~مَلكَتِي، فارِسِي~

88 9 51
                                    

"أرِيدُ أنْ أترَقَى بحُبِي أكثَرَ لأصَل إلَيك"

عانقت الغيوم السوداء السماء وتساقط المطر بغزارة متسللا بين شقق الأرضية في كل ركن من أركان المدينة الروسية.


تصاعدت رائحته المهدئة وفرغت الشوارع من العامة فكل شخص ذهب لمكان ما عسى أن يحتمي من المطر الذي داهمهم على حين غفلة.

في منزل ذو طابقين؛ كان الصمت سيده، كل ما يمكن سماعه هو صوت خطوات ذو جوهرتي الجمشت وهو يجفف شعره بعد أخذه لحمام دافئ سريع.

عانقت يده التي برزت منها عروقه بشكل مثير المنشفة والتي وضعها جانبا ونظر الى انعاكسه على المرآة، راحت خصلات شعره البيضاء تحط على جبينه وتغطي أذنيه بشكل فوضوي لكن هذا لم يزده سوى جمالا وجاذبية.

من ينظر له سيقول أنه تجسيد لروح أزهار السوسن البيضاء والنقية، بمجرد أن تأكد أن كل شيء مرتب تقريبا؛ من قميصه الأسود الضيق الذي أبرز عضلاته الى الخاتمين اللذان أحاطا سبابته وبنصره في يده اليسرى.

كان أكبرها فضيا ترك كل الجمال لجوهرة ذهبية توسطته مثل توسط الشمس لكواكبها وبجانبه الخاتم الثاني الذي لم يقل عنه جمالا بجوهرة فضية شابهة القمر فاكتمل قرب القمر من شمسه.

كما بالضبط أصبح أقرب من فاتنته، يتحرق شوقا لرؤيتها مع علمه أنها في بيته وعلى سريره ولن تغادر بعد.

 مسح الصبغة السوداء عن رموشه ببعض الكحول على القطن فبرز بياضها مثل شعره تماما، خلال كل تلك السنوات، نسي كيف يبدو باللون الأبيض الذي حل محله السواد.

خرج من الحمام وتوجه الى غرفته ماشيا على طول الرواق الذي اتملأ براحة أزهار التوليب المفضلة اليه، رأى خادمه يقف عند الباب؛ ديون.

ابتسم له وأسرع في وتيرة مشيه رغم أنه أراد الركض بأسرع ما لديه أو تفعيل تعويذة ما تنقله الى حضنها.

"ما الأمر ديون؟ هل استيقظت...؟؟"

نفى الخادم وهو يراقب حركات سيده الشاب المضطربة، لم يكف عن اللعب بالخاتمين بيده أو التمايل يمينا وشمالا مثل سكير.

تنهد صاحب اللحية البيضاء وانحنى باحترام قبل أن يقول بنبرة جادة رجولية.

"سيدي الشاب، أرجو أن تتمهل قليلا وترتدي ملابسا تستر جسدك أكثر، ستخيف الآنسة هكذا"

Renegade...♛ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن