السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوزر الرابع.. ولا تنسون تكتبون تعليقاتكم
،
الوزر الرابـع
بعد أيـام
في المملكة العربية السعودية
أحكم ربطة حذائه واتكئ على إحدى ركبتيه بينما ترك كفيه على الأرض الإزفلتية، ينتظر صافرة الانطلاق.. وما أن سمعها حتى بدأ بالهرولة
حدّق بالمتسابقين الذين صدموه برياح سرعتهم وتعدّوه إلى أن غابوا جميعًا عن عينيه.. ولكنه لم يكترث.. بل استمر على هدوئه
دقائق مرّت، إلى أن سخن جسمه جيّدًا، ثم زادت سرعته فجأة.. غدا شبحًا، سرعته هائلة ومروّعة
تعدى الأول، والثاني والثالث.. تعدّى الجميع وأصبح هو في المقدّمة
كان يركز بأسرع ما يمكنه.. يشعر بقدميه تسبق بقية جسمه.. ولم يحاول الالتفات
أساسًا.. لم يكن هنالك أحدٌ خلفه سوى رجل رياضي يبدو في متوسط العمر.. كان يبدو كمن وصل إلى آخر حدود إجهاده ولكنه مستمر بالمقاومة
استمر بالجري إلى أن اقترب.. وما أن شاهد خط النهاية حتى زاد بسرعته، وفتح يديه بفرح.. حتى تعدّاه.. فقفز وتقلّب في الهواء احتفالًا بالمركز الأول
تعالى صوت التصفيق بمروره، وبادلهم هو التصفيق بتقدير
شاهد رجل المركز الثاني يقترب منه بتعب وهو يشرب من قنينة الماء، ويرش الباقي على وجهه
مد يده إليه: مبروك.. وش هالسرعة يا ورع.. ماشاءالله من وين طلعت أنت؟
ابتسم سعود وهو يصافحه: سعود الصاع من وحدة المستجدّين سيدي
هز الآخر رأسه بإعجاب: ونعم والله يا ولد العم.. معك عبدالله الصاع
قال سعود باحترام: المعروف لا يعرّف سيدي
عبدالله: ما عليك زود
وقف سعود بابتسامة احترام وهو ينتظر مرور الضابط، ولكنّه التفت عليه بتساؤل: وشلون غلبتني يا ولد.. صارلي سنييين أفوز بهالسباق
أجري مريّح إلا فجأة أشوفك تسبقني كنك حصيني بوسط البر!
سعود قهقه بخفة: الشباب ينادوني حصيني إن جينا للصدق
عبدالله: والله إنهم صادقين وش هالسرعة ماشاءالله لا قوة الا بالله
سعود: تسلم يا غالي
عبدالله بفضول: وش طريقتك أنت؟ تعلمني والا سر؟ تهرول خفيف ثم تزيد السرعة فجأة
سعود: ايه.. ابدا مشي وهرولة وأزيد بالسرعة بطيء بطيء.. إلين يسخن جسمي زين
أنت تقرأ
لا تتركيني للأوزار
Romanceتتحوّل الأقدار وتتبدل، كما يتبدّل اللّيل والنهار في الحياة طُرُق واختيارات.. هنالك من يختار الحق، وهنالك من يختار الضلال، وهنالك فئة مكلومة.. تؤخذ بجريرة الضّالّين عن قسوة الحياة.. الشمس الحارقة، والعيون الجافة، حين يُطلب منها البكاء سنبكي كثيرًا ول...