الحلقة الخامسة عشر

67 12 16
                                    

فراشـة بولنـدا
       الكاتب: بهـاء الاسـدي
انستگرام/ b.aa90


البـدايـــة
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰




مستشفى كراكوف

داخل غرفة «تالا» كانت الطفلة «ساشا» تجلس بجانب السرير بهدوء، نظراتها كانت تنم عن قلق لكن في نفس الوقت مليئة بالثقة. بدأت تتحدث بصوت خافت، وكأنها تخشى أن يسمعها أحد:

«ساشا» بنبرة صادقة:
_حسناً، سأخبركِ كل شيء. لكن كما قلت لكِ، لا تخبري والدتي عن ذلك!"

«تالا» بصوت منخفض وهي تحاول طمأنتها:
_أعدكِ بذلك. تكلمي، ما الذي يحدث؟"

نظرت «ساشا» يميناً ويساراً كما لو كانت تخشى أن يراها أحد، ثم تابعت حديثها بصوت خافت:
_لقد كنت مرافقة أمي منذ ثلاث ليالي، أنتظر عودة أبي حتى أتمكن من العودة إلى المنزل والاعتناء بأختي الصغيرة هناك. استيقظت مبكراً بالأمس، ووجدت أمي لا تزال نائمة. جلست أتأمل وجهها الجميل، كان يشبه ضياء الشمس عند الشروق."

قاطعتها «تالا» برفق، محاولة أن تجعل «ساشا» تشعر بالراحة وتواصل حديثها:
_أكملي، أنا أصغي لكِ."

أكملت «ساشا» حديثها بكل عفوية وهي تستعيد اللحظات في ذهنها:
_أسرعت بالخروج إلى الحمام قبل وصول وجبة الإفطار إلى الغرفة حتى لا أزعج أمي من النوم. غادرت الغرفة وأغلقت الباب بهدوء. ثم سمعت صوتاً غريباً قادم من غرفة المجاورة. لا أعرف لماذا، لكن أقدامي تقدمت نحو ذلك الصوت دون أن أفكر. عندما اقتربت من الباب، شعرت بالخوف. كنت أخشى أن يخرج شخص ما ويصرخ في وجهي."

قاطعتها «تالا» بنبرة تتساءل:
_وماذا فعلتي؟"

أجابت «ساشا» بنبرة مرتجفة:
_لقد كنت أنظر من تلك النافذة، شاهدت كل شيء حتى خروج ذلك الرجل النتن. كان مخيفاً جداً، ارتعب جسدي."

سألت «تالا» بنبرة هادئة:
_ماذا فعلتي؟ هل رأيتي وجهه؟"

قالت «ساشا» بنبرة متوترة:
_عدت إلى غرفتي مسرعة، أغلقت الباب بإحكام، وجلست على سريري أنظر إلى الباب برعب وخوف شديد. لم أخرج من غرفتي حتى جاء أبي. نعم، لقد رأيت وجهه، لكن بسبب مظهره المخيف لم أستطع أن أتذكر شيئاً عن ملامح وجهه الآن."

قاطعت «تالا» تطلب المزيد:
_وماذا بعد؟"

أجابت «ساشا» بكل حب واحترام:
_بعدها لم أستطع مغادرة المستشفى. لا أعلم سبب ذلك، كأنني أحمل رسالة يجب إيصالها إلى الشخص المناسب. من ذلك الشخص؟ ومن صاحب تلك الرسالة؟ أنا متأكدة لم يكن مصادفة ذلك المشهد. لقد كنت هناك حتى أكون شاهدة على براءة شخص ما، لكنني خائفة جدًا. لا أعرف لماذا أخبرك بذلك، لكن عندما أتحدث إليك يطمئن قلبي، كأن رسالتي جاءت إلى صاحبها الحقيقي."

قالت «تالا» وهي تحتضن الطفلة «ساشا» لتشعر بالارتياح والاطمئنان:
_حسناً يا صغيرتي، لقد كتبت كل ما تحدثتي به. لا تخافي، أنا دكتورة تعرضت لحادث قبل بضعة أيام. لا أعلم كم لبثت هنا، لكنني متأكدة سأخرج يوماً ما لأنني أشعر بالتحسن. بعد قليل ستأتي صديقتي لاسي لتخبرني عن تلك الليلة بالتفصيل، وهل هناك شاهد آخر. لكن إذا لم يكن هناك شاهد آخر، سنضطر إلى رفع أقوالك إلى مركز كراكوف بدون حضورك أو اسمك."


أجابت «ساشا» وقد انعكست على وجهها عذوبة الثقة: 
_حسناً، يمكنني الوثوق بك. أنتِ بمثابة أختي الكبيرة." 

ردت «تالا» وقد برز على شفتيها ابتسامة دافئة: 
_شكراً لكِ، صغيرتي. هل أنتِ موافقة على ما عرضته عليكِ، يا عزيزتي؟" 

أجابت «ساشا» وبدأ على وجهها ارتباك خفيف: 
"نعم، أنا موافقة. لكنني سأحتاج إلى إخبار أبي بشأن تلك الليلة." 

ردت «تالا» بلهجة هادئة يملؤها الحنان: 
_بالطبع، يمكنك ذلك. لا تترددي في الإخبار بذلك." 

قالت «ساشا» وقد بدأت تلوح بيدها في اتجاه الباب: 
_حسناً، سأخرج الآن. لقد تأخرت على العودة إلى المنزل." 

«تالا» بنبرة ممتنة وابتسامة رقيقة، أضافت: 
_لا تنسي ذلك، غداً سأنتظر زيارتك بشوق." 

قالت «ساشا» وقد ارتسم على وجهها تعبير من الهدوء والثقة: 
_بكل تأكيد."


فراشة بولنداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن