كابوس التصق بي مثل رائحة التراب في ليلة ماطرة، فكرهت زخات المطر
🍷
ماريا و كارلوس كانا في الاسطبل خلف قلعة سالفاتور، هي تجلس فوق كومة العشب المجفف و القش —الاكل الخاص بالاحصنة— و كارلوس في يده المجرفة يجمع به من القش ويضعه في العربة اليدوية المصنوعة من الحديد و بعجلتين.
"اخي" تمتمت ماريا وهي تنظر الى السماء هائمة بالجو "هل تظن انها ستمطر؟ ام انها سحب سوداء خادعة؟"
توقف كارلوس عن جمع القش و غرس المجرفة في القش ثم سند ذراعه على مؤخرة خشبة المجرفة يلوي ساق على اخرى ينظر الى السماء، السحب داكنة، تتكون فوقهم، كانت الساعة تدق الرابعة عصرا، و الخريف كان يحل على مدينة صقلية الايطالية -سيسلي-. بالعادة في الايام العادية الشمس تكون دافئة علي صقلية ولكن الأجواء هذا المساء تبدو مضطربة عكس توقعات الطقس.
"اعتقد انها ستمطر في اي دقيقة، لذا ادخلي اولا والا ستقعين طريحة الفراش ان لمستكِ لفحة هواء"
ماريا كانت ضئيلة، صغيرة، بعمر السابعة، كانت اصغر حجما من بقية الاطفال في عمرها، نظرا الى سوء تغذيتها و كارلوس لم يكن مختلف عنها في سن السادسة عشر، كان طويل القامة ولكن بنيته الجسدية كانت سيئة، الجلد على جسده فقط كسوة عظامه.
"ماذا عنك؟" لوت ماريا فمها قلقة على كارلوس "انت لا تلبس ملابس ثقيلة او مناسبة للاجواء. سأدخل معك بعد ان تنهي عملك"
"عملي قد يطول ماريا" ابتسم لها كارلوس يمسح على هندامه، هندام عامل الاسطبل، قميص بأكمام طويلة مطوية حد الكوع، سروال العمل الطويلة بحزام الاكتاف و أحذية الطين. "ادخلي اولا هيا"
طوقت ماريا ذراعيها حول جسدها بعناد "لن ادخل من دونك، بابا وكلني بمراقبتك"
هز كارلوس رأسه باستسلام، يحب اخته جدا و متعلق بها جدا انه لا يرفض لها طلبا، لا يفكر حتى برفض اي من مطالبها. مرت لفحة هواء قوية غير مقدرة فجأة فطار القش حولهما، بالأكثر حول ماريا فتراجع جسدها و اختل توازنها فوقعت على كومة القش الذي كانت تجلس عليه.
ورفع كارلوس نحوها يرمي المجرفة "ماريا، ماريا، هل انتي بخير!" ابعد كارلوس بسرعة القش من عليها قلق عليها، يتنفس بصعوبة لانها لا تجيبه "ماريا!"
فوجدها متقطعة الانفاس حين ازال عنها القش... تضحك!
مسكت بيد كارلوس و سحبها من القش يحاول رفعها على قدميه ولكن وسط ذلك اختل توازن كارلوس فوقع فوق القش بجانبها فاذ بضحكاتها تتصاعد، رنة استعادة امتلئت حولهما.
"تساعدني.." لم تستطع ماريا إكمال جملتها وسط ضحكاتها فرمى عليها كارلوس القش و رمت هي عليه و هكذا حتى تداخل القش في شعرهما و ثيابهما و تصاعدت ضحكتهم.
أنت تقرأ
النبيذ الاحمر
Romantikماريا دي لوكا سالفاتور، صحفية عاشت ثمانية عشر عاما في الخوف و العقدة من المافيا كونها ولدت فيه، حتى هربت من مدينتها الى مدينة ميلان بعد ان عقدت اتفاقا مع اخيها انها لن تدخل في عالم المافيا مهما بلغت التضحية ولن تنظر الى الخلف، آملة ببداية جديدة، ح...