بالعودة لصخرة الميعاد المقدسة:كانت وجوه الجميع - باستثناء أيوب - مُصابة بالدهشة بعد . ما سمعوا الملك يطلب من العرافة ذلك الطلب الغريب حتى أنهم لفرط الدهشة راحوا يتهامسون فيما بينهم عما إذا كان ما سمعوه للتو حقيقيا أم أنهم
كانوا يتوهمونه ...
بدت الملكة سرابي غير راضية ولكنها في الوقت ذاته كانت تضبط تعابير وجهها بشكل جيد؛ مما أوحى للجميع أنها أيضًا كانت تعلم بشأن
ذلك القرار ...
أما الحكيم فإنه كان الشخص الوحيد بينهم الذي يُدرك مدى خطورة تلك الخطوة على الطفلة؛ إنها لا تزال صغيرة جدا وقد لا يحتمل جسدها
كل هذه التعاويذ قال بصوت عالي وهو يأخذ خطوة للأمام:
لحظة، أنا لست موافقًا ...
ومع تقدم الحكيم تقدم الشمالي خطوة حتى أصبح يقف كتفا بكتف إلى جانبه، هو لا يعرف ما كان يدور داخل رأسه ولكنه يعرف جيدا أن الصداقة تعني أن يقف الصديق بجوار صديقه أولا، والأسئلة تطرح
لاحقا ...
أجاب عاصف منهيا النقاش قبل أن يبدأ:
هذه ابنتي وأنا أعرف بمصلحتها أكثر من أي شخص آخر ...
رد عليه الحكيم بعناد:
- وأنا أقسمت قبل قليل على حمايتها ...
وأضاف صارخا دون أن يضع اعتبارًا إلى أنه كان يُخاطب الملك: . - ولن أسمح لك بأذيتها حتى لو اضطررت لاستخدام القوة
لردعك !!!
رغم برودة الطقس إلا أن تلك المشاحنة بينهما جعلت الجميع فجأة
يشعرون بالحر..
أما عاصف الذي لم يتوقع إلى أي حد كان الحكيم يقصد حرفيا الكلام
الذي نطق به للتو، فإنه التفت دون اكتراث نحو العرافة وهمس لها :
- لا تهتمي لأمره، وافعلي كما اتفقنا ...
أمر جلالتك..
وهمت العرافة بالبدء بقراءة التعويذة..
وعندها لم يجد الحكيم حلا آخر غير تنفيذ تهديده فقام على حين بغتة بانتزاع السيف الطويل والأشبه بسيوف الساموراي والذي كان معلقًا على ظهر الشمالي وراح يهجم به باتجاه العرافة دون أن يدع مجالا لأحد
بأن يوقفه ..
لكن وقبل أن يقترب الحكيم منها بالشكل الكافي الذي يتيح له تسديد طعنة مباشرة لها كان هناك شيء خاطف وسريع وحاد ضربه بقوة من الخلف وجعله يفلت من يده السيف ويسقط على وجهه أرضا والدماء
تتفجر من ظهره :
إنه طائر العنقاء إكليل والذي لم يكن ! ليسمح لأحد. - أيا كان - بأن
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasyقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...