~لِلحَنانِ نَحنُ نُطاردْ~

182 17 100
                                    

"حِينَ يعْتَادُ المَرءُ علَى الضَرْبِ يُخَيلُ لهُ أنَّ العِناقَ خنقٌ وَفكُ رَقبَه"

ذب الثلج وملأت مياهه شقوق الرصيف المتصدع، أمسى الجو دافئا ولم يكن هناك حاجة لإرتداء الكثير من الملابس.

يودع سكان روسيا شتائهم القاتل ودرجات الحرارة تحت الصفر المجمدة ولم يكونوا هم الوحيدين السعيدين بذلك فحتى القطط الصغيرة والعصافير خرجت بحرية.

وهنا لدينا أسود الشعر، أمام المشفى، يُطعِم قطط صغيرة وجدها تائهة تبحث عن مصدر زاد.

”ألستِ ألطف ما بالوجود~؟“

ابتسم بسعادة وربت على رأسها بلطف، خلفه؛ يقف روى الذي يتأمل بقايا الثلج على أوراق الشجر.

”ليون أسرع... ليلي تنتظرنا“

التفت ذهبي العينين فالتقت عيناه بزرقة أخاه الصغير، حتى لو كان فارق أشهر فحسب.

نهض ببطء ودس يديه في جيب معطفه الرمادي، اعتلت ابتسامة مشرقة وجهه البشوش.

”معك حق! هيا بنا~“

دخل كلاهما إلى المشفى وفي الرواق، سمعا صوت صراخ الأطفال الذي يخرم في الرؤوس وبعض الممرضات يركضن من هنا لهناك؛ ومنهم ممرضة ليلي.

أقترب ليون من أزرق العينين وقال له بحماس.

”سمعتَ أن لليلي شريكا جديدا بالغرفة صحيح~؟ يا ترى كيف سيكون~؟“

تنهد روى بتعب، الهالات السوداء تسكن عينيه لكنها خفت بشكل ملحوظ.

”سأقبل أي شخص ما عدى الأطفال...“

وصلا إلى الغرفة وما إن فتحا الباب...

سمع صوت ضحكات أختهما الصغيرة، جالسة على طرف سرير أبيض الخصلات.

لقد كانت بعيدة نسبيا عنه، لم تكن خائفة منه على الإطلاق بل تستمتع بوقتها.

شعر روى بطعنة القدر، بكارما قادمة خصيصا له لتشرطه.

”الأطفال ولا الفتيان... من يكون هذا؟!“

طرق ليون على الباب ليلفت إنتباههما ثم دلف الغرفة بنشاط.

”أميرتي!! اشتقت لكِ!!“

”أخي ليون!“

نزلت من السرير وركضت نحوه لعناقه، انتبه ليون أن خيط الدماء لم يعد متصلا بها.

Renegade...♛ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن