~نَاجيٌ مِنَ الجَحِيم~

202 21 127
                                    

"آخِرُ نفَسٍ في العَذابِ كَالخَلاصِ مِن أغلالٍ قيدتْ يدَيهِ طوِيلا"

صبيحة اليوم التالي، كانت سوداء الشعر قد طلبت وجبة إضافية على الإفطار، جلست بسريرها الضخم وعيناها لم تفارق الصبي الراقد بالسرير الذي يجاورها.

كانت ملامحه هادئة للغاية، فاتنة تماما رغم كل الضمادات التي غطت وجهه بالإضافة إلى خصلات شعره البيضاء.

”متى سيستيقظ...؟“

همست الفتاة لنفسها وهي تدس قطع الشمندر بفمها كرها، تتناولها فقط كي تتعافى ولو قليلا من فقر الدم دون حاجة لنقله لها.

أول سؤال يتبادر إلى ذهنها حين يتم وصل ذلك الأنبوب بذراعها، هل الشخص الذي تسري دمائه داخلها جيد أو سيء؟

”كيف سيكون شخصا سيئا وقد رق قلبه ليتبرع بدمه؟“

ردت عليها طبيبتها ناري هكذا حين سألتها أول مرة لكن كانت إجابة الطفلة كالتالي.

”ربما فعل ذلك رياءًا فحسب... لا أعلم“

أغلقوا ذلك الموضوع سريعا قبل أن يتطور إلى مرحلة عالية من الشكوك وسوء الظن.

دخلت الممرضة إلى الغرفة بهدوء وابتسمت لليلي حين لاحظت أنها مستيقظة، أتجهت إلى أبيض الشعر وغيرت كيس المغذيات خاصته.

كان صدره يعلو وينزل ببطء، أنتظرت الصغيرة الممرضة حتى غادرت الغرفة وأغلقت الباب لتنهض على عجل جارة الحامل الحديدي معها وتتوجه إلى سريره.

كانت الممرضة قد نزعت عنه جهاز الأكسجين كذلك فأتاحت لليلي فرصة تأمل قسمات وجهه بوضوح أكثر.

ترددت قليلا لكنها مدت يدها الصغيرة لتبعد خصلات شعره البيضاء الحريرية عن عينيه، لاحظت أن رموشه طويلة ولطيفة لكن لاحظت شيئا أهم بها...

وهي دموع، كانت قد جفت على طرفي عينيه وبعض من وجنتيه، من الواضح أنه بكى طويلا من إحمرار ما تحت عينيه.

”ااه... لقد بكيت طويلا حين أتيتُ إلى هنا أول مرة أيضا... شعور دخول الأكسجين إلى رئتيك كسحب الإبر داخلك، أليس كذلك...؟ هل بكيتَ لأنك خفتَ الموت في هذه الحالة الضعيفة؟ أم لأن جروحك مؤلمة؟“

لم تمر دقائق أخرى وقد عادت إلى سريرها، تأكدت أنه لن يستطيع أن ينهض من مكانه بسبب جبيرة ساقه اليسرى ولديه جبيرة بيده اليمنى كذلك.

سيتطلب وقتا طويلا ليشفى، 8 أشهر كأقصى حد، سرت تلك الفكرة سوداء الشعر قليلا إذ أنها تملك رفقة الآن... لديها فضول كبير نحوه.

أول صبي تقابله منذ وقت طويل، كيف سيكون وما قصته بالضبط؟

Renegade...♛ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن