الفصل 11: عامر

93 12 1
                                    

عدت لكم حبايبي بعد غياب طويل... قررت منزل أي  فصول في شهر رمضان... والأن رجعت... عيد سعيد لكم.... راح صير نزل فصل كل يوم في هذا الوقت... أتمنى دعمكم ولا تنسو التصويت ورأيكم في تعلقيات.... أحبكم.
..
.
.
.
..
.
.
.
.
.

( قرأة ممتعة)
..
.
.
..

نزع الغطاء القماشي على عينيا ليتسلل ضوء طفيف إلى مقلتاى، كنت قد فتحت عينيا وقد بدأت الرؤية تتوضح  وظهرت الصورة بوضوح أمامي، لا أعرف كم من الوقت كنت على هذه الحالة مربوط اليدين ومغلق العينان، لا أدرك ما يحصل حولى من شئ إلى أن جاء أحدهم وحررني، كان يضع قناع أسود يغطي وجهه ويرتدى بدلة سوداء سميكة تشبه إلى حد كبير ملابس (المباحث الفيدرالية)، رحل من أمامي دون أن يطرق بأي كلمة وتركني وحدي في تلك الزنزانة الباردة ذات الجدران الرطبة ورائحة الكريهة.

رائحة الدماء وبقايا الطعام، رائحة العفن والغبار كلها تجمعت لتحاصر أنفي من مختلف الجهات، كنت لا أكاد أتنفس بل رحت أخد من الهواء بالقدر الذي يكفيني للبقاء على قيد الحياة.

مرت ساعات دون أن يأتي أحد، كنت وحيد غارق  في أحزاني أتذكر شريط حياتي الذي مر أمامي بسرعة وكأنني قد عشت مائة عام، وهل يصدق أحدهم أنني في السابعة والعشرين من عمرى بعد كل هذه الخيبات.

وفاة أمي، ثم حادث الإنفجار الذي راح ضحيته أبي وإنهيار بيتنا الذي إنهارت معه أحلامي في الكتابة وها أنا الأن مختطف من  طرف أشخاص لا أعرفهم من أي جهة وهذا يقلقني نظرا للأوضاع البلاد المضطربة.

هنا في هذه البلاد من يذخل السجن لن يخرج حي حتى وإن كان برئ، وإن لم تموت ستظل محل شبهه وتتورط في العديد من القضايا لدرجة تجعلك تتمني الموت، ويقبل بعضهم على إنتحار أحيانا.

بينما كنت غارق في أفكاري إذا بصوت صراخ يأتي من الممر المظلم المقابل لزنزانة، وقفت أنظر في إتجاهه محاولا فهم ما يحصل، كان الصوت يقترب شئ فشئ حتى ترأى أمامي شخصان أحدهما أعرفه والأخر مجهول.

  كان أحد الخاطفين يمسك بصديقي (صبري) ويجره نحو الزنزانة بينما يصرخ عليه بكلمات لم أفهمها، فتح باب الزنزانة وألقى به ليقع صبري على الأرض ثم رحل بعد أن قال كلمة أخيرة وصفنا بها أنا وصديقي

"مقرفين.."

ثم سارا وختفي في عتمة الرواق الزيتية.

إنحنيت أساعد صبرى، كان واقع على الأرض مغمض العينان، إقتربت أزيل الربطة عن عيناه و ما أن توضحت الرؤية أمامه حتى صرخ وعناقني قائلا

"عامر... وأخيرا يا صديقي.. كم كنت قلقا"

أمسكته من كتفه وقلت بقلق

الفتاة ذات الندبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن