رغم أن طاغين في تلك اللحظة كان يملك الكثير من المقاتلين خلفه بينما كوبرا أفعى الجن وحيدة، إلا أنه شعر بالقلق والخوف حين وجد
نفسه يقف وجها لوجه أمامها ...
قالت وهي تركز فيه نظرتها :
- عد مطرودًا من حيث أتيت هذا العرش ليس لك.. لم يكن يريد أن يظهر أمام مقاتليه بمظهر المرتبك أو المتردد، لذلك فإنه
سرعان ما استعاد رباطة جأشه وقال بثبات:
- العروش ليست ملكا لأحد، إنها تخضع للقوي فقط...
- لقد انتصرت في هذه الجولة لأن هناك من خان الملك، وسرب خطته إليك ورغم ذلك فإنه لا ينبغي عليك أن تفرح كثيرا لأن
عاصف سوف يستعيد عرش أجداده وأنا أعدك بهذا..
قال لها بتهديد واضح:
طوال حياتك لم تحنثي بوعد قطعته يا تارا، لا يليق بك وقد اقترب مماتك أن تقطعي وعدًا لن يتحقق أبدا - وأضاف هازئا: لقد
قضيت عليه وجردته من جيشه وعائلته وكل قوته..
لكن أصدقاءه لا يزالون معه وهذا سيكون كافيا له لينتصر عليك أنصحك أن تترك كل شيء خلفك وتهرب بعيدا، فعاصف لن يتركك.. أنه ابن جومانا .. وابن جومانا لن يقبل فكرة أن يهزمه
أحد..
- أنت تهذين يا تارا.. لقد أصبحت الملك وسوف أبدأ في تكوين الكثير من التحالفات والجيوش الكبيرة التي لن يستطيع هزيمتها ولو جمع لها كل مقاتلي الأرض بأسًا وقوة .. هذا العرش لي وحدي أنا
ولن أتنازل عنه لأحد..
وعرفت كوبرا أفعى الجن ألا مجال لإقناعه بالتنازل عن مخططه فتحولت عيناها للون الأسود الغاضب ثم قالت وقد استعدت للدفاع
عن العرش
- إذا كنت مصمما للوصول إليه، فعليك أولا أن تعبر من فوق
جثتي..
طاغين يتمتع بقوة كبيرة لكنه لا يفضل أن يهاجم عدوه إلا حين يكون متيقنا كل اليقين من الانتصار لذلك فإنه أمر حفنة من مقاتليه الأقوياء بالهجوم عليها؛ إنه يريد أن يُرهقها أولا وحين يتأكد أنها قد استهلكت كل
قوتها سيتحرك هو للهجوم عليها ...
بدأت المعركة بين تارا والمقاتلين ورغم أنهم كانوا يحاوطونها من كل الاتجاهات إلا أنها كانت سريعة بما يكفي لصد كل هجماتهم في نفس .
الوقت وتوجيه الضربات المؤلمة القاتلة لهم...
وكانت تارا كلما أرسلت فوجا من المقاتلين للموت، أرسل لها طاغين نوجا آخر أكثر قوة من الذي قبله؛ الأمر الذي جعلها تشعر بالإرهاق
والتعب بعد مضي زهاء يوم كامل من القتال المتواصل...
وحين أحس طاغين بانخفاض قوتها القتالية لقرابة الربع فإن هالة زرقاء مشعة أحاطت بجسده قبل أن ينطلق نحوها بقوة دفع هائلة مثل ومضة برق خاطفة ويصطدم بها بكل قوته...
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasyقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...