49-انت وطني

2.3K 113 23
                                    

-انا و انتي اما ان نعيش سويا او سنموت سويا، و هم لم يتركونا نعيش معا بسلام، اذا سنموت معا و نرقد بسلام

اضمحلت ملامحها من شدة الخوف كان لسانها تقيل لكنها  واعية تعي كلما يجري حولها، تعي الألم الذي ينهش بداخلها، تعي الرعب الذي يبتلع روحها لعنت نفسها مئة مرة، يا ليت، يا ليت لم تفعل هذا و يا ليت لم تفعل ذاك هذا كل ما كان يجري بداخلها،حياتها تنتهي أمام عينيها، كانت تشعر بكل انش منها يُنهش و يتقطع عندما رأت آتيش هرع يصب الوقود في كل غرف الكوخ، رائحة الكوخ كانت تخنقها لكنها لن تموت اليوم حاولت الوقوف، لم تستطيع، الاغلال في قدميها ثقيلة، و هي ليست لديها الطاقة لتقاومها، صب آتيش في كل أنحاء الكوخ ثم اخرج عود كبريت أشعله ثم القاه، ليصبح المكان في ثوان جحيما موقداً

اجفل كل من بالخارج عندما شاهدو النيران تبتلع الكوخ، كاد ليون ان يجن، حيدر هب في الشرطة ليدخل الكوخ لكنهم منعوه، الكوخ كان صغيرا و اغلب حيطانه الخارجية زجاجية كانو يرون النيران تأكل كل شيء،

وقفت ايثار وسط النيران و صرخت بكل قوتها

-انا هنا، انا لا ازال هنا، لا تنسون وجودي، ارجوكم. انا ما زلت هنا اصارع النيران

لكن ضجيج النيران كان أقوى من صوتها،
كانت تقف بفستانها الضخم تترنح وسط النيران الاغلال غليظة ملتفة على اعقاب قدميها، الفستان الأبيض بات نصفه رمادي و النصف الاخر اسودا ، كانت تبكي و تصرخ وسط النيران لعل يسمعها احد

-انا لا ازال هنا، النيران ستأكلني، انا هنا ،انا هنا

كان كل من جيلان و شينار قد وصلا المكان عندما بدأ يحترق، ذهبت جيلان لرجال الشرطة منهارة

-ابنتي بالداخل، ابنتي فلذة كبدي بالداخل افعلو شيئا ارجوكم

اجابها الشرطي بأسى

-نحن في انتضار رجال الإطفاء لا يمكننا فعل شيء الان 

صرخ شينار في وجهه

-اذا انتضرتم وصول رجال الإطفاء ستصبح ابنتي رمادا

بينما الشرطة توقف حيدر المنهار هرع ليون عكس الحائط الزجاجي فكسره بجسده و دخل الكوخ في صدمة الكل

كانت ايثار واقفة وسط النيران إلى أن انكسر الحائط الزجاجي أمامها و تطايرت شظاياه في كل مكان في تلك الغرفة الملعونة، ظنت لوهلة ان الزجاج انفجر بفعل النار، لكن عندما فتحت عيونها جيدا وجدته، وجدت ملاكها الحارس يقف أمامها تماما، كانت هنالك بعض الجروح في وجهه رقبته و يديه او على الاقل هذا ما استطاعت رؤيته، تأملته فهرع لها راكضا و احتضنها بقوة ،لم يهمه انه قد يحرق، لم يهمه انه قد يموت، كل همه انها بين يديه الان، هذا ما يريد و فقط تأملها لبرهة و همس لها

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Criminal المجرم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن