صخب وصول الرسائل و الاتصالات لهاتفها كان عاليا طوال الليل حتى شروق فجر يوم جديد، حينما دقت خمس ضربات متفرقة على باب شقتها توحي بوصول أحدهم.
كانت أسرع من رمش عيناها مرتين عند قفزها من الاريكة التي امضت طول الليل عليها قبل ان تفتح الباب و ترتمي في حضنه.
"أنا هنا، بندقي أنا هنا"
مرر يديه على ظهرها عند باب شقتها يهدئ من روعتها لما ارتمت ماريا في حضنه فورا.
كانت أكثر ما تخشاه هو أن يتعرف عليها الناس في ميلان، حالما ينتشر اسمها في الصحف و تلتقط مسامع و أعين اناس غير مرغوبين لمعرفة اسمها، كانت هي نهاية تخفيها.
لأنها أعلنت ميتة للعالم.
لأنها ارادت هذا، لأنها محت تواصلها مع سيسلي.
لأنها تحمل اسما تخشاه، ارادت التخلص منه لكنها فقط استطاعت التخلص من مدينتها القديمة التي هربت منها.
كارلوس كان ذكيا جدا لفهم خطة الزعيمة فيرا في اقناع الزعيم فيكتور في ارساله الى ميلان لتتبع اعماله هنا طوال غيابه من ايطاليا.
اعماله الزعيم كان في الواقع عمل الزعيمة، و عملها هو حماية ماريا و لأنه تعرف قيمة الاخوة و قيمة ماريا عند كارلوس، ارسلته هنا امرا من الزعيم قبل ان يطلب كارلوس منها، حتى لا يبدو في حالة ضعف امام الزعيم كونه لم يمضي على استلامه منصب كابو سيسلي وقتا طويلا.
كون ماريا مرعبة، خائفة، محصورة بين جدران ضيقة بسبب صحفي اقترب من كشف اسمها ليس بالامر الصغير، أعداء كارلوس كثر و ليس ببعيد أن يستعملوها ضعفا للتخلص له، حينما الاعداء هم نفسهم عائلته.
بدت ماريا ضعيفة جدا بجلوسها على الاريكة تقوس يديها حول ساقيها المنكمشة قرب صدرها، لأنها بعد ليلة اعتقدت انها الافضل بعد جلسة مراسلة حلوة مع فيدريك، تحولت الليلة الى واحدة مأساوية.
انتقلت الى مسامعها أخبار تشير الى موت الصحفي و هذا ما ارعبها اكثر، لسببين.
"سترفع أصابع التهمة عليه كارلو.. بسببي" تمتمت بهدا تنظر الى كارلوس بعينان غارقتين دموعا
و هناك سبب واحد في رغبة كارلوس في اعادة ذلك الصحفي للحياة وقتله مرتين، و هي دموع ماريا.
كان يجلس بالقرب منها، يمسح على رأسها بحنان و لطف، لأنه كره رؤية دموعها فوق كرهه عائلته الخائنة.
"لن يحدث هذا، و هذا ليس بسببكِ، الصحفي مات بسبب حادث سير و في حالة سكر" اخبرها بخفوت بملامح هادئه، يحمل نبرة قلقة لها، لاجلها.
ماريا لم تستطع الا النظر له بتردد و عدم القدرة على تصديق كلماته، لأنها تعرف كيف يبدو الامر حينما يتم تلفيق تهمة على شخص بريء، هذا ما حدث مع والدها و تسبب في شتاتهم.
أنت تقرأ
النبيذ الاحمر
Lãng mạnماريا دي لوكا سالفاتور، صحفية عاشت ثمانية عشر عاما في الخوف و العقدة من المافيا كونها ولدت فيه، حتى هربت من مدينتها الى مدينة ميلان بعد ان عقدت اتفاقا مع اخيها انها لن تدخل في عالم المافيا مهما بلغت التضحية ولن تنظر الى الخلف، آملة ببداية جديدة، ح...
