15. المرحلة الثالثة

15.6K 988 506
                                    

سهمكِ اخترق قلبي .. فأصبح كل وقتي لكِ

..

يوم الحادثة

..

"مرحبًا" همس وهو ينظر في عينيها، العيون البندقية اللامعة التي أسرته منذ أكثر من عام

"مرحبًا" همست في المقابل، وهي تفرك أنفها بظهر الكم الذي ترتديه، قميصه.

"كيف تشعرين الآن؟" سألها، وهو يفرك كتفها برفق

أومأت برأسها فقط.

"دعيني أسمع صوتكَ"

رمشت، إيماءتها تعني أنها بخير لكنه لم يكن متأكدًا. كان بحاجة لسماعها تقول ذلك.

"أنا بخير.. حقًا" أخبرته وهي تنظر في عينيه

أومأ برأسه، لا تزال بين ذراعيه، يحتضن خصرها قلق عليها، حينما شاهدها سمع خطواتها تنزل من الدرج، هالكة و متعبة، وجهها شاحب، شاهدها بهدوء ليعرف ماذا ستفعل؟

كانت تريد الهروب منه .. هذا ما لم يخطر على عقله.

كانت تريد أن لا يراها بهذا الضعف لكنه كان مستعدا ليحتويها، ليحتضنها في ذراعيه، يخفيها في صدره، كان مستعدا لها، كان مستعدا ليفعل اي شيء لها، اي شيء.

ثم احتضنها، قبل جبينها، اعترف لها، اناني جدا لها، اناني جدا لابقائها في حياته، كانت النور له وهو متمسك بطرف نورها ليتنفس في ظلمة عالمه.

قبل جبينها بلطف، و مسح على ذراعيها بدفء.

"أنت بحاجة إلى تناول الطعام. لقد مرت ساعات منذ الصباح"

أومأت برأسها، لأنه لم يسألها.

أمسك بخصرها في يديه باحكام ورفعها برفق عن حضنه ووضعها بالقرب من توفي على الاريكة. تدلت ساقيها من الأريكة و بقى في صمت هما الاثنان، تمسك بحاشية القميص و تنظر لقدميها، تسحب نفسا و اخر، رئتيها ممتلئان برائحته.

فيدريك مسح على بنطاله و توترت اصابعه، قبض اصابعه و حاول اخفائه و نهض فورا.

وقف على قدميه بالقرب منها لكنه لم يستطع مقاومة تركها، كان خائفًا جدًا من تركها، فسقط فجأة على ركبتيه أمام الأريكة.. وعانقها.

شعرت بصدرها الناعم تضغطان على صدره القاسي، قلبها ينبض مثل ملاك كان ينتظر عودته إلى الحياة.

لم تستطع مقاومته وعانقته مرة أخرى وتنهد في اللحظة التي شعر فيها بيديها على ظهره برفق وناعم.

"كدت أصاب بنوبة قلبية، مجرد التفكير في خسارتك أمر مروع" همس بأنفاس ثقيلة يدفن رأسه في جحر عنقها

"أنا آسف لأنك رأيتِ ما رأيته" امتلأ صوته بالندم بينما أمسكها بقوة

"أنا بخير يا فريدريك" قالت له هامسة هي الاخرى تدفن جبينها في كتفه

النبيذ الاحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن