الوزر السادس عشر

85 6 0
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طيّب الله مسـاكم بكل خير وبركة

ماشاءالله يالردود حماسكم واضح جدا جداا (: والله إني عشت مشاعركم واتخيلها وانتوا تكتبونها

بس الكل متّفق على إن نوف لسعود... أنا مستغربة عقب كل هالأحداث للحين واثقين بهالشيء

ما بحرق عليكم شي.. بس لا توثقون بشيء في هالرواية أبدًا =)))

،

الوزر السادس عشر

فتح الصنبور البالي.. سامحًا للمياه أن تنهمر وتكسر حدّة الصمت في المكان.. مدَّ كفّيه ليغسلهما، واتبعهما بالمضمضة والاستنشاق.. وبالغ حتى وصل الماء رأس أنفه، ثم نفثه ليتمَّ وضوءه على الهدي النبوي الشريف

ارتدى ثوبه الأبيض وهو يصارع النّوم الذي يجثم على جفنيه

تثائب عدّة مرّات، وهو يمشي بعينين توشكان على أن تُغمضا.. ليُصلّي في المسجد

يمشي في الحارة الهادئة.. تقع خطواته بلطفٍ على أرصفتها القديمة.. والنسيم الدافىء يداعبه من كل صَوْب

كانت مظلمةً، إلا من إناراتٍ صفراء، تحرس الطرقات من الظلام

حيث تسيّد السّكون وشاخ في المكان.. لا يشاطره المشي هذا والوجهة، سوى قلّة قليلة.. اختارت العبادة على الهوى.. وغلبت سلاطين النوم.. استجابةً لدعاء المنادي "حيَّ على الصلاة"

صلّى تحية المسجد، ثم جلس ينتظر الإقامة.. صلى خلف الإمام حتى انصرف

اختار مصحفًا يتلو منه ورده، وتبعها بأذكاره.. ثم عاد للمنزل بنفسٍ أكثر نشاطًا، وذهنٍ أكثر يقظة

لا يعلمُ كيف دبّت القوامة في نفسه هكذا، ولكنَّ قدميه سيّرتاه إلى الوحيدة التي تشاركه المسكن

كولي أمر.. واجبه إيقاظ أهل بيته للصلاة.. ما لبث أن اقترب.. حتى فرضت ابتسامته، نفسها على شفتيه بشقاوة

حلوٌ طعمُ القوامة.. وحلوٌ طعمُ ولاية الأمر.. حتى ولو كانت مزيّفة.. كحاله الآن

خصوصًا على الذي تعوّد المداراة منذ أن فتح عينيه في الحياة، وبدل الأم الواحدة.. كانت لديه أكثر من سبع أمهات يباشرن كل حاجاته

طرقَ الباب عدّة مرّات.. ثم نادى: يبو نايف.. الصلاة

كرر طرقاته: الصلاة يبو نايف.. قومي صلي.. لا تشرق عليتس الشمس وأنتي مانتيب مصلية.. ترا يروح وقتها

سمع صوتًا ناعسًا.. كان ناعمًا.. لا به نشاز ولا حشرجة

وكأنه قد صدر من حنجرة حريرية.. لا من فاه شخصٍ قد استيقظ للتو

لا تتركيني للأوزارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن