فراشـة بولنـدا
الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰مستشفى كراكوف
كانت «تالا» غارقة في أفكارها، كل شيء حولها بدأ مشوشاً، وكأنه الوقت نفسه قد تجمد. لم تستطع أن تهرب من التساؤلات المتصاعدة، وفي قلبها كان هناك ثقل لا يوصف. لم يكن هناك تفسير واضح، لكنها شعرت بأن شيئاً ما لم يكن على ما يرام.
كانت تتحدث مع نفسها بين الحين والآخر، تارة بصوت خافت وتارة في صمت مرير:
_يا إلهي، هل حصل مكروه؟ لماذا تأخرت لاسي؟."
_لماذا لم تأتي بعد؟ الأطفال لا يكذبون أبداً."رغم شعورها بأن الزمن توقف، كانت تدرك أن قلبها ما زال ينبض، وهذا يعني أن الوقت يمضي. حاولت أن تهدئ نفسها:
_اهدئي، تالا... سيكون كل شيء على ما يرام... جاكوب بريء، أنا أعلم ذلك."
فكرت في كلمات الطفلة «ساشا» وشعرت بأن الحقيقة لم تكن بعيدة:
_الشخص السيء اختفى من مسرح الجريمة... هناك غموض، لكن كما تتجمع الغيوم ستنقشع لتكشف الحقيقة."
كانت «تالا» تثق في أن العدالة ستتحقق:
_أنا أعلم أن هناك رباً عادلاً في السماء، سيحكم بالعدل. لم أشك بذلك ولو للحظة."
كانت تلك الأفكار تمنحها بعض العزاء، لكن الألم الداخلي لم يفارقها، وتلك العيون الزرقاء التي كانت تزين وجهها فقدت بريقها، مشيرة إلى عمق ما تشعر به من اضطراب وحيرة.محكمة كراكوف
في تلك اللحظة غير المتوقعة، قلبت السيدة «لاسي» موازين المحكمة بدخولها المفاجئ وهي تحمل الدفتر بين يديها. توجهت بخطوات ثابتة نحو القاضي، وطلبت تسليم الأوراق المهمة بشكل خاص. لم يكن أحد يتوقع هذا التدخل، لكنه جاء في وقت حرج حيث كانت القضية على وشك الانتهاء والحكم يلوح في الأفق ضد السيد «جاكوب».
كان وكيل الدفاع قد استنفد كل حججه، ولم يكن لديه أي دليل مادي يدعم موقف موكله. بدت المحكمة وكأنها تتجه نحو قرار نهائي لصالح الادعاء. حتى «جاكوب» نفسه فقد الأمل، وأصبح المأزق واضحاً للجميع. لكن وصول «لاسي» بالأوراق أضاء بصيصاً من الأمل في تلك اللحظة الحاسمة، وكأن رياحاً ثلجية غيرت مسار السفينة بعيداً عن مصير مرعب.
القاضي، الذي بدت عليه ملامح التعجب، نظر إلى الأوراق وسرعان ما أعلن استئناف الجلسة لليوم التالي ليتمكن من مراجعتها بدقة. كان ذلك بمثابة شريان الحياة لـ «جاكوب» ووكيله، اللذين لم يكن لديهما أي فكرة عما تحتويه تلك الأوراق، لكنهما شعرا بأن تلك الخطوة قد تغير مجرى الأحداث.
أنت تقرأ
فراشة بولندا
Mystery / Thrillerفي هذه الرواية المستوحاة من أحداث حقيقية، يقودنا الكاتب في رحلة استكشافية عميقة إلى عالم، الحـب الــذي لا يـكـتـمـل لا يـنـتـهــي !!