صادق جدا للمجرمين .. فاسد جدا للصالحين
..
انها حية، تتنفس، لقد كبرت لتصبح جميلة جدًا لدرجة أنه أخطأ في التمييز بين عينيه لولا صوتها الذي أعاده إلى اثنا عشر عامًا للماضي.
كانا صغيرين، كانت أصغر منه، في التاسعة من عمرها فقط و هو كان في الخامسة عشر، لمس أناملها الصغيرة لأول مرة ذلك اليوم، كانت عيناها بريئة جدًا البنية الساحرة لامعة جدًا، قد فاجأته في كل مرة ابتسمت فيها ونظرت إليه.
كان اداركه ضعيفًا حولها، كانت صغيرة بدنيا مقارنة بعمرها لكن عقلها تسبب في هزة عاطفية في سمائه.
لم يكن يعلم أنه سيحمل مثل هذا الشعور البريء تجاه فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات فقط لأنها أعطته عصابة رأسها لتغطية الجرح في راحة يده عندما دخل في شجار قبل دقائق وتسبب في إصابة نفسه.
للحظة ظن أنها تبلغ من العمر ست سنوات، ثم جلست معه وابتسمت بمرح لعينيه المشكوك فيهما، على الجانب الخلفي من المدرسة، بالقرب من السياج وعلى مقعد مكسور، أخبرته بشيء وصل مفاجئ إلى سمعه.
قالت له من دون كلافة في نبرتها
"أنت مثل أخي، فهو يجرح يديه طوال الوقت من العمل في الإسطبلات، لكنني أعرف أن هذا ليس السبب الحقيقي وراء الجروح، أعرف أن شخصًا ما يؤذيه وهو يكذب علي بشأن ذلك. و لا أعرف كيف أصبت بهذا الجرح ولكن لا تكذب علي بشأنه عندما أسألك من فعل هذا بك؟"
كان مندهشًا داخليًا من صوتها الهادئ، والطريقة التي كانت تشاركه بها شيئًا شخصيًا للغاية على الرغم من أنه غريب عنها.
"إذن كيف أصبت بالجرح؟" سألته مرة أخرى، مبتسمة مثل عصفورة صغيرة لطيفة
في تلك اللحظة عرف لماذا كان صوتها جذابًا جدًا بالنسبة له، كان يحب النهوض فجرا و أبكر من الجميع حتى يتسنى له سماع زقزقة العصافير في الصباح الأول قبل أن يعود إلى حياته الجهنمية، السوداء الدخانية و المليئة بالندوب الداكنة.
بدا صوتها مثل عصفور صغير لطيف، يأتي إلى نافذة غرفته في العلية المظلمة ويغني له لثانية واحدة فقط قبل أن تكسر الخادمة ثوانه الهادئة.
أنت تقرأ
النبيذ الاحمر
Romanceماريا دي لوكا سالفاتور، صحفية عاشت ثمانية عشر عاما في الخوف و العقدة من المافيا كونها ولدت فيه، حتى هربت من مدينتها الى مدينة ميلان بعد ان عقدت اتفاقا مع اخيها انها لن تدخل في عالم المافيا مهما بلغت التضحية ولن تنظر الى الخلف، آملة ببداية جديدة، ح...