انقسم الاثنان وجعلا يركضان بكل سرعتهما في مسارين مختلفين يقطعان غابة الأخدود الواسعة يُريدان الوصول للقصر قبل أن يصل إليه
طاغين وأعوانه...
كان عاصف لا يزال حزينا بسبب موت أيوب وكانت الدموع تحتشد بغزارة في عينيه مما يُسبب له انعداما في الرؤية .. ورغم ذاك إلا أن قلبه كان
پر شده نحو الطريق الصحيح..
ظل يتقدم بسرعة كبيرة متجاوزا الأنهار والتلال والأشجار الباسقة وكلما شعر أنه يقترب من مخرج الغابة كان يشعر بالأمل يتدفق لروحه
أكثر وأكثر ويتمتم بينه وبين نفسه قائلا:
سرابي جومانا لا تخافا أنا في الطريق إليكما ...
غير أن تلك الفرحة لم تكتمل فعندما لم يعد يفصله عن مخرج الغابة إلا مسافة بسيطة يستطيع قطعها في أقل من ساعة داس بقدمه عن طريق الخطأ على كماشة حديدية لم ينتبه إليها؛ لأنها كانت مخبأة جيدا تحت كومة من التراب والقش...
كتم بيده صرخة الألم كي لا يكشف أمره ولكن لسوء الحظ كانت هناك سلسلة من الأجراس مربوطة بالكماشة الحديدية بحيث تقوم تلة . بإطلاق رنين مرتفع يخبر أولئك الذين نصبوها أن هناك من داس
فخهم.. في تلك اللحظة حوّل سابح مساره لا شعوريا نحو سيده، اقترب منه وجعل يحاول تخليصه من الكماشة ولكن بدون فائدة فقد انغرست الأسنان الباردة للكماشة الحديدية عميقًا في ساقه وأصبح فكاكها يلزم
وقتا طويلا من الجهد والمحاولة:
لا وقت لدينا يا سابح افعل مثلما أمرتك هيا !!
إلا أن سابح لم يصغ للأمر وجعل يحاول بأسنانه وحوافره فك الكماشة الحديدية، فصرخ عليه عاصف بعصبية وهو يمسك باللجام
ويشده
- سابح انظر إلي !!
- دعني أحاول يا سي..
- سابح انظر إلي !!
نظر الحصان إلى سيده مشفقًا، فقال له عاصف
-لا تقلق سأكون بخير .. اذهب الآن نحو القصر وحذ سرابي وجومانا
لمكان بعيد آمن كما اتفقنا .. هيا !!
بدا أن سابح كان يريد أن يجادل في الأمر ولكن عاصف قطع عليه
الطريق قائلا : لا تجادل، هذا أمر ملكي !!
أحنى سابح رأسه طائعا وتمتم بحزن وطاعة كما تأمر جلالتك" ثم واصل ركضه بين أشجار الغابة باتجاه القصر .. بينما بقي عاصف مكانه يتألم بسبب الكماشة الحديدية القابضة على ساقه...
وبعد مرور وقت قصير بدأ عاصف شيئًا فشيئًا يشعر بالخدر ينتشر في أطراف جسده، وأصبح جفناه ثقيلين وبالكاد يستطيع إبقاء عينيه نصف
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasíaقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...