part 54 الحقائق والأكاذيب

483 34 352
                                    

بعيون مُتسعة وانفاسٍ ترتعش أسقط كيلوا العامود من يده فأصدر صوت طقطقة عالية على الأرض بسبب هدوء المكان وتوقف الجميع عن القتال

زفرَ أنفاسه بصدمة وهو يحدق في ذلك الشخص الذي وقف حاجزاً أمامه لينغرس العامود الحديدي في ظهره ويخرج من بطنه بشهقة تبعتها دماءٌ تناثرت من فمه الذي ارتسمت حوله إبتسامة صغيرة مؤلمة قبل أن يسقط أرضاً أمام من حدق به بذهول مُتصلب الأطراف

اهتزت أنفاسه بحزن وذنب كبير فترك الشخص الذي بين يديه ومن ثم انحنى إلى الأسفل مُمسكاً بالشخص المُلقى على الأرض بأنفاسٍ مُضطربة
مد يده فأمتلأت بالدماء بسبب جرحه المفتوح والذي أخرج منه العامود قبل أن يقع ليبقى حفرةً مليئةً بالدماء الغزيرة التي بللت الأرض وصبغتها بلونها القرمزي

" سيراا !"
صرخ كيلوا ورفع رأسه مُنادياً تلك الحارسة التي تمتلك مهارة الشفاء وإيقاف النزيف الداخلي

أسرعت سيرا نحوهم وعبرت معظم الحراس فأنحنت بجانب سيدها الذي أعاد رأسه إلى اسفل بملامحه القلقة التي تمسك بجرح الشاب أسفله

" جرحه كبير جداً ، أنفاسه ضعيفة ومضطربة أخشى أنه سيفارق الحياة ، اسرعي ! "
ردد بقلق وتوتر وهو لا زال يمسك بالجرح الكبير بينما حدق به الحارس المجهول بعينين ضبابية وشفتين أرتسمت حولها أبتسامة صغيرة سعيداً بمدى اهتمام أخيه الصغير وخوفه عليه
الإهتمام الذي احب رؤيته فيه أيضاً عندما يعرف حقيقته بصفته أخيه الكبير وليس حارساً مجهولاً
خابت آماله وتحطمت توقعاته السعيدة بعد أن تذكر ملامح شقيقه الذي يمقته
الشقيق الذي زرع في قلبه نار الغيظ والحقد تجاهه
أبتلع غصته ومحى آماله وبقلبٍ ضعيف
يحمل من الحزن والمرارة أشدها بقي يحدق بصمت في قلق شقيقه واهتمامه الكبير بحارس مجهول أُصيب بدلاً عنه وليس أخاً كبيراً ضحى بحياته لأجله

ابتلع كيلوا رمقه فأستجمعت سيرا طاقة النين في يديها
حدق بها بتوتر وهو لا زال يضغط على الجرح الكبير في كلتا يديه ومن ثم عاد للنظر إلى الرجل الذي يحتضر
ابعد يديه فوضعتهم سيرا بدلاً عنه فتوقف النزيف شيئاً فشيئاً وبدأت الأعضاء الداخلية تتجمع وتلتئم مع بعضها
لكن الجرح الكبير يأبى الانغلاق بشكلٍ كُلي بسبب عمقه ومدى خطورته
جعدت المعنية حاجبيها وتناثر العرق من جبينها فأبعدت يديها بلهاث سريع بسبب تعبها
وحدق بها كيلوا بحواجب معقودة سائلاً

" ماذا حدث ؟! لما توقفتي ؟!"

" جُرحه عميقٌ جداً ويحتاج إلى طاقة أكبر
هذا ارهقني كثيراً سيدي وبالكاد بقيت في وعيي "

" وماذا سنفعل الآن ؟!
سأل كيلوا بقلق ، مجعد الجبين وهو يحدق في الرجل الراقد أمامه فأجابته المعنية بهدوء رادفة

بداية طريق الظلام نحوك   Illumi x leah )        Killua ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن