السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وزر هدية.. للحلوين..
،
الوزر الثاني والعشرون
كيف يمكن للمرء التنفّس حين تقيّد رقبته كل هذه المشاعر دفعةً واحدة؟ تتسرّب إلى صدره كأنها دخانٌ أسود.. لم يرحم شعبة من شعبه الهوائية
يودُّ لو يستطيع السعال، ولفظ مكنونات صدره، ولكنَّ جوفه مشتعلٌ بالكامل
ما من ماءٍ يسعفه، ولا من سرابٍ يستطيع التمسّك به
خوف.. قلق.. توتر.. هلع.. ارتياب
جمعٌ هائلٌ من المشاعر السلبية يحيط به
ضغط على زر نزول المصعد عدّةَ مرّات.. ولكنَّ الأزرار الإلكترونية للأسف، لا تستجيب لهرمون الأدرينالين المرتفع في البشر
هرول مبتعدًا، ليتخّذ السلالم.. وقفز على الدرجات بأسرع ما يمكنه.. إلى سيارته
قاد بجنون.. كان يشعرُ بأنّه معلّقٌ.. ما بين الحلم، واليقظة
ما بين الحياة مع نوف.. والحياة بدونها
لقد بيّت نيةَ الإفضاء بسرّه إلى مسؤوله اليوم، ولكنّ الآخر كان مشغولًا باجتماعاتٍ طوال اليوم.. ولم تسنح له حتى خمسة دقائق معه.. لقد استخار صباحًا.. ولعلَّ هذا جواب الاستخارة
بقدر رغبته بأن يتم الأمر ويتخلص منه بأسرع ما يمكنه، الا أنه قلقٌ جدًا ولا يستطيع السيطرة على الأمر
وصل إلى المنزل واتجه مباشرةً إلى المجلس.. طرق الباب بهدوء وهو يتحدث بصوتٍ خافت
: بنت.. يبونايف.. أنا جيت افتحي الباب
وما أن فتحت الباب حتى هرع إليها يضم رأسها مباشرةً إلى صدره، وهو يغلق الباب برجله
: يا بعد راسي.. هذاني جيت
قبّل رأسها بحنية ما أن شعر بيديها تمتد خلفه: يا روحي أنتي.. خلاص.. لا تخافين
بحاول أحلها.. بحاول
أنتي لا تخافين أبد
قالت وهي تغمض عينيها بشدةً وتحكم الوثاق عليه.. كأنها تستنشق منه أكبر قدرٍ ممكن من العبير..
مؤونة.. تقضي بها أيامًا ستأتيها.. عجاف....
: ما بتحلها
قبّل رأسها مرةً أخرى وقال بنبرة لا تشبه القلق في وجهه، ولا صوته
: افا بس يا ورعة.. ما توثقين بسعود؟
أمسكت بوجهه وعقدت عينيها بعينيه
: أثق إنك بتحاول تسوي كل اللي تقدر عليه.. لكن ما بتقدر
أنا كنت متوقعة من زمان.. واتريا هاللحظة بس
أنت تقرأ
لا تتركيني للأوزار
Romantizmتتحوّل الأقدار وتتبدل، كما يتبدّل اللّيل والنهار في الحياة طُرُق واختيارات.. هنالك من يختار الحق، وهنالك من يختار الضلال، وهنالك فئة مكلومة.. تؤخذ بجريرة الضّالّين عن قسوة الحياة.. الشمس الحارقة، والعيون الجافة، حين يُطلب منها البكاء سنبكي كثيرًا ول...