،الوزر الثامن عشر
كانا محمّلان بالعدة، والعتاد.. ليناما على سطح المنزل.. بين يديها بضع اغطية، وهو يحمل أغلب الاوزان
قالت بسخرية، وراحة اكتسبتها بعد مجالسته بالأمس
: خاطري أعرف ليش يايب هالسطل وياكوضع سعود الدلو على الأرض، ثم رتب بقية الأغراض على الفراش الذي فرشوه مسبقًا
: يوم بيكتمتس الحر بتقولين سعود تكفى عطني من الموية اللي عندكنوف: لا يا شيخ
ابتسم سعود بإعجاب على تقليدها لهجته: يا شيخ اجل
قالوها مردك لأصلك.. بس يا زينها منتس واللهتعترف بأنها حاكت لهجته بشكلٍ لا إرادي.. ولكنّها استنكرت ارتياحه بالحديث هكذا وانطلاقه بالغزل.. ولم تعقّب
استلقت على السرير الأرضي وسط الظلام الذي تبتلعه إنارات خفيفة نابعة من الشوارعكانت تنظر للنجوم
وللمدى البعيد ما بينها وبين السماء
وتسبح في المسافة ما بينهماقال سعود وهو يفسخ قميصه القطني بإنزعاج: افسخي غطاتس.. الدنيا حر.. وأنا صاد عنتس
وثاني شي.. "تردد حتى لفظها" حلاللم تتعمّق بالتفكير في كلامه، بل شكرته على الاقتراح بداخلها وانصاعت له مباشرة.. فإن الجو بالفعل حار خانق
حاولت النوم بالغطاء، بسبب تعوّدها على وجوده، لا لحاجةً فعليّة له.. ولم تتحمله،
فرمته بعيدًا وهي تتأففسمعت خطواته بعد مدّة وهو يقترب منها.. رفعت جسمها لتراقبه بصعوبة بسبب الظلام
كان يحمل الدلو ويقترب منها.. حدّقت به باستنكار شديد خصوصًا وهي تشاهده بدون قميص
احمرّت وجنتيها.. وودت لو تستطيع مدَّ يدها أمام عينيها لتحجب صدره العاري عن ناظريها
ولكنّه استمر بالتقدّم إليها
حركت يديها تبحث عن شيلتها بعجل، أو على الاقل غطاء السرير.. فإن استلقائها هكذا، مكشوفٌ أكثر من اللازم
قالت بإحراج: بسم الله أنت وسطلك هذا.. شو تبا؟ شو بتسوي؟سعود بجدية، والذي يبدو كمن لم ينتبه على مانتبهت هي
: تبغين تبردين على نفستس والا لا؟؟نوف وهي تهف على وجهها: افف هيه.. متت حر
سعود وضعه بالقرب منها: بللي ملابستس شوي.. بتبردين
استنكرت الاقتراح قليلًا ولكنّه أكمل حديثه
: هذي الطريقة كنّا نسويها بالمعسكر.. تنفع ترا لا تستهينين
الموية مع هفهفة الهوا ولو إنها خفيفة، بتبرّد عليتسكانت تنظر للمياه الراكدة بتفكير عميق، قطعه بأن رش قليلًا من الماء عليها فصرخت
: ايييييه سعّوووودسعود: اصصص ووجع يوجع عدوّينتس اكتمي صوتتس لا يسمعونا الجيران.. فضحتينا
نوف بارتياع: انزين عطني مقدّمات
أنت تقرأ
لا تتركيني للأوزار
Romanceتتحوّل الأقدار وتتبدل، كما يتبدّل اللّيل والنهار في الحياة طُرُق واختيارات.. هنالك من يختار الحق، وهنالك من يختار الضلال، وهنالك فئة مكلومة.. تؤخذ بجريرة الضّالّين عن قسوة الحياة.. الشمس الحارقة، والعيون الجافة، حين يُطلب منها البكاء سنبكي كثيرًا ول...