~الأخُ الأَكبَر~

85 11 49
                                    

"وَ ما مَنعَنِي عنِ الحُب سِوى مَا غَدرتنِي به القُلوبُ"

كانت الساعة تشير إلى 6:30 صباحا، استيقظت سوداء الشعر من أجل جامعتها، وجدت رسالة من مديرتها في العمل تطلب منها الحضور على 3 مساءا.

تنهدت مطولا، متعبة أكثر من أن تفكر بماذا ستقول حجة لما فعلته لتلك الزبونة، إن طلبوا منها الإعتذار قد تقول كلاما بذيئا قبل أن تخرج.

نهضت من السرير ببطء، قابلتها أشعة الشمس التي دخلت خلسة من بين الستائر لتنعكس على ذهبيتيها.

لو لم يكن المكان الذي نامت فيه أمس هو نفسه الذي استيقظت به الآن لما كانت لتصدق أن لقائها بهاروكا كان حقيقة.

نهضت من الفراش بتثاقل والمعطف الذي أخذته من هاروكا ليلة أمس لا يزال معها، قربته لحضنها أكثر واستنشقت رائحته.

أحمرت وجنتاها بلون أحمر نتيجة تجمع الدماء الساخنة فيها مغطية عن شحوبها، لقد كانت مصابة بفقر الدم بعد كل شيء ولم تقر لإخوتها أو لحب طفولتها.

”حسنا… حان وقت الاستيقاظ… الجامعة تبدأ على 9:30 على ما أعتقد..؟“

توجهت إلى حقيبتها التي كانت على الكومود التي بجانب السرير، تحققت من موقع الجامعة والذي أعلن عن بداية محاضرات فوجها D-07 على الساعة 10 صباحا وينتهي بحلول الساعة 3:30 مساءا.

”مذهل، لن أتمكن من الذهاب للعمل بالوقت المناسب… سأعتذر للمديرة أولا…“

فركت ما بين عينيها ثم أعادت هاتفها للحقيبة وخرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء بعد أن غسلت وجهها فقط.

توقعت أن يكون هاروكا نائما بعمق في هذه الساعة من اليوم وكونه قد سهر أمس في العمل لكن هيهات؛ هو والنوم يلتقيان مرة كل 3 أيام.

رأت خادمه ديون يأخذ صينية الطعام لمكتب عمله وقد التقت أعينهما فابتسمت ليلي ببعض الإرتباك.

”دوبري اوترا، سيد ديون“

”دوبري اوترا، آنسة ليلي، هل نمتي جيدا؟ الوقت لا  يزال مبكر“

أومأت سوداء الشعر وأعادت خصلات شعرها المبعثر للخلف، أسوء شيء أن تقابل شخصا لست معتاد عليه بمظهر فوضوي.

”نعم! شكرا على ضيافتكم… هل هاروكا مستيقظ؟“

هز ديون رأسه إيجابا وأشار للصينية السوداء والتي احتوت على طبق من فطيرة الفراولة مع فنجان الشاي وكذلك علبة أدوية.

رمشت ليلي قليلا محدقة بعلبة الدواء، لقد كانت تعرفها فهو دواء يعمل على إرخاء الأعصاب للأشخاص الذين يعانون من نوبات هلع أو غضب، لقد كانت تتجرعه كثيرا في عام الباكالوريا خاصتها.

Renegade...♛ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن