لم يكن عاصف يذكر المرة الأخيرة التي شعر فيها بالخوف مثل ما شعر به تلك اللحظة وهو يقف وجها لوجه أمام طاغين ويرى جنود فيلقه ممددين على الأرض والدماء تسيل من أجسادهم وتجتمع فيما يُشبهالبركة الصغيرة ... وتضاعف خوفه عندما أدرك ألا مجال له ولا لأيوب ولا طائر العنقاء
إكليل ولا الثلاثة والسبعين فارسا الذين كانوا معه للنجاة...
قال طاغين ساخرًا وهو ينظر نحوه مباشرة
- ما بك؟! .. لقد ظننت أن لقاءك بي سيجعلك سعيدا ... ومر بعض الوقت وعاصف لم يُجب؛ لقد كان سارحًا يفكر بالمصير الذي ينتظر زوجته وابنته بعد أن يموت.. غير أن طاغين لم يترك له فسحة
للتفكير أكثر حيث رفع يده وصاح يأمر قواته:
اقتلوهم جميعًا، ولا تبقوا فيهم كلبًا ...
لم يقف أيوب مكتوف اليدين بينما يُشاهد الخطر يقترب من عاصف، و صرخ بصوت عال قائلا لفرسان الفصيل الثلاثة والسبعين:
- احموا الملك .. احموه بكل قوتكم !!
وسرعان ما استجاب فرسان الفصيل للأمر وشكلوا حول أيوب وعاصف حلقة دائرية دفاعية تحول بينه وبين الجيش الكبير لطاغين
وابتدأ القتال..
**
لم يكن الأمر بحاجة للكثير من الذكاء والخبرة لمعرفة أن ذلك الفصيل المكون من ثلاثة وسبعين فارسا - وإن كان في غاية القوة – إلا أنه لن يصمد طويلا أمام ذلك الجيش؛ لهذا فإن أيوب التفت نحو عاصف وقال
له :
يجب أن تهرب من هنا !!
- لا، أنا لست جبانا لأهرب !!
سدد له أيوب صفعة قوية على وجهه ثم صرخ عليه: - متى سوف تتوقف عن كونك صبيا متهورا طائشا وتبدأ في
التصرف كملك ؟!!
وبينما لا يزال تحت تأثير الصفعة، هزه أيوب من كتفيه:
- أنت الملك، وسقوطك يعني سقوط أبابيل!! استدرك عاصف الأمر وكأن غريزته المتوحشة كمحارب قد أنسته بلا تلك اللحظة الحاسمة أنه الملك، وجعلته يرغب في الاندماج مع الحلقة
الدائرية المتشكلة حوله ومشاركتهم القتال:
وماذا أفعل؟!
قال له أيوب:
- عد للقصر.. تحصن بداخله .. ثم استخدم الفيلق الثاني لإعادة الهجوم على طاغين.. يجب أن تُحافظ على ملكك يا عاصف
هل تفهم ما أقول؟!!
- تعال معي إذا ودعنا نهرب معا !!
قال وهو يجرد سيفه من غمده ويستعد للقتال:
- لا؛ فأنا الوحيد الذي يستطيع تأخيره عن اللحاق بك... كاد عاصف أن يقول شيئًا ولكن أيوب لم يترك له مجالا لذلك إذ إنه
السع بنصل السيف حصانه المجنح على مؤخرته بقوة وصاح فيه:
- خذه بعيدا من هنا يا سابح، هيا !!!!
قفز سابح عاليا وضرب الهواء بجناحيه الطويلين بأقصى قوة، ثم انطلق
يسابق الريح ..
ابتسم أيوب كاشفًا عن أسنان ناصعة البياض بينها سنة واحدة ذهبية
وهو ينظر لعاصف بينما كان يبتعد ثم همس قائلا:
- وداعًا أيتها القملة الصغيرة المزعجة...
_____________________________
ماهي الاحداث المشوقة التي ستحدث يا ترى !
ادعموني بتعليق سوف تكون الاجزاء القادمه حماسية جداً ......
• هل احببتم هذا الجزء من الروايه 💥؟؟
انا اقوم بنشر اجزاء الروايه بأسرع وقت من اجل اسعادكم 💌
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasyقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...