الباب الاول : 1 صخرة الميعاد العقدسة

19.9K 358 30
                                    

بعد منتصف الليل بقليل يُفتح الباب الكبير للجناح الملكي، ويخرج منه رجل أسود ضخم الجثة حاد الملامح يحمل بيده سراجا تنبعث منه إضاءة

خافتة تعينه على الرؤية:

إنه أمين أوكلها إليه ملك مملكة أبابيل... سر القصر "أيوب" وهو ذاهب الآن لتنفيذ المهمة السرية التي اوكلها إليه ملك مملكة ابابيل

**

بخطواته المتمهلة الثابتة تجاوز أيوب البوابة الخارجية لباحة القصر وواصل سيره في الطرقات الضيقة المظلمة الجزيرة الأرباب حتى وصل كوخا

خشبيا عتيق وطرق بابه ...

فتحت له الباب الجنية الوزيرة خيزران" وما أن رأته أمامها حتى ارتسمت في عينيها نظرة قلقة وأدركت أنّ هناك أمرا هاما دفع أمين السر

للقدوم إليها في مثل ذلك الوقت المتأخر من الليل:

- ماذا هناك ؟!

- الملك ..

- ما به ؟!

- يطلب رؤيتك ..

قال أمين السر ذلك بصوته الأبح والأشبه بهمهمة ذئب عجوز، ثم استدار وسار مبتعدا دون أن يخبرها عن السبب الذي تم استدعاؤها من

أجله فسألت :

- ألم يخبرك عن السبب؟!

أجاب دون أن يلتفت لها:

اتجهي لباحة القصر، وهناك ستعرفين...

هتفت

- وأنت أين ستذهب ؟!

قال وهو يغوص في عمق الظلام

- لاستدعاء البقية..

لم يكن الأمر يحتمل المماطلة أو التأخير؛ لذا فإنها اتجهت نحو باحة القصر وقد غاب عن بالها أن تُبدل اللباس الشفاف القصير الغير اللائق

الذي كانت ترتديه ...

**

حين وصلت هناك وجدت أمامها رهطا كبيرا من كبراء عائلة الأباطرة الملكية وقد استطاعت أن تلمح بينهم شخصا كان من أشد الأصدقاء قربا للملك إنه "الحكيم" ومن المؤكد أنه كان يعرف شيئًا بخصوص ذلك الاجتماع..

دنت منه وسألته:

- ما الذي بظنّك يريده منا الملك الآن؟!

متجاهلا جدية الموقف علق الحكيم بسخرية كعادته وهو يطيل النظر بشهوة، لتفاصيل جسدها الفاتن من خلال لباسها الشفاف القصير :

- في الحقيقة لا أعلم..

ثم أضاف يمازحها بنبرة ماكرة وهو يعض شفته السفلى: - ولكن إن أردت أستطيع أن أخبرك بما أريده أنا منك الآن...

أحست الوزيرة بالاستياء من ذلك التلميح الفاحش؛ فسددت لوجهه لكمة خاطفة .. لكن وقبل أن تصل تلك اللكمة إليه كانت هناك يد

سريعة قد امتدت في الهواء لتعترض طريقها ... التفتت الوزيرة نحو مصدر تلك اليد فوجدته "الشمالي" وقد أرسل

إليها نظرة حادة مهددة تعني:

"أنا لا أسمح لأحد بأن يؤذي أصدقائي"

ثم أنزل لها يدها وقال بأدب: - أعتذر لك بالنيابة عن صديقنا الحكيم أيتها الوزيرة؛ فأنت تعلمين

بأن لسانه طويل جدا وهو بحاجة لأن يُخرجه من فمه أحيانًا دون

أن يلقي اعتبارًا للكلام الذي يصدر عنه...

أما الحكيم الذي ضمن أن الوزيرة لن تستطيع أذيته طالما أن صديقه

معه، فإنه انفلت عليها يهاجمها ليسترد بعض كرامته:

- ليس لساني هو الطويل فقط، هناك أيضا .....

سارع الشمالي بإغلاق فمه؛ لأنه يعلم أن الأمور لن تسير على ما يرام

لو أنه سمح له بإكمال تلك الجملة... ثم وللتخفيض من حدة التوتر أكثر فإن الشمالي التفت نحو الوزيرة

بلطف وأجابها عن سؤالها السابق قائلا:

- أما شيئًا بشأنه؛ لقد طلب ما عن أمر استدعاء الملك لنا فلا أحد يعلم

أيوب منا جميعًا الحضور إلى هنا دون أن يُخبرنا عن السبب... في تلك اللحظة فتحت البوابة المطلة على الباحة الأمامية للقصر،

فصمت الجميع ونظروا نحوها بترقب ...

خرج أيوب لهم وقال:

- اتبعوني، الملك سيلاقيكم عند صخرة الميعاد المقدسة...

تضاعف الاهتمام لديهم أكثر ؛ فهم يعلمون أن الملك لن يطلب منهم

الحضور لصخرة الميعاد المقدسة إلا إن كان هناك أمر خطير جدا يستدعي

ذلك ..

سار أيوب باتجاه حديقة القصر الخلفية يتبعه الجميع..

**

واصل الجميع سيرهم وسط الضباب الكثيف والأشجار الطويلة للحديقة يتبعون بقعة الضوء المنبعثة من السراج الذي يحمله أيوب وما أن

وصلوا لهناك حتى شعروا بالدهشة مما شاهدوه أمامهم...

لقد شاهدوا طفلة صغيرة لم تتجاوز العام من عمرها وقد كانت تستلقي على ظهرها فوق منتصف صخرة الميعاد المقدسة، وتنظر ببراءة نحو السماء السوداء الشاسعة الممتلئة بنجوم متلألئة وهي لا تعلم شيئًا

مما يحدث حولها ...

ولكن دهشتهم تلك لم تطل كثيرا وذلك عندما سمعوا وقع خطوات أقدام تقترب منهم، وحين التفتوا نحو مصدر الصوت شاهدوا الملك "عاصف" والملكة "سرابي" يسيران نحوهم وفوقهما بعدة أمتار كان يطفو في الهواء

بجناحيه الطويلين طائر العنقاء الأحمر "إكليل"...

لقد حان الوقت ليعرف الجميع لماذا طلب منهم الحضور في ذلك الوقت المتأخر جدا من الليل وبكل ذلك القدر العالي من التكتم والسرية ..

_____________________________

ادعموني بتعليق سوف تكون الاجزاء القادمه حماسية دعمكم مهم للتكمله في الرواية  ......

• هل احببتم هذا الجزء من الروايه 💥؟؟
انا اقوم بنشر  اجزاء الروايه بأسرع وقت من اجل اسعادكم 💌

رواية الجساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن