في بداية الأمر لم يكن الشمالي يطمح من المستذئبين غير شيء واحد فقط وهو : الاختباء هو وأصدقاؤه داخل قريتهم ريثما يستعيد عاصفعافيته وينهض من جديد..
ولكنه الآن وبعد أن سمع أوس يقول: "ساعدوه أرجوكم وسنعطيكم
أي شيء تطلبونه في المقابل"...
فإنه أصبح يطمح لشيء آخر غير الاختباء.. لقد بات يطمح بعقد حلف مع القبائل المستذئبة؛ فهم من أقوى القبائل المعروفة بقوتها وقدرتها
على هزيمة الجن..
مد يده تجاه أوس ناويا عقد صفقة معه :
تعالج والدك مقابل أن تكون قبيلتكم حليفة لنا في حربنا القادمة
ضد طاغين ما رأيك ؟! ...
هم أوس بمصافحة يد الشمالي وعقد الصفقة معه، إلا أن الحكيم
تدخل بينهما :
لحظة واحدة أنتما الاثنان.. لقد قلت لكما إن السم انتشر كامل جسده، وإن نبض قلبه ضعيف جدا...
الشمالي :
ولكنك قلت أيضًا إن فرصة شفائه ضئيلة ولم تقل إنها مستحيلة ...
لن نخسر شيئًا لو حاولنا علاجه...
وهنا خرج طائر العنقاء عن صمته وعلق بل سنخسر التفتوا جميعا نحوه فأكمل قائلا: لو مات الشيذمان أثناء العلاج فإن أفراد القبيلة سيعتبرون الحكيم هو المسؤول الأول عن موته، وحينها لن
يكتفوا بقتله بل سيقتلوننا جميعًا بمن فينا عاصف...
لقد كان ذلك الكلام الذي نطق به للتو إكليل هو الشيء الذي يخافه الحكيم ويخشاه؛ إنه مستعد لمحاولة علاج الشيذمان ولكن بشرط ألا يطاله
هو وأصدقاءه أي مكروه في حالة الفشل...
قال الحكيم وهو ينظر نحو أوس:
- أتضمن لنا خروجًا آمنا من القرية في حال لم أتمكن من علاج والدك؛ لأنك لو تضمن لنا هذا الأمر فسأكون مستعدا للمحاولة ...
أجاب أوس بعد لحظات من الصمت:
- لن أكذب عليك أيها الحكيم.. لو نجحت في علاجه فإننا سنحميكم بأرواحنا، ونكون حلفاء لكم في حربكم القادمة حتى
آخر مقاتل في قبيلتنا ...
ثم أكمل بنبرة صادقة :
- ولكن لو مات أثناء علاجك له، فإن أفراد القبيلة لن يسمحوا لك ولا لأصدقائك بالمغادرة، وأنا لن أستطيع منعهم...
ومد أوس يده في الهواء وقال:
- هذه يدي ممدودة لكم.. ولكم الخيار إما أن تبدأوا في محاولة علاج أو أن تهربوا الآن دون أن ينتبه عليكم أحد...
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasíaقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...