حين تمر قطة سوداء، لا ترميها بالحجارة
هي آثمة، و لكل جريمة عقاب
..
صوت سرعة سيارات سباقات الفورمولا ١ تضج في المنزل، التلفاز ذو المئة و عشر اونصة المثبت في الجدار تبث السباق، هناك على الأريكة الحمراء الجلدية وسط الصالة مقابل التلفاز يجلس فيدريك، عيناه مثبتة على التلفاز، عقله ليس معه.
يعيد ذاكرة من تلك الليلة، ماريا تنام على الأريكة، على جبينها لاصق جروح، بطانية رمادية تغطي جسدها، شعرها ينسدل علي طرف صدغها. رموش عينيها تنام بنعومة، نفسها هادئ و متزامن، بينما على الأريكة الأخرى، فيدريك يراقبها.
ما المختلف فيها؟ ما الذي تفعله هي كيف تجذبها بهذا الشكل له؟
أهي الطريقة التي ترمي شعرها بسبابتها خلف ظهرها؟
أم الطريقة التي تنظر اليه بها؟ حين تلمع عيناها غضبا منه؟
أم هي رائحة القهوة بمزيج من عطر توم فورد الذي يشمها منه؟
أم سترتها الجلدية الحمراء التي لسبته مرة واحدة فقط، ليس في الملعب بل في شركة التي تعمل فيها ماريا.
«من الذاكرة»
في جلسة تصوير للفريق، الجميع كان متواجد في شركة فايف ون، كانت جلسة تصوير الطقم الجديد لفريق اي ميلان، قبل سنة تحديدا، الطقم الخاص بسنة ٢٠٢٢-٢٠٢٣ . التاسعة عشر من يوليو، حينها كان فيدريك مثل البقية ينتظر دوره كي يصورونه في مختلف الأطقم.
وأثناء ذلك كان هو وأندريا و هنريكس يمشون في الممرات خارج غرفة التصوير. كان المكان مغلق ولا يدخله أحد إلا الفريق المسؤول عن التصوير و اللاعبين. فيأخذوا اللاعبين كامل راحتهم في الطابق المخصص لهم.
"الطقم غريب هذه السنة أليس كذلك؟" قال هنريكس بتقبيضة بين حاجبيه ينتظر قهوة الكابتشينو من آلة الشراء الذاتي.
ثلاثتهم يقفون حولها و هنريكس في المنتصف أمام الآلة.
"مالغريب فيه؟" تساءل أندريا
"اللون الأخضر؟ غريب أليس كذلك؟ يعني ما صلته بالنادي؟" كان هنريكس جاد جدا في المحادثة بينما امتلأ الكوب الورقي ففتح نافذة الآلة و حمل الكوب يقف جانبا كي يتقدم فيدريك و يختار قهوة له.
"بوما رأتك وقالت هذا يشبه الرجل الأخضر لنسعده و ندخل هذا اللون في الطقم هذه السنة" عبث فيدريك مع هنريكس كونه بتمتع ببنية ضخمة الأكتاف أين شركة بوما هي الشركة المسؤولة للأطقم الرياضية الخاصة بالنادي.
أنت تقرأ
النبيذ الاحمر
Romanceماريا دي لوكا سالفاتور، صحفية عاشت ثمانية عشر عاما في الخوف و العقدة من المافيا كونها ولدت فيه، حتى هربت من مدينتها الى مدينة ميلان بعد ان عقدت اتفاقا مع اخيها انها لن تدخل في عالم المافيا مهما بلغت التضحية ولن تنظر الى الخلف، آملة ببداية جديدة، ح...