الوزر الثالث والعشرون

134 5 6
                                    

 ،

الوزر الثالث والعشرون

وش أعذارك يوم إنك عن الموعد، سليتي؟ كيف تتركيني في مكاني احتري؟

صديت عن الوداع، لأني معوّد.. ليه يوم عوّدت ما لقيتك على الميعاد؟

تعبت أدورك بكل الوجيه.. ولا ألقاك.. كل ما قفّت بنية.. قلت جاني السعد... ولا أقبلَت.. قلت لا والله ما هي بذاك الزول

وشلون بلعتك عني الحواري؟ وكيف خطفت ريحتك الطيوف؟

بعيد عنك أنا اشقى واتعنّى.. شايلن همّي على كتفي.. مثل هذا الشماغ..

ذايقن بردي، بالقيظ.. والدنيا مصيف

أمشي بالزمن لوحدي.. والعالم جميع

خرج من المسجد بعد أن صلى فرضه.. متجهًا إلى داره

حيث تلقّاه البراد.. دخل إلى المنزل بوجهٍ منطفئ، شماغه على كتفه.. ويجرّ أرجله للداخل جرًّا

سرقت انتباهه إنارة خافتة في صالة المنزل.. لم يطل بها النظر.. بل تعدّاها ليدخل غرفته

استوقفه صوت قلق: سعود.. توك تجي؟

حاول استخراج الصوت من جوفه بصعوبة: راجع من المسجد

وضعت إصبعها داخل المصحف لكيلا تُضيع موضع وردها.. واقتربت منه وقلقها عليه يتزايد من مظهره المُهمل

: ما نمت طول الليل؟ مبيّن عليك كذا.. صاير شي؟

شاهد حركتها العفوية بالمصحف.. والتي أخذته مباشرةً إلى عالم تلك البابلية، حين تكتسي بثوبِ صلاةٍ ترتجي منه سترًا.. ولكنه زيادة على الستر، يزيّنها.. يسرق من السماء زرقتها، وتسكُب عليه هي من طهرها

أجاب بإيجاز: لا

ولكنّها أصرّت: إلا مبين فيه شي.. "اقتربت أكثر وهي تُخفض صوتها" صار شي مع البنت؟

تجاهل سؤالها: غريبة يا أم هتان ما رحتي لبيتتس!

ابتسمت له: مالغريب الا الشيطان.. قلت اتطمن على الأوضاع قبل لا أروح.. العيال كبار الله يحفظهم ماهم بحاجتي

أومأ لها بتأييد، وهو يغادرها إلى غرفته.. ولكنّها أمسكت بكفه واستوقفته مرةً أخرى

: ما رديت.. صار شي مع البنت؟

قال بنبرة مصطنعة: مدري.. رجعت البيت ابدّل ملابسي.. ويوم رحت للشرطة ما لقيتها

قالت باحتراز وتدقيق على ملامحه في الظلام: ومن ساعتها هذا حالك؟

نفى الأمر.. وهو يحاول التنصّل منها: الله يعافيتس يا أم هتّان عندي دوام بعد شوي لازم أروح واتجهز

غادة: بدري على الشغل.. يمديك تسولف علي شوي وتتروش وتتجهز على مهل

قال بعد أن زفر نفسًا طويلًا: قلقان شوي

لا تتركيني للأوزارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن