عندما أفاق عاصف من غيبوبته لم يجد حوله غير الظلام.. الظلام الدامس فقط ولا شيء سواه .. فاعتقد أول الأمر أنه في غرفة شديدة
الإغلاق؛ وهذا ما فسر له عدم قدرته على الرؤية ... ولكن بعد لحظات بسيطة استطاعت أذناه أن تلتقطا حسيس صوت نار قريبة جدا من مكانه، وحين مد يده نحوها استطاع أن يستشعر حرارتها
فأدرك أنه يجلس في مكان مضاء بالنار ...
وتساءل في نفسه:
"لماذا إذا لا أستطيع الرؤية؟!"
فرك عينيه بواسطة يديه بقوة حتى كادت عيناه لشدة الضغط أن تسقطا للداخل، ثم حين فتحهما ليحاول الرؤية مجددًا فإنه لم ير شيئًا غير الظلمة...
وتساءل ضجرا بصوت مسموع
- لماذا لا أرى شيئًا غير هذا الظلام؟!
بسبب عدم لم يصع إليه وهم بمغادرة المكان بعصبية وعجالة ولكن قدرته على الرؤية فإن قدمه تعثرت بنتوء بارز كان في أرضية الكوخ .. مما تسبب في اختلال توازنه فخطا بضع خطوات لا إرادية للأمام كان يحاول فيها استرداد توازنه ولم يتوقف إلا حين ارتطم رأسه بالحائط الخشبي وسقط
مكانه..
اندفع الشمالي نحوه ليطمئن عليه لكن عاصف أوقفه:
- دعنا ننتظر قليلا ريثما يعود الحك...
-
- ولكنهما ماتتا يا عاصف - وأضاف يذكره :
- ماتنا عندما احتل طاغين بجيشه جزيرة الأرباب وأشعل النار في
أنا بخير، ولست بحاجة للمساعدة..
انتظر وحدك، أنا ذاهب للبحث عن زوجتي وابنتي...
القصر ألا تذكر ؟!...
- لا تقلق لم أفقد ذاكرتي بعد .. كل ما في الأمر هو أني سمعتها قبل قليل تناديني وتخبرني أنها وابنتي لا تزالان على قيد الحياة...
-
لقد كنت غائبا عن الوعي لمدة تقارب اليوم ونصف يا صديقي وربما سماعك لصوتها لا يعدو كونه أكثر من مجرد حلم عابر رأيته
أثناء غيابك عن الوعي..
اقتنع بكلامه ووجده منطقيا؛ فقد كان غائبا عن الوعي طيلة الوقت وإذا كان قد سمع صوت زوجته سرابي فربما لا يعدو ذلك الأمر كونه أكثر من مجرد حلم..
وحين عادت إليه ذكريات الحريق وموت كل من عائلته وأيوب والوزيرة خیزران وإلقاء القبض على حصانه المجنح سابح فإنه تمتم غاضبا:
- يجب أن أثار لهم !!
ونهض واقفا ثم تراجع ثلاث خطوات للوراء قبل أن ينطلق نحو حائط الكوخ الخشبي محاولا النفاذ من خلاله للجهة الأخرى، لكنه بدلا من أن يعبر من خلاله ارتطم رأسه به مجددا وسقط مكانه...
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasiaقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...