الوزر الثالث عشر

78 2 7
                                    

،

الوزر الثالث عشر

واضعًا يده على ذقنه.. يفكر.. وهو يتمشى في غرفةٍ فسيحة مكيّفة، شحيحة الأثاث
ينقل بصره ما بين الطيور الجارحة المستريحة على قواعد خشبية، يعلوها عشبٌ صناعي
حين وصله اتصال من هاتفه الذي لا يحوي إلا أرقامًا مهمّة
: مرحبا الساع

: ألف مرحبا بك وشلونك

: طيب الله يسلمك.. كيف الحال؟ عساكم بخير

: أبشرك طيبين وما نشكي باس.. إلا وش أخبار الشاهين؟

: قريب بنفج (نفك) عنه البرقع

: أجل كلنا مترقبين، وفي أتم الاستعداد

بإعجاب : بعدي! ما أقول غير ويل الحبارى من مخاليبه


.

،

.

*

[ وزر ناصـر ]

في أزقة المستشفيات البيضاء الباردة.. وسط نظرات الفضول التي اعتلت وجوه العاملين في المكان
تعلّقت كل العيون بالجمع الداخل عليهم بكامل هيبته، وفخامته
بألوان تعاكس بياض الثياب المنتشرة في المكان
بقوة خطواتهم.. وجمود ملامحهم.. وقسوتها
والنجوم التي تعتلي أكتافهم.. اتّجهوا إلى غرفةٍ محددة

طُرق الباب ثلاث طرقات متتالية
وصلتهم كلمة "حياك" مُتعبة

فدخل الجمع مباشرة.. وتداخلت كلمات السلام، وعبارات حمدِ الله على سلامة المُصاب

والذي كان بحالٍ لا يُحسدُ عليه أبدًا.. كاد يعتدل بجسمه ليحيّي القامات العالية التي زارته، لو لا أن أوقفه قسمٌ غليظ من كبيرهم: والله ما تقوم.. نحن نجيك ونسلم على راسك يا بطل

رد بابتسامة صادقة: الله يسلمك سيدي.. ودي أقوم وأحب روسكم.. لكن الوضع مثل مانت شايف.. "أردف بنبرة تهكمية" هنا لا قالوا العين بصيرة.. والرجل سلمك الله قصيرة

انتقلت كل العيون مباشرةً على رجله المبتورة

قال رئيسه المباشر: معليك.. الطب تطور هالحين.. وفيه حلول واجد
ودك برجل حديد والا ذهب.. كله يجي.. بإذن الله تطيب وتعوّد لنا

قهقه المريض بمجاملة: أكيد بختار الذهب إذا إنه على حسابك

ابتسم رئيسه: على هالخشم!

دقائق معدودة من المجاملات وتطييب الخاطر.. انتهت بخلو الغرفة من الجميع.. ما عدا صديقه المقرّب
قال سعود بجدّية: لله ما أخذ ولله ما أعطى.. الله يصبّرك يا محمد.. ويعوضك بدل هالرجل بجناحين في الجنة

محمد: آمين وأنا أخوك.. وشلونك أنت؟

سعود: الحمدلله رب العالمين.. طمنّي عنك أنت؟
تشكي من وجع؟ والا عادك تحت التخدير

لا تتركيني للأوزارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن