06

2.7K 111 18
                                    

" روح منكسرة"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" روح منكسرة"

وُلدتُ أنا لأحبه ، وَ وُلد هو ليحب غيري.
.
.
.

" و لم تحبني أيضا ، أم أنك أضحيت تفعل بين ليلة و ضحاها؟"

من أين لي تلك الجرأة لأسله هذا ؟ ربما بسبب فعلته أو ربما لإمساكه خصلات شعري و نعتي بالفاتنة ؟

بقيت أحدق به منتظرة إجابة ، إجابة ربما تشفي شيئًا من الجروح التي خلفها بروحي المعلقة به ، فترك خصلة شعري تلك و أعاد إدخال كفيه بجيوب سرواله ليناظرني بعيونه الزمردية الفارغة من أي مشاعر و يردف : إذا لم أحبك لا يعني ذلك أنني أكرهك ، و إذا لم أكرهك لا يعني أنني أصبحت أحبك أيضا.

كان علي أن أقتنع بذلك الرد و ألا أسأل أكثر على الأقل لأخرج من هذا النقاش بأقل قدر ممكن من الضرر ، ففي كل مرة أدخل نقاشا مع هذا العقيد ينتهي الأمر بتعرض قلبي لقصف عنيف منه يجعل من دواخلي مجرد دمار و أنقاض متناثرة.

لكن لم أفعل و بقيت أنظر لعينيه بكل هدوء لأردف متسائلة : لا يمكن ألا اكون شيئًا بالنسبة لك ؟ لذا إما أن أكون إمرأة تكرهها أو إمرأة تحمل شيئا و لو بسيطا من المشاعر لها .

" أنت لا تعنين لي شيئا، أفضل تركك في خانة اللاشيء فبنظري أنت لعنة آل روماموف ، كل من يقترب منك تصيبه لعنة الموت بداية من أمك و أبيك و صولًا لزوجتي ، لهذا أجل ،أنت يجب أن تكوني اللاشيء في حياتي ."

رده ذاك ألجمني ، كانت نبرته هادئة و نظراته تبعث البرودة لأنحاء جسدي ، لكن بداخلي كانت تلك الكلمات قد ألهبت نيراناً .

نيران أحرقت ما كان متبقى من روحي الهشة ، بكل بساطة حملني ذنب موت والداي ولم يكتفي بهذا بل حملني حتى ذنب موت زوجته .

فجأة قام كسندر من مكانه ليمسك بياقة العقيد الذي لم يبدي أي ردة فعل ،بل إكتفى بالنظر لي بذات النظرات و أنا ؟ أنا لم أكن قد أبعدت عيناي عن خاصته من وطأة حديثه ذاك .

قمت من مكاني بصمت و غادرت تاركة إياهما هناك غير آبهة لما سيحدث بينهما ، و اتجهت لغرفة النوم التي كانت تجمعني بذلك العقيد و بمجرد أن دخلتها جلست بمنتصف أرضيتها أنظر للاشيء ، اللاشيء الذي يشبهني بنظر العقيد الذي احتل قلبي لعشر سنوات كاملة و الان أضحيت لاشيء بنظره .

الوتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن