لا تتركيني للأوزار

الوزر العشرون

،

الوزر العشرون

منذ أسبوعين

لم يتكئ على ركبته لينهض، وينفض عن كتفيه رثاء ناصر إلا وهلّت عليه مصيبةٌ أخرى
ناصر.... الذي اختفى فجأةً بظروفٍ غامضة.. وبحثوا عنه في كل مكان
وصلوا إلى حواف الجنون.. ولم يجدوا لضلالهم أي نور
حتى وصلتهم برقية حزينة.. عنوانها "جنازته"

كان الأمر صعبًا.. بل كان موهنًا للقلب والعقل..
ظنَّوا بأنه محالٌ أن يسوء أكثر.. فما من شيء أصعب عليهم من فقدان قائدٍ عظيم كناصر وبطريقةٍ كهذه

وما لبثوا أن تحاملوا على أنفسهم، وبدؤوا بربط جأشهم.. حتى كُسر عودهم مرةً أخرى.. إذ خطف الموت من بعد ناصر، قائدهم الآخر.. والذي حلَّ مكان ناصر باتفاقٍ منهم
ورغم أن وفاته كانت طبيعية إلا أنها كانت موجعة

وما زال قلبه ينوح على فقيديه
يشتم رائحة التراب في جنباته.. ومهما حاول غسل يديه، إلا أن الغبار كان عصيًّا لا يزول

كان ينصت إلى الأمر، الذي يُخالف كل مبادئه.. ولم يقتنع به أبدًا مهما حاول الآخر إقناعه
هو يعلم بأن هذه العملية.. بعد سنين الهدوء ليست سوى إثباتًا للذات
كأنه قول صريح:
"نحن لا زلنا هنا"

ويعلم بأنهم لو شاركوا فيها، سينتهي بهم المطاف بأن يغرقوا في النهر من بين أرجلهم، ولن يسمع لصرخاتهم أحد

قال: العملية مستحيلة.. كيف تبغينا نفجر مسيد؟ (مسجد)

فاخر بن سلطان: ما في شي مستحيل عليك يا القايد سيف.. أنت أدرى بإمكانياتك

القايد سيف: لكني مب مقتنع.. يا بو سلطان.. بالله عليك من متى نحن نفجّر مسايد؟

فاخر بن سلطان: نحن نفجّر مب لهدف التفجير.. نحن نفجر إعلاءً لكلمة الحق.. وهالشي تعرفه ودرسناكم اياه من زمان

القايد سيف: درستونا نعلي الحق على الباطل.. لكن هذيل مسلمين يا بو سلطان مسلمين.. ووقت صلاة.. كيف تبانا نقابل ربنا ونحن قاطعين صلاة العبد بربه!!

فاخر بن سلطان: مب كل من قال إنه مسلم، صار مسلم صدق

القايد سيف: دامه شهد أن لا إله إلا الله.. صار مسلم.. واللي فقلبه يتولّاه ربّ العالمين.. أنا شو علي منه؟ هذي العقيدة الصحيحة

فاخر بن سلطان: الله أكبر يالصفرد.. الحين أنت بتعلمني العقيدة؟

القايد سيف: محشوم.. لكن أطالب إنكم تعيدون النظر بالعملية

فاخر بن سلطان: يا سيف.. ليتك تكون اسم على مسمّى.. سيف جدام الحق وفيصل ما بينه وبين الباطل
قلتلك هاللي نتكلم عنهم حادوا عن الحق واختاروا الضلال.. كيف تسميهم مسلمين؟

القايد سيف: افرض انهم كفار وخوارج مثل ما تقول.. لكن التفجير داخل البلاد صعب صعب جدًّا.. الشخص اللي بختاره للتفجير، بسلمه بنفسي للهلاك
التفجير قضية أمن قومي يعني القوات الخاصة بتدخل في الموضوع.. والهروب منهم مستحيل