فراشـة بولنـدا
الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90البدايـة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰في ذلك اليوم الشتوي القارس، حيث كانت السماء تبكي بدموعها المتجمدة، كان السيد «ليساندر» يعود إلى المنزل. البرد ينخر عظامه والمطر يغسل وجهه، وبين يديه حقيبة بنية اللون من جلد البقر الأصيل، تحمل في طياتها أسراراً لا يعلمها إلا هو. خطواته سريعة كأنما يهرب من شبح الموت.
يتمتم قائلاً بصوت يكاد يكون همساً..
_يا ألهي، سأمرض، نعم سأمرض. لقد ابتل رأسي وسخن جسدي من شدة البرد وهطول المطر."
فجأة، صوت «تالا» يأتي من العدم، يخترق الضباب الكثيف..
_سيد ليساندر، أيها العجوز إلى أين تذهب في هذا الطقس العاصف؟"
توقف السيد «ليساندر» ثم التفت ببطء رفع يده بتثاقل ومسح قطرات المطر عن جبينه، يبتسم ويقول..
_أيتها الفراشة الجميلة، أسرعي شاركيني مظلتك. لقد أصبحت كبيراً بالفعل، وكبار السن بحاجة إلى الرعاية في هذا الطقس العاصف!"
_بالطبع، يا سيد ليساندر. لا شيء يسعدني أكثر من مشاركة مظلتي معك."
يقترب السيد «ليساندر» من «تالا» وهو يشعر بالامتنان لكرمها وروحها المرحة، فيقول بصوت ممتن..
_شكرًا لكِ، يا تالا. في هذا العالم القاسي، يعتبر اللطف والمشاركة كنزاً لا يقدر بثمن."
_لا عليك انا لطيفة معك دائماً، لكن لماذا تخرج من المنزل هكذا يا سيد ليساندر وانت تعلم أن الجو ممطر."
ينظر السيد ليساندر إلى «تالا» بنظرة متأملة ويجيب..
_أحياناً، يا تالا، تكون الحاجة أقوى من الطقس. هناك أمور لا بد من القيام بها. واليوم، كان لدي مهمة لا يمكن تأجيلها، حتى لو كان ذلك يعني المشي تحت المطر.
توقفت «تالا» وهي تنظر الى مقهى عند الطريق، وتقول..
_ماذا لو توقف الوقت قليلاً ونجلس في المقهى السيد أنطونيو فهو يعمل القهوة الفرنسية الشهيرة أجمل فنجان قهوة في مدينة كراكوف."
يبتسم السيد ليساندر ويجيب «تالا»..
_ليت الوقت يستجيب لأمانينا، يا تالا. فكرة جميلة أن نجد ملاذاً دافئاً بينما العالم بالخارج يغرق في البرد. هيا بنا إلى المقهى، حيث يمكن للقهوة والحديث أن يجعلا الزمن يبدو وكأنه توقف فعلاً."
أنت تقرأ
فراشة بولندا
Mystery / Thrillerفي هذه الرواية المستوحاة من أحداث حقيقية، يقودنا الكاتب في رحلة استكشافية عميقة إلى عالم، الحـب الــذي لا يـكـتـمـل لا يـنـتـهــي !!