتك...حد يعمل كده في مراته... "
نظر لها سلطان نظرة السفاح الذي يفكر
في طريقة جديد لتعذيب ضحاياه......
"انتي خليتي فيها مراتي.....انتي عملي الردي في الحياة اعمل فيكي إيه...أعمل فيكي ايه قوليلي....."
هتفت هي بوجوم..... "بطل تاكل خوخ......"
صاح بغضب أسود.....
"كرهته....كرهت الخوخ ارتاحتي.........."
تابعت هي ببراءة.....
"ولي جابتلك الخوخ كمان اكرها......."
انتبه هو لما تقول..... فرد بنفياً قاصد
اغاظتها......"لا......"
صرخت داليدا في وجهه بغضبٍ هائل.....
"ليه عينك منها......تحب اخزالك عينك دي عشان تحترم نفسك........."
رفع حاجبٍ خطيراً.....
"والله خزئيها كده......يلا وريني شطارتك........"
عضت داليدا على شفتيها وهي تشعر ان الغضب يتفاقم داخلها بدرجة لا تحتمل.......مما جعلها تميل
على ذراعه في لحظةٍ خاطفة وتقضم لحمه باسنانها
الحادة.........
صاح سلطان وهو يبعد راسها
عنه......
"آآه يابنت العضاضة......."ابعدها باعجوبة فنظرة
اليه بتشفي بعد ان نالت منه.......
"طب تعالي بقاااا........"انقض عليها سلطان
وجذبها من شعرها.....ثم دفن وجهه في تجويف
عنقها وقضم هذ الجانب باسنانه بقوة
تضاهيها........
بينما هي تحذره قبل ان يفعلها.......
"اياك تعض جسمي يبعلم ياسلطان.........آآآآآي... "
صرخت بها متالمة فابتعد هو عنها وكان رحيم
بها عكسها تماماً لم تتركه إلا عندما خلص ذراعه
من بين اسنانها بصعوبة وأعجوبة......
ضربته داليدا في صدره وهي تتحسس
جانب عنقها صارخة بعد ان تجمعت
الدموع بعينيها.....
"دا هزار بوابين.......هزار بوابين........."
قال سلطان بانفاساً عالية حانقة......
"روحي لمي الدربكة دي احسلك...وحضريلي عشا...."
ردت داليدا بوجوم وهي تزم شفتيها بقرف بينما
يدها تتحسس اثار الوجع.....
"معملتش عشا.......فيه فطير مشلتت........"
اغمض سلطان عيناه لثانية ثم فتحها وهو ينظر
اليها بنفاذ صبرٍ.........
"مش عايز اطفح مش عايز منك حاجة ياداليدا...
لمي الردبكة دي بسرعة..... منظر الشقة كده بيعصبني........"
قالت داليدا بوجوم....
"دي نضافة........نضافة على فكرة....."
نظر للسقف بجزعٍ وهو في ذروة غضبة.....
"نضافة الساعة حداشر بليل معاد رجوعي من الشغل
ادعي عليكي بأيه...... روحي ياشيخة منك للي خلقك....... "
قالت بضجر وهي تلقي عليه نظرة جافة....
"ماهو مني لربنا..... هيكون مني ليك.... يبتاع الخوخ......"
برق لها بعيناه لعلها تخشاه... "اتلمي ياداليدا....."
لكنها لم تخشى شيءٍ وهي تتحداه
قائلة....
"ولو متملتش ياسلطان...... هتعمل إيه......."
ابتسم بسادية مرعبة بعثت رجفةٍ باردة
لأوصالها.......
"اختاري انتي هتضربي بأيه.......وسيبي الباقي عليا........"
جزت على اسنانها متاففة......
"همجي ومتوحش........"
ضحك سلطان باستخفاف قائلاً
بهزل......
"وانتي ملاك نازل من السماء.....حاسب ياملاك الرحمة جناحتك دخلت في عيني......"
ادعت الضحك بسخط...."هاهاها خفيف اووي....."
لم تلين ملامحه حتى الآن وقد أمرها بسطوة خطِرة.........
"انجزي ياداليدا انا روحي بقت في مناخيري منك.........لمي الدنيا وكل حاجة ترجع زي ما كانت......."
غمغمت داليدا وهي تعود ادراجها
من حيثُ بدأت......
"ربنا على الظالم والمفتري........."
سالها سلطان بشك.... "بتقولي إيه........"
"بقول لا إله إلا الله......."ردت بإبتسامة صفراء...
فاشار هو لها بيده بغطرسة كي ترحل.....
"بطلي برطمه...... وشوفي اللي وراكي.......قدامك
ساعة وترجعي كل حاجة زي ما كانت..... سامعة.... "
اومات براسها وداخلها تتوعد له بمكر
النساء...
(ماشي يابتاع ام دنيا...اما طلعتوا عليك خوخاية
خوخاية مبقاش انا داليدا بنت سهير........)
.......................................................................
جالساً على الاريكة بارتياح شديد كسلطان زمانه.....يشاهد التلفاز وهو يأكل من الشطائر التي اعدتها له سريعاً وباليد الأخرى يشرب من كوب الشاي بتلذذ.... أحياناً تحين منه نظرة عليها في الخفاء وهي تمسح الارضية في الصالة المفتوحة على الصالون......
فيسرق بعض النظرات الغير شريفة أبداً على مفاتنها المتمايلة مع كل حركة تصدر منها......وعندما تمسك به بالجرم المشهود يبتسم باستفزاز وتعود عيناه للتلفاز بالامبالاة فتزفر هي بوجهاً خجول غاضب متمتمه.......
"غض البصر يا محترم......."
فيضحك بانتشاء دون تعقيب...شهيةٍ هي تثير مشاعره وقلبه...تحرك رغباته بنظرة واحدة...وتثير غضبة بعدة كلمات.......وتنعش خفقاتُ عند الاقتراب
وفي عناقها يحلق فوق السحاب يحيا في احضانها كما لم يحيا يوماً دونها !.......
كيف كانت في الماضي..... ومن اين بدأت قصة زواجهما......واين وصلت به المشاعر نحوها..
طريقٍ مسدود....
مزال يسأل نفسه هذ السؤال المظلم كالمشاعر التي تنتج من خلفه.........
هل سيغفر لها خطيئتها ويتابع معها حياةٍ زوجية
طبيعية سعيدة.......
هل سيشعر بالراحة معها هل سيعطي لها الأمان
يوماً بعد ان خذلت عائلتها بفعلة مشينة لا تفعلها
فتاة في الخامسة عشر......وقد فعلتها في سن العشرون ولن نقول صغيرة فهناك نساء تنجب جيشٍ في هذا السن وتحمل مسؤولياتُ كاملة دون ان تمل او تكل
كيف بهذا السن ترتكب هذا الخطاء...كيف ازهدت
في ثمنها حتى باتت كفتاة تبيع الهوى.....
اغمض جفناه بقوة مؤلمة....ها هو يصل تفكيرة للظلام مجدداً.......
ان كان غير قادر على تحمل هذا الخطأ معها لماذا قبل بها زوجة.......ووقف امام والدها حتى لا
يقتلها.......
كان قتلها اهون وقتها.....لكن قلبه حينها عصى
اوامره وتمرد.......
نظرت اليه داليدا من بعيد وجدته يغمض عيناه بقوة
وجسده بأكمله متشنج وهذا ظاهر على قسمات وجهه المتصلبة......
فاقتربت منه بخطوات حريصة....ثم جلست جواره
تلامس كتفه وهي تسأله بقلق.......
"مالك ياسلطان انت تعبان........."
عندما امتزج عطرها الجوري بالهواء تضخم صدره
بمشاعر مختلطه مابين ظلام مخيف ورغبات ناهمة..
أبعد يديها وهو ينهض من مكانه مشتت في أفكاره
غارق في ظلامه وكبرياؤه الرجولي...وشيطانة الذي يوسوس لهُ بكل ماهو سيء نحوها........
لحقت به ناهضة من مكانها......
"سلطان انت رايح فين........"
نظر لها بعينين قاتمتين محاربتين لي هواجس
الماضي.......
"رايح أنام.....طفي الشاشة دي وادخلي اوضتك ارتاحي وسيبي كل حاجة لبكرا........."
قلقت داليدا عليه من هذا الانقلاب المفاجئ
فكان منذ دقائق فقط يداعبها بعيناه بغلاظة
اين ذهب هذا الجلف العابث...
"انت كويس.....مالك قلبت كده ليه......."
لم يرد سلطان بل ظل ينظر لها طويلاً...فقالت
بوداعه معتذرة.......
"انت لسه زعلان عشان قلبت الشقة.......انا آسفه.. "
نظر لها سلطان طويلاً جدا متأملها بصمتٍ
مبهماً ولسان حالة يقول....
(ليت كانت كل اخطائك تافهةٍ ما كنا وصلنا لهنا
يامدلله...)
هناك اخطاء حتى الإعتذار عنها يُعد ذنبٍ لا
يغتفر....
وللأسف ياصغيرة حتى الان تلومِ الجميع عن
ابعادك عن الخطر......
وان أتاكِ الخطر سترحبِ به من جديد وهذا ما يجعلني اقف على نصل السيف.....
فلا أعرف هل يجب ان اقترب منكِ ، ام أبتعد متوخي الحذر من طعنتكِ القادمة فأنتِ
والخذلان وجهين لعملةٍ واحدة.......
ابتعد سلطان عنها بملامح حجرية فنظرت داليدا لرحيلة بعينين حزينتين مشدوهتين.......
مهما اقتربا او تحدثا او حتى هدأت عواصف غضبة
نحوها تظل خطيئتها بينهما تموج في حلق كلاهما والألم بها اشبه بشفرةٍ حادة مسننة لا تزول !......
سارت داليدا لخارج الصالون حافية القدمين على الارضية الشبة مبللة بعد التجفيف....وللأسف في لحظة شرود منها فقدت توازنها ووقعت بقوة
مرتطمة بالأرض الصلبة
وكان آخر شيءٍ نطقت به قبل ان تفقد وعيها.....
إسمه هو........ هو وليس من كانت تسعى للهروب
معه سابقاً ؟!......
......................................................................
تركت القلم من يدها وهي تشعر بتشتت قوي يداهم
ذهنها كلما حاولت التركيز في العمل يستصعب عقلها الأمر عائدا الى التفكير به..........
من آخر يوم تحدثا معاً وأوقفته بصرامة بان يلزم حدوده معها وهو انقلب عليها........ بات صامت متجهماً..... بارد المعاملة والتي لا تتخطا حدود العمل.......
لماذا هي حانقة من انقلابه الجاد.... وكان الأمر
برمته يعنيها ؟!...... ما دخلها هي فكل ماتبقي
لها هنا ايام وترحل وتتركهُ للعمل وتحضيرات الزفاف......
شعرت بحرقة قوية في صدرها وكانه يحترق على ذكر زفافة الاسطوري الموقع حدوثه الأيام المقبلة........ أسبلت جفنيها بآسى.......
تخشى ان يزيد هذا الشعور المؤلم داخلها فيكن الكتمان أصعب من البوح ......
رفعت فيروزيتاها البراقتين الى باب مكتبه المغلق...
خلف هذا الباب محتال لعين استحوذ على قلبها بقبضةٍ واحدة وبالحرة يحتجز قلب أخرى معلق خاتمها في اصبعه......
فكيف لها ان تقبل بمشاعرها ومشاعره الواضحة
وهي على دراية بانه يتلاعب بهن..... خائن.....
لعين....أشباه عثمان الدسوقي......... فماذا تتوقع
من معشر الرجال ؟!......
اخفضت عينيها على الملف من جديد تستعيد تركيزها بالاجبار.......
فلم تلبث الدقائق الا ووجدت شريكتها على قلب رجلاً نذل.........تدلف الى المكتب بكامل اناقتها شعرها
القصير جداً بقصة شبابية وبنطالها الجينز الضيق مع
كنزة صيفية علوية تصل لنصف خصرها كاشفة عن الباقي فوقها ترتدي سترة زرقاء مفتوحة بشكلا عصري........
زمت كيان شفتيها بسخرية ممتعضة عمن كان
يدعي المثالية امامها معلقا باستهجان على
ثوبها الضيق قليلاً بينما زوجته المستقبلية تسير
في الشارع شبه عارية.........
وقفت كيان بأدب ترحب بها قائلة.....
"اهلاً يانسة ايتن........"
رمقتها ايتن باتعالِ مشبع بالغيرة....فكم كانت فتاة بسيطه لا تفقه شيء في عالم الموضة.....وقصة شعرها سيئة كما ان لونه باهت....وبشرتها بيضاء
لدرجة مقرفة وكانها تنظر لوجه كوب لبن رائب
فاسد.....حتى ان ملامحها ليست مشدودة بل
مهرولة بوجنتين ممتلئتين قليلاً تليهم شفاه
مكتنزة ورديتان اللون وانف صغير ملائماً
وعينين فيروزيتان مريعتين.......
حتى ان عطرها رخيص الثمن كحذائها والحقيبة الشعبية البسيطة والتي لا تحمل اسم اية ماركة
معروفة حالياً.......
"هاي.....سليم موجود........."
كان قد تمكن الغضب من كيان بعد نظرات ايتن المتسلطه المدققة بتفصيلها وكانها تقيمها من
منظور حقير فكم كانت عينيها شديدتا الكره والحقد......على غير هدى.......
سحبت كيان نفساً طويلا وهي ترتب افكارها في خلال ثانيتين قبل ان تقول.......
"آآه اتفضلي هو مستنيكي جوا....... وبلغني بوصولك........."
"تمام ابعتيلي قهوتي......"
رفعت ايتن انفها بترفع شاعرة بلذة الانتصار وهي
تخطو بقدميها للداخل بمنتهى الصلف....امام عينين
باردتين في التعبير عن اوجاعها......فلا تملك الا وجهين للتعامل مع البشر وهما..... المزاح..... والصمت.......
فالان ستلجأ للصمت بنفساً منهكة... تركت جسدها يهبط على المقعد من جديد بقوة وعينيها محدقة في باب مكتبهُ المفتوح والذي دلفت من خلاله ايتن بمنتهى الهيمنة....
"هاي يابيبي.... معقول لسه بتشتغل...." نطقت بها ايتن وهي تدور حول مكتبه الخشبي ثم جلست بعدها بميوعة شديدة على ساقيه بمنتهى الاريحية وهي تميل عليه وتقبلها قبلة سطحية بينما يديها النحيلة تعانق عنقه......
"وحشتني يابيبي......."
اتى صوت سليم من أعماق الظلام يبادلها الحب
دون الشعور به.....
"وانتي كمان........."
كان هذا الأمر مستجد داخله فمتى أصبح حبها سراب ومتى اصبح تبادل الكلام العاطفي بينهما مجاملة باردة منه.....
لطالما كان يهيم بها عشقاً وحباً ويشتاق لكل لحظة خاصة وكلمة تتسنى لها وحدها......
اين اختفت تلك المشاعر ومنذ متى اصبح متبلد الإحساس هكذآ......
وكأنها شعرت بما به فمسكت فكه تديره اليها وهي
تسأله باهتمام......
"مالك يابيبي....... مش في المود ليه......."
هز راسه بنفي وهو يتحسس خصرها العاري من أسفل السترة الزرقاء المفتوحة......
"مفيش ينفع تستنيني ربع ساعة بس....هخلص الشغل اللي في ايدي ونخرج علطوا......."
اومات براسها برضا تام وهي تبتسم بشفاة
قانية....
"اوكي.......تعرف اني متحمسة اوي للبروڤل....بفكر اعمل سيشن على دريسات الفرح اللي هلبسها......."
سالها سليم متعجباً....
"وانتي ناوية تلبسي كام فستان......."
اتسعت ابتسامتها وهي تجيب بغرور.....
"مم... 3 يابيبي.....3بس...."
ابتسم هازئاً معقباً...... "بس.... لا متخليهم دسته........."
نادته بحياء مصطنع..... "سليييييم....."
هتف سليم بجدية معترضاً...
"انتي بتهزري يا ايتن....تلات فساتين يامفترية......"
قالت ايتن باستهانه وهي تلامس لحيته
باصابعها بدلالٍ......
"اي المشكلة يابيبي طب على فكرة بقا دي أقل حاجة......."
ابتسم سليم بجفاء.......
"انتي عارفه الفستان الواحد متكلف كام......."
عقدت حاجباها بدهشة معقبة بمسكنة.....
"من امتى وانت بتكلم في فلوس.....وبعدين مش خسارة فيا........."
سحب سليم نفساً طويلاً ثم حاول بعدها ان يوصل
وجهة نظرة والتي دوماً لا تتوافق معها مهما
استطال في الشرح.......
"انا مش بتكلم في فلوس...... بس انتي مش شايفه ان تلات فساتين فرح هتقعدي بكل واحد فيهم ساعة وهيتلبسوا كلهم في يوم واحد دا أوفر شويه......."
هزت ايتن راسها بنفي معقبة بغرورٍ.....
"مش أوفر ولا حاجة....كل الناس بتعمل كده........"
اهتزت ابتسامة سافرة بالضجر على محياه المتصلب.....مجيباً بعدها بأستنكار....
"كل الناس واضح انك مش عايشه في الدنيا.....من قريب جتلي قضية لواحده اتسجنت بس عشان معرفتش تدفع باقية إيجار فستان فرح بنتها ولي كان ايجاره يتخطى التلات تالاف جنية.........."
زمت ايتن شفتيها باشمئزاز.....تحاوره بمنتهى
التعالِ وهي ترفع راسها متباهية بالثراء التي
تنعم به......
"بذمتك دا كلام تقوله....وانا مالي ومالها انا ايتن الشهاوي فرحي لازم يكون اكبر وافخم فرح اسطوري تحكي عنه الناس كلها....... ومش هتنازل أبداً عن تلات دريسات لفرحي.......سوري ياسليم بس دي ليلة العمر......ولو مش معاك انا ممكن اتكفل بالموضوع ده.....متشغلش بالك........."
جز على اسنانه بغضب..... "ااااايتن...."
تراجعت للخلف وهي تحاول ان تتفادى غضبة
بابتزازٍ عاطفي.......
"اوكي أوكي بلاش تقلب عليا خلاص سوري...انا عارفه انك قدها....ومستواك يسمحلك باكتر من كده...بس برضو انا هستكفى باللي طلبته وبس.........بحبك......"
اشاح سليم بوجهه عنها قبل ان تقبله....فادارت
وجهه لعندها تراضية بشت الطرق......
"سليييييم........ ايتس أوكي.......ام سوري........"
رفض سليم وأبعد راسه للخلف..... "ايتن........"
فمالت على احضانه أكثر تحاول ان تراضيه هامسة ببحة مغوية لاي رجل........ "ام سوري بيبي........ "
لصقت شفتيها بخاصته محاولة اغواءه بكل الطرق...حتى سلم هو حصونة لها وبادلها القبلة
برغبة باردة وكأنه يهرب من شيء مريع داخل احضانها......احضانها التي لم يجد به الدفء الذي شعر به في احضان أخرى.....
كيان؟!....
نطق الإسم في عقله وهو يحاول ان يسبح بقبلاته لنقطٍ بعيدةٍ كاملة البعد عنها.....لكنه مع كل لحظة يحاول بها يفشل فشل ذريع وتعود ذاكرته تتنشط
من خلالها وكانها اكسير الحيآة......
ويهيأ له انهُ يقبلها هي دون غيرها فيذوب قلبه وتزداد قبلاته نهم على شفتي ايتن التي كانت سعيدة بحميمية المشاعر المشتعلة بينهما ولم تكن تعلم انه يحيا مع أخرى في احضانها ؟!.....
تنحنح انثوي أوقف سيل القبل المتبادلة بينهما....
ففتح سليم عيناه ليجدها تقف أمامه عند الباب تحمل صنية عليها فنجانين من القهوة......
هنا الواقع.....وما عاشه كان خياله المريض
المقرف....
رفعت ايتن عيناها ونظرة الى كيان ببرود تقول بصلف دون ان تنهض من على ساقي سليم......
"مش تستأذني قبل ما تدخلي......هي وكالة........"
بعيون باردة تلمع بومض غريب هتفت كيان وهي تتقدم منهما بخطوات مستقيمة ثم وضعت الصنية على المكتب قائلة بهدوء.......
"الباب كان مفتوح....ودي القهوة اللي حضرِتك طلبتيها...."
ابعد سليم ايتن فنهضت وهي ترجع شعرها المشعث بفعل يداه للخلف........
رفعت كيان عيناها متبلدة المشاعر على كليهما ثم تسمرت نظراتها الساكنة على سليم.....الذي يبعد ربطة العنق عن عنقه بتوتر شاعراً بالاختناق والحرج وقد امتنع عن النظر إليها وكأنه محرج مما رأت........
فلم ترحمه هي بل كانت اقوى منه وهي تحاول المواجهة بالنظرات حتى تعري له جانبة المقرف
فكلتاهما نزوةٍ لرجلا أناني......يتلاعب بهن.......
خطيبته نزوة مستمرة وهي نزوة مؤقته ومزال يسعى للوصول لها......وحمدا لله انها كانت أقوى في كبت مشاعرها وإلا كانت مكانها الان تجلس في احضانه يقبلها كما يحلو له على وعداً بالزواج عما قريب....
"عملتلك قهوة كمان يا استاذ سليم زي ما بتحبها......"
قالتها كيان وهي متسمرة مكانها تنتظر رده... بل تنتظر عيناه......
رفع عيناه بهدوء عليها فوجدها تبتسم بسمة باردة تعني....(ها قد انكشفت نواياك....)
اسبل سليم جفناه قائلاً بجمود......
"شكراً ياكيان......."
شملتها إبتسامة مشرقة ماكرة وهي تقول لكلاهما
بخبثٍ.......
" العفوو يا استاذ..... هقفل باب المكتب ورايا عشان تعرفوا تاخدوا راحتكم أكتر.... "
رفع سليم عيناه عليها مشدوهاً فوجدها تولي ظهرها له مبتعدة.......
وعندما تخطت كيان حدود مكتبه الخاص واغلقت الباب عليهما.... ركضت للحمام تتقيأ مما رأت.......
افرغت كل ما بمعدتها وهي تبكي بنحيب مكتوم حتي لا يسمعوها........وصورت القبلات الحارة والاحضان المتبادلة تتحرك أمامها ببطء يتلف المتبقي من اعصابها.........
فتحت صنبور الماء وبدأت تلطم وجهها بقوة بقطرات
الماء وهي تبكي...... تبكي بحرقة كما لم تبكي يوماً في حياتها.... الوجع اقوى من كتمانه مؤلم جداً ان يطعنك الحب فتجد نفسك تفتقر صلاحية العتاب
او حتى العقاب !.....
وهذا شعورها فلا يحق لها.....إلا الصمود والتجاهل فالامر لا يعنيها فليس بينهما شيءٍ واقعي مجرد أحاسيس ملموسة ونظرات مبهمة متبادلة ومراقبات واهية لا شيءٍ بهم يعني أبداً انه من حقها........
وفي الحقيقة هي على درايةٍ كاملة انهُ ليس أبداً
من حقها.....والبكاء الآن ليس لأجل الخسارة فهي لم تراهن عليه يوماً....بل تبكي حزناً على حالها وعلى ما أوصلها له قلبها......
........................................................................
خرجت من حجرة القياس بثوبٍ أبيض قصير مكشوف من عند الصدر والاكتاف ودارت حول
نفسها بحركة دائرية تشع اعجابٍ بالذات.....
"ها يابيبي اي رأيك.........."
نظر سليم للثوب نظرة مقيمة وسريعاً تجهم معترضاً بمروءة.......
"قصير اوي يا ايتن وعريان... مش هينفع......."
زمت ايتن شفتيها بملل.....
"ليه مش هينفع هو موضة كده......."
انعقد حاجباه متهجماً.......
"ايتن انتي عارفه رأيي وتحفظي من ناحية لبسك... فأرجوكي اسمعي الكلام وبلاش تقوحي......"
تاففت بوجوم وهي تحتد بتدريج....
"أوف أوف........دا تالت دريس تشوفوا وتعترض عليه...كده كتير.......بجد كتير....."
كان واقفاً بهدوء عن بعد خطوتين منها وهو يقول بخشونة... "لأن ذوقك غير ذوقي....."
تاوهت ايتن بسخرية سافرة....
"أوه وانا لازم البس على ذوقك بقا....."
رد سليم بصبرٍ وعيناه لا تبرح عيناها الحانقة.....
"دا شيء طبيعي لانك هتبقي مراتي فلازم يكون مظهرك الاجتماعي قدام الناس أرقى من كده......."
فغرت ايتن شفتيها وهي تضيق عينيها في خطٍ مستقيم عابسة بريبة........
"أرقى؟!.... سليم انت مش ملاحظ انك مزودها حبتين...من امتى يابيبي وانت بتعلق على لبسي....طول عمرك مديني حريتي من الناحية دي........"
بلع غصة مسننة وهو يعلم انه تنازل كثيراً عن
حقوقه في تلك العلاقة حتى ترضى عنه...تنازل
كثيراً لأجل حبها وحاول الصعود اليها فكراً ومستوى
ورغم ان مستواه جيداً يضاهيها تقريباً إلا ان النشأه
والتربية تفرقهما.....فقال بعد صمتٍ.......
"بقيت بعلق يا ايتن....ولازم ترضي بده.....بدون اعتراض....."
فغرت ايتن شفتاها مجدداً ويبدو انهُ يوم الصدمات
العالمي بينهما...
"بدون اعتراض....Oh my God.....هو احنا في زمن العبودية ولا إيه......فهمني.... "
احتقن وجه سليم بالغضب قائلاً بصرامة.....
"ايتن دا نظامي واسلوبي.....مش عجبك بلاها فرح
خالص ......."
رغم صدمتها من حديثه إلا انها أخفت الصدمة ببساطه مبتسمة بعدها بهزل وهي تقول......
"أوكي ياسليم........اوكي......."
سالها بملامح جامدة.... "اوكي إيه.... مش فاهم........"
بومضٍ ليس بريئاً أبداً اجابت.......
"هعمل اللي انت عايزة بس ياريت تقولي اي هو الدريس اللي ممكن يعجبك ويرضيك......."
لانت ملامحه قليلاً وهو بخبرها
بهدوء.....
"حاجة طويلة ومقفولة.......ومحترمة.... "
اغتصبت الإبتسامة وهي تدعي الجذل.....
"اوكي حلوو التغير ده.......بيـبين قد ايه انت بتحبني....وبتغير عليا........."
لم يرد عليها سليم بل ظل صامتاً ساكناً الملامح....فقالت ايتن وهي تبتعد عن مراى
عيناه...... "ثواني ورجعة........."
عند رحيلها أخرج نفساً مضطرباً متعباً شاعراً بانه بداخل دوامة عاصفةٍ اعلاها متسع واسفلها ضيق تسحبه اليها بقوة وهو فاقد القدرة على الحركة او المعافرة........
.......................................................................
كانا ثلاثتهن يجلسوا على الاريكة جوار بعضهن
امام شاشة التلفاز يشاهدوا فيلم درامي حزين كوري.....

الحب  أولاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن