08

2K 98 57
                                    

  " العهد القديم "

ما العهد سوى كذبة حلوى، مع الوقت تتحول لسم يسبب الألم بروح كل من الواعد و الموعود

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ما العهد سوى كذبة حلوى، مع الوقت تتحول لسم يسبب الألم بروح كل من الواعد و الموعود .

فالوعود وجدت ليحنث بها .

.

.

.

طوال طريق العودة لم يكن يسمع بداخل تلك السيارة شيء سوى الصمت المطبق بيننا ، الصمت الذي أصبحت أعرفه جيدًا ، الصمت الذي يليه انفجار غضب العقيد في وجهي .

شعرت بعضلات قلبي قد انقبضت ، بينما روحي كانها تجاهد في كل مرة أسحب أنفاسي لداخل صدري ، كما لو أن قفصي الصدري أصبح أضيق مما قد يسع رأتاي، و هذا كله بسبب التوتر الذي أشعر به .

توقفت السيارة أمام باب الفيلا ،فترجل العقيد منها سابقا إياي بالدخول  دون أن ينبس بحرف ، بينما أنا بقيت بمقعدي أناظر جسده و هو يختفي من على مرمى نظري  بعد دخوله للمنزل ، لا أعلم هل أشكر الرب على صمته و عدم قول شيء لما قد سبق و حدث بهذه الامسية ، أم لا يزال الوقت مبكرًا على ذلك ؟ 

فأنا لا أعلم إن كنت قد تجاوزت مرحلة الخطر أم لا أزال وسط أرض العقيد و الذي بإمكانه بأي لحظة أن يشن حربا ضدي حيث سأخرج منها أنا الخاسر الوحيد .

نفضت تلك الأفكار بعيدًا عن رأسي ، و ترجلت من السيارة ، و بخطوات أقل ما يمكن القول عنها أنها بطيئة ، و كل ذلك حوفا من ان أتعرض لكلام قاسي آخر من طرف ديميتري بمجرد اللحاق به  .

لكن يبدو أن الزمن هو الآخر يقف ضدي ، فبقدر ما حاولت أن أبطئ بخطاي ، قد وجدت نفسي واقفة بوسط غرفتنا بثوان  ، أناظر ظهر العقيد الذي  أخذ بزيل المعطف من على جسده بين يزفر الهواء عدة مرات .

عضضت على طرف  شفتي السفلية واضعة حقيبة يدي جانبا على السرير و أخذت أقترب منه خطوة تلي الأخرى إلى أن وصلت لحيث ما يقف واضعة كفي على كتفه ، فعلي أن أكلمه ، علي أن أشرح له و أن أعلل ، حتى لا يتزايد شكه حولي و حول كسندر بسبب  تصرفات هذا الأخير معي ، أعلم أنه لا يهمني نظرة ديميتري بعد الآن و خاصة بعد ما تفوهت به بوقت سابق ،حول طلاقنا الذي يجب أن يتم بمجرد أن يصبح لصوفيا علم بحقيقة أن أمها الحقيقية قد ماتت ، و ما أنا إلا بديلة عنها أملئ فراغها .

الوتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن