أخبرت المطر أنني عانقت عدوتها .. ضحك مشفقا على حلمي
..
"أحدهم يقع بشدة هنا"
نينا كانت تسند جانبها الأيمن من جسدها على اطار الباب تضم ذراعيها إلى صدرها تنظر في ماريا مستغربة أنها لم تستقبلها بالابتسامة الحلوة مثل كل مرة فور سماع صوت كعبها العالي
الشقراء الفرنسية كانت مصدومة أن هناك من يريد أخذ مكانها في حياة ماريا
"نينا" ابتسمت لها ماريا تضع هاتفها على الطاولة "تفضلي بالدخول"
"اتركي تفضلي بالدخول!" دخلت نينا بسرعة تلتقط حقيبة ماريا و معطفها "نحن خارجتان الآن و ستخبريني كل شيء عن السارق هذا"
"أي سارق! عما تتحدثين! نينا أعيدي معطفي! نينا ماذا تفعلين! نينا يا الهي ذراعي!"
سحبتها نينا من يدها تبعدها عن مكتبها و تضع المعطف على كتفيها، ساحبة هاتف ماريا من الطاولة ثم تدفع ماريا للخروج من المكتب
"نينا أرجوكِ توقفي ماذا تفعلين، لدي عمل!"
"هناك سارق يسرق مكاني في حياتكِ" توقفت نينا تقابل وجهها في صدمة "أريد معرفة اذا ما كان يستحقها أم لا، هيا هيا"
"نينا..." نينا اغلقت مسامعها و لم تعطها فرصة للتكلم تدفعها خارج باب المكتب حينها ظهر داكي من مكتبه بحاجب مرتفع على صوت نينا
"آنسة بوشير، هذا ليس وقت الغداء"
"وقت الغداء في مؤخرتك، اخرس لدينا عمل مهم، أهم من حياتك أيضا. الى اللقاء" بقولها هذا سحبت ماريا خلفها وهي تنقر كعبها في ذهول تام من نينا
"نينا لا تورطيني مع داكي، انظري دعيني أنهي عملي و سنخرج، أعدكِ"
توقفت نينا و هي تنظر لها بذهول تمسك بأكتافها و تهزهم "داكي من يكون؟ هل رأيتِ أخاكِ؟ رغم أنه وغد مغرور و لكنه سيسحق داكي بطرف اصبعه الأصغر. تحركي أمامي أريد معرفة كل شيء"
تنهدت ماريا و استسلمت لها، من يستطيع التخلص من نينا و عنادها و ثباتها عند رأيها؟ لا أحد.
..
"أخبريني كل شيء، كل شيء بالتفصيل الممل، الآن"
ازالت نينا معطفها تعلق خلف كرسيها في كافيه قريب من مكان العمل، مطل على شارع مزدحم، و في وقت مثالي للفطور المتأخر.
"دعيني أجلس! يا الهي نينا!" اعربت ماريا عن صدمتها منها، لطالما كانت نينا فضولية و لكن الفضول يفوقها اليوم عن باقي الأيام.
الفتاة فضولية في كل شيء و في كل أحد.
مثلا من باب الفضول راحت و بحثت عن تاريخ سائق الفورمولا ١ ناييل كروفيتو مع حبيباته و دققت في كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي حتى الصور القديمة له و بحثت حسابات كل أفراد عائلته من باب الفضول وقت.
أنت تقرأ
النبيذ الاحمر
Roman d'amourماريا دي لوكا سالفاتور، صحفية عاشت ثمانية عشر عاما في الخوف و العقدة من المافيا كونها ولدت فيه، حتى هربت من مدينتها الى مدينة ميلان بعد ان عقدت اتفاقا مع اخيها انها لن تدخل في عالم المافيا مهما بلغت التضحية ولن تنظر الى الخلف، آملة ببداية جديدة، ح...