الحلقة السادسة

202 72 116
                                    

فراشـة بولنـدا
الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90


البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰




بدأت أيام العطلة، ومعها تأتي لحظات الفراق والوداع، لكن في طياتها تختبئ الجمال والراحة. إنها فترة للتأمل والاسترخاء حيث يتسنى لكل منا الوقت للتفكير في الأحلام والأهداف بعضنا ينتظر بشغف لرؤية ما ستحمله الأيام القادمة، بينما يجني البعض الآخر ثمار جهودهم التي بذلوها طوال العام.
في ذلك المساء البهيج، امتلأ منزل «أرماند» بالضيوف والزهور والأنغام، بتخرج «تالا» و«لاسي» لم يكن حفل التخرج التقليدي في الجامعة خياراً بالنسبة لهما، فقد فضل السيد "ليساندر" أن يكون الاحتفال في قلب المدينة، حيث الأهل والأصدقاء. "ستكون الاحتفالية هنا، في مدينتنا، حيث نشأتم وترعرعتم، وسنترك حفل الجامعة للآخرين"، قال بصوت يملأه الفخر.
كان الجميع يترقب هذا اليوم بشوق، والسعادة تغمر القلوب بتخرج أبنائهم الأعزاء. ومن بين المحتفى بهم، كانت «تالا» التي لقبت بـ"فراشة بولندا"، تتألق بتفوقها وإنجازاتها التي عمت أرجاء المدينة. وفي تلك الليلة، تجسدت أحلام سنين في لحظات من الفرح والاعتزاز، اجتمع الأهل والأصدقاء في منزل «أرماند»، حيث تم تزيين المكان بعناية فائقة. البالونات الملونة تتراقص على إيقاع النسيم في الحديقة، والورود تنثر عبيرها في كل زاوية، وطاولات الحفل تزدان بأشهى الأطعمة وأروع المشروبات. كان الحفل بمثابة لوحة فنية رائعة، تجمع بين الأدب والشباب، حيث امتزجت ابتسامات الأدباء وطلبة الجامعة بألحان الموسيقى التي انتشرت كالعطر في أرجاء المدينة.
ومع وصول السيد «كايل»، الابن الوحيد للسيد «ليساندر»، ازداد الحفل بهجة وسروراً. فقد عاد «كايل» من بريطانيا بعد ثلاث سنوات قضاها في بعثة دولية، وهو الآن في ربيعه الثاني والثلاثين، لم يتزوج بعد لأسباب سنتعرف عليها لاحقًا. وبقدومه، أضاف فرحاً إلى فرح المدينة، فالحفل انتهى ولكن الأفراح والسعادة لم تنتهي.
وفي هذا الجو المفعم بالحياة، التقت «تالا» بالسيد «كايل»، الذي تعتبره كالأخ الأكبر والصديق الودود.

«تالا» بابتسامة مشرقة:
_أهلاً بالسيد كايل، لقد أضاف قدومك فرحاً إلى المدينة."

«كايل» بامتنان واضح:
_أهلاً بكِ يا عزيزتي تالا، أنا فخور جداً بكِ وبإنجازاتك."

«تالا» ترد بتواضع:
_شكراً لك على كلماتك الطيبة، وأنا أيضاً أهنئك على ما حققته، فأنت بالفعل رجل يافع ومُلهم."

«كايل» يعبر عن شوقه:
_لقد اشتقت لهذه اللحظات معكم، وأتطلع لأوقات أكثر نتشاركها. الآن، عليّ الذهاب، لكننا سنلتقي قريبًا مرة أخرى. مبروك مرة أخرى على الدكتوراه."

«تالا» تختتم بكلمات دافئة:
_وأنا كذلك، يسرني أن نتحدث ونتشارك الأفراح. شكراً لك ولدعمك الدائم."

فراشة بولنداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن