- في تلك الحقبة الزمنية يا ولدي كانت أبابيل تُعاني بعض التحديات الخارجية فقد أصبحت بفضل سياسة جدك جبار مملكة قوية قادرة أن تحمي حدودها بنفسها وتفرض سيطرتها على بقية الممالك المجاورة الأمر الذي أزعج إحدى ممالك العالم العظمى "مملكة النور" مما جعلهم يسعون المحاولة تفكيك أبابيل وتخفيض قوتها العسكرية؛ لتعود مملكة هشة ضعيفة بإمكانهم السيطرة عليها والاستفادة من
أموالها ومواردها ...
- وماذا فعلوا لتحقيق ذلك؟!
- أرسلوا مجموعة من الجواسيس لتحسس أحوال الشعب والبحث
عن ثغرة يستطيعون من خلالها تحقيق مخططاتهم.. واستطاع أحد الجواسيس الذين شهدوا إعدام معراج ومقتل زوجته عاصية في ذلك اليوم أن يرصد غضب الطفلين طاغين وأخته تاج.. ثم ومن خلال التجسس عليهما صباح مساء ومراقبة سلوكهما لحظة بلحظة عرف الجاسوس أنهما مناسبان للخطة، فألقى عليهما القبض ذات يوم من غير أن يراه أحد ووضعهما في شوالين متينين وسافر بهما للبعيد..
حين أفاق طاغين في اليوم التالي وجد نفسه في حجرة واسعة وأمامه يقف جني ضخم الجثة؛ فاستنتج أن ذلك الجني هو نفسه من هاجمه وأخته
ليلة البارحة ...
هجم طاغين عليه ليوسعه ضربا غير مكترث لفرق الحجم الهائل بينهما .. غير أنه لم يستطع تجاوز مسافة المترين حتى سقط مكانه؛ لينتبه
إلى أن ساقه كانت مكبلة بسلسلة حديدية تشده للحائط: هدئ من روعك يا فتى - قال ذلك الجني - فليس ثمة ما يدعو
للخوف أو القلق..
- لماذا اختطفتنا - صرخ عليه - وأين أختي؟!!
أوما له الجني برأسه مشيرا لإحدى زوايا الحجرة فنظر طاغين للجهة المشار إليها ووجد أخته تاج وقد كانت فاقدة الوعي وساقها مكبلة أيضًا
بسلسلة حديدية، فصرخ باتجاهها :
- تاج - ثم بصوت أعلى وأكثر خشونة: تاااج !!
أفاقت تاج على الصراخ فزعة:
- ماذا هناك ؟!! - وحين استوعبت ما حولها سألت: أين نحن؟!
- هل أنت بخير ؟!
هزت رأسها بإشارة "نعم" وتمتمت وهي تحتضن نفسها، وتستطلع
المكان حولها :
ما هذا المكان الغريب.. أنا خائفة.. خائفة جدا يا اخيأجابها طاغين انظري إلي.. تاج انظري إلي" نظرت إليه كما طلب منها، فقال لها يطمئنها: "لن يحدث لك مكروه، اطمئني أ أنا معك" ... .. فهزت
رأسها واغتصبت ابتسامة على وجهها كما لتخبره أنها تثق به...
التفت طاغين نحو الجني الذي أمامه وسأله:
- أين نحن؟! وما الذي تريدونه منا؟!
قال له الجني
- اسمي كوكب، وأنا هنا لأشرف على تدريبك...
أنت تقرأ
رواية الجساسة
Fantasíaقبل الآف السنين كان ثمة مملكة تدعى أبابيل يعيش فيها الجن والإنس جنبا إلى جنب وكأنهم مخلوقون من مادة واحدة .. ورغم ذلك إلا أن جنسًا منهم لم يفكر أبدا بالزواج من الجنس الآخر.. كان ذلك قبل أن تأذن السماء ذات يوم بلقاء الجنية جومانا بالإنسي بحر ويوحد ال...